مجمع البحرين - ج ٥

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

( تكك )

التِّكَّةُ : معروفة ، والجمع تِكَكٌ ، مثل سِدْرَة وسِدَرٍ.

وقد جاءت في الحديث.

باب ما أوله الحاء

( حبك )

قوله تعالى ( وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ) [ ٥١ / ٧ ] الْحُبُك بضمتين : طرائق النجوم والماء والشعر ونحوهما.

فيقال : للماء والرمل إذا ضربتهما الريح فصارت فيهما طرائق : قد صارت فيهما حَبَائِك.

والحِبَاكُ والحَبِيكَةُ : الطريقة في الرمل أيضا ونحوه.

وجمع الحِبَاكِ : حُبُكٌ.

وجمع الحَبِيكَةِ : حَبَائِكُ.

وحَبَكَ الثوبَ : إذا أجاد نسجه.

( حرك )

فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ « فِي الْمَالِ الصَّامِتِ الَّذِي يَحُولُ عَلَيْهِ الْحَوْلُ وَإِنْ لَمْ يُحَرَّكْ » أي وإن لم يعمل به شيئا.

والحَرَكَةُ بالتحريك : الاسم من التَّحْرِيكِ ، وهو الانتقال وهو خلاف السكون.

يقال حَرُكَ حَرَكاً وزان شَرُفَ شَرَفاً وكَرُمَ كَرَماً.

والحَرَكَةُ عند المتكلمين : حصول الجسم في مكان بعد حصوله في مكان آخر أعني أنها عبارة عن مجموع الحصولين.

وعند الحكماء : هي الخروج من القوة إلى الفعل على سبيل التدريج.

والحَرَاكُ كسَلَام : الحركة.

يقال : ما به حَرَاكٌ أي حركة.

والمِحْرَاكُ بالكسر : المحراث الذي يحرك به النار.

وغلام حَرِكٌ أي خفيف ذكي.

والحَارِكُ والحَارِكَانِ : ملتقى الكتفين من الفرس والدابة.

وفي الصحاح الحَارِكُ من الفرس :

٢٦١

فروع الكتفين وهو أيضا الكاهل.

( حسك )

فِي الْحَدِيثِ « فَوَقَعَتْ حَسَكَةُ النِّفَاقِ فِي قُلُوبِ الْقَوْمِ » أي عداوة النفاق.

والحَسَكَةُ : الحقد والعداوة.

يقال في قلبه علي حَسَكَةٌ وحَسَاكَةٌ أي ضغن وعداوة.

والحَسَكُ : حَسَكُ السعدان ، وهي عشبة شوكها مدحرج ، الواحدة حَسَكَةٌ

( حشك )

يقال حَشَكَتِ النخلةُ : إذا كثر حملها.

وحَشَكَ القومُ : إذا احتشدوا واجتمعوا.

( حكك )

حَكَكْتُ الشيءَ أَحُكُّهُ حَكّاً من باب قَتَلَ : قشرته.

والحِكَّةُ بالكسر : داء يكون في الجسد.

وفي كتب الطب هي خلط يحدث تحت الجلد ولا يحدث منه مدة بل شيء كالنخالة وهو سريع الزوال.

وفي الصحاح الحِكَّةُ بالكسر : الجرب.

والحَكُ : إمرار الجسم على الجسم.

وفي المثل « ما حَكَ جلدك مثل ظفرك ».

وَفِي الْخَبَرِ « الإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ » أي أثر فيها ورسخ.

يقال ما يَحِيكُ كلامك في فلان أي ما يؤثر.

وما حَكَ في صدري منه شيءٌ أي ما تخالج.

والحُكَاكَةُ بالضم : ما يسقط عن الشيء عند الحك والجذل المُحَكَّكُ : الذي يُنْصَب في العَطَن لِتَحْتَكَ به الإبلُ الجربي.

ويتم الكلام فيه في ( جذل ).

( حلك )

الظلمات الحَوَالِكُ جمع حَالِكَةِ أي الشديدة السواد.

وأسود حَالِكٌ وحانك بمعنى.

والحُلَكَةُ كهُمَزَةِ : دويبة تشبه العظاية.

قال الجوهري : ويقال دويبة تغوص في الرمل.

وفي المصباح الحُلَكَةُ كرُطَبَةٍ : دويبة كأنها سمكة زرقاء تبرق تغوص في الرمل

٢٦٢

كما يغوص طير الماء في الماء ، يشبه بها بنات الجواري للينها.

( حنك )

قوله تعالى ( لَأَحْتَنِكَنَ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً ) [ ١٧ / ٦٢ ] أي لأستولين عليهم ولأستأصلنهم بالإغواء.

وقد تكرر في الحديث ذكر الحَنَكِ وهو إدارة جزء من العمامة تحت الحنك.

والحَنَكُ : ما تحت الذقن من الإنسان وغيره.

أو الأعلى داخل الفم والأسفل في طرف مقدم اللحيين من أسفلهما.

والجمع أَحْنَاكٌ.

واتفقوا على تَحْنِيكِ المولود عند ولادته بتمر.

فإن تعذر فبما في معناه من الحلو فيمضغ حتى يصير مائعا فيوضع في فيه ليصل شيء إلى جوفه.

ويستحب كون المُحَنِّكِ من الصالحين.

وأن يدعو للمولود بالبركة.

ويستحب تَحْنِيكُهُ بالتربة الحسينية والماء كان يدخل ذلك إلى حَنَكِهِ وهو أعلى داخل الفم.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَا أَظُنُّ أَحَداً يُحَنَّكُ بِمَاءِ الْفُرَاتِ إِلَّا أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ».

ويجمع الحَنَكُ من الإنسان على أَحْنَاكٍ مثل سَبَبٍ وأَسْبَابٍ

( حوك )

فِي الْحَدِيثِ « الْحَوْكُ يُفَتِّحُ السداد [ السُّدَدَ ] وَبَقْلَةُ الْأَنْبِيَاءِ ».

الحَوْكُ : الباذروج والبقلة الحَمْقَى.

والسداد [ السُّدَد ] جمع سُدَّةٍ وهو انسداد العروق.

وحَاكَ الرجلُ الثوبَ من باب قال : نسجه.

والحِيَاكَةُ بالكسر : الصناعة.

وَذُكِرَ الْحَائِكُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام وَأَنَّهُ مَلْعُونٌ فَقَالَ عليه السلام : « إِنَّمَا ذَلِكَ الَّذِي يَحُوكُ الْكَذِبَ عَلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ».

٢٦٣

باب ما أوله الدال

( درك )

قوله تعالى ( إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) [ ٤ / ١٤٤ ] الدَّرَكُ بالتحريك : الطبق الأسفل.

وذلك لأن للنار سبع دَرَكَاتٍ سميت بذلك لأنها مُتَدَارِكَةٌ متتابعة بعضها فوق بعض.

ويقال الدَّرَكُ الأسفل : توابيت من حديد مبهمة عليهم لا أبواب لها.

قال الشيخ أبو علي رحمه‌الله : أصل الدَّرَكِ : الحبل الذي يوصل بها الرشا ويعلق به الدلو.

ثم لما كان في النار سفال من جهة الصورة والمعنى قيل له ذلك.

والمعنى أن النار طبقات ودَرَكَات كما أن الجنة درجات.

فيكون المنافق في أسفل طبقة منها لقبح فعله.

والدَّرَكُ بالتحريك وقد يسكن : واحد الأَدْرَاكِ وهو منازل في النار.

قوله ( بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ) [ ٢٧ / ٦٦ ] أي تَدَارَكَ أي انتهى وتكامل.

ويقال ادَّارَكَ علمُهُم في الآخرة أي فني فلا علم لهم في الآخرة.

ويقال ( ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ) أي تتابع واستحكم يعني أسباب استحكام علمهم في الآخرة وتكامله بأن القيامة كائنة لا ريب فيها قد حصلت لهم ومكثوا فيها وفي معرفتها.

قوله ( ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً ) [ ٧ / ٣٨ ] أي اجتمعوا فيها.

قوله ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ ) [ ٦ / ١٠٣ ] أي لا تراه الأبصار وهو يراها ( وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) [ ٦ / ١٠٣ ].

والدَّرَكُ بالتحريك ويسكن أيضا : اللحاق والتبعة.

ومنه الدُّعَاءِ « وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ » والشقاء بالفتح والمد : الشقاوة التي هي خلاف السعادة.

٢٦٤

ومنه قَوْلُهُ « مَا لِحَقِّكَ مِنْ دَرَكٍ فَعَلَيَّ خَلَاصُهُ » أي تبعة.

والإِدْرَاكُ : اللحوق.

يقال : مشيت حتى أَدْرَكْتُهُ أي لحقته.

ومنه الْحَدِيثُ « أَدْرَكْتَ خَيْراً مِنِّي وَمِنْكَ لَا يَخْتَضِبُ ».

ومِنْهُ « لَوْ أَدْرَكْتُ عِكْرِمَةَ لَنَفَعْتُهُ ».

وفِيهِ « قَدْ يَكُونُ الْيَأْسُ إِدْرَاكاً وَالطَّمَعُ هَلَاكاً ».

و « عشت حتى أَدْرَكْتُ الإجابةَ » أي لحقتها.

واسْتَدْرَكْتُ ما فات وتَدَارَكْتُهُ بمعنى.

والدَّرَّاكُ : كثير الإِدْرَاك.

وطعن دِرَاكٌ أي بالغ في النهاية.

والمُدْرَكُ بضم الميم يكون مصدرا واسم زمان ومكان ـ قاله في المصباح.

تقول أَدْرَكْتُهُ مُدْرَكاً أي إدراكا.

وهذا مُدْرَكَةٌ أي موضع إدراكه.

ومَدَارِكُ الشرع : مواضع طلب الأحكام وهي حيث يستدل بالنصوص ونحوها من مَدَارِكِ الشرع.

والله تعالى مُدْرِكٌ أي عالم بالمدركات.

والإِدْرَاكُ هو اطلاع الحيوان على الأمور الخارجية بواسطة الحواس.

وهو زائد على العلم في حقنا لا في حق الحق تعالى.

لأنا نعلم قطعا بحرارة النار ونحسُّ بأمر زائد عند المباشرة.

وذلك إنما هو بواسطة الحواس.

والباري تعالى لما كان منزها عن الحواس التي هي من صفات الأجسام لم يبق من معناه إلا علمه بالمدركات كعلمه بالصوت الذي يدركه السمع ونحو ذلك

( درنك )

فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ « صَلَّيْنَا مَعَهُ عَلَى دُرْنُوكٍ ».

وَفِي حَدِيثِهِ صلى الله عليه واله « لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ أَخَذَ بِيَدِي جَبْرَئِيلُ فَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ وَأَجْلَسَنِي عَلَى دُرْنُوكٍ مِنْ دَرَانِيكِ الْجَنَّةِ ».

الدُّرْنُوكُ بضم الدال أشهر من فتحها ونون مضمومة أيضا : ستر له خمل.

ويقال ضرب من البسط يشبه به فروة البعير.

٢٦٥

وجمعه : دَرَانِيكُ.

( دعك )

الدَّعْكُ مثل الدلك.

وتَدَاعَكَ الرجلانِ في الحرب أي تمارسا.

( دكك )

قوله تعالى ( إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ) [ ٨٩ / ٢١ ] أي كسر كل شيء على ظهرها من جبل أو شجر أو بناء حين زلزلت فلم يبق عليها شيء.

يفعل ذلك مرة بعد مرة.

كذا ذكر الشيخ أبو علي.

وقال غيره : ( دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا ) أي دقت جبالها وأنشازها حتى استوت مع وجه الأرض.

ومنه ناقة دَكَّاءُ : إذا كانت مفترشة السنام.

وأرض دَكَّاءُ أي ملساء.

( جَعَلَهُ دَكَّاءَ ) [ ١٨ / ٩٨ ] أي مَدْكُوكاً.

قيل يحتمل أن يكون مصدرا لأنه حين قال ( جَعَلَهُ دَكَّاءَ ) فكأنه قال دَكَّهُ فقال دَكّاً.

ويحتمل أن يكون جعله ذا دَكٍ فحذف المضاف.

قال الجوهري : وقد قرئ بالمد أي جعله أرضا دَكَّاءَ فحذف.

ودَكَكْتُ الشيءَ : إذا ضربته وكسرته حتى سويته بالأرض.

ومنه قوله تعالى ( فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً ) [ ٦٩ / ١٤ ] وتَدَاكَ عليه الناسُ أي اجتمعوا.

وَفِي الْحَدِيثِ « وَتَدَاكَكْتُمْ » أي ازدحمتم.

وتَدَكْدَكَتِ الجبالُ أي صارت دكا.

والدُّكَّةُ : المكان المرتفع الذي يقعد عليه.

والجمع دُكَكٌ كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ.

والدُّكَّانُ مثله.

( دلك )

قوله تعالى ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ) [ ١٧ / ٧٨ ] أي لزوالها وميلها.

يقال دَلَكَتِ الشمسُ والنجومُ من باب قَعَدَ دُلُوكاً : إذا زالت ومالت عن الاستواء.

قال الجوهري : ويقال دُلُوكُهَا

٢٦٦

غروبها.

وهو خلاف ما صح عَنْ الْبَاقِرِ عليه السلام مِنْ « أَنَ دُلُوكَ الشَّمْسِ زَوَالُهَا ».

قال بعض العارفين : وكأنهم إنما سموه بذلك لأنهم كانوا إذا نظروا لمعرفة انتصاف النهار دَلَكُوا أعينهم بأيديهم فالإضافة لأدنى ملابسة.

والدَّلُوكُ كرَسُول : كل شيء يُدْلَكُ به من طيب وغيره.

وتَدَلَّكَ الرجلُ أي غسل جسده عند الاغتسال.

وَفِي الْحَدِيثِ « سَأَلْتُهُ عَنِ الدَّلْكِ فَقَالَ نَاكِحُ نَفْسِهِ لَا شَيْءَ عَلَيْهِ ».

( دمك )

فِي الْحَدِيثِ « مِنْ حَمَلَ مُؤْمِناً عَلَى شِسْعِ نَعْلٍ حَمَلَهُ اللهُ عَلَى نَاقَةٍ دَمْكَاءَ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ » دَمْكَاء أي سريعة المر.

والدَّمْكُ : أسرع عدو الأرنب.

والدَّمُوكُ : البكرة السريعة.

وكذلك كل شيء سريع المر.

ورحى دَمُوكٌ : سريعة الطحن.

ودَوَامِكُ الدهر : دواهيه.

( دوك )

فِي حَدِيثِ خَيْبَرَ « لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلاً يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَيُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ ».

أي يخوضون ويمرجون فيمن يدفعها إليه.

وَمِنْهُ « وَقَعَ النَّاسُ فِي دَوْكَةٍ ».

أي في خوض واختلاط.

( ديك )

الدِّيكُ معروف.

والدِّيَكَةُ بفتح التحتانية : جمعه كقِرَدٍ وقِرَدَةٍ.

ويجمع على دُيُوكٍ أيضا.

وَعَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ « الدِّيكُ يَقُولُ اذْكُرُوا اللهَ يَا غَافِلُونَ ».

وَرُوِيَ عَنْهُ صلى الله عليه واله « أَنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَكاً دِيكاً أَبْيَضَ جَنَاحَاهُ مُوَشَّيَانِ بِالزَّبَرْجَدِ وَالْيَاقُوتِ وَاللُّؤْلُؤِ لَهُ جَنَاحٌ بِالْمَشْرِقِ وَجَنَاحٌ بِالْمَغْرِبِ وَرَأْسُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ وَقَوَائِمُهُ فِي الْهَوَاءِ يُؤَذِّنُ فِي كُلِّ سَحَرٍ فَتَسْمَعُ تِلْكَ الصَّيْحَةَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلُ الْأَرْضِ ».

ودِيكُ الجنِّ : دويبة توجد في البساتين

٢٦٧

وكنيته أبو اليقظان.

ودِيكُ الجن : لقب محمد بن عبد السلام الحطبي الشاعر المشهور من شعراء الدولة العباسية (١).

كان يتشيع تشيعا حسنا.

وله مراث في الحسين عليه السلام.

وكان مزاحا خليعا عاكفا على اللهو والقصف.

توفي أيام المتوكل.

باب ما أوله الراء

( رتبك )

ارْتَبَكَ الرجلُ في الأمر أي نشب فيه ولم يكد يخلص منه ـ قاله الجوهري.

ومنه « ارْتَبَكَ في الهلكات ».

( رتك )

الرَّتْكُ : السريع السير.

( ركك )

رَكَ الشيءُ : دق وضعف.

والرَّكِيكُ : الضعيف ـ قاله الجوهري.

واسْتَرَكَّهُ : استضعفه.

وَفِي الْخَبَرِ « إِنَّهُ لَعَنَ الرَّكَّاكَةَ » بتشديد الكاف.

وفسر بالذي لا يغار على أهله.

سماه رَكَّاكَةً على المبالغة في وصفه بِالرَّكَاكَةِ وهي الضعف.

يقال رجل رَكِيكٌ ورَكَّاكَةٌ : إذا

__________________

(١) قال جرجي زيدان : اسمه عبد السلام بن رغبان ، وأصله من أهل مؤتة وقيل سلمية وهو شاعر مجيد يذهب مذهب أبي تمام والشاميين في شعره وكان مقيما في حمص ولم يبرح نواحي الشام ولا وفد إلى العراق ولا إلى غيره منتجعا بشعره ولا متصديا لأحد وهذا نادر في شعراء ذلك العصر.

تاريخ آداب اللغة العربية ج ٢ ص ٩٦.

٢٦٨

استضعفته النساء ولم تهبه.

والهاء فيه للمبالغة.

( رمك )

فِي الْحَدِيثِ « سَأَلْتُهُ عَنِ الْحَمِيرِ تَنْزِيهاً عَلَى الرَّمَكِ لِتُنْتَجَ الْبِغَالَ أَيَحِلُّ ذَلِكَ؟ قَالَ : نَعَمْ ».

الرَّمَكُ والرَّمَكَةُ بالتحريك فيهما : الأنثى من البراذين.

والجمع رِمَاكٌ كرَقَبَةٍ ورِقَابٍ ورَمَكَاتٌ وأَرَامِكُ أيضا.

وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ « وَأَنَا عَلَى جَمَلٍ أَرْمَكَ ».

وهو الذي في لونه كدرة.

وناقة رَمْكَاءُ كذلك.

ورَمَكَ في المكان يَرْمُكُ رُمُوكاً : إذا أقام به.

ويَرْمُوكُ : موضع بناحية الشام (١).

ومنه « يوم اليَرْمُوكِ ».

( رهك )

يقال مر فلان يَتَرَهْوَكُ كأنه يموج في مشيته ـ قاله الجوهري.

باب ما أوله السين

( سبك )

فِي الْحَدِيثِ « لَيْسَ فِي السَّبَائِكِ زَكَاةٌ ».

أراد بها سَبَائِكُ الذهب والفضة ، واحدها سَبِيكَةٌ.

وربما أطلقت على كل قطعة متداولة من أي معدن كان.

وسَبَكْتُ الفضةَ وغيرَها أَسْبُكُهَا سَبْكاً من باب قتل : أذبتها.

وسَبِيكَةُ النوبية : أم الجواد عليه السلام.

__________________

(١) اليرموك : نهر من سواعد الأردن ، يجري أولا قرب الحدود بين سوريا وفلسطين ، ثم ينحدر جنوبا إلى فلسطين يصب جنوبي الحولة عنده تواقع العرب والبيزنطيون في وقعةاليرموك الشهيرة ، وانتصر المسلمون على الروم فكانت طليعة فتوحاتهم.

٢٦٩

قيل كان اسمها خيزران.

وروي أنها كانت من أهل بيت مارية أم إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وآله.

والسُّنْبُكُ كقُنْفُذ : طرف مقدم الحافر وهو معرب والجمع سَنَابِكُ.

ومنه الْحَدِيثُ « مَنِ امْتَرَى فِي الدِّينِ وَطَأَتْهُ سَنَابِكُ الشَّيَاطِينِ » وهو مبني على الاستعارة.

( سفك )

قوله ( لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ ) [ ٢ / ٨٤ ] أي تصبون.

وسَفَكَ الدمَ : صبه وأهرقه.

يقال سَفَكْتُ الدمَ والدمعَ من باب ضرب.

وفي لغة من باب قتل أَسْفِكُهُ سَفْكاً أي هرقته.

والسَّفْكُ : الإراقة والإجراء لكل مائع.

وكأنه بالدم أخص.

وَفِي الدُّعَاءِ « وَأَمْطَرَتْ بِقُدْرَتِكَ الغيوم السَّوَافِكُ ».

أي التي تصب صبا وتهرق إهراقا.

( سكرك )

السُّكُرْكَةُ بضم السين والكاف وسكون الراء : نوع من الخمور يتخذ من الذرة.

وقال الجوهري : هي خمر الحبش ـ وهي لفظة حبشية.

( سكك )

فِي الْحَدِيثِ « أَخَذَتْ سَكّاً مِنْ سَكِ الْمَقَامِ ».

السَّكُ بالفتح : المسمار.

والجمع السِّكَاكُ.

ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « إِنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرٍ غَيْرِ مَسْكُوكٍ » أي غير مسمر بمسامير من حديد.

وسَكَائِكُ الهواء جمع سُكَاكٍ وهو ما بين السماء والأرض.

والسُّكُ بالضم : نوع من الطيب عربي.

والأَسَكُ : الذي لا أذن له.

ومنه « مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله بِجَدْيٍ أَسَكَ مُلْقًى عَلَى مَزْبَلَةٍ » أي مقطوع الأذنين.

وَفِي الْخَبَرِ « خَيْرُ الْمَالِ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ وَمُهْرَةٌ مَأْمُورَةً » وفسرت السِّكَّةُ بالطريقة المستوية المصطفية من النخل.

٢٧٠

والمأبورة التي قد لقحت.

ويقال السِّكَّةُ سكة الحرث.

والمأبورة : المصلحة له يريد خير المال نتاج أو زرع.

والسِّكَّةُ بالكسر : الحديدة التي يحرث بها الأرض.

والسِّكَّةُ : الزقاق.

والسِّكَّةُ سكة الدراهم المنقوشة.

والسَّكَّاءُ من الشياه التي لا أذن لها.

والشرقاء التي لها أذن وإن كانت مشقوقة.

( سلك )

قوله تعالى ( ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ) [ ٧٤ / ٤٢ ] أي أدخلكم فيها.

قوله ( كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ) [ ١٥ / ١٢ ].

قال المفسر : الضمير في ( نَسْلُكُهُ ) للذكر من سَلَكْتُ الخيطَ في الإبرة.

وأَسْلَكْتُهُ فيها أي أدخلته فيها ونظمته.

والمعنى أنه يلقيه في قلوبهم مكذبا به غير مقبول.

قوله تعالى ( اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ ) [ ٢٨ / ٣٢ ] أي أدخلها فيه.

قوله ( فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ ) [ ٦٩ / ٣٢ ] أي فَاسْلُكُوهُ في السلسلة بأن تلوي على جسده حتى تلتف عليه أثناءها ، وهو فيما بينها مرهق مضيق عليه ، لا يقدر على حركة.

وجعلها سبعين ذراعا وصف لها بالطول ، لأنها إذا طالت كان الإرهاق أشد.

وسَلَكْتُ الطريقَ من باب قعد : ذهبت فيه.

ويتعدى بنفسه وبالباء أيضا.

( سمك )

قوله تعالى ( رَفَعَ سَمْكَها ) [ ٧٩ / ٢٨ ] أي بناءها.

وسَمَكَ اللهُ السماءَ سَمْكاً : رفعها.

والسَّمْكُ من أعلى البيت إلى أسفل ـ قاله في القاموس.

والمَسْمُوكَاتُ : السماوات السبع.

والسَّامِكُ : العالي المرتفع.

وسَمْكُ البيت : سقفه.

٢٧١

ومسجد سِمَاك هو أحد المساجد الملعونة في الكوفة.

والسِّمَاكَانِ : السِّمَاكُ الأعزل وهو الكوكب في برج الميزان ، وطلوعه يكون مع الصبح لخمس يخلون من تشرين الأول حينئذ يبتدئ البرد.

والسِّمَاكُ الرامح.

ويقال : إنهما رجلا الأسد.

والمِسْمَاكُ : عود يكون في الخباء يُسْمَكُ به البيت.

والسَّمَكُ بالتحريك من خلق الماء معروف وأنواعه كثيرة ، الواحدة سَمَكَةٌ.

وجمع السَّمَكِ سِمَاكٌ وسُمُوكٌ.

وَفِي حَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عليه السلام قَالَ « قَالَ عليه السلام إِيَّاكُمْ وَأَكْلَ السَّمَكِ ، فَإِنَ السَّمَكَ يَسُلُّ الْجِسْمَ ».

( سهك )

فِي الْحَدِيثِ « الْحِنَّاءُ يَذْهَبُ بِالسَّهَكِ ، وَيَزِيدُ فِي مَاءِ الْوَجْهِ ».

هو بالتحريك : ريح السمك ، وصدأ الحديد.

والسَّهَكُ مصدر من باب تَعِبَ : ريح كريهة توجد من الإنسان إذا عرق.

ومن كلامهم يدي من السمك سَهِكَةٌ ، ومن اللبن وضرة ، ومن اللحم غمرة.

( سوك )

فِي الْحَدِيثِ « السِّوَاكُ مُطَهَّرٍ لِلْفَمِ ».

السِّوَاكُ ككِتَاب : ما يدلك به الأسنان من العيدان.

وقال بعض الأعلام : السِّوَاكُ دلك الأسنان بعود أو خرقة أو إصبع ونحوها وأفضله الغصن الأخضر وأكمله الأراك.

والمِسْوَاكُ مثله.

وسُكْتُ الشيءَ أَسُوكُهُ من باب قال : دلكته

وَفِي الْحَدِيثِ « الِاسْتِيَاكُ بِمَاءِ الْوَرْدِ ».

وكان الباء للمصاحبة.

وظاهره جواز صحة استعماله في المضمضة المستحبة.

ودونها خرط القتاد.

ولعل الإضافة لأدنى ملابسة.

وفي بعض النسخ الاستيال باللام بدل الكاف.

وعليها الاستيال بمعنى التسول وهو التزين مطاوع للتسويل وهو تحسين الشيء وتزيينه.

٢٧٢

يعني به هنا الأغسال التي هي للنظافة والتزيين كغسل الجمعة والإحرام.

قال : وأما بالكاف بمعنى التمصمص بالمهملتين ، ومعناه الاغتسال من الدنس للتنظيف والتطهير.

وأصله من مصمص إناه : إذا غسله وجعل فيه الماء وحركه.

وأما جعله بمعنى التمضمض بالمعجمتين من مضمضة الوضوء لمناسبة السواك كما تكلفه فرق من المتكلفين فمن ضعف التحصيل وقلة البضاعة ـ انتهى.

وهو كما ترى.

ويقال سوك فاه تسويكا.

وإذا قلت استاك أو تسوك لم تذكر الفم.

باب ما أوله الشين

( شبك )

فِي الْحَدِيثِ « لَا تُشَبِّكْ أَصَابِعَكَ ».

الشَّبْكُ : الخلط والتداخل.

ومنه تَشْبِيكُ الأصابعِ.

واشْتِبَاكُ النجومِ : كثرتها وانتظامها وتقارب بعضها من بعض واشْتَبَكَتِ النجومُ أي ظهرت جميعها واختلط بعضها مع بعض لكثرة ما ظهر منها.

ورجل شَبَّكَتْهُ الريحُ ، كأن المعنى تداخلت فيه واختلطت في بدنه وأعضائه.

وتَشَبَّكَتِ الأمورُ : اختلطت.

والشُّبَّاكَةُ : واحدة الشَّبَابِيكِ وهي المُشَبَّكَةُ من حديد.

وبينهم شُبْكَةُ نسب وزان غُرْفَة أي قرابة.

وشَبَكَةُ الصائد جمعها شِبَاكٌ وشَبَكٌ وشَبَكَات.

( شذك )

فِي الْحَدِيثِ « سَأَلْتُهُ عَنِ الشَّاذَكُونَةِ يُصِيبُهَا الِاحْتِلَامُ ».

هي بالفتح ثياب غلاظ مضربة تعمل باليمن.

٢٧٣

وقيل إنها حصير صغير يتخذ للافتراش ولم نقف على مأخذه.

( شرك )

قوله تعالى ( فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ) [ ١٠ / ٧١ ] قرىء بالضم عطفا على الضمير المتصل.

وجاز من غير تأكيده بالمنفصل لقيام الفاصل مقامه في طول الكلام.

كما يقال اضرب زيدا وعمرو.

قوله حكاية عن إبليس ( إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ) [ ١٤ / ٢٢ ].

قال المفسر : ما في ( بِما أَشْرَكْتُمُونِ ) مصدرية ، يعني كفرت اليوم بِإِشْرَاكِكُمْ من قبل هذا اليوم في الدنيا.

ومعنى كفره بإشراكهم إياه : تبريه منه واستنكاره.

وقيل : تعلق ( مِنْ قَبْلُ ) بـ ( كَفَرْتُ ) ، وما موصولة ، أي كفرت من قبل حين أبيت السجود لآدم بالذي أَشْرَكْتُمُوهُ وهو الله تعالى.

تقول شَرِكْتُ زيدا.

ثم تقول أَشْرَكَنِيهِ فلانٌ أي جعلني له شَرِيكاً.

وهذا آخر قول إبليس.

قوله ( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) [ ١٧ / ٦٤ ] في الأموال حملهم على تحصيلها وجمعها من الحرام ، وصرفها فيما لا يجوز وبعثهم على الخروج على إنفاقها عن حد الاعتدال.

إما بالإسراف أو التبذير أو البخل أو التقصير وأمثال ذلك.

وأما في الأولاد فحثهم على التوصل إليها بالأسباب المحرمة من الزنا ونحوه.

أو حملهم على تسميتهم إياهم بعبد العزى وبعبد اللات.

أو تضليل الأولاد بما يحمل على الأديان الزائفة والأفعال القبيحة.

كذا قرره بعض المفسرين.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِذَا دَنَا الرَّجُلُ مِنَ الْمَرْأَةِ وَجَلَسَ مَجْلِسَهُ حَضَرَ الشَّيْطَانُ فَإِنْ هُوَ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ تَنَحَّى الشَّيْطَانُ عَنْهُ ، وَإِنْ فَعَلَ وَلَمْ يُسَمِّ أَدْخَلَ الشَّيْطَانُ ذَكَرَهُ فَكَانَ الْعَمَلُ مِنْهُمَا جَمِيعاً وَالنُّطْفَةُ وَاحِدَةً ».

قَالَ الرَّاوِي : قُلْتُ بِأَيِّ شَيْءٍ يُعْرَفُ

٢٧٤

هَذَا؟

فَقَالَ : بِحُبِّنَا وَبِبُغْضِنَا.

قيل وفي الحديث ما يعضد ما قاله المتكلمون من أن الشياطين أجسام شفافة تقدر على الولوج في بواطن الحيوانات وتمكنها من التشكل بأي شكل شاءت.

وبهذا يضعف ما قاله بعض الفلاسفة من أنها النفوس الأرضية المدبرة للعناصر أو النفوس الناطقة الشريرة المتعلقة بالأبدان فتمدها وتعينها على الشر والفساد.

قوله ( جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما ) [ ٧ / ١٩٠ ] أي جعلا له شركاء في الاسم على حذف مضاف.

وكذلك ( فِيما آتاهُما ) أي فيما أتى أولادهما.

وقد دل على ذلك قوله تعالى ( فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) [ ٧ / ١٩٠ ] حيث جمع الضمير.

ومعنى إِشْرَاكِهِمْ : تسمية أولادهم عبد العزى وعبد مناة وعبد يغوث وما أشبه ذلك.

كذا في غريب القرآن.

وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ « هُوَ شِرْكُ الشَّيْطَانِ » قيل المصدر بمعنى اسم المفعول أو اسم الفاعل أي مُشَارِكاً فيه مع الشيطان وَفِيهِ « مِنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ » أي كفر حيث جعل ما لا يحلف فيه محلوفا به كاسم الله تعالى.

وَفِيهِ « الشِّرْكُ أَخْفَى فِي أُمَّتِي مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ».

يريد به الرياء في العمل فكأنه أشرك في عمله غير الله تعالى.

وَفِيهِ « أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ ».

أي ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله.

ويروى بفتح الشين والراء أي ما يفتن به الناس من حبائله ومصائده.

وَفِيهِ « النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ : الْمَاءِ ، وَالْكَلَإِ ، وَالنَّارِ ».

قيل : أراد بالماء : ماء السماء والعيون والأنهار التي لا مالك لها.

وأراد بالكلإ : المباح الذي لا يختص به أحد.

وأراد بالنار : الشجر الذي يحتطبه الناس من المباح.

٢٧٥

والشِّرَاكُ بكسر الشين : أحد سيور النعل التي يكون على وجهها توثق به الرجل.

ومنه الْحَدِيثُ « وَلَا تُدْخِلْ يَدَكَ تَحْتَ الشِّرَاكِ » أي شِرَاكُ النعل.

ومنه « الْحَدِيثُ » تُصَلِّي الْجُمُعَةَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ قَدْرَ شِرَاكٍ.

يعني إذا استبان الفيء في أصل الحائط من الجانب الشرقي عند الزوال فصار في رؤية العين قدر الشراك.

وهذا أقل ما يعلم به الزوال وليس بتحديد.

والظل يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة.

وإنما يتبين ذلك في مثل مكة من البلاد التي يقل فيها الظل.

والشَّرَكُ بالتحريك : حبالة الصائد والجمع أَشْرَاكٌ مثل سبب وأسباب.

وشَرِيكٌ يجمع على شُرَكَاءَ وأَشْرَاكٌ كشريف وشرفاء وأَشْرَاف.

والمرأة شَرِيكَةٌ ، والنساء شَرَائِكُ.

وشَارَكْتُ فلاناً : إذا صرت شريكه.

واشْتَرَكْنَا وتَشَارَكْنَا في كذا.

وشَرِكْتُهُ في البيع والميراث من باب تَعِبَ شَرِكاً وشَرِكَةً وزان كلم وكلمة بفتح الأول وكسر الثاني : إذا صرت له شريكا.

وأَشْرَكْتُهُ في البيع بالألف : إذا جعلته لك شريكا.

والشَّرِكَةُ بفتح الشين وكسر الراء ، وحكي فيها كسر الشين وسكون الراء.

ومنه كتاب « الشَّرِكَة ».

وشُرَيْكٌ على وزن شُرَيْح في الظاهر من النسخ مع احتمال عدمه : أحد قضاة الجور.

( شكك )

قوله تعالى ( أَفِي اللهِ شَكٌ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) [ ١٤ / ١٠ ] الشَّكُ الارتياب وهو خلاف اليقين.

ويستعمل فعله لازما ومتعديا.

كذا نقل عن أئمة اللغة.

فقولهم : خلاف اليقين ، يشتمل

٢٧٦

التردد بين الشيئين سواء استوى طرفاه أم رجح أحدهما على الآخر.

قال تعالى ( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ ) [ ١٠ / ٩٤ ].

قال المفسرون : أي غير متيقن وهو يعم الحالتين.

وقد استعمل الفقهاء الشَّكَ في الحالتين على وفق اللغة ، كقولهم : من شَكَ في الطلاق ومن شَكَ في الصلاة أي من لم يستيقن ، سواء رجح أحد الجانبين على الآخر أم لا.

وكذلك قولهم من تيقن الطهارة وشَكَ في الحدث ، وعكسه أنه يبني على اليقين.

قوله ( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍ ) [ ١٠ / ٩٤ ] قال المفسر : معناه فإن وقع لك شَكٌ فرضا وتقديرا فاسأل علماء أهل الكتاب فإنهم يحيطون علما بصحة ما أنزل إليك

وَعَنِ الصادق عليه السلام « لَمْ يَشُكَ وَلَمْ يَسْأَلْ ».

وقيل خوطب رسول الله صلى الله عليه واله والمراد أمته.

والمعنى فإن كنتم في شك مما أنزلنا إليكم.

وقيل الخطاب للسامع ممن يجوز عليه الشك.

وقيل إن للنفي أي فما كنت في شك.

وَفِي الْحَدِيثِ « يُشَكِّكُنِيَ الشَّيْطَانُ ».

أي يوقعني في الشك.

وَفِيهِ « لَا يَلْتَفِتُ إِلَى الشَّكِّ إِلَّا أَنْ يَسْتَيْقِنَ ».

وقد شَكَكْتُ في كذا وتَشَكَّكْتُ وشَكَّكَنِي فيه فلان وشَكَكْتُهُ في الرمح أي خرقته.

وكل شيء ضَمَمْتَه فقد شَكَكْتَهُ.

( شمشك )

الشُّمِشْكُ بضم الشين وكسر الميم.

وقيل إنه المشاية البغدادية.

وليس فيه نص من أهل اللغة.

( شوك )

قوله تعالى ( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) [ ٨ / ٧ ] الشَّوْكَةُ شدة البأس والحدة في السلاح.

٢٧٧

يقال شَاكَ الرجل من باب خاف : ظهرت شَوْكَتُهُ وحدته.

فهو شَائِكُ السلاح وشَاكِي السلاح على القلب.

ورجل شَاكٌ في السلاح وهو اللابس السلاح التام فيه.

قال المفسر : المراد بـ ( إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ) : العير أو النفير.

و ( غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ ) هي العير فودوا أنها التي تكون لهم.

ولذلك قصة في وقعة بدر.

والشَّوْكَةُ بالفتح : واحدة الشَّوْك.

وشجر شَائِكٌ أي ذو شَوْكٍ.

وشجرة مُشْوِكَةٌ أي كثيرة الشَّوْكِ.

وشَاكَتْنِي الشَّوْكَةُ تَشُوكُنِي من باب قال : إذا دخلت في جسده.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام مَعَ قَوْمِهِ « أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ بِكُمْ وَأَنْتُمْ دَائِي كَنَاقِشِ الشَّوْكَةِ بِالشَّوْكَةِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ ضَلْعَهَا مَعَهَا » (١).

قال بعض الشارحين : قوله كناقش الشوكة بالشوكة كالمثل يضرب لمن يستعان به ومثله مع المستعان عليه.

والضلع بفتح الضاد وسكون اللام : الميل.

وأصله أن الشوكة لمماثلتها أختها ربما انكسرت في عضو الإنسان معها.

فكأنه يقول : كيف أستعين ببعضكم على بعض مع اتحاد طلبكم وميل بعضكم إلى بعض.

وشَوْكَةُ العقرب : إبرتها.

وشَوْكَةُ الحائك : التي يسوى بها السداة واللحمة ، وهي الصيصية.

__________________

(١) نهج البلاغة ١ / ٢٣٣.

٢٧٨

باب ما أوله الصاد

( صعلك )

فِي الْحَدِيثَ « خَانَ الصَّعَالِيكُ ».

الصُّعْلُوكُ : الفقير الذي لا مال له.

والصَّعَالِيكُ جمعه.

وصَعَالِيكُ المهاجرين : فقراؤهم.

وعروة الصَّعَالِيكِ هو ابن الورد لأنه كان يجمع الفقراء في حضيرة فيرزقهم مما يغنمه.

والتَّصَعْلُكُ : الفقر.

( صكك )

قوله تعالى ( فَصَكَّتْ وَجْهَها ) [ ٥١ / ٢٩ ] أي ضربته بجميع أصابعها بيد مبسوطة.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَا مِنْ رَجُلٍ يَشْهَدُ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى رَجُلٍ مُسْلِمٍ إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ مَكَانَهُ صَكّاً مِنَ النَّارِ ».

الصَّكُ بتشديد الكاف : كتاب كالسجل يكتب في المعاملات.

نقل أن الرؤساء في القديم كانوا يكتبون كتبا في عطاياهم لرعيتهم على شيء من الورق فيبيعونها معجلة قبل قبضها فجاء في الشرع النهي عن ذلك لعدم القبض.

وجمع الصَّكّ : صِكَاكٌ كبحر وبِحار.

ومنه حَدِيثُ مَلَكِ الْمَوْتِ وَقَدْ سُئِلَ هَلْ تَعْلَمُ نَفْسَ مَنْ تَقْبِضُ؟ « قَالَ : لَا ، إِنَّمَا هِيَ صِكَاكٌ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ : اقْبِضْ نَفْسَ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ ».

ومِنْهُ « نَهَى عَنْ بَيْعِ صَكِ الْوَرَقِ حَتَّى يُقْبَضَ ».

والصَّكُ : الضرب.

ومنه الْحَدِيثُ « فَجَاءَتِ الرِّيحُ بِبَوْلِهِ فَصَكَّتْ وُجُوهَنَا وَثِيَابَنَا » أي ضربتْهما.

وصَكَ الباب : أطبقه.

والصَّكَكُ : أن تضرب إحدى الركبتين الأخرى عند العدو فيؤثر فيهما.

٢٧٩

باب ما أوله الضاد

( ضحك )

قوله تعالى ( هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى ) [ ٥٣ / ٤٣ ] أي خلق قوتَي الضِّحْكِ والبكاء من السرور والحزن.

وقيل إطلاق الضِّحْكِ على الله يراد به لازمه وهو الرضا.

وقيل أَضْحَكَ الأشجار بالأنوار ، وأبكى السحاب بالأمطار.

قوله ( وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ ) [ ١١ / ٧١ ] أي حاضت.

وعن الفراء : الكلام مقدم ومؤخر أي بشرناها بإسحاق فَضَحِكَتْ.

والضِّحْكُ : ظهور الأسنان عند أمر عجيب.

وضَحِكَ يَضْحَكُ ضِحْكاً.

وفيه أربع لغات ـ قاله الجوهري.

ورجل ضُحَكَةٌ كهُمَزَة : كثير الضحك بين الناس.

وضُحْكَة وزان غُرفة : يُكْثِر الناسُ الضحكَ منه.

والضَّاحِكَةُ : السن التي بين الأنياب والأضراس وهي أربع.

والجمع ضَوَاحِكُ.

وضَحِكَ به مثل علم : إذا سخر منه أو عجب فهو ضَاحِكٌ ، وضَحَّاكٌ مبالغة.

قال في المصباح : وبه سمي الضَّحَّاكُ بن مزاحم.

يقال حملته أمه أربع سنين.

وقيل ستة عشر شهرا وهو مستغرب.

( ضنك )

قوله تعالى ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) [ ٢٠ / ١٢٤ ] أي عيشا ضيقا.

والضَّنْكُ : الضيق وهو مصدر يستوي فيه في الوصف به المذكر والمؤنث.

والمعنى فيه أن مع الدين القناعة والتوكل على الله والرضا بقسمه فصاحبه ينفق مما رزقه الله بسهولة وسماح ، فيكون في رفاهية من عيشه.

٢٨٠