كتاب الغين
باب ما أوله الألف
( أبغ )
« أُبَاغُ » بالضم موضع بين الكوفة والرقة (١).
باب ما أوله الباء
( ببغ )
« البَبَّغَاءُ » بثلاث باءات أولاهن وثالثتهن مفتوحتان والثانية ساكنة وبالغين المعجمة هي الطائر الأخضر المسمى بالدرة بدال مهملة مضمومة ، والناس يحتالون لتعليمه بطرق عدة. وَعَنِ الزَّمَخْشَرِيِ البَبَّغَاءُ تَقُولُ : وَيْلٌ لِمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمُّهُ (٢).
( بزغ )
قوله تعالى : ( فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً ) [ ٦ / ٧٨ ] أي طالعة ، من قولهم بَزَغَتِ الشمس بُزُوغاً : طلعت.
ومثله ( فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً ) [ ٦ / ٧٧ ].
ومنه بَزَغَ ناب البعير : إذا طلع.
( بغبغ )
فِي الْحَدِيثِ « بَعَثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام إِلَى رَجُلٍ خَمْسَةَ أَوْسَاقٍ مِنْ تَمْرِ الْبُغَيْبِغَةِ ». بباءين موحدتين وغينين معجمتين وفي الوسط ياء مثناة وفي الآخر هاء : ضيعة أو عين بالمدينة غزيرة كثيرة النخل
__________________
(١) وقال الأصمعي أباغ بالفتح ... كانت منازل إياد بن نزار بعين أباغ ، وعين أباغ ليست بعين ماء وإنما هو ماء وراء أنبار على طريق الفرات إلى الشام ، وكان عندها في الجاهلية يوم بين ملوك غسان ملوك الشام وملوك لخم ملوك الحيرة قتل فيه المنذر بن المنذر بن امرىء القيس اللخمي معجم البلدان ج ١ ص ٦١.
(٢) انظر حياة الحيوان ج ١ ص ١١٣.
لآل الرسول صلى الله عليه واله (١).
وفي تاريخ المدينة الْبُغَيْبِغَةُ تصغير البَغْبَغِ ، وهي البئر القريبة الرشا ، والبَغْبَغَاتُ والبَغْبَغَةُ عيون عملها علي بن أبي طالب عليه السلام بينبع أول ما صارت إليه وتصدق بها وبلغ جذاذها في زمنه ألف وسق ، ومنها خيف الأراك وخيف ليلى وخيف الطاس ، وأعطاها حسين بن علي عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يأكل ثمرها ويستعين بها على دينه على أن لا يزوج ابنته من يزيد بن معاوية.
والبَغْبَغَةُ : ضرب من الهدير.
والمُبَغْبِغُ : السير العجل.
( بلغ )
قوله تعالى : ( إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً ) [ ٢١ / ١٠٦ ] أي كفاية موصلة إلى البينة. ومثله ( هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ ) [ ١٤ / ٥٢ ] أي : ذو بلاغ ، أي بيان ، وهذا إشارة إلى المذكور.
والبَلَاغُ : اسم من التبليغ ، قال تعالى : ( وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ) [ ٢٤ / ٥٤ ] أي تبليغ الرسالة.
قوله : ( اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ ) [ ٦٥ / ٣ ] أي يبلغ ما يريد.
قوله : ( أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ ) [ ٦٨ / ٣٩ ] أي مؤكدة.
قوله : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) [ ٥ / ٦٧ ] أي أوصل ما أنزل إليك من ربك ( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ )
قال المفسر : قد كثرت الأقاويل في ذلك ، والَّذِي اشْتَهَرَتْ بِهِ الرِّوَايَاتُ عَنْ أَهْلِ الْبَيْتِ عليهم السلامأَنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَى نَبِيِّهِ أَنْ يَسْتَخْلِفَ عَلِيّاً ، وَكَانَ يَخَافُ أَنْ يَشُقُّ ذَلِكَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ تَشْجِيعاً لَهُ عَلَى الْقِيَامِ بِمَا أَمَرَهُ اللهُ بِتَأْدِيَتِهِ. وحكاية الغدير متواترة فيما بين المؤمنين وإن أنكرها بعض أهل الخلاف.
قوله : ( فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَ ) أي قرب بلوغ أجلهن ( فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ) [ ٦٥ / ٢ ].
__________________
(١) انظر التفاصيل حول هذه الضيعة معجم البلدان ج ١ ص ٤٦٩.
ونظير ذلك في لغة العرب كثير ، قال تعالى : ( فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ ) والاستعاذة قبل.
والبُلُوغُ : الوصول أيضا ، قال تعالى : ( وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَ ) [ ٢ / ٢٣٢ ] وقوله : ( هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ ) [ ٥ / ٩٥ ] أي واصلها.
قوله : ( وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ ) [ ٢٤ / ٥٩ ] الآية ، هو من قوله بَلَغَ الصبي بُلُوغاً من باب قعد : احتلم ولزمه التكليف ، فهو بالغ والجارية بالغ بغير هاء ، وربما أنث مع ذكر الموصوف.
قال بعض الأفاضل : ويعلم البلوغ بإنبات الشعر الخشن على العانة أو خروج المنى الذي منه الولد ، وهذان الوصفان للذكور والإناث ، أو السن وهو بلوغ خمسة عشر سنة ، وفي رواية من ثلاثة عشر إلى أربعة عشر ، وفي أخرى ببلوغ عشر ، وأما الأنثى فببلوغ تسع ، ويعلم بلوغ الخنثى بخمسة عشر سنة وبالمني من الفرجين والحيض من فرج النساء مع المنى من فرج الرجال والإنبات.
وَفِي حَدِيثِ عِيسَى عليه السلام « رُحْ مِنَ الدُّنْيَا بِبُلْغَةٍ » أَيُّ بِكِفَايَةٍ « وَلْيَكْفِكَ الْخَشِنُ الْجَشِبُ ».
وَفِي الْحَدِيثِ « لَا تَطْلُبُوا مِنْ الدُّنْيَا أَكْثَرَ مِنْ الْبَلَاغُ (١) ».
هو ما كفى وبلغ مدة الحياة.
وَفِي دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ « وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغاً إِلَى حِينَ ». أي نتوصل به إلى حين وزمان.
وبَالَغَ في الأمر يُبَالِغُ مُبَالِغَةً وبَلَاغاً : إذا اجتهد فيه ولم يقصر.
وَفِي خَبَرِ عَائِشَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ وَقَدْ قَالَتْ لِعَلِيٍّ عليه السلام « قَدْ بَلَغْتَ مِنَّا البِلَغَيْنِ ». البِلَغَيْنِ بكسر الباء وضمها مع فتح اللام الداهية ، وهو مثل ، ومعناه بلغت منا كل مبلغ ، مثل « لقيت منه البرحين » أي كل الدواهي.
والبُلُوغُ والبَلَاغُ : الانتهاء إلى أقصى الحقيقة ، ومنه البَلَاغَةُ ، والأصل فيه أن يجمع الكلام ثلاثة أوصاف : صوابا في
__________________
(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٩٢.
موضوع اللغة ، وطبقا للمعنى المراد منه ، وصدقا في نفسه.
وبُلِغَ الرجل بالضم : أي صار بَلِيغاً.
والبَلِيغُ : من يبلغ بلسانه كنه ما في ضميره.
والبُلْغَةُ بالضم : الكفاية وهو ما يكتفى به في العيش.
ومنه الْحَدِيثُ فِي الدُّنْيَا « فَإِنَّهَا دَارُ بُلْغَةٍ وَمَنْزِلُ قُلْعَةٍ » (١).
أي دار عمل يُتَبَلَّغُ فيها من صالح الأعمال ويتزود ، ومنزل قلعة أي يتحول عنها من دار إلى دار أخرى.
وتَبَلَّغَ بكذا : اكتفى به.
وتَبَلَّغَت به العلة : اشتدت.
( بيغ )
فِي الْحَدِيثِ « أَنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَى أَئِمَّةِ الْعَدْلِ أَنْ يُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ لِكَيْلَا يَتَبَيَّغَ عَلَى الْفَقِيرِ فَقْرُهُ ». أي يتهيج به.
باب ما أوله الدال
( دبغ )
فِي الْحَدِيثِ « دِبَاغُهَا طَهُورُهَا ». يقال دَبَغَ الرجل أهابه من باب قتل ونفع ومن باب ضرب لغة محكية عن الكسائي ، يَدْبُغُهُ دَبْغاً ودِبَاغَةً ودِبَاغاً بالكسر فيهما
ودِبَاغ : ما يُدْبَغُ به ، ومنه قولهم « الجلد في الدِّبَاغُ ».
والدِّبَاغَةُ بالكسر اسم الصنعة ، والدَّبْغَةُ بالفتح المرة الواحدة.
( دغدغ )
« الدَّغْدَغَةُ » معروفة.
( دمغ )
قوله تعالى : فَيَدْمَغُهُ [ ٢١ / ١٨ ] أي يكسره ، وأصله أن يصيب الدِّمَاغ بالضرب ، وهو مثل.
والدَّامِغ : المهلك ، من دَمَغَهُ دَمْغاً أي شجه بحيث يبلغ الدماغ فيهلكه.
ودَمَغْتُهُ دمغا من باب نفع : كسرت
__________________
(١) في نهج البلاغة ج ٣ ص ٥٤ « وإنك في منزل قلعة وداربلغة ».
عظم دماغه في الشجة.
والدِّمَاغُ بالكسر واحد الأَدْمِغَة كسلاح وأسلحة ، وفيه على ما حكاه جالينوس ثلاث مساكن : التخيل في مقدمه ، والتفكر في وسطه ، والذكر في مؤخره.
وَفِي الْحَدِيثِ « الدُّبَّاءُ يَزِيدُ فِي الدِّمَاغِ (١) ». أي يقويه.
والدَّامِغَة : أحد أصناف الشجاج العشرة.
باب ما أوله الراء
( ربغ )
« رَابِغٌ » بكسر الباء الموحدة بطن واد عند الجحفة (٢).
( رسغ )
الرُّسْغُ من الدواب بالضم وبضمتين للاتباع : المستدق الذي بين الحافر وموضع الوظيف من اليد والرجل ومفصل ما بين الساعد والكف والساق والقدم.
قال السيرافي في كتاب خلق الإنسان : الرُّسْغُ گردن دست أي رقبة اليد.
( رصغ )
الرُّصْغُ لغة في الرسغ.
( رفغ )
يقال عيش رَافِغٌ ورَفِيغٌ : أي واسع طيب.
ومنه قَوْلُهُ عليه السلام : « الرِّفَدِ الرَّوَافِغِ (٣) ». أي العطايا الواسعة.
والإِرْفَاغُ : المغابن من الآباط وأصول الفخذين.
وعن ابن فارس الرَّفْغُ أصل الفخذ
__________________
(١) الكافي ج ٦ ص ٣٧١.
(٢) قال في معجم البلدان ج ٣ ص ١١ : رابغ واد يقطعه الحاج بين البزواء والجحفة دون عزور ... وقال الواقدي : هو على عشرة أميال من الجحفة فيما بين الأبواء والجحفة.
(٣) نهج البلاغة ج ١ ص ١٢٩.
وسائر المغابن ، وكل موضع اجتمع فيه الوسخ فهو رَفْغٌ.
وفي المصباح الرُّفْغُ ما حول الفرج ، وقد يطلق على الفرج وهو بضم الراء في لغة أهل العالية والحجاز ، والجمع أَ : رَفاغ كقفل وأقفال ، وفتح الراء في لغة تميم والجمع رُفُوغ ، وأَرْفُغ مثل فلس وفلوس وأفلس.
( روغ )
قوله تعالى : ( فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ ) [ ٣٧ / ٩١ ] أي مال إليهم في خفاء ، ولا يكون الرَّوْغُ إلا كذلك.
ومثله قوله : ( فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ ) [ ٣٧ / ٩٣ ] وقيل أقبل.
ورَاغَ الثعلب من باب قال يَرُوغُ رَوْغاً ورَوَغَاناً : ذهب يمنة ويسرة في سرعة خديعة ، فهو لا يستقر في جهة ، والرَّوَاغُ بالفتح اسم منه.
باب ما أوله الزاي
( زيغ )
قوله تعالى : ( زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ) [ ٣٨ / ٦٣ ] أي مالت عن مكانها.
والزَّيْغُ : الميل عن الحق ، ومنه قوله : ( فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ ) [ ٦١ / ٥ ] أي فلما مالوا عن الحق والطاعة أمال الله قلوبهم عن الإيمان والخير.
قوله : ( ما زاغَ الْبَصَرُ ) [ ٥٣ / ١٧ ] أي ما مال بصره صلى الله عليه واله عما رآه.
قوله : ( يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ) [ ٩ / ١١٧ ] أي تميل عن الحق.
وَفِي الدُّعَاءِ « وَلَا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي ». أي لا تمله عن الإيمان ، والمراد لا تسلبني التوفيق بل ثبتني على الاهتداء الذي منحتني به.
وزَاغَتِ الشمس : أي مالت وزالت عن أعلى درجات ارتفاعها ، وهو ثلاث : زوال يعرفه الله ، وزوال يعرفه الملك ، وزوال يعرفه الناس.
وَفِي الْخَبَرِ « سُئِلَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام هَلْ زَالَتِ الشَّمْسُ؟ فَأَجَابَ بِلَا وَنَعَمْ وَقَالَ : قَطَعَتِ الشَّمْسُ بَيْنَ قَوْلِي لَا وَنَعَمْ مَسِيرَةَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ ».
والزَّيْغُ : الشك والحول والعدول عن الحق ، ومنه « قتال أهل الزَّيْغِ » أي أهل الشرك.
و « الزَّاغُ » نوع من الغربان يقال له الزرعي وغراب الزرع ، وهو غراب أسود صغير وقد يكون محمر المنقار والرجلين ويقال له غراب الزيتون لأنه يأكله ، وهو لطيف الشكل حسن المنظر ـ قاله في حياة الحيوان (١).
باب ما أوله السين
( سبغ )
قوله تعالى : ( اعْمَلْ سابِغاتٍ ) [ ٣٤ / ١١ ] أي دروعا واسعة ضافية ، وهو عليه السلام أول من اتخذها ، وكانت قبل صفائح.
وإِسْبَاغُ النعمة : توسعتها.
ومنهالدُّعَاءُ و « أَسْبِغْ عَلَيْنَا نِعَمَكَ ».
أي أفضها علينا سَابِغَةً واسعة ، قيل وتعدية الإِسْبَاغِ بعلى لتضمنه معنى الإفاضة.
وإِسْبَاغُ الوضوء : إتمامه وإكماله ، وذلك في وجهين : إتمامه على ما فرض الله تعالى ، وإكماله على ما سنه رسول الله صلى الله عليه وآله.
وَمِنْهُ « أَسْبَغُوا الْوُضُوءَ ». بفتح الهمزة أي أبلغوه مواضعه وأوفوا كل عضو حقه.
وَ « الْحَمْدُ لِلَّهِ سَابِغِ النِّعَمِ ». أي كاملها وتامها.
والسُّبُوغُ : الشمول.
« وَذُو » السُّبُوغِ « دِرْعُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله ، سَمَّيْتَ بِذَلِكَ لِتَمَامِها وَسِعَتِهَا وَ » أَسْبِغُوا الْيَتِيمَ فِي النَّفَقَةِ. أي وسعوا
__________________
(١) حياة الحيوان ج ٢ ص ٢.
عليه بها.
( سيغ )
قوله تعالى : ( لَبَناً خالِصاً سائِغاً ) [ ١٦ / ٦٦ ] أي سهل المرور في الحلق.
ومثله ( سائِغٌ شَرابُهُ ) [ ٣٥ / ١٢ ] قوله : ( يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ ) [ ١٤ / ١٧ ] أي يجيزه ، من قولهم سَاغَ له ما فعل : أي جاز له ذلك.
وسَوَّغْتُ له ذلك : أي جوزته له. و « سُغْ في الأرض ما وجدت مَسَاغاً » أي ادخل فيها ما وجدت مدخلا.
وسَاغَت به الأرض : أي ساخت.
ولم يجد في الأرض مَسَاغاً : أي طريقا يمكنه المرور منها.
باب ما أوله الشين
( شغشغ )
الشَّغْشَغَةُ : ضرب من الهدير.
والشَّغْشَغَةُ : تحريك اللسان في المطعون.
باب ما أوله الصاد
( صبغ )
قوله تعالى : ( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) [ ٢ / ١٣٨ ] قال الشيخ أبو على : ( صِبْغَةَ اللهِ ) مصدر مؤكد ينتصب عن قوله ( آمَنَّا بِاللهِ ) كما انتصب « وعد الله » عما تقدم ، وهي فعلة من صَبَغَ كالجلسة من جلس ، وهي الحالة التي يقع عليها الصِّبْغُ ، والمعنى تطهير الله ، لأن الإيمان يطهر النفوس ، والأصل فيه أن النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه العمودية ويقولون هو تطهير لهم ، فأمر المسلمون أن يقولوا آمنا وصُبِّغُنَا بالإيمان صبغة لا مثل صِبْغَتِكم وطهرنا به تطهيرا لا مثل تطهيركم ولا أحسن من
صبغة الله.
وفي الغريب الصِّبْغَةُ : دين الله وفطرته ( الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها ).
قال : وإنما سميت الملة صبغة لأن النصارى استعاذوا في ختان أولادهم بماء أصفر يصبغ أولادهم ، فرد الله سبحانه عليهم.
قوله : ( صِبْغٍ لِلْآكِلِينَ ) [ ٢٣ / ٢٠ ] الصِّبْغُ بكسر الصاد ما يُصْبَغُ به من الإدام : أي يغمز فيه الخبز ويؤكل ، ويختص بكل إدام مائع كالخل ونحوه ، والجمع أَصْبَاغ.
وصبغت الثوب ـ من بابي نفع وقتل ومن باب ضرب لغة أصبغه صبغا وثياب مُصَبَّغَةُ شدد للكثرة.
والثوب الصَّبِيغُ : أي المَصْبُوغُ.
والأَصْبَغُ من الخيل : الذي ابيضت ناصيته ، أو ابيضت أطراف ذنبه.
والأَصْبَغُ من الطير : ما ابيض ذنبه.
و « الأَصْبَغُ بن نباتة » قد مر ذكره (١)
( صدغ )
الصُّدْغُ بالضم : ما بين لحظ العين إلى أصل الأذن ، ويسمى الشعر المتدلى عليه أيضا صُدْغاً فيقال صُدْغٌ معقرب ، والجمع أَصْدَاغ مثل قفل وأقفال ، وربما قيل سدع بالسين لما حكاه الجوهري عن قطرب محمد بن جرير المستنير أن قوما من بني تميم يقلبون السين صادا عند أربعة أحرف عند الطاء والقاف والغين والخاء ، يقولون سراط وصراط وبسطة وبصطة وسيقل وصيقل ومسغبة ومصغبة وسخر لكم وصخر.
( صمغ )
فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « وَلَقَدْ فَلَقَ الْأَمْرُ فَلْقَ الْخَرَزَةِ وَقَرَفَهُ قِرْفَ الصَّمْغَة ِ(٢) ». يقال تركه على مثل مقرف الصَّمْغَةِ : إذا لم يترك له شيئا ، لأن الصمغة تقطع من شجرتها حتى لا يبقى لها علقة.
والصَّمْغُ واحد صُمُوغِ الأشجار ، والجمع صموغ مثل تمر وتمور. قال الجوهري : وأنواعه كثيرة ، وأما الذي
__________________
(١) انظر الجزء الثاني من هذا الكتاب ص ٢٢٥.
(٢) نهج البلاغة ج ١ ص ٢٠٨.
يقال له الصَّمْغُ العربي فصمغ الطلح.
( صوغ )
فِي الْحَدِيثِ « لَا تُسَلِّمْ ابْنَكَ صَائِغاً فَإِنَّهُ يُعَالِجُ زَيْنَ أُمَّتِي » (١). الصَائِغُ : الذي يَصُوغُ الحلي ، يقال رجل صَائِغٌ لمن كانت صنعته ذلك.
ويقال فلان يَصُوغُ الكذب وهو استعارة.
وصَاغَهُ الله صِيَاغَةً حسنة : أي خلقه.
باب ما أوله الفاء
( فدغ )
فِي الْحَدِيثِ « إِذَا وطأ بَيْضَ النَّعَامِ وَفَدَغَهَا فَكَذَا » (٢).
الفَدْغُ : شدخ الشيء المجوف.
وفَدَغَ البيض فَدْغاً من باب نفع : كسره.
( فرغ )
قوله تعالى : ( وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً ) [ ٢٨ / ١٠ ] أي خاليا من الصبر أو فارغا من الاهتمام به لأن الله تعالى أوعدها برده.
قوله : ( أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً ) [ ١٨ / ٩٦ ] أي أصب عليه نحاسا مذابا.
ومثله قوله ( أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً ) [ ٢ / ٢٥٠ ] أي اصبب.
قوله : ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ) [ ٥٥ / ٣١ ] هو مستعار من قول الرجل لمن يتهدده سَأَفْرُغُ لك أي سأتجرد للإيقاع بك من كل ما يشغلني عنك حتى لا يكون لي شغل سواك. وقيل ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ ) أي سنحاسبكم ، فالفَرَاغُ مجاز عن الحساب.
وَفِي الْحَدِيثِ « خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ فَلَمَّا فَرَغَ ».
أي قضاه أو أتمه ونحو ذلك مما
__________________
(١) من لا يحضر ج ٣ ص ٩٦ ، وفيه « غبن أمتي ».
(٢) الكافي ج ٤ ص ٣٨٩.
يشهد بأنه مجاز القول ، لأنه تعالى لا يشغله شأن عن شأن.
والفَرَاغُ من الشيء : الخلاص منه.
والفَرَاغُ : خلاف الشغل.
وَمِنْهُ « أُفٍّ لِرَجُلٍ لَا يُفَرِّغُ نَفْسَهُ بِكُلِّ جُمُعَةٍ لِأَمْرِ دِينِهِ ».
وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ كَثْرَةَ الْفَرَاغِ ».
وفرغ من الشغل من باب قعد فُرُوغاً وفَرِغَ يَفْرَغُ من باب تعب لغة.
وأَفْرَغْتُ الماء في الإناء : صببته فيه.
وأفرغت عليهم النعمة : صببتها عليهم ويُفْرِغُ على يده الماء : أي يصبه عليها.
وأَفْرَغْتُ الدماء : أرقتها.
والفُرَاغَةُ : ماء الرجل ، وهو النطفة.
واسْتَفْرَغْتُ مجهودي : بذلته.
وَفِي حَدِيثِ الْغُسْلِ « كَانَ يُفْرِغُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ إِفْرَاغَاتٍ » هِيَ جَمْعُ إِفْرَاغَةِ ، وَهِيَ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنْ الإِفْرَاغِ.
يقال أَفْرَغْتُ الإناء إِفْرَاغاً وفَرَّغْتُهُ تَفْرِيغاً : إذا قلبت ما فيه.
باب ما أوله اللام
( لثغ )
اللُّثْغَةُ كغرفة : حبسة في اللسان حتى يصير الراء غينا أو لاما والسين ثاء ، ومنها الأَلْثَغُ.
وفي المغرب نقلا عنه الأَلْثَغُ الذي يجوز لسانه من السين إلى الثاء ، وقيل من الراء إلى الغين أو الياء.
وقد لَثِغَ بالكسر يَلْثَغُ من باب تعب لَثَغاً فهو أَلْثَغُ ، وامرأة لثغاء مثل أحمر وحمراء ، وهي سيىء اللُّثْغَةِ بالضم.
( لدغ )
لَدَغَتْهُ العقرب تلدغه لَدْغاً من باب نفع : لسعته ، فهو مَلْدُوغٌ ولَدِيغٌ.
ولَدَغَتْهُ الحية : عضته ، والمرأة لَدِيغٌ أيضا ، والجمع لَدْغَى مثل جريح وجرحى.
باب ما أوله الميم
( مرغ )
فِي حَدِيثِ عَمَّارٍ فِي الْجَنَابَةِ « تَمَرَّغَتُ يَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه واله » (١).
وَفِي الْخَبَرِ « أَجْنَبْنَا فِي سَفَرٍ وَلَيْسَ عِنْدَنَا الْمَاءُ فَتَمَرَّغْنَا فِي التُّرَابِ ».
التَّمِرُّغُ في التراب : التمعك والتقلب فيه ، يقال مَرَّغْتُهُ في التراب تَمْرِيغاً فَتَمَرَّغَ : أي معكته فتمعك.
والموضع مُتَمَرَّغُ بالفتح ، وكان عمار ظن أن الجنب يحتاج أن يوصل التراب إلى جميع بدنه كالماء ، فلذا فعله.
( مضغ )
قوله تعالى : ( فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً ) [ ٢٣ / ١٤ ] المُضْغَةُ بالضم : قطعة لحم حمراء فيها عروق خضر مشتبكة ، سميت بذلك لأنها بقدر ما يُمْضَغُ.
ومَضَغْتُ الطعام مَضْغاً من بابي نفع وقتل : علكته.
والمَضَاغُ كسلام : ما يُمْضَغُ.
والمُضَاغَةُ بالضم : ما يبقى في الفم مما يمضغ.
و « قلب الإنسان مُضْغَةٌ من جسده » أي قطعة منه.
و « أَمْضَغَ شيئا من الإذخر » أي أعلك.
والمَاضِغَانِ : أصول اللحيين عند منبت الأضراس.
قال الجوهري : ويقال عرقان في اللحيين.
( مغمغ )
المَغْمَغَةُ : الاختلاط.
__________________
(١) من لا يحضر ج ١ ص ٥٧.
باب ما أوله النون
( نبغ )
نَبَغَ الشيء يَنْبُغُ نُبُوغاً : أي ظهر ، ومنه « ابن النَابِغَةِ » لعمرو بن العاص لظهورها وشهرتها في البغي.
ونَبَغَ الرجل في الشعر : إذا قال وأجاد ومنه سمي النَّوَابِغُ من الشعراء.
و « نَابِغَةُ الذبياني » كان في زمن النعمان بن المنذر (١) ، وهو القائل « رب ساع لقاعد » فضرب مثلا من أمثالهم (٢).
( نزغ )
قوله تعالى : ( نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ) [ ١٢ / ١٠٠ ] أي أفسد بيننا وحمل بعضنا على بعض.
قوله : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ ) [ ٧ / ٢٠٠ ] النَّزْغُ شبيه النخس ، وكان الشيطان ينخس الإنسان أي يحركه ويبعثه على بعض المعاصي ، ولا يكون النزغ إلا في الشر.
قوله : ( يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ) [ ١٧ / ٥٣ ] أي يفسد بينهم ويهيج.
( نسغ )
النَسْغُ مثل النخس ، يقال نَسَغَهُ بالسوط : أي نخسه.
( نشغ )
النَّشْغُ : الشهيق من الصدر حتى يكاد يبلغ به الغشي ، أي يعلو نفسه كأنه شهيق من شدة ما يرد عليه.
__________________
(١) هو أبو أمامة زياد بن معاوية الذبياني ـ نسبة إلى ذبيان اسم قبيلة ـ كان من أشراف الشعراء ومن أصحاب المعلقات ، وكان يفد على النعمان ، وكان له منزلة كبري عند شعراء عصره فإذا جاء عكاظ ضربوا له قبة من أدم في سوقها وجاء الشعراء ينشدون أشعارهم ، توفي على الجاهلية ولم يدرك الإسلام الكنى والألقاب ج ٣ ص ١٩٠.
(٢) انظر قصة هذا المثل في الفاخر ص ١٧٥.
باب ما أوله الواو
( وتغ )
الوَتَغُ بالتحريك : الهلاك.
ويُوتِغَانَهُ : يهلكانه.
( وزغ )
فِي الْحَدِيثِ « الْوَزَغُ رِجْسٌ وَهُوَ مَسْخٌ كُلُّهُ » (١).
وَعَنِ الْبَاقِرِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ : لَمَّا وُلِدَ مَرْوَانُ عَرَضُوا بِهِ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله أَنْ يَدْعُوَ لَهُ ، فَأَرْسَلُوا بِهِ إِلَى عَائِشَةَ ، فَلَمَّا قَرَّبَتْ هُ مِنْهُ فَقَالَ : اخْرُجُوا عَنِّي الْوَزَغَ بْنَ الْوَزَغِ.
وفِيهِ أَنَّهُ أَمَرَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ.
وفِيهِ « لَيْسَ يَمُوتُ مِنْ بَنَي أُمَيَّةَ مَيِّتٌ إِلَّا مُسِخَ وَزَغاً ».
الوَزَغُ بالتحريك واحد الأَوْزَاغِ والوِزْغَانِ ، وهي التي يقال لها سام أبرص ، وهي حيوان صغير أصغر من العظاية ، يقال إنه كان ينفخ على نار إبراهيم عليه السلام.
وَفِي حَدِيثِ الصادق عليه السلام قَالَ : « كُنْتُ مَعَ أَبِي قَاعِداً فِي الْحِجْرِ وَمَعَهُ رَجُلٌ يُحَدِّثُ فَإِذاً بِوَزَغٍ يُوَلْوِلُ بِلِسَانِهِ. فَقَالَ أَبِي لِلرَّجُلِ : أَتَدْرِي مَا يَقُولُ هَذَا الْوَزَغُ؟ فَقَالَ : لَا أَعْلَمُ. فَقَالَ : يَقُولُ وَاللهِ لَئِنْ ذَكَرْتُمْ عُثْمَانَ بِشَتْمِهِ لَأَشْتِمَنَّ عَلِيّاً. ثُمَّ قَالَ : إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ لَمَّا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ مُسِخَ وَزَغاً فَذَهَبَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ وَكَانَ عِنْدَهُ وُلْدُهُ ، فَلَمَّا أَنْ فَقَدُوهُ عَظُمَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يَدْرُوا كَيْفَ يَصْنَعُونَ ثُمَّ اجْتَمَعَ أَمَرُهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا جَذَعاً فَيَضَعُونَهُ كَهَيْئَةِ الرَّجُلِ. قَالَ : فَفَعَلُوا ذَلِكَ وَأَلْبَسُوا الْجَذَعَ دِرْعَ حَدِيدٍ ثُمَّ لَفُّوهُ فِي الْأَكْفَانِ ، فَلَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَنَا وَوُلْدُهُ » (٢).
__________________
(١) سفينة البحار ج ٢ ص ٦٤٥.
(٢) سفينة البحار ج ٢ ص ٦٤٥.
( ولغ )
فِي الْحَدِيثِ « سُئِلَ عَنْ الْإِنَاءِ يَلِغُ فِيهِ الْكِلَابُ » (١).
هو من وَلَغَ الكلب في الإناء كوهب وورث ووجل وَلُوغاً : إذا شرب فيه بأطراف لسانه.
ويقال الوَلُوغُ شرب الكلب من الإناء بلسانه أو لطعه له ، وأكثر ما يكون في السباع.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه واله بَعَثَهُ لِيَدِيَ قَوْماً قَتَلَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى مِيلَغَةَ الْكَلْبِ ». وهي الإناء الذي يلغ فيه الكلب ، يعني أعطاهم قيمة كل ما ذهب لهم حتى قيمة ميلغة الكلب.
__________________
(١) من لا يحضر ج ١ ص ٨.