مجمع البحرين - ج ٥

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

والسَّيْلُ : واحد السُّيُولِ.

وفي ( سَيْلَ الْعَرِمِ ) [ ٣٤ / ١٦ ] أقوال : قيل هو المسناة أي السد.

وقيل هو اسم الوادي.

وقيل هو السَّيْلُ الذي لا يطاق دفعه أرسل على قوم كفروا بأنعم الله وغيروا ما بأنفسهم.

وهم الذين قالوا ( رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا ) [ ٣٤ / ١٩ ].

وقد تقدم في ( سبا ) قصة حالهم.

قوله ( فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها ) [ ١٣ / ١٧ ].

قال الشيخ أبو علي رحمه‌الله : هذا مثال ضربه الله للحق والباطل وأهله.

ثم مثل لهما أمثلة مفصلة.

وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِبْرَاءِ « فَإِنْ سَالَ ذَلِكَ حَتَّى بَلَغَ السُّوقَ ».

وهو من سَالَ الماء يَسِيلُ سَيْلاً من باب باع.

ومنه « سَالَتْ عيناه ».

ومَسِيلُ الماء : موضع سيله.

وسَيَالَةُ كسحابة : موضع يقرب من المدينة على مرحلة.

والسَّائِلَةُ : الغرة التي في الجبهة وقصبة الأنف.

وسَالَتِ الغرة : استطالت وعرضت.

وَفِي حَدِيثِ وَصْفِهِ صلى الله عليه واله « سَائِلُ الْأَطْرَافِ » أي طويل الأصابع ممتدها.

باب ما أوله الشين

( شبل )

الشِّبْلُ بالكسر : ولد الأسد والجمع أَشْبَالٌ كحمل وأحمال وشُبُولٌ أيضا.

وما ورد من قَوْلِهِ « أَكْرَمْتُكَ بِشِبْلَيْكَ وَسِبْطَيْكَ » فعلى الاستعارة.

ولبوة مُشْبِلَةٌ : معها شِبْلُهَا.

٤٠١

( شثل )

رجل شَثْلُ الأصابع : إذا كان غليظها

( شرحل )

شَرَاحِيلُ : اسم رجل لا ينصرف عند سيبويه في معرفة ولا نكرة ، لأنه بزنة جمع الجمع.

وينصرف عند الأخفش في النكرة.

( شعل )

قوله تعالى ( وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ) [ ١٩ / ٤ ] شبه الشيب بشواظ النار في بياضه ، وانتشاره بالشعر باشتعال النار.

وأسند الِاشْتِعَال إلى مكان الشعر ومنبته وهو الرأس.

وجعل الشيب تمييزا ولم يقل رأسي اكتفاء بعلم المخاطب أنه رأسه.

والشُّعْلَةُ من النار : واحدة الشُّعَلِ.

واشْتَعَلَتِ النار : اضطربت.

والمَشْعَلَةُ : واحدة المَشَاعِلِ.

وذهب القوم شَعَالِيلَ : إذا تفرقوا.

( شغل )

قوله تعالى ( إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ ) [ ٣٦ / ٥٥ ] قوله ( فِي شُغُلٍ ) أي في افتضاض العذارى ( فاكِهُونَ ).

قال يفاكهون النساء ويلاعبوهن.

وَفِي الْخَبَرِ « إِنَّ عَلِيّاً عليه السلام خَطَبَ النَّاسَ بَعْدَ الْحَكَمَيْنِ عَلَى شَغَلَةٍ ».

بفتح الغين وسكونها وهي السدرة.

وَفِي حَدِيثِ النِّسَاءِ « قَدْ شَغَلَهُنَ اللهُ فِي الْحَيْضِ ».

يقال شَغَلْتُ فلانا وأنا شَاغِلٌ له.

ولا يقال أَشْغَلْتُهُ ، فإنها لغة ردية.

وفي الشُّغْلِ أربع لغات.

وشُغْلٌ شَاغِلٌ ، كليل لائل.

وشُغِلْتُ عنده بكذا ، على ما لم يسم فاعله.

( شكل )

قوله تعالى ( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ) [ ١٧ / ٨٤ ] أي ناحيته وطريقته.

بدليل قوله تعالى ( فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً ) [ ١٧ / ٨٤ ] أي طريقا.

ويقال ( عَلى شاكِلَتِهِ ) أي خليقته وطبيعته ، وهو من الشَّكْلِ.

يقال لست على شَكْلِي وشَاكِلَتِي.

٤٠٢

وَفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ) [ ١٧ / ٨٤ ] أَيْ نِيَّتِهِ.

وَفِي حَدِيثِ الرِّضَا عليه السلام إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُوقِفَ الْمُؤْمِنُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَيَكُونُ هُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى حِسَابَهُ ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ عَمَلَهُ فَيَنْظُرُ فِي صَحِيفَتِهِ ، فَأَوَّلُ مَا يَرَى سَيِّئَاتُهُ فَيَتَغَيَّرُ لِذَلِكَ لَوْنُهُ ، وَتَرْتَعِشُ فَرَائِصُهُ ، وَتَفْزَعُ نَفْسُهُ ، ثُمَّ يَرَى حَسَنَاتِهِ فَتَقَرُّ عَيْنُهُ ، وَتُسَرُّ نَفْسُهُ وَتَفْرَحُ رُوحُهُ ، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَى مَا أَعْطَاهُ اللهُ مِنَ الثَّوَابِ ، فَيَشْتَدُّ فَرَحُهُ.

ثُمَّ يَقُولُ اللهُ لِلْمَلَائِكَةِ : هَلُمُّوا إِلَى الصُّحُفِ الَّتِي فِيهَا الْأَعْمَالُ الَّتِي لَمْ يَعْمَلُوهَا قَالَ فَيَقْرَءُونَهَا ، فَيَقُولُونَ : وَعِزَّتِكَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّا لَمْ نَعْمَلْ مِنْهَا شَيْئاً.

فَيَقُولُ صَدَقْتُمْ نَوَيْتُمُوهَا فَكَتَبْنَاهَا لَكُمْ ثُمَّ يُثَابُونَ.

والشِّكْلُ بالكسر : الذل.

وبالفتح : المثل والمذهب.

يقال : هذا شَكْلُ هذا.

والجمع أَشْكَالٌ وشُكُولٌ مثل فلس وفلوس.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْإِدْرَاكُ بِالْمُمَاسَّةِ وَمَعْرِفَةِ الْأَشْكَالِ ».

المراد بالشَّكْلِ هنا الحد لا الهيئة الحاصلة من إحاطة الحدود فإنها تدرك بالأبصار.

قال بعض المحققين : الشَّكْلُ هيئة إحاطة نهاية واحدة بالجسم كالدائرة.

أو نهايتين كشكل نصف الدائرة.

أو ثلاث نهايات كالمثلث.

أو أربع كالمربع وغير ذلك.

والشِّكَالُ في الخيل : أن تكون على ثلاث قوائم محجلة واحدة مطلقة.

ولا يكون الشِّكَالُ إلا في الرجل.

ولا يكون في اليد.

والأَشْكَلُ من الشاء : الأبيض.

والأنثى شَكْلَاءُ.

والشَّاكِلَةُ : الخاصرة.

وأَشْكَلَ الأمر : التبس.

وهو صلى الله عليه واله « أَشْكَلُ العينين » أي في بياضهما شيء من الحمرة وهو محمود ومحبوب.

٤٠٣

( شلل )

فِي الْحَدِيثِ « يَجُوزُ فِي الْعَتَاقِ الْأَشَلُ وَلَا يَجُوزُ الْأَعْمَى ».

الشَّلَلُ بالتحريك : فساد في اليد.

يقال شَلَّتْ يداه من باب تعب.

وأَشَلَّهَا الله.

وقد شَلِلْتُ يا رجل بالكسر تَشَلُ شَلًّا أي صرت أَشَلَ.

والمرأة شَلَّاءُ.

وشَلَلْتُ الثوب من باب قتل : خطته خياطة خفيفة.

وشَلَلْتُ الإبل أَشُلُّهَا شَلًّا : إذا طردتها فَانْشَلَّتْ.

والاسم الشَّلَلُ.

والشَّلَلُ : أثر يصيب الثوب لا يذهب بالغسل.

( شمل )

قوله تعالى ( وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ ) [ ١٨ / ١٨ ] الشِّمَالُ بالكسر : خلاف اليمين.

وجمعها أَشْمُلٌ كذراع وأذرع.

وذو الشِّمَالَيْنِ اسمه عمر بن عبد عمرو صحابي.

وكان يعمل بيديه ـ قاله في القاموس.

وقد تقدم القول فيه في ( يدا ).

وريح الشَّمَالِ بالفتح هي الريح التي تهب من ناحية القطب.

وفيها خمس لغات مذكورة في الصحاح وشَمِلَهُمُ البلاء : عمهم. وهو من باب تعب.

وشَمَلَهُمْ شُمُولاً من باب قعد لغة.

وشَمَلَتِ الريح أيضا تَشْمُلُ شُمُولاً أي تحولت شمالا.

وأَشْمَلَ القوم أي دخلوا في ريح الشَّمال.

وإن أردت أنها أصابتهم قلت شُمِلُوا.

والشَّمْلَةُ : كساء يشتمل به الرجل.

واشْتِمَالُ الصماء : أن يجلل جسده كله بالكساء أو بالإزار.

واشْتَمَلَ على سيفه : تلفف به.

ومثله اشْتَمَلَ بثوبه.

وَفِي الْحَدِيثِ « مِنْ سَعَادَةِ الرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ يُعْرَفُ بِشِبْهِ خَلْقِهِ وَخُلُقِهِ وَشَمَائِلِهِ ». أي أفعاله.

وجمع الله شَمْلَهُ أي ما تشتت من أمره.

٤٠٤

وفرق الله شَمْلَهُ أي ما اجتمع من أمره.

ومنه الدُّعَاءُ « أَسْأَلُكَ رَحْمَةً تَجْمَعُ بِهَا شَمْلِي » أي ما تشتت من أموري وتفرق.

وذهب القوم شَمَالِيلَ : إذا تفرقوا.

والشَّمَالِيلَ : الشيء القليل.

( شول )

فِي الْحَدِيثِ فَكَأَنِّي بِكُمْ وَالسَّاعَةُ تَحْدُوكُمْ حَدْوَ الزَّاجِرِ بِشُوَّلِهِ أي الذي يزجر إبله لتسير بشوله.

وشُوَّلٌ كركع جمع شَائِلٍ وهي الناقة التي تَشُولُ بذنبها للقاح ولا لبن لها أصلا وأتى عليها من نتاجها سبعة أشهر أو ثمانية.

وشَوَّلَتِ الناقة بالتشديد أي صارت شَائِلَةً.

وشَوَّالٌ أحد فصول السنة.

وهو أول شهور الحج.

سمي بذلك لِشَوَلَانِ الإبل بأذنابها في ذلك الوقت لشدة شهوة الضراب ولذلك كرهت العرب التزويج فيه.

وَعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله « سُمِّيَ شَوَّالاً لِأَنَّ فِيهِ شَالَتْ ذُنُوبُ الْمُؤْمِنِينَ » أي ارتفعت وذهبت.

( شهل )

الشُّهْلَةُ في العين : أن يشوب سوادها بزرقة.

وعين شَهْلَاءُ.

ورجل أَشْهَلُ العين.

ولعل منه الْحَدِيثُ « لَعَنَ اللهُ شُهَيْلاً ذَا الْأَسْنَانِ ».

باب ما أوله الصاد

( صندل )

الصَّنْدَلُ : شجر معروف ، طيب الرائحة.

والصَّنْدَلَانُ : بلد أو موضع.

والنسبة إليه صَيْدَلَانِيٌ ، وصَنْدَلَانِيٌ والجمع صَيَادِلَة.

٤٠٥

ومنه محمد بن داود الصَّيْدَلَانِيُ.

( صقل )

مَصْقَلَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ الشَّيْبَانِيُّ كَانَ عَامِلاً لِعَلِيٍّ عليه السلام عَلَى أَرْدَشِيرَخُرَّهَ.

وَبَنُو نَاجِيَةَ : قَبِيلَةٌ كَانُوا عَلَى دِينِ النَّصْرَانِيَّةِ فَأَسْلَمَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ ثُمَّ ارْتَدُّوا عَنِ الْإِسْلَامِ فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَعْقِلُ بْنُ قَيْسٍ وَكَانَ بَعَثَهُ عليه السلام عَلَيْهِمْ فِي أَلْفَيْ فَارِسٍ وَسَبَى بَعْضَهُمْ فَاجْتَازُوا بِالسَّبْيِ عَلَى مَصْقَلَةَ فَاسْتَعَانُوا إِلَيْهِ فَاشْتَرَاهُمْ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَنَقَدَ بَعْضَ الْمَالِ ثُمَّ خَاسَرَ أَيْ لَمْ يَفِ بِهِ فَبَعَثَ عليه السلام يَتَهَدَّدُهُ وَيُطَالِبُهُ فَهَرَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ.

وأحمد بن عبد الله بن عيسى بن مَصْقَلَةَ من رواة الحديث.

وصَقَلْتُ السيف من باب قتل : جلوته والجمع صَقَلَةٌ.

والصانع صَيْقَلٌ.

والجمع صَيَاقِلَة.

والمِصْقَلُ : ما يصقل به السيف ونحوه.

وشيء صَقِيلٌ : ملس مصمت لا يحلل الماء أجزاءه.

وصَقِلَ صَقَلاً من باب تعب : إذا كان كذلك فهو صَقِيلٌ.

( صلصل )

قوله تعالى ( إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) [ ١٥ / ٢٨ ] قيل الصَّلْصَالُ : الطين اليابس الذي لم يطبخ إذا نقر به صوت كما يصوت الفخار.

والفخار ما طبخ من الطين.

ويقال الصَّلْصَلُ المنتن مأخوذ من صَلَّ اللحم : إذا أنتن ، فكأنه أراد صَلَّال فقلبت إحدى اللامين صادا فصار صلصال.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام اغْتَرَفَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ غُرْفَةً بِيَمِينِهِ مِنَ الْمَاءِ الْعَذْبِ الْفُرَاتِ فَصَلْصَلَهَا ، فَجَمَدَتْ.

فَقَالَ لَهَا : مِنْكِ أَخْلُقُ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَعِبَادِي الصَّالِحِينَ وَالْأَئِمَّةَ الْمُهْتَدِينَ وَالدُّعَاةَ إِلَى الْجَنَّةِ وَأَتْبَاعَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا أُبَالِي وَلَا أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ ( وَهُمْ يُسْئَلُونَ ).

ثُمَّ اغْتَرَفَ غُرْفَةً أُخْرَى مِنَ الْمَاءِ الْمَالِحِ الْأُجَاجِ فَصَلْصَلَهَا فَجَمَدَتْ.

ثُمَّ قَالَ لَهَا مِنْكِ أَخْلُقُ الْجَبَّارِينَ وَالْفَرَاعِنَةَ وَالْعُتَاةَ وَإِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَالدُّعَاةَ

٤٠٦

إِلَى النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَتْبَاعَهُمْ وَلَا أُبَالِي وَلَا أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ ( وَهُمْ يُسْئَلُونَ ).

قَالَ وَشَرَطَ فِي ذَلِكَ الْبَدَاءَ فِيهِمْ وَلَمْ يَشْتَرِطْ فِي أَصْحَابِ الْيَمِينِ الْبَدَاءَ.

ثُمَّ خَلَطَ الْمَاءَيْنِ جَمِيعاً فَصَلْصَلَهَا ثُمَّ كَفَاهَا قُدَّامَ عَرْشِهِ وَهِيَ سُلَالَةٌ مِنْ طِينٍ.

ثُمَّ أَمَرَ اللهُ الْمَلَائِكَةَ الْأَرْبَعَةَ الشَّمَالَ وَالْجَنُوبَ وَالصَّبَا وَالدَّبُورَ أَنْ يُجَوِّلُوا عَلَى هَذِهِ السُّلَالَةِ الطِّينَ فَأَبْدُوهَا وَأَنْشَئُوهَا وَجَزَّءُوهَا وَفَصَلُوهَا وَأَمَرُّوا فِيهَا الطَّبَائِعَ الْأَرْبَعَ الرِّيحَ وَالدَّمَ وَالْمِرَّةَ وَالْبَلْغَمَ.

فَجَاءَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَيْهَا وَأَجْرَوْا فِيهَا الطَّبَائِعَ الْأَرْبَعَ : الرِّيحَ مِنْ نَاحِيَةِ الشَّمَالِ.

وَالْبَلْغَمَ مِنْ نَاحِيَةِ الصَّبَا.

وَالْمِرَّةَ مِنْ نَاحِيَةِ الدَّبُورِ.

وَالدَّمَ مِنْ نَاحِيَةِ الْجَنُوبِ.

فَاسْتَقَلَّتِ النَّسَمَةُ وَكَمَلَ الْبَدَنُ.

فَلَزِمَهُ مِنْ نَاحِيَةِ الرِّيحِ حُبُّ النِّسَاءِ وَطُولُ الْأَمَلِ وَالْحِرْصِ.

وَلَزِمَهُ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَلْغَمِ حُبُّ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْعِلْمِ وَالرِّفْقِ.

وَلَزِمَهُ مِنْ نَاحِيَةِ الْمِرَّةِ الْغَضَبُ وَالسَّفَهُ وَالشَّيْطَنَةُ وَالتَّبَخْتُرُ وَالتَّمَرُّدُ وَالْعَجَلَةُ.

وَلَزِمَهُ مِنْ نَاحِيَةِ الدَّمِ حُبُّ الْعِنَادِ وَاللَّذَّاتِ وَرُكُوبُ الْمَحَارِمِ وَالشَّهَوَاتِ.

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام وَجَدْنَا هَذَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه السلام.

فَخَلَقَ اللهُ آدَمَ فَبَقِيَ أَرْبَعِينَ سَنَةً مُصَوِّراً فَكَانَ يَمُرُّ بِهِ إِبْلِيسَ اللَّعِينَ فَيَقُولُ لِأَمْرٍ عَظِيمٍ خَلَقْتُ لَئِنْ أَمَرَنِيَ اللهُ بِالسُّجُودِ لِهَذَا عَصَيْتُهُ.

قَالَ ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ فَلَمَّا بَلَغَتْ فِيهِ الرُّوحُ إِلَى دِمَاغِهِ عَطَسَ.

فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ.

فَقَالَ اللهُ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللهُ.

قَالَ الصادق عليه السلام : فَسَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ الرَّحْمَةُ.

وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام « قَالَ كَانَ عُمُرُ آدَمَ مُنْذُ يَوْمَ خُلِقَ إِلَى أَنْ قُبِضَ تِسْعَمِائَةٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً ، وَدُفِنَ بِمَكَّةَ ، وَنَفَخَ فِيهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الزَّوَالِ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ فِي ذِي الصَّلَاصِلِ ، وَكَذَا الْبَيْدَاءِ ، وَضَجْنَانَ

٤٠٧

وَوَادِي شُقْرَةَ ».

الصَّلَاصِلُ جمع صَلْصَالٍ وهو الطين الحر المخلوط بالرمل.

ثم جف فصار يَتَصَلْصَلُ أي يصوت إذا مشى عليه.

وجميع ما ذكر أسماء لمواضع مخصوصة في طريق مكة.

وإنما نهى عن الصلاة فيها لأنها أماكن مغضوب عليها.

بعضها عذب وبعضها ينتظر العذاب.

وقال الشيخ محمد بن مكي رحمه‌الله في كتاب الذكرى : ذات الصَّلَاصِلِ موضع خسف.

والصلة : الأرض اليابسة.

والصل بالكسر : الحية التي لا تنفع فيها الرقية.

والصُّلْصُلَةُ بالضم : الفاختة.

وصل اللحم يصل بالكسر : إذا أنتن مطبوخا كان أو نيا.

وصل المسمار وغيره يصل صليلا : إذا صوت.

وطين صلال ومصلال أي يصوت.

وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ الْوَحْيِ « كَأَنَّهُ صَلْصَلَةٌ عَلَى صَفْوَانَ ».

الصليل : صوت الحديد.

والصَّلْصَلَةُ : أشد من الصليل.

( صمل )

صَمَلَ الشيء صُمُولاً : صلب واشتد.

ورجل صُمُلَّةٌ بضمتين وتشديد اللام أي شديد الخلق.

والصَّامِلُ : اليابس.

واصْمَأَلَ الشيء بالهمز : اشتد.

( صول )

يقال صَالَ عليه : إذا استطال.

وصَالَ عليه صَوْلَةً.

( صهل )

فِي حَدِيثِ النَّارِ « فَصَهَلَتْ بِهِمْ وَصَهَلُوا بِهَا ».

أصل الصَّهِيلِ : صوت الفرس مثل النهيق.

يقال صَهَلَ الفرس من باب ضرب.

وفي لغة من باب نفع صوت.

ثم استعير لغيرها.

والمعنى صاحت بهم وصاحوا بها ، وصرخت بهم وصرخوا بها.

٤٠٨

نعوذ بالله من ذلك.

باب ما أوله الضاد

( ضال )

فِي حَدِيثِ جبرئيل عليه السلام « وَإِنَّهُ لَيَتَضَاءَلُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ » أي يتصاغر تواضعا منه لله تعالى.

يقال تَضَاءَلَ الشيء : إذا تقبض وانضم بعضه إلى بعض فهو ضَئِيلٌ أي نحيف دقيق حقير.

ومنه حَدِيثُ وَصْفِهِ تَعَالَى « هُوَ إِلَهٌ يَتَضَاءَلُ لَهُ الْمُتَكَبِّرُونَ ».

وضَؤُلَ الشيء بالهمز وزان قرب فهو ضَئِيلٌ كقريب : صغير الجسم قليل اللحم.

( ضمحل )

اضْمَحَلَ الشيء أي ذهب.

واضْمَحَلَ السحاب تقشع.

( ضلل )

قوله تعالى ( أَضَلَ أَعْمالَهُمْ ) [ ٤٧ / ١ ] أي أبطلها.

قوله ( وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى ) [ ٩٣ / ٧ ] أي لا تعرف شريعة فهدى.

مثل قوله ( وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ) [ ٤ / ١١٣ ].

وَرُوِيَ أَنَّهُ ضَلَ فِي صباه فِي بَعْضِ شِعَابِ مَكَّةَ فَرَدَّهُ أَبُو جَهْلٍ إِلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.

قوله ( أَنْ تَضِلَ إِحْداهُما ) [ ٢ / ٢٨٢ ] أي تغفل وتسهو.

قوله ( وَضَلَ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ) [ ٦ / ٩٤ ] أي ضاع وبطل.

قوله ( وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ ) [ ٩ / ١١٦ ] أي يبين لهم ما يرضيه وما يسخطه.

قوله ( وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ) [ ٢٦ / ٢٠ ] أي الجاهلين بأنها تبلغ القتل.

أو الضَّالِّينَ عن العلم بأنها تبلغ القتال.

أو البائسين من قولهم أن تضل ( فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى ) :

٤٠٩

قوله ( وَلَا الضَّالِّينَ ) [ ١ / ٧ ] أراد الضَّلَالَ عن الطريق.

والضَّلَالُ والضَّلَالَةُ : ضد الرشاد.

وقد ضَلَلْتُ أَضِلُ.

قال تعالى ( قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُ عَلى نَفْسِي ) [ ٣٤ / ٥٠ ] قال الجوهري : فهذه لغة نجد وهي الفصيحة.

وأهل العالية يقولون ضَلِلْتُ بالكسر أَضَلُ.

قوله ( أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ ) [ ٣٢ / ١٠ ] أي أخفينا.

قوله ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ) [ ٥٤ / ٤٧ ] أي في هلاك.

والضَّلَالُ : الضياع.

يقال ضَلَلْتُ الشيء : إذا جعلته في مكان ولم تدر أين هو.

قال تعالى ( ضَلَ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) [ ١٨ / ١٠٤ ].

والضَّالَّةُ : ما ضل من البهيمة للذكر والأنثى.

وفي المجمع الضَّالَّةُ اسم للبقر والإبل والخيل ونحوها.

ولا يقع على اللقطة من غيرها.

وفي النهاية هي الضائعة من كل ما يقتنى من الحيوان وغيره.

وهي في الأصل فاعلة.

ثم اتسع فيها فصارت من الصفات الغالبة وتقع على الذكر والأنثى والاثنين.

والجمع ويجمع على ضَوَالَ.

وضَلَلْتُ المسجد والدار : إذا لم تعرف موضعهما.

وأرض مَضَلَّةٌ بالفتح يضل فيها الطريق.

ورجل ضِلِّيلٌ بالتشديد.

ومُضَلَّلٌ أي ضال جدا.

وهو الكثير التتبع للضلال.

والملك الضِّلِّيلُ : الشاعر سليمان بن حجر رافع لواء الشعراء إلى النار ـ قاله في القاموس.

وقال السيد الرضي هو امرؤ القيس ومُضَلَّلٌ رجل من بني أسد.

٤١٠

باب ما أوله الطاء

الطَّبْلُ

: الذي يضرب به ويجمع على طُبُولٍ مثل فلس فلوس.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَخْرَجَنِي مِنْ إِصْطَبْلِ دَارِهِ ».

لعل المراد من عرصة داره.

( طحل )

الطِّحَالُ ككتاب معروف.

وقد جاء في الحديث.

ويقال إن الفرس لا طِحَالَ لها.

وطَحَلْتُهُ : أصبت طِحَالَهُ ، وهو مَطْحُولٌ وطَحِلَ بالكسر طَحَلاً : اشتكى طحاله.

( طربل )

فِي الْخَبَرِ « إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ بِطِرْبَالٍ سَائِلٍ فَلْيُسْرِعِ الْمَشْيَ ».

قيل هو البناء المرتفع وقيل هو علم بني فوق جبل أو قطعة من جبل.

( طسل )

يقال ماء طَيْسَلٌ أي كثير.

والطَّيْسَلُ : الغبار.

( طفل )

قوله تعالى ( وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ ) [ ٢٤ / ٥٩ ] الآية الطِّفْلُ واحد الأَطْفَالِ ، وهو ما بين أن يولد إلى أن يحتلم.

وقد يكون واحدا.

وقد يكون جمعا مثل الجنب.

قال تعالى ( أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ ) [ ٢٤ / ٣١ ].

والمُطْفِلُ : الناقة القريبة العهد بالنتاج معها طفلها.

والطَّفْلُ كفلس : الناعم.

والطَّفَلُ بالتحريك : ما بعد العصر.

والطَّفَلُ أيضا : المطر.

وقولهم طُفَيْلِيٌ للذي يدخل وليمة ولم يدع إليها.

( طلل )

قوله تعالى ( فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌ ) [ ٢ / ٢٦٥ ] الطَّلُ : المطر الضعيف

٤١١

القطر.

والجمع طِلَالٌ بالكسر.

ومنه الدُّعَاءُ « وَلَا تَجْعَلْ طَلَلَهُ عَلَيْنَا سَمُوماً ».

وأَطَلَ علينا مثل أشرف علينا وزنا ومعنى ومنه

الْحَدِيثُ « الْمَشْرِقُ مُطِلٌ عَلَى الْمَغْرِبِ » أي مشرف عليه.

ومثله « إِذَا قُبِضَتِ الرُّوحُ فَهِيَ مِطَلَّةٌ فَوْقَ الْجَسَدِ » أي مشرفة عليه.

وَفِيهِ « لَا يُطَلُ دَمُ رَجُلٍ مُسْلِمٍ » أي لا يهدر.

يقال طُلَ دمه على البناء للمفعول : إذا هدر.

وطَلَ السلطان دمَه طَلًّا من باب قتل هدره.

قال الكسائي وأبو عبيدة : وتستعمل لازما أيضا.

يقال طَلَ الدمُ من باب قتل ومن باب تعب لغة.

وأنكره أبو زيد ، وقال لا يستعمل إلا متعديا فيقول طَلَّهُ وأَطَلَّهُ.

وطُلَ عليَّ برضوانك أي تفضل علي به والطَّلَلُ : ما شخص من آثار الدار.

والجمع أَطْلَالٌ مثل سبب وأسباب وطُلُولٌ أيضا.

وَفِي الدُّعَاءِ « أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي يُمْشَى بِهِ عَلَى طَلَلِ الْمَاءِ » أي ظهره.

( طول )

قوله تعالى ( وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ ) [ ٤ / ٢٥ ] الآية الطَّوْلُ كيف ما استعمل : الزيادة لكن مع استعماله في المقادير فمصدره الطُّولُ بضم الطاء.

والصفة طَوِيلٌ.

وفي غير المقادير مصدره الطَّوْلُ بفتحها والصفة طَائِلٌ.

والمراد من لم يكن له زيادة مال لنكاح الحرائر فلينكح الإماء ، يعقد عليهن لأنهن أخف مئونة من الحرائر.

واختلف في الطَّوْلِ فقيل الزيادة في المال.

وقيل ليس له حد معين بل الإنسان أعرف بنفسه وما يكفيه له ولعياله.

٤١٢

فإن عرف العجز عن ذلك جاز له نكاح الأمة.

وقال بعض المحققين هو مهر الحرة ونفقتها ، ووجودها وإمكان وطيها قبلا.

وَفِي الْحَدِيثِ « ( لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً ) أَيْ مَهْراً ».

والطَّوْلُ : المهر.

قوله ( لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً ) [ ١٧ / ٣٧ ] أي امتدادا قوله ( ذِي الطَّوْلِ ) [ ٤٠ / ٣ ] بالفتح أي الفضل والسعة.

قوله ( إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً ) [ ٢ / ٢٤٧ ]

طَالُوتُ هُوَ مِنْ وُلْدِ بِنْيَامِينَ بْنِ يَعْقُوبَ.

وَسُمِّيَ طَالُوتَ لِطُولِهِ.

وَهُوَ عَلَمٌ عِبْرِيٌّ كَدَاوُدَ.

ومنهم من جعله فعلوتا.

ورد بمنع صرفه.

وَكَانَ سَقَّاءً وَهُوَ الَّذِي زَوَّجَ ابْنَتَهُ دَاوُدَ عليه السلام.

( وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ ) أي ملك بني إسرائيل ولم يجتمعوا قبل داود على ملك بل كان الملك في سبط والنبوة في سبط آخر.

ولم يجتمعا إلا لداود عليه السلام.

وَفِي الْحَدِيثِ « يَتَصَدَّقُ بِقَدْرِ طَوْلِهِ ».

بالفتح أي بقدر غناه.

والطَّوْلُ والطَّائِلُ بمعنى وهو الفضل والقدرة والغنى والسعة.

ومن أمثالهم « ما عنده طَائِلٌ ولا نائل » قال الأصعمي : الطَّائِلُ من الطَّوْلِ وهو الفضل ، والنائل من النوال وهي العطية.

والمعنى ما عنده فضل ولا جود.

والطُّولُ بالضم : خلاف العرض وهو أطول الأبعاد الثلاثة غالبا.

وَفِي الْخَبَرِ « كَانَ طُولُ آدَمَ حِينَ أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ كَانَتْ رِجْلَاهُ بِثَنِيَّةِ الصَّفَا وَرَأْسُهُ دُونَ أُفُقِ السَّمَاءِ ، فَلَمَّا شَكَا إِلَى اللهِ تَعَالَى مَا يُصِيبُهُ مِنَ الْحَرِّ أَوْحَى اللهُ إِلَى جَبْرَئِيلَ فَغَمَزَهُ وَصَيَّرَ طُولَهُ سَبْعِينَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِهِ ، وَغَمَزَ حَوَّاءَ فَصَيَّرَ طُولَهَا خَمْسَةً وَثَلَاثِينَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِهَا ».

٤١٣

وعليه إشكال أجبنا عنه فيما تقدم (١) والتَّطَاوُلُ : ضد الخشوع.

وأَطَالَ الرجل على الشيء مثل أشرف وزنا ومعنى.

وتَطَاوَلَ : علا وارتفع.

ومنه « تَطَاوَلَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله لِيَرَاهُ ».

والطُّولُ بالضم : الطويل.

والطِّوَالُ بالكسر جمع طَوِيلٍ.

ومنه حَدِيثُ الْيَسَعِ بْنِ حَمْزَةَ « قَالَ كُنْتُ فِي مَجْلِسِ الرِّضَا عليه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ طُوَالٌ آدَمُ ».

الطُّوَالُ بالضم : الطويل.

يقال طَوِيلٌ وطُوَالٌ.

فإذا : فرط في الطول قيل طُوَّالٌ بالتشديد.

والآدم من الناس : الأسمر والجمع أدمان.

قال الجوهري « وتَطَاوَلَ عليهم الرب بفضله » أي تطول.

ولا أكلمه طَوَالَ الدهر بالفتح وطُولَ الدهر.

وأوتيت السبع الطُّولَ.

وفسرت بالبقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والتوبة.

والطُّول بالضم جمع الطُّولَى مثل الكبر في الكبرى.

قال في النهاية وهذا البناء يلزم الألف واللام والإضافة.

وطَوَّلَ له تَطْوِيلاً : أمهله.

وطُلْتُ أصله طولت بضم الواو سقطت الواو لاجتماع الساكنين.

وهذا أمر لا طَائِلَ فيه : إذا لم يكن فيه غناء ومزية.

__________________

(١) في ( قعد ).

٤١٤

باب ما أوله الظاء

( ظلل )

قوله تعالى أإذا ظَلَلْنَا في الأرض (١) أي بطلنا وصرنا ترابا فلم يوجد لحم ولا عظم ولا دم.

ويقرأ : « صللنا » بالصاد غير المعجمة أي أنتنا وتغيرنا من قولهم صل اللحم وأصل : إذا أنتن وتغير.

قوله ( فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ) [ ٢٦ / ٤ ].

قوله ( ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً ) [ ٢٠ / ٩٧ ] يقال ظَلَ يفعل كذا من باب تعب : إذا فعله نهارا.

وبات يفعل كذا : إذا فعله ليلا.

قوله ( وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ ) [ ٢ / ٥٧ ] أي جعلنا الغمام يظلكم في التيه نقل أن الله سخر لهم السحاب تسير بسيرهم تظلهم من الشمس وينزل بالليل عمود من نار يسيرون في ضوئه.

وكان ينزل عليهم المن والسلوى.

ومثله ( مَوْجٌ كَالظُّلَلِ ) [ ٣١ / ٣٢ ] جمع ظُلَّةٍ : وهي ما غطى وستر من سحاب أو جبل ونحو ذلك.

قوله ( عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ) [ ٢٦ / ١٨٩ ]

قِيلَ لَمَّا كَذَّبُوا شُعَيْباً أَصَابَهُمْ غَيْمٌ وَحَرٌّ شَدِيدٌ فَرُفِعَتْ لَهُمْ سَحَابَةٌ فَخَرَجُوا يَسْتَظِلُّونَ بِهَا فَسَالَتْ عَلَيْهِمْ فَأَهْلَكَتْهُمْ.

قوله ( مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ) [ ٣٩ / ١٦ ] فالظُّلَلُ التي فوقهم لهم.

والتي تحتهم لغيرهم ممن تحتهم لأن الظِّلَ إنما يكون من فوق.

قوله ( وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ )

__________________

(١) الآية بالضاد ، وهي في سورة السجدة آية ١٠ وقد أشير على نسخ من الكتاب أن هذه الآية وما بعدها إلى قوله « إذا أنتن وتغير » ( نسخة بدل ) وكأنه شطب عليها المصنف ره لدى المراجعة.

٤١٥

[ ١٣ / ١٥ ] هي جمع ظِلٍ.

وَفِي التَّفْسِيرِ إِنَّ الْكَافِرَ يَسْجُدُ لِغَيْرِ اللهِ وَظِلَّهُ يَسْجُدُ لِلَّهِ عَلَى كُرْهٍ مِنْهُ.

قوله ( ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِ ) [ ٢٨ / ٢٤ ] أي إلى ظل سمرة من شدة الحر ، وسمر بضم الميم من شجر الطلح.

قوله ( وَظِلٍ مِنْ يَحْمُومٍ ) [ ٥٦ / ٤٣ ]

قِيلَ إِنَّهُ دُخَانٌ أَسْوَدُ.

واليحموم الشديد السواد.

قوله ( ظِلٍ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ) [ ٧٧ / ٣٠ ] يعني دخان جهنم.

وذلك أن النار إذا خرجت من حبس أخذت يمنة أو يسرة أو أمامة ولا رابع لها ويقال ذي الألوان الثلاثة دخان ونار وزمهرير.

وقيل غير ذلك.

وقد مر قوله ( فِي ظِلالٍ ) [ ٣٦ / ٥٦ ] هي جمع ظُلَّةٍ مثل قلال وقلة.

والظِّلُ : الفيء الحاجز بينك وبين الشمس أي شيء كان.

قوله ( وَظِلٍ مَمْدُودٍ ) [ ٥٦ / ٣٠ ] أي دائم لا تنسخه الشمس كظل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.

وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ نَصْرِ بْنِ قَابُوسَ قَالَ : « سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى ( وَظِلٍ مَمْدُودٍ وَماءٍ مَسْكُوبٍ وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ ) [ ٥٦ / ٣٣ ] قَالَ يَا نَصْرُ ، إِنَّهُ وَاللهِ لَيْسَ حَيْثُ يَذْهَبُ النَّاسُ إِنَّمَا هُوَ الْعَالَمُ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهُ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « السُّلْطَانُ ظِلُ اللهِ فِي الْأَرْضِ ».

هو على الاستعارة لأنه يدفع الأذى عن الناس كما يدفع الظِّلُ أذى الشمس.

وَفِيهِ « أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ ظَلَّكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ » أي دنا منكم وصار ظِلَالُهُ عليكم عبر بذلك عن قرب وصوله.

وَفِي حَدِيثِ الصادق عليه السلام « إِنَّ اللهَ آخَى بَيْنَ الْأَرْوَاحِ فِي الْأَظِلَّةِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْأَجْسَادَ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَلَوْ قَامَ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ عليهم السلام وَرَّثَ الْأَخَ الَّذِي آخَى بَيْنَهُمَا فِي الْأَظِلَّةِ ، وَلَمْ يُوَرِّثِ الْأَخَ فِي الْوِلَادَةِ ».

وكان المراد في الْأَظِلَّةِ عالم المجردات فإنها أشياء وليست بأشياء كما في الظل.

٤١٦

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَخَلَقَ مَنْ أَحَبَّ مِمَّا أَحَبَّ وَكَانَ مَا أَحَبَّ أَنْ خَلَقَهُ مِنْ طِينَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَخَلَقَ مَنْ أَبْغَضَ مِمَّا أَبْغَضَ وَكَانَ مَا أَبْغَضَ أَنْ خَلَقَهُ مِنْ طِينَةٍ مِنَ النَّارِ ، ثُمَّ بَعَثَهُمْ فِي الظِّلَالِ ».

قال بعض الشارحين المراد من الخلق خلق تقدير لا خلق تكوين.

ومحصل الكلام : أن الله قدر أبدانا مخصوصة من الطينتين.

ثم كلف الأرواح فظهر منها ما ظهر.

ثم قدر لكل روح ما يليق بها من تلك الأبدان المقدرة.

قَوْلُهُ ثُمَّ بَعَثَهُمْ فِي الظِّلَالِ أي في عالم الذر.

والتعبير بعالم الذر وعالم المجردات واحد.

وإنما عبر عنه بذلك لأنه شيء لا كالأشياء فكأنه لذمامته كالظلال المجرد شيء ليس بشيء ، وَفِي الْحَدِيثِ « قُلْتُ وَمَا الظِّلَالُ؟ قَالَ أَلَمْ تَرَ إِلَى ظِلِّكَ فِي الشَّمْسِ شَيْءٌ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ ».

ولما لم تصل أذهان أكثر الناس إلى إدراك الجواهر المجردة عبروا (ع) عن عالم المجردات بالظلال ليفهم الناس قصدهم من ذلك أن موجودات ذلك العالم مجردة عن الكثافة الجسمانية كما أن الظل مجرد عنها.

فهو شيء لا كالأشياء المحسوسة الكثيفة وهذا نظير قَوْلِهِ فِي الْمَعْرِفَةِ « وَاللهُ شَيْءٌ لَا كَالْأَشْيَاءِ الْمُمْكِنَةِ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « سُئِلَ الصادق عليه السلام كَيْفَ كُنْتُمْ فِي الْأَظِلَّةِ؟ قَالَ يَا مُفَضَّلُ : كُنَّا عِنْدَ رَبِّنَا فِي أَظِلَّةٍ خَضْرَاءَ نُسَبِّحُهُ » أي نور أخضر.

وَفِيهِ « لَا يَرْغَبُ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ » يَعْنِي الْأَئِمَّةَ « إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ فِي عِلْمِ اللهِ الشَّقَاءُ فِي أَصْلِ الْخَلْقِ تَحْتَ الْأَظِلَّةِ ».

والظُّلَّةُ بضم المعجمة شيء كالصفة يستتر به من الحر والبرد.

ومنه ظُلَّةُ بني ساعدة ونحوها.

وأول سحابة تظل تسمى ظُلَّةً.

وَمِنْ كَلَامِ عَلِيٍّ عليه السلام « كُنَّا تَحْتَ ظِلِ غَمَامَةٍ اضْمَحَلَّ فِي الْجَوِّ مُتَلَفِّقُهَا وَمُجْتَمِعُهَا » (١) الضمير للغمامة.

__________________

(١) نهج البلاغة ٢ / ٤٦ ، وفيه بدل « مجتمعها » قوله « وعفا في الأرض مخطها ».

٤١٧

وظِلُ الغمام يقع على الأرض ، فإذا اضمحلت انمحى موضع حطها للظل.

وفي الكلام استعارة لا تخفى.

والظِّلُ ظل الشمس.

ومنه امش في الظِّلِ فإن الظِّلَ مبارك.

وَفِي حَدِيثِ إِثْبَاتِ الصَّانِعِ « أَزَلِيّاً صَمَدِيّاً لَا ظِلَ يُمْسِكُهُ » أَيْ لَا جِسْمَ لَهُ يُمْسِكُهُ « وَهُوَ يُمْسِكُ الْأَشْيَاءَ بِأَظِلَّتِهَا » أي بأجسامها.

وظِلُ النزال المنهي عن التخلي فيه ليس المراد كل ظل وإنما هو الظِّلُ الذي يستظل به الناس.

أو يتخذونه مقيلا ومناخا.

وأَظَلَّنِي الشيء غشيني.

وظِلُ الليل : سواده.

يقال أتانا في ظل ليل.

وفي ظِلِ العرش أي في ظل رحمته تعالى.

واقشعرت له أَظِلَّةُ العرش لعل المراد به أنوار العرش.

واسْتَظَلَ بفيئه أي التجأ إليه وهو كناية.

باب ما أوله العين

( عبل )

رجل عَبْلٌ أي ضخم.

وعَبْلُ الذراعين أي ضخمهما.

وعَبُلَ الشيء مثل ضخم وزنا ومعنى.

والْعَبَالَةُ الغلظة.

والْعَبَلَاتُ بالتحريك : اسم أمية الصغرى من قريش.

والنسبة إليهم عَبْلِيٌ بالسكون رد إلى الواحد.

لأن أمهم اسمها عبلة.

وصخرة عَبْلَاءُ أي بيضاء.

( عتل )

قوله تعالى ( عُتُلٍ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ ) [ ٦٨ / ١٣ ].

الْعُتُلُ : الفظ الجافي.

والْعُتُلُ الشديد من كل شيء.

٤١٨

قوله ( خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ ) [ ٤٤ / ٤٧ ] أي فردوه بالعنف.

يقال عَتَلْتُ الرجل أَعْتِلُهُ ضما وكسرا إذا أجذبته جذبا عنيفا.

ورجل عَتِلٌ بالكسر بين الْعَتَلِ أي سريع إلى الشر.

( عثكل )

فِي الْحَدِيثِ فَجَلَدْنَاهُ بِعُثْكُولٍ.

الْعُثْكُولُ والْعِثْكَالُ : العذق.

وكل غصن من أغصانه : شمراخ.

وَفِي حَدِيثِ الْجَمَاعَةِ « لَا تُصَلِّ فِي الْعَثْكَلِ قُلْتُ وَمَا الْعَثْكَلُ؟ قَالَ : أَنْ تُصَلِّيَ خَلْفَ الصُّفُوفِ وَحْدَكَ ».

وفي نسخة « نسكل ».

قال الجوهري النسكل بالكسر الذي يجيء في الحلبة آخر الخيل.

ومنه قيل رجل نسكل : إذا كان رذلا

( عجل )

قوله تعالى ( خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ ) [ ٢١ / ٣٧ ]

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ « أَنَّهُ أَرَادَ بِالْإِنْسَانِ آدَمَ عليه السلام وَأَنَّهُ لَمَّا بَلَغَ الرُّوحُ صَدْرَهُ أَرَادَ أَنْ يَقُومَ ».

وفيه على ما قيل ذم الإنسان على العجلة ، وأنه مطبوع عليها فكأنه قال ليس ببديع منكم أن تستعجلوا فإنكم مجبولون على ذلك وهو سجيتكم.

وقيل الْعَجَلُ : الطين وهو بلغة حمير قوله ( وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً ) [ ١٧ / ١١ ] قال يدعو على أعدائه بالشر كما يدعو لنفسه بالخير.

قَوْلُهُ ( فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ) [ ٢ / ٢٠٣ ] يَعْنِي مَاتَ ( وَمَنْ تَأَخَّرَ ) أَجَلُهُ ( فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى ) الْكَبَائِرَ.

كَذَا رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع

رُوِيَ ( لِمَنِ اتَّقى ) الصَّيْدَ حَتَّى يَنْفِرَ أَهْلُ مِنَى مِنَ النَّفْرِ الْأَخِيرِ.

وَرُوِيَ ( لِمَنِ اتَّقى ) اللهَ.

وَرُوِيَ ( لِمَنِ اتَّقى ) الرَّفَثَ وَالْفُسُوقَ وَالْجِدَالَ وَمَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ فِي إِحْرَامِهِ.

قوله ( مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ ) [ ١٧ / ١٨ ] وهي النعم الدنيوية ، أي من كانت العاجلة همته ولم يرد غيرها تفضلنا عليه بما نشاء منها ( لِمَنْ نُرِيدُ ).

قوله ( ما عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ )

٤١٩

[ ٦ / ٥٧ ] أي من إنزال العذاب بكم ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ) [ ٦ / ٥٧ ].

قوله ( أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ) [ ٧ / ١٥٠ ] أي أقسمتم.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ ».

وقد مر بيانه في ( فنى )

وَفِيهِ « دُخُولُ الرَّجُلِ عَلَى الْمَرْأَةِ يَهْدِمُ الْعَاجِلَ » أي المهر العاجل وهو خلاف الآجل.

والْعَجَلُ والْعَجَلَةُ : خلاف البطؤ.

وقد عَجِلَ عَجَلاً من باب تعب : أسرع.

ورجل عَجِلٌ بالكسر أي قليل التحمل والصبر في تحصيل المطالب.

وامرأة عَجِلٌ.

واسْتَعْجَلْتُهُ : طلبت عجلته.

والْعِجْلُ بالكسر : ولد البقرة.

وعِجْلٌ قبيلة من ربيعة.

وهو عِجْلُ بن لجيم بن صعب.

والْعِجْلِيَّةُ : من ينتسب إلى عجل.

( عدل )

قوله تعالى ( وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها ) [ ٦ / ٧٠ ] أي تفد كل فداء.

والْعَدْلُ : الفدية.

والْعَدْلُ أيضا : المثل.

قال تعالى ( أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً ) [ ٥ / ٩٥ ] أي مثل ذلك صياما.

وعن أبي عمرو الْعَدْلُ بالفتح : القيمة والفدية والرجل الصالح.

وبالكسر المثل.

والفرق بين العدل أيضا : أن عِدْلَ الشيء ما عادله من غير جنسه كالصوم والإطعام ، وعَدْلَهُ ما عادلت به في المقدار

وَفِي الْحَدِيثِ « لَوْ تَدْرِي كَيْفَ يَكُونُ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً : قُلْتُ لَا ، قَالَ : يُقَوَّمُ الصَّيْدُ قِيمَةً ثُمَّ تُفَضُّ تِلْكَ الْقِيمَةُ عَلَى الْبُرِّ ثُمَّ يُكَالُ ذَلِكَ أَصْوَاعاً ، فَيَصُومُ لِكُلِّ نِصْفِ صَاعٍ يَوْماً ».

والْعَدْلُ من أسمائه تعالى ، وهو مصدر أقيم مقام الاسم.

وحقيقته ذو العدل وهو الذي لا يميل به الهوى فيجوز في الحكم.

والْعَدْلُ : خلاف الجور.

ومنه الْحَدِيثُ « مِنَ الْمُنْجِيَاتِ كَلِمَةُ الْعَدْلِ فِي الرِّضَا وَالسَّخَطِ ».

٤٢٠