مجمع البحرين - ج ٥

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

قوله ( فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً ) [ ٧٧ / ٢ ] هي الرياح الشداد ، من قولهم عَصَفَتِ الريحُ عَصْفاً من باب ضرب : اشتدت فهي عَاصِفٌ وعَصُوفٌ وعَاصِفَةٌ ، وجمع الأولى عَوَاصِفُ ، والثانية عَاصِفَاتٌ.

ويقال أيضا عَصَفَتِ الريحُ وأَعْصَفَتْ فهي مُعْصِفَةٌ ولا يقال ريحٌ عَاصِفٌ حتى تشتد ، وقد يسند الفعل إلى اليوم والليلة لوقوعه فيه.

ومنه قولهم « يوم عَاصِفٌ » وهو فاعل بمعنى مفعول فيه ، مثل قولهم « ليل نائم » و « هم ناصب » كما يقال « يوم بارد » لوقوع البرد فيه.

وأَعْصَفَ الرجلُ : هلك. وأَعْصَفَتْهُ الرياحُ : أهلكته

( عطف )

قوله تعالى ( ثانِيَ عِطْفِهِ ) [ ٢٢ / ٩ ] أي عادلا جانبه.

والعِطْفُ : الجانب يعني معرضا متكبرا.

وعِطْفَا الرجلِ : جانباه.

وكذا عِطْفَا كلِّ شيءٍ ، والجمع أَعْطَافٌ كحِمل وأحمال.

يقال ثنى عِطْفَهُ أي أعرض عني.

وثنى عِطْفَهُ إلي : أي أتى إلي.

والمِعْطَفُ بالكسر : الرداء. وكذلك العِطَافُ.

وَمِنْهُ « سُبْحَانَ مَنْ تَعَطَّفَ بِالْعِزِّ ». أي تردى به.

وسمي الرداء عِطَافاً لوقوعه على عِطْفَيِ الرجل وهما ناحيتا عنقه.

والتَّعَطُّفُ في حق الله ، مجاز يراد به الاتصاف كأن العز شمله شمول الرداء.

وتَعَطَّفَ عليه : أشفق عليه.

وعَطَفَتِ الناقةُ على ولدها من باب ضرب : حنت عليه ودر لبنها.

وتَعَاطَفُوا : عطف بعضهم على بعض.

واسْتَعْطَفَهُ : طلب منه ذلك. وعَطَفْتُ الشيءَ عَطْفاً : ثنيته أو أملته.

وفي الطريق عَطْفٌ أي ميل واعوجاج.

ومُنْعَطَفُ الوادي على صيغة اسم المفعول : حيث ينعطف فهو اسم معنى.

والمُنْعَطِفُ هو اسم فاعل فهو اسم عين.

( عفف )

قوله تعالى ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ

١٠١

لا يَجِدُونَ نِكاحاً ) [ ٢٤ / ٣٣ ] أي إن كان الفقير يخاف زيادة الفقر بالنكاح فليجتهد في قمع الشهوة وطلب العفة بالرياضة لتسكين شهوته كما قَالَ : « يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاهَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ وِجَاءٌ ».

وقيل الاسْتِعْفَافُ هو النكاح ، فمعنى قوله ( وَلْيَسْتَعْفِفِ ) أي يتزوج وقوله ( لا يَجِدُونَ نِكاحاً ) أي لا يجدون ما يكون مسببا عن النكاح وهو المهر والنفقة ، فإذا نكح فتح الله عليه باب الرزق فيغنيه من فضله ما يؤدي به حقوق النكاح ، ولا يجوز أن يترك النكاح لخوف لزوم الحق لأنه إساءة الظن بالله.

وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ : « قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام الْحَدِيثُ الَّذِي يَرْوِيهِ النَّاسُ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه واله فَشَكَى إِلَيْهِ الْحَاجَةَ فَأَمَرَهُ بِالتَّزْوِيجِ ، ثُمَّ أَتَاهُ فَشَكَى إِلَيْهِ الْحَاجَةَ فَأَمَرَهُ التَّزْوِيجَ حَتَّى أَمَرَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام نَعَمْ هُوَ حَقٌّ ، ثُمَّ قَالَ : الرِّزْقُ مَعَ النِّسَاءِ وَالْعِيَالِ ».

وفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام ، فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى ( وَلْيَسْتَعْفِفِ ) الْآيَةَ « قَالَ : يَتَزَوَّجُونَ ( حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ ) فِي فَضْلِهِ ».

ونحو ذلك من الأخبار.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْعَفَافُ ». العَفَافُ بفتح العين ، والتَّعَفُّفُ : كف النفس عن المحرمات وعن سؤال الناس.

وَمِنْهُ « رَحِمَ اللهُ عَبْداً عَفَ وَتَعَفَّفَ وَكَفَّ عَنِ الْمَسْأَلَةِ ».

وعَفَ عن الشيء يَعِفُ من باب ضرب عِفَّةً بالكسر وعَفَافاً بالفتح : امتنع عنه فهو عَفِيفٌ.

واسْتَعَفَ عن المسألة : مثل عَفَّ.

ورجل عَفٌ وامرأة عَفَّةٌ بفتح العين فيهما.

وتَعَفَّفَ كذلك.

وأَعَفَّهُ اللهُ إِعْفَافاً.

وجمع العَفِيفِ أَعِفَّةٌ وأَعِفَّاءُ.

وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفَافُ

١٠٢

وَالْغِنَى ». قيل : العَفَافُ هنا قدر الكفاف والغنى غنى النفس.

وَفِي الْخَبَرِ « مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ ». قال بعض الشارحين : الاسْتِعْفَافُ : طلب العفاف ، والتَّعَفُّفُ هو الكف عن الحرام والسؤال من الناس.

وقيل الاسْتِعْفَافُ : الصبر والنزاهة عن القبائح ، يقال عَفَ عن الشيء يَعِفُ عِفَّةً فهو عَفِيفٌ.

ومنه « اللهم إني أسألك العِفَّةَ والغنى ».

وعِفَّةُ الفرج : صونه عن المحرمات.

وَمِنْهُ « اللهُمَّ حَصِّنْ فَرْجِي وَأَعِفَّهُ ».

( عكف )

قوله تعالى ( عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ ) (١) أي مقيمين فيها قوله ( سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ ) [ ٢٢ / ٢٥ ] والعَاكِفُ : المقيم والبادي الطاري أي مستويان ، لا يتفاضل أحدهما على الآخر.

وفِي الْحَدِيثِ عَنْهُ عليه السلام « قَالَ لَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي أَنْ يُوضَعَ عَلَى دُورِ مَكَّةَ أَبْوَاباً (٢) ، لِأَنَّ لِلْحَاجِّ أَنْ يَنْزِلُوا مَعَهُمْ فِي دُورِهِمْ فِي سَاحَةِ الدَّارِ حَتَّى يَقْضُوا مَنَاسِكَهُمْ ، وَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ جَعَلَ لِدُورِ مَكَّةَ أَبْوَاباً مُعَاوِيَةُ ».

قوله ( فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ ) [ ٧ / ١٣٨ ] « من عَكَفَ على الشيء » من بابي ضرب وقعد أي لازمه وواظبه ، أو من « عَكَفُوا على الشيء » : استداروا عليه.

قوله ( وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً ) [ ٤٨ / ٢٥ ] أي محبوسا.

يقال عَكَفَهُ يَعْكِفُهُ عَكْفاً : حبسه.

ومنه « الاعْتِكَافُ » وهو افتعال من العَكْفِ ، وهو الحبس واللبث ، وقد عرف لغة باللبث المتطاول.

واصطلاحا باللبث في مسجد جامع ثلاثة أيام فصاعدا للعبادة.

( علف )

فِي الْحَدِيثِ يَشْتَرِي بِهِ عَلَفاً لِحَمَامِ

__________________

(١) كذا في النّسخ والصّحيح : ( عاكفون في المساجد ) [ ٢ / ١٧٨ ].

(٢) كذا في النّسخ. والظّاهر « أبواب ».

١٠٣

الْحَرَمِ. العَلَفُ للدابة بالتحريك : معروف ، يقال عَلَفْتُ الدابةَ عَلَفاً من باب ضرب والجمع عِلَافٌ مثل جبل وجبال.

والمِعْلَفُ بكسر الميم : موضع العلف.

( عنف )

فِي الْحَدِيثِ « إِنَّ اللهَ يُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعنْفِ ».

العنْفُ ـ مثلث العين ـ : الشدة والمشقة ، ضد الرفق ، وكلما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله.

وَفِيهِ « الْعَاقِلُ لَا يَرْجُو مَنْ يَعْنُفُ بِرَجَائِهِ ». أي يلام.

يقال عَنَّفَهُ تَعْنِيفاً : أي لامه وعتب عليه.

والتَّعْنِيفُ : التعيير واللوم.

وعَنُفَ به وعليه من باب قرب : إذا لم يرفق به.

وأَعْنَفَ الأمرَ : إذا أخذ به بِعُنْف.

وعُنْفُوَانُ الشيءِ : أوله.

ومنه « عُنْفُوَانُ الشباب ».

( عوف )

العُوَافُ ـ على ما في النسخ ـ : أحد الحيطان السبعة الموقوفة على فاطمة عليها السلام.

( عيف )

عَافَ الرجلُ الطعام يَعَافُهُ من باب تعب ، عِيَافَةً بالكسر : كرهه.

وعِفْتُ الشيءَ أَعَافُهُ : إذا كرهته.

باب ما أوله الغين

( غرف )

قوله تعالى ( إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ) [ ٢ / ٢٤٩ ] الغُرْفَةُ بالضم : ملء اليد من المغروف ، وبالفتح : المرة الواحدة باليد ، مصدر غَرَفْتُ الماءَ غَرْفاً من باب ضرب ، واغْتَرَفْتُهُ.

وقرئ بهما معا ، والجمع غِرَافٌ مثل برمة وبرام.

وَالْقِصَّةُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا انْفَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ ، وَكَانُوا ثَلَاثِينَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ

١٠٤

وَقِيلَ : سَبْعِينَ أَلْفاً ( قالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ ) [ ٢ / ٢٤٩ ] أَيْ مُخْتَبِرُكُمْ بِنَهَرٍ ( فَمَنْ شَرِبَ ) مِنَ النَّهَرِ بِأَنْ كَرِعَ فِي مَائِهِ ( فَلَيْسَ مِنِّي ) أَيْ لَيْسَ مِنْ جُمْلَتِي وَأَشْيَاعِي ( وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ ) أَيْ لَمْ يَذُقْهُ ( فَإِنَّهُ مِنِّي ).

فقوله ( إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ ) استثناء من قوله ( فَمَنْ شَرِبَ ).

ومعناه : الرخصة في اغتراف الغرفة باليد دون الكروع ( فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ ) قِيلَ : وَلَمْ يَبْقَ مَعَ طَالُوتَ إِلَّا ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً.

قوله ( أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا ) [ ٢٥ / ٧٥ ] أي الغُرُفَاتِ وهي العلالي في الجنة.

قوله الْغُرُفاتِ [ ٣٤ / ٣٧ ] أي منازل في الجنة رفيعة ، من فوقها منازل رفيعة.

وَفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ : حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : سَأَلَ عَلِيٌّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه واله عَنْ تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ يَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى ( لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ ) [ ٣٩ / ٢٠ ] فَقَالَ : لِمَا ذَا بُنِيَتْ هَذِهِ الْغُرَفُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ تِلْكَ غُرَفٌ بَنَاهَا اللهُ لِأَوْلِيَائِهِ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ ، سُقُوفُهَا الذَّهَبُ مَحْبُوكَةً بِالْفِضَّةِ ، لِكُلِّ غُرْفَةٍ مِنْهَا أَلْفُ بَابٍ مِنْ ذَهَبٍ ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ ، وَفِيهَا فُرُشٌ مَرْفُوعَةٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ مِنَ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ ، بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ ، وَحَشْوُهَا الْمِسْكُ وَالْعَنْبَرُ وَالْكَافُورُ ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى ( وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ) [ ٥٦ / ٣٤ ] كُلَّمَا دَخَلَ الْمُؤْمِنُ مَنَازِلَهُ فِي الْجَنَّةِ وُضِعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْمُلْكِ وَالْكَرَامَةِ ، وَأُلْبِسَ سَبْعِينَ حُلَّةً بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ مَنْسُوجَةً بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَاللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ الْأَحْمَرِ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ ( يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ ) [ ٢٢ / ٢٣ ]. والحديث طويل.

وجمع الغُرْفَةِ غُرَفٌ ثم غُرَفَاتٌ بفتح الراء ، وهي جمع الجمع عند قوم ، وتخفف

١٠٥

عند قوم وتضم الراء للاتباع ، وتسكن حملا على الواحد.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا تُنْزِلُوا النِّسَاءَ الْغُرَفَ ».

وغُرْفَةُ أُمِّ إبراهيم عليه السلام في المدينة والمِغْرَفَةُ بكسر الميم : ما يُغْرَفُ به الطعام ، والجمع مَغَارِفُ.

( غضرف )

غُضْرُوفُ الكتفِ : رأس الوجه.

والغُضْرُوفُ : الرقيق الأبيض كالعظم يكون في المارن ، نقلا عن ابن الأعرابي والجمع غَضَارِيفُ.

( غطف )

غَطَفَانُ : أبو قبيلة ، وهو غَطَفَانُ بنُ سعد بن قيس عَيْلَانَ.

( غطرف )

الغِطْرِيفُ : السيد.

والتَّغَطْرُفُ : التكبر.

( غلف )

قوله تعالى ( قالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ ) [ ٢ / ٨٨ ] الآية أي محجوبة عما تقول كأنها في غِلَافٍ.

ومن قرأ غُلُفٌ بضم اللام أراد جمع غِلَافٍ.

وتسكين اللام جائز أيضا أي قلوبنا أوعية للعلم ، فكيف تجيئنا بما ليس عندنا.

وفي الكشاف : ( غُلْفٌ ) جمع أَغْلَفَ أي هي خلقة وجبلة مغشاة بأغطية لا يتوصل إليها ما جاء به محمد صلى الله عليه واله ولا تفقهه ، مستعار من الأَغْلَف الذي لم يختن ، فرد الله عليهم أن تكون مخلوقة كذلك لأنها خلقت على الفطرة والتمكن من قبول الحق.

وَفِي الْحَدِيثِ « تَغَلَّفَ بِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ ». أي لطخ لحيته به ، يقال غَلَفَ لحيتَهُ بالغَالِيَةِ من باب ضرب أي لطخها بها وأكثر ، والغالية : ضرب من الطيب.

وعن ابن دريد : غَلَفَهَا من كلام العامة ، والصواب غَلَّفَهَا بالتشديد.

والغِلَافُ بكسر المعجمة : غلاف السيف ونحوه.

ومنه « غِلَافُ المصحفِ » والجمع غُلُفٌ ككتاب وكتب.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْأَغْلَفُ لَا يَؤُمُّ الْقَوْمَ ». الأَغْلَفُ : غير المختون ، وذلك لأنه ضيع من السنة أعظمها ، والأنثى غَلْفَاءُ والجمع

١٠٦

غُلْفٌ من باب أحمر.

والغُلْفَةُ بالضم : هي العزلة والقلفة.

باب ما أوله الفاء

( فلسف )

قال بعض العارفين : الفَلْسَفَةُ لغة يونانية معناها محبة الحكمة ، وفَيْلَسُوف أصله فَيْلَاسُوف أي محب الحكمة ، وفَيْلَا : المحب ، وسُوف : الحكمة. وقد جاء في الحديث صفة المُتَفَلْسِفِينَ

( فيف )

الفَيْفَاءُ : الصخرة الملساء ، والجمع فَيَافِي كصحاري.

باب ما أوله القاف

( قذف )

قوله تعالى ( نَقْذِفُ بِالْحَقِ ) [ ٢١ / ١٨ ] أي نرمي به في قلب من نشاء. قوله ( يَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ ) [ ٣٤ / ٥٣ ] أي يرجون به ، وذلك قولهم ساحر كاهن.

قوله ( اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ ) [ ٢٠ / ٣٩ ] أي ضعيه وألقيه فيه.

قوله ( حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْناها ) [ ٢٠ / ٨٧ ] أي طرحناها في نار السامري التي أوقدها في الحفرة وأمرنا أن نطرح فيها الحلي.

وَفِي الدُّعَاءِ « وَاقْذِفْ فِي قَلْبِي رَجَاءَكَ ». أي اطرحه فيه وألقه.

والقَذْفُ : الرمي ، يقال قَذَفْتُ بالحجارة قَذْفاً من باب ضرب : رميت بها.

وقَذَفَ المحصنةَ : رماها بالفاحشة.

وكان يَقْذِفُ الغرابَ أي يرميه.

والحبلى ربما قَذَفَتِ الدم أي رمته.

ويَقْذِفُ في قلوبكما شرا أي يوقع ويلقي.

١٠٧

( قحف )

قِحْفُ الرأسِ هو العظم الذي فوق الدماغ وأعلاه ، والجمع أَقْحَافٌ مثل حمل وأحمال.

والقِحْفُ : إناء من خشب كأنه نصف قدح.

وأبو قُحَافَةَ : اسمه عثمان بن عامر والد أبي بكر : صحابي قاله في القاموس.

( قرف )

قوله تعالى اقْتَرَفْتُمُوها [ ٩ / ٢٤ ] أي اكتسبتموها.

ويَقْتَرِفُونَ : أي يكتسبون.

والاقْتِرَافُ : الاكتساب.

ومنه الْحَدِيثُ « إِيَّاكُمْ وَاقْتِرَافَ الْآثَامِ ».

ومِنْهُ « رَجُلٌ اقْتَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ ذُنُوباً ».

وقَرَفَ الذنبَ واقْتَرَفَهُ : عمله.

وقَارَفَ الذنبَ وغيرَه : إذا داناه ولاصقه ، وإن شئت : إذا أتاه وفعله.

وقَرَفَهُ بكذا : أضافه إليه.

وقَارَفَ الرجلُ امرأتَهُ : إذا جامعها.

وقَرَفَ فلانٌ فلانا : إذا عابه واتهمه.

ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « أَوَلَمْ يَنْهَ بَنِي أُمَيَّةَ عِلْمُهَا بِي عَنْ قَرْفَي ». أي تهمتي وعيبي.

يقال هو يُقْرَفُ بكذا أي يرمي به ويتهم.

والقَرْفُ بالفتح : وعاء من جلد يدبغ بِالقِرْفَةِ ، وهي قشور الرمان.

والمُقْرِفُ من الخيل : الذي دانى الهُجْنَةَ الذي أمه عربية وأبوه ليس كذلك.

( قشف )

فِي الْحَدِيثِ « الدُّهْنُ يُسَهِّلُ مَجَارِيَ الْمَاءِ وَيُذْهِبُ الْقَشَفَ » وَفِي نُسْخَةٍ أُخْرَى « وَيُسْفِرُ اللَّوْنَ » أي يضيئه.

القَشَفُ : قذرُ الجلد ورثاثة الهيئة وسوء الحال.

ورجل قَشِفٌ ككتف : لوحته الشمس أو الفقر فتغير.

وقَشِفَ الرجلُ قَشَفاً من باب تعب : لم يتعاهد النظافة ، وتَقَشَّفَ مثله.

( قصف )

قوله تعالى ( قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ ) وهي الريح التي لها قَصْفٌ

١٠٨

أي صوت شديد كأنها تَقْصِفُ أي تكسر لأنها لا تمر بشيء إلا قَصَفَتْهُ.

ومنه قَوْلُ عَلِيٍّ عليه السلام فِي وَصْفِ النَّارِ « لَهَا قَصِيفٌ هَائِلٌ ».

والرعد القَاصِفُ : الشديدُ الصوت.

وقَصِفْتُ العودَ قَصَفاً فَانْقَصَفَ أي كسرته فانكسر وزنا ومعنى.

وَمِنْهُ « يَأْتِيهِ الْمَوْتُ فَيَقْصِفَهُ ».

وانْقَصَفَ عن الشيء : تركه.

ورجل قَصِفٌ : سريع الانكسار عن النجدة.

والقَصْفُ : اللهو واللعب.

والقُصُوفُ : الإقامة على الأكل والشرب.

والقَيْصَفَاءُ أو القَصْفَاءُ على ما في بعض النسخ من المسوخ ، وقد تكثرت النسخ في ذلك ، ومحصل الجميع : أنه حيوان غير مأكول.

( قضف )

فِي الْحَدِيثِ « إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ لَيْسَ عَلَى قِلَّةٍ وَقُضَافَةٍ وَصِغَرٍ ». القُضَافَةُ بالضم والقَضَفُ محركة : النحافة

والقَضَفُ : الدقة.

وقد قَضُفَ بالضم قَضَافَةً فهو قَضِيفٌ أي نحيف ، والجمع قِضَافٌ.

( قطف )

قوله تعالى ( قُطُوفُها دانِيَةٌ ) يعني ثمرتها قريبة التناول تنال على كل حال من قيام وقعود ونيام ، واحدها قِطْفٌ بالكسر وهو العنقود.

والقِطَافُ ككتاب : وقت جمع العنب.

يقال قَطَفْتُ العنبَ من بابي ضرب وقتل : قطعته.

والقُطُوفُ من الدواب وغيرها : البطيء.

والقَطِيفَةُ : الدثار المخمل والجمع قَطَائِفُ وقُطُفٌ كصحيفة وصحائف وصحف.

والقَطِيفُ (١) : بلاد خلف البصرة معروفة.

( قلف )

القُلْفَةُ بالضم : الجلدة التي تقطع في الختان ، وجمعها قُلَفٌ مثل غرفة وغرف.

والقَلَفَةُ بالتحريك مثلها والجمع قَلَفٌ

__________________

(١) بلاد عامرة في المملكة السعودية ، فيها آبار النفط السعودية.

١٠٩

وقَلَفَاتٌ مثل قصبة وقصب وقصبات.

وقَلِفَ قَلَفاً من باب تعب إذا لم يختن ويقال إذا عظمت قُلْفَتُهُ فهو أَقْلَفُ.

( قوف )

قوله تعالى ( ق ) هو جبل محيط بالدنيا من وراء يأجوج ومأجوج ، وهو قسم

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا آخُذُ بِقَوْلِ قَائِفٍ ».

هو الذي يعرف الآثار ويلحق الولد بالوالد والأخ بأخيه ، والجمع قَافَةٌ من قولهم قُفْتُ أثرَهُ إذا تبعته مثل قَفَوْتُ أثرَهُ وقَافَ الرجلُ يَقُوفُ قَوْفاً من باب قال : تبعه.

باب ما أوله الكاف

( كتف )

الكَتِفُ والكِتْفُ مثل كَذِبٍ وكِذْبٍ والجمع أَكْتَافٌ.

وكَتَفْتُهُ كَتْفاً من باب ضرب وكِتَافاً بالكسر : شددت يده إلى خلف بحبل ونحوه ، والتشديد مبالغة.

والكِتَافُ أيضا الحبلُ يشد به والكَتِفُ : عظمٌ عريض يكون في أصل كتف الحيوان من الناس والدواب ، كانوا يكتبون فيه لقلة القراطيس عندهم.

وَمِنْهُ « ايتُونِي بِكَتِفٍ وَدَوَاةٍ أَكْتُبْ كِتَاباً ».

( كثف )

فِي الْحَدِيثِ « إِذَا كَانَ الدِّرْعُ كَثِيفاً ».

أي إذا كان ستيرا.

والكَثَافَةُ : الغِلَظُ.

وكَثُفَ الشيءُ فهو كَثِيفٌ.

( كرسف )

فِي الْحَدِيثِ « مَنْ أَعْيَتْهُ الْحِيلَةُ فَلْيُعَالِجِ الْكُرْسُفَ ». هو كعصفر وزنبور : القطن.

ومنه كُرْسُفُ الدواةِ.

( كسف )

قوله تعالى ( وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ ).

١١٠

قوله ( أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً ) وقُرِئَ كِسْفاً.

فمن قرأه مثقلا جعله جمع كِسْفٍ وهي القطعة والجانب ، ومن قرأه كِسْفاً على التوحيد فجمعه أَكْسَافٌ وكُسُوفٌ ، كأنه قال أو يسقطها طبقا علينا ، واشتقاقه من كَسَفْتُ الشيءَ : إذا غَطَّيْتَهُ.

وقد تكرر في الحديث « ذكر الكُسُوفِ » ويقال للشمس والقمر وكذا الخُسُوف.

لكن اشتهر الأول للأول ، والثاني للثاني ، يقال كَسَفَتِ الشمسُ تَكْسِفُ كُسُوفاً من باب ضرب : اسودت ، وخسف القمر.

وَكُلُّهُمْ رَوَوْا « أَنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا عِبَادَهُ ، وَلَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ ».

قال في المصباح : ويقال انْكَسَفَتِ الشمسُ فبعضهم يجعله مطاوعا ، وعليه

حَدِيثٌ رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ « انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله ».

وبعضهم يجعله غَلَطاً.

وتقول كَسَفَهَا اللهُ فَكُسِفَتْ ، وإذا عديت الفعل نصبت عنه المفعول باسم الفاعل كما تنصبه بالفعل.

قال جرير (١) :

الشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكَاسِفَةٍ

تَبْكِي عَلَيْكَ نُجُومُ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَا (٢)

ومعنى كَسْفِ الشمسِ النجومَ :

__________________

(١) هو : جرير بن عطية بن الخطفي من كليب بن يربوع ، نشأ في البادية أيام معاوية ، وكان يفد إلى الشام مع من يفد على الخلفاء للاستجداء بالمديح ، فعرفه أحدهم إلى يزيد بن معاوية وهو أمير ، فجعل يختلف إليه وهو شاب ، فاستلطف يزيد نظمه ، ثم تقرب إلى عبد الملك بواسطة الحجاج ، وتوفي سنة ١١٠ بعد الفرزدق ببضعة أشهر ، ودفن في اليمامة حيث قبر الأعشى.

(٢) بنصب القمر عطفا على النجوم مفعول « كاسفة » أي إن الشمس طالعة ومع ذلك لم تكسف ولم يغط ضوءها نور الكواكب والقمر ، وجملة « يبكي عليك » معترضة بين الفعل ومفعوله.

١١١

غلبةُ ضوئِهَا عليها.

والكُسُوفُ في الوجه : التغيير.

( كشف )

قوله تعالى يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ هو مَثَلٌ يُضْرَبُ به عند اشتداد الحرب والأمر ، والمعنى يوم يشتد الأمر ويتفاقم ولا ساق ولا كشف وإنما هو مثل وسيأتي في ( سوق ).

قوله ( لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ ) أي ليس لها نفس متيقنة متى تقوم كقوله ( لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ).

أو ليس لها نفس قادرة على كشفها إذا وقعت إلا الله.

قيل : ويجوز أن تكون مصدرا كالعافية والواقية ، أي ليس لها من دون الله كشف ، أي لا يكشف عنها غيره ولا يظهرها سواه.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِيَّاكُمْ وَالْكَوَاشِفَ مِنَ النِّسَاءِ ». ومعناه اللواتي يكاشفن وبيوتهن معلومة.

والكَشُوفُ : الناقة التي يضربها الفحل وهي حامل.

والأَكْشَفُ : الذي ينبت له شعرات في قصاص ناصيته كأنها دائرة تنبت صعدا ولا تكاد تسترسل ، والعرب تتشاءم بذلك.

ومنه حَدِيثُ الصادق عليه السلام لِعِيسَى بْنِ زَيْدٍ وَقَدْ أَمَرَ بِهِ إِلَى الْحَبْسِ « وَاللهِ يَا أَكْشَفُ يَا أَزْرَقُ لَكَأَنِّي بِكَ تَطْلُبُ لِنَفْسِكَ جُحْراً تَدْخُلُ فِيهِ ».

وكَاشَفَهُ بالعداوة : بادأه بها.

وكَشَفْتُهُ كَشْفاً من باب ضرب : فَانْكَشَفَ.

وكتاب « كَشْفُ الغُمَّةِ » لبهاء الدين الجليل علي بن عيسى الإربلي.

( كفف )

قوله تعالى ( ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ) يعني كلكم.

وكَافَّةٌ وعامة يعني جميعا.

قوله ( وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ ) أي إلا للناس جميعا تَكُفُّهُم وتَرْدَعُهم ، فيكون ( كَافَّةً ) منصوبا على الحال نصبا لازما لا تستعمل إلا كذلك ، كقولهم جاء الناس كَافَّةً.

وعن الفراء في كتاب ( معاني القرآن ) :

١١٢

نصبت لأنها في مذهب المصدر ، ولذلك لم تدخل العرب فيها الألف واللام ، لأنها آخر الكلام مع معنى المصدر ، وهي في مذهب قولك « جاءوا معا » و « قاموا جميعا » فلا يدخلون اللام على معا وجميعا إذا كانتا بمعناها أيضا.

وعن الأزهري : كافة منصوبة على الحال ، وهو مصدر على ( فاعلة ) كالعافية والعاقبة ، ولا يثنى ولا يجمع كما لو قلت اقتلوا المشركين عامة أو خاصة فلا يثنى ذلك ولا يجمع.

ومعنى كَافَّة في اللغة : الإحاطة مأخوذة من كُفَّةِ الشيء وهو طرفه إذا انتهى الشيء إلى ذلك كُفَّ عن الزيادة ـ كذا في الغريبين ـ.

وَفِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِ « لَا يُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَايَ عَلَى هَوَى نَفْسِهِ إِلَّا كَفَفْتُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ ». كان المعنى أغنيته فيها عن الحاجة إلى غيرها.

وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ ارْزُقْ آلَ مُحَمَّدٍ الْكَفَافَ مِنَ الرِّزْقِ ».

هو بالفتح : الذي لا يفضل عن الشيء ، ويكون بقدر الحاجة.

ومنه حَدِيثُ الْحَسَنِ عليه السلام « ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ وَلَا تُلَامُ عَلَى كَفَافٍ ».

أي إذا لم يكن عندك كفاف لم تلم أن لا تعطي أحدا.

ومنه قَوْلُهُ صلى الله عليه واله « طُوبَى لِمَنْ كَانَ عَيْشُهُ كَفَافاً ».

وَفِي حَدِيثِ الدُّنْيَا « لَا تَسْأَلُوا فَوْقَ الْكَفَافِ » وَهُوَ مَا يَكُفُّ عَنِ الْمَسْأَلَةِ وَيُسْتَغْنَى بِهِ « وَلَا تَطْلُبُوا مِنْهَا أَكْثَرَ مِنَ الْبَلَاغِ ». وهو ما بلغ مدة الحياة.

ورجلٌ يَكُفُ عليه ماءَ وجهِهِ أي يصونه ويجمعه عن بذل السؤال.

وصِبْيَةٌ يَتَكَفَّفُونَ الناسَ : أي يمدون إلى الناس أكفهم للسؤال.

وكُفُّوا صبيانَكُم أي امنعوهم من الخروج ذلك الوقت لأنه يخاف عليهم من إيذاء الشياطين لكثرتهم وانتشارهم.

وكَفَ عن الشيء كَفّاً من باب قتل : تركه وكَفَفْتُهُ كَفّاً : منعته فكف يتعدى ولا يتعدى.

ومنه قَوْلُهُ عليه السلام « مَنْ هَمَّ بِخَيْرٍ

١١٣

أَوْ صِلَةٍ فَلْيُبَادِرْ فَإِنَّ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ شَيْطَانَيْنِ فَلْيُبَادِرْ لَا يَكُفَّانِهِ ». أي يمنعانه عن فعل الخير والصلة.

ومنه أيضا قيل لطرف الكَفّ كَفّاً لأنه كان يَكُفُّ بها عن سائر البدن.

وحد الكَفِ : الكوع بالضم أعني رأس الزند مما يلي الإبهام ، وأما الكُرْسُوعُ بالضم والمهملات فهو رأس الزند مما يلي الخنصر وقد تقدم (١).

وجمع الكَفّ : كُفُوفٌ وأَكُفّ مثل فلس وفلوس وأفلس.

وهي مؤنثة عند البعض ، وعند بعض آخر مذكر.

قال بعض الشارحين : ولعل الحجة قولهم كَفٌ مُخَضَّب ، وهو ضعيف لإمكان حمله على الساعد.

وكُفَّةُ كلِّ شيء : حاشيتُهُ.

والكُفَفُ : الحواشي.

ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام فِي وَصْفِ السَّحَابِ « وَالْتَمَعَ بَرْقُهُ فِي كُفَفِهِ ». أي حواشيه.

وكُفَّةُ الثوبِ : ما استدار حول الذيل.

وكَفَفْتُ الثوبَ : خِطْتُ حواشيه.

وكَفَ الخيَّاطُ الثوبَ كَفّاً : خاطه الخياطة الثانية.

وثوبُهُ كَفَافٌ بالفتح : أي مقدار حاجته من غير زيادة ولا نقص ، سمي بذلك لأنه يكف عن سؤال الناس ويغني عنهم.

وكِفَّةُ الميزانِ بالكسر والفتح لغة والجمع كِفَفٌ.

أما الكِفَّةُ لغير الميزان فقال الأصمعي : كل مستدير فهو بالكسر نحو كِفَّةُ اللثةِ وهو ما انحدر منها.

وكل مستطيل فهو بالفتح نحو كَفَّةُ الثوبِ وهي حاشيتُهُ.

والكُفَّةُ بالضم ما استطال من السحاب وما استدار فبالكسر.

وَفِي الدُّعَاءِ « الْعَنَانُ المَكْفُوفُ ». أي الممنوع من الاسترسال أن يقع على الأرض وهي معلقة بلا عمد.

والمَكْفُوفُ : الضرير ، والجمع مَكَافِيفُ

__________________

(١)في ( كرسع ).

١١٤

وقد كُفَ بصرُهُ بالبناء للمفعول وفي النهاية تكرر في الحديث ذكر « الكَفِ والحَفْنَةِ واليد » وكلها تمثيل من غير تشبيه

وَفِي الْخَبَرِ « ثُمَّ يَقْعُدُ يَسْتَكِفَ النَّاسَ ». يقال اسْتَكَفَ وتَكَفَّفَ إذا أخذ ببطن كَفِّهِ أو سأل كَفّاً من الطعام أو ما يَكُفُّ الجوع.

( كلف )

قوله تعالى ( لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ) [ ٤ / ٨٤ ] قال الشيخ أبو علي : لما تقدم في الآي قبلها تثبيطهم عن القتال قال : قاتل في سبيل الله إن أفردوك وتركوك لا تكلف غير نفسك وحدها أن تقدمها للجهاد (١) ، فإن الله سبحانه ناصرك لا جنودك ، فإن شاء نصرك كما ينصرك وحولك الجنود (٢)

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّ اللهَ وَلِيُّ مَنْ عَرَفَهُ وَعَدُوُّ مَنْ تَكَلَّفَهُ ».

والمُتَكَلِّفُ : الذي يدعي العلم وليس بعالم.

والمُتَكَلِّفُ : المتعرض لما لا يعنيه.

والتَّكْلِيفُ : الأمر بما يشق عليك.

والكُلْفَةُ : المشقة ، والجمع كُلَفٌ كغرفة وغرف.

والتَّكَالِيفُ : المشاق ، الواحدة : تَكْلِفَةٌ.

والتَّكْلِيفُ : ما كان معرضا للثواب والعقاب.

وهو في عرف المتكلمين : بعث من تجب طاعته على ما فيه مشقة ابتداء بشرط الإعلام.

والكَلَفُ بالتحريك : شيءٌ يعلو الوجه كالسمسم ، والاسم ( الكُلْفَةُ ).

وكَلِفْتُ بهذا الأمر من باب تعب : أولعت به ، والاسم : الكَلَافَةُ بالفتح.

وكَلَّفْتُهُ الأمرَ فَتَكَلَّفَهُ أي حملته فتحمله وزنا ومعنى على مشقة.

( كنف )

فِي الْحَدِيثِ « مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ شِيعَتِنَا يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ إِلَّا اكْتَنَفَهُ بِعَدَدِ مَنْ خَالَفَهُ مَلَائِكَةٌ يُصَلُّونَ خَلْفَهُ ». هو من قولهم

__________________

(١) في الأصل : « إلى الجهاد ».

(٢) الطبرسي : جوامع الجامع ص ٩٢.

١١٥

تَكَنَّفُوهُ واكْتَنَفُوهُ أي أحاطوا به يمنة ويسرة.

والكَنَفُ بالتحريك : الجانب والناحية.

والأَكْنَافُ : الجوانب والنواحي.

ومنه الْخَبَرُ « أَفَاضِلُكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقاً الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافاً ».

وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ اجْعَلْنِي فِي كَنَفِكَ ». أي في حرزك.

والكَنِيفُ : الموضع المعد للخلاء.

والكَنِيفُ : الساتر.

ومنه قيل للمذهب : كَنِيفاً ، لكونه ساترا.

وكل ما ستر من بناء أو حظيرة فهو كَنِيفٌ ، والجمع كُنُفٌ مثل بريد وبرد.

ومنه الْحَدِيثُ « الْبِئْرُ يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْكَنِيفِ خَمْسَةٌ أَوْ أَقَلُّ ».

وكِنْفُ الراعي وزان حِمْل : وعاؤه الذي يجعل فيه آلته.

قال الجوهري : وبتصغيره

جَاءَ الْحَدِيثُ « كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْماً ».

( كوف )

تكرر في الحديث ذِكْرُ « الكُوفَةِ » وهي مدينة مشهورة في العراق (١) ، قيل سميت كُوفَةً لاستدارة بنائها.

يقال : تَكَوَّفَ القومُ : إذا اجتمعوا واستداروا.

وقيل : الكُوفَةُ هي الرملة الحمراء ، وبها سميت الكُوفَةَ.

وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ ، لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَبْنِيَ الْكُوفَةَ قَالَ « تَكَوَّفُوا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ». أي اجتمعوا فيه ، وبه سميت الكوفة.

__________________

(١) على ساعد الفرات الأوسط غربا. أسسها سعد بن أبي وقاص بعد وقعة القادسية أيام عمر بن الخطاب وازدهرت هي والبصرة في الحكومة الأموية ، وكانتا مركزين للثقافة الإسلامية العليا ، وتحفظت على مكانتها حتى زمن العباسيين حيث اتخذوها مقر الخلافة ، لكنها تقلص ظلها بعد تأسيس بغداد أيام المنصور ، أنجبت علماء ومحدثين وأئمة. وبالقرب منها مدينة النجف الأشرف مدفن الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

١١٦

وقيل : كان اسمها قديما « كُوفَانَ ».

ومن كلامهم « تركتهم في كُوفَانٍ » أي في رمل مستدير.

والكَافُ : حرف من حروف الهجاء : شديد ، يخرج من أسفل الحنك ، ومن أقصى اللسان ، يذكر ويؤنث ، وكذلك جميع حروف الهجاء.

فقد تكون بمعنى ( مثل ) نحو « زيد كالأسد ».

وتكون زائدة ، ومنه في أحد الوجهين ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) [ ٤٢ / ١١ ].

وتكون للتعليل كقوله تعالى : ( وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ ) [ ٢ / ١٩٨ ] أي لأجل هدايتكم و ( كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ ) [ ٢ / ١٥١ ].

وتقول : فعلت كما أمرت أي لأجل أمرك.

وقد يقع موقع الاسم ، فيدخل عليها حرف الجر.

وقد تكون ضمير المخاطب المجرور والمنصوب كقولك : غلامك ، وضربك.

يفتح للمذكر ، ويكسر للمؤنث للفرق.

وقد تكون للخطاب ولا موضع لها من الإعراب كقولك : ذلك وتلك ورويدك ، لأنها ليست باسم هناك وإنما هي للخطاب تفتح للمذكر وتكسر للمؤنث.

( كهف )

قوله تعالى ( أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ ) [ ١٨ / ٩ ] الآية الكَهْفُ : غارٌ واسع في الجبل ، والجمع كُهُوفٌ.

قِيلَ : إِنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ كَانُوا أَبْنَاءَ مُلُوكِ الرُّومِ رَزَقَهُمُ اللهُ الْإِسْلَامَ ، كَانُوا فِي زَمَنِ دَقْيَانُوسَ فِي الْفَتْرَةِ بَيْنَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ وَمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وقصتهم مشهورة.

والكَهْفُ : الملجأ.

ومِنْهُ « يَا كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي الْمَذَاهِبُ ». أي يا ملجئي وملاذي حين تعييني مسالكي إلى الخلق وتَرَدُّدَاتِي إليهم.

ومنه فِي وَصْفِ عَلِيٍّ عليه السلام « كُنْتُ لِلْمُؤْمِنِينَ كَهْفاً ». لأنه يلجأ إليه ، على الاستعارة.

١١٧

وَفِي الْحَدِيثِ « الدُّعَاءُ كَهْفُ الْإِجَابَةِ كَمَا أَنَّ السَّحَابَ كَهْفُ الْمَطَرِ ». أي الإجابة تأوي إليه فيكون مظنة لها كالمطر مع السحاب.

( كيف )

قوله تعالى ( فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ ) [ ٤٧ / ٢٧ ] أي كيف يفعلون؟ والعرب تكتفي بكيف عن ذكر الفعل معها لكثرة دورها في كلامهم.

وقوله ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ ) [ ٢ / ٢٨ ] قيل : كيف هنا على جهة التوبيخ والإنكار والتعجب.

ومثله قوله ( كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ ) [ ٩ / ٧ ] و ( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً ) [ ٣ / ٨٦ ] ( كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ ).

[ ٩ / ٨ ] وكَيْفَ : اسم مبهم غير متمكن ، وإنما حرك آخره لالتقاء الساكنين ، وبني على الفتح دون الكسر لمكان الياء.

قال الجوهري : وهو للاستفهام عن الأحوال ، تقول « كَيْفَ زيدٌ » تريد السؤال عن صحته وسقمه ، وعسره ويسره وإن ضممت إليه ما صح أن يجازى به تقول « كَيْفَمَا تفعل أفعل ».

وَفِي حَدِيثِ نَفْيِ الْكَيْفِ عَنْهُ تَعَالَى « كَيْفَ أَصِفُ رَبِّي بِالْكَيْفِ ، وَالْكَيْفُ مَخْلُوقٌ ، وَاللهُ لَا يُوصَفُ بِخَلْقِهِ ». ومثله : « كَيْفَ أَصِفُهُ بِكَيْفٍ وَهُوَ الَّذِي كَيَّفَ الْكَيْفَ حَتَّى صَارَ كَيْفاً فَعُرِفَ الْكَيْفُ بِمَا كَيَّفَ لَنَا مِنَ الْكَيْفِ ».

١١٨

باب ما أوله اللام

( لحف )

قوله تعالى ( لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً ) [ ٢ / ٢٧٣ ] أي إلحاحا ، وهو أن يلازم المسئول حتى يعطيه ، من قولهم لَحَفَنِي من فضل لِحَافِه أي أعطاني من فضل ما عنده ، والمعنى على ما قيل لا يسألون وإن سألوا عن ضرورة لم يَلْحَفُوا.

وقد تقدم في ( نفا ) مزيد بحث في الآية.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ ». أي الملح في السؤال.

وَفِيهِ « مَنْ سَأَلَ وَلَهُ أَرْبَعُونَ دِرْهَماً فَقَدْ سَأَلَ ( النَّاسَ إِلْحافاً ) ».

واللِّحَافُ ككتاب : ما يُلْتَحَفُ به ويتغطى.

تقول : الْتَحَفْتُ بالثوب : إذا تغطيت به.

وكل شيء الْتَحَفْتَ به فقد تغطيت به.

ومنه « الْتِحَافُ الصماء ».

ومنه الْحَدِيثُ « سَأَلْتُهُ عَنِ اللِّحَافِ مِنَ الثَّعَالِبِ ».

وجمع اللِّحَافِ لُحُف ، ككتاب وكتب.

والمِلْحَفَةُ ـ بكسر الميم وفتح الحاء المهملة ـ : واحدة المَلَاحِفِ : التي يُلْتَحَفُ بها.

ومنه الْحَدِيثُ « تُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي دِرْعٍ وَمِلْحَفَةٍ ».

( لصف )

فِي الْخَبَرِ « يُلْصَفُ وَبِيصُ الْمِسْكِ مِنْ مَفْرِقِهِ ».

أي يتلألأ من قولهم لَصَفَ الشيء يَلْصُفُ إذا تلألأ وكذلك وبص يبص ـ قاله في الغريبين ـ.

( لطف )

قوله تعالى ( هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) [ ٦ / ١٠٣ ] اللَّطِيفُ من أسمائه تعالى ، وهو الرفيق بعباده الذي يوصل إليهم ما ينتفعون به في الدارين ، ويهيئ لهم ما ينتسبون به إلى المصالح من حيث

١١٩

لا يعلمون ، ومن حيث لا يحتسبون.

ولَطَفَ الله بنا ـ من باب طلب ـ رفق بنا.

وجاء فِي الْحَدِيثِ « اللهُ لَطِيفٌ لِعِلْمِهِ بِالشَّيْءِ اللَّطِيفِ ، مِثْلِ الْبَعُوضَةِ وَأَخْفَى مِنْهَا ، وَمَوْضِعِ النُّشُوءِ مِنْهَا ، وَالْعَقْلِ وَالشَّهْوَةِ لِلْفَسَادِ ، وَالْحَدَبِ عَلَى نَسْلِهَا وَنَقْلِهَا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ إِلَى أَوْلَادِهَا فِي الْمَفَاوِزِ وَالْأَوْدِيَةِ وَالْقِفَارِ. فَعَلِمْنَا أَنَّ خَالِقَهَا لَطِيفٌ بِلَا كَيْفِيَّةٍ ، وَإِنَّمَا الْكَيْفِيَّةُ لِلْمَخْلُوقِ الْمُكَيَّفِ ».

ولَطُفَ الشيء يَلْطُفُ لَطَافَةً من باب قرب : صغر حجمه ، وهو ضد الضخامة والاسم اللَّطافَةُ بالفتح.

واللُّطْفُ في العمل : الرفق به.

واللُّطْفُ في عرف المتكلمين : ما يقرب من الطاعة ويبعد عن المعاصي ، ولا حظ له في التمكين ، ولا يبلغ الإلجاء لمنافاته للتكليف ، كالجذب من الزنا إلى مجلس العلم.

وقد يكون من الله تعالى كخلق القدرة للعبد وإكمال العقل ونصب الأدلة وتهيئة آلات فعل الطاعة وترك المعصية فيكون واجبا عليه تعالى.

وإما يكون فعل المكلف نفسه كفكره ونظره في ما يجب عليه ويوصل إلى تحصيله فيجب على الله أن يعرفه ذلك ويوجب عليه.

وإما أن يكون فعل غيرهما من المكلفين مثل الإعانة في تحصيل مصالحه ورفع مفاسده والتأسي به في أفعاله الصالحة وإيمانه وطاعته والانزجار عن أفعاله الفاسدة اعتبارا به.

فيشترط في التكليف بالملطوف فيه العلم بأن ذلك الغير يفعل اللطف.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا جَبْرَ وَلَا تَفْوِيضَ ، قُلْتُ : فَمَا ذَا؟ قَالَ : لُطْفٌ مِنْ رَبِّكَ بَيْنَ ذَلِكَ ».

قيل : هو نظير قوله تعالى ( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) [ ١٧ / ٨٥ ] فإن المقامات الصعبة تقتضي الاكتفاء بالإجمال فيها وترك التفصيل خصوصا مع ملاحظة

« كَلَّمِ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ ».

١٢٠