مجمع البحرين - ج ٥

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

وفِيهِ « الْطُفُوا بِحَاجَتِي كَمَا تَلْطُفُونَ بِحَوائَجَكُمْ ».

يقال تَلَطَّفُوا وتَلَاطَفُوا أي ارفقوا.

والمُلَاطَفَةُ : المبارة.

والتَّلَطُّفُ هو إدخال الشيء في الفرج مطلقا.

وَمِنْهُ « لَا بَأْسَ بِالتَّلَطُّفِ لِلصَّائِمِ ».

وأَلْطَفَ البعير : أدخل قضيبه في الحياء وهو رحم الناقة.

( لفف )

قوله تعالى ( جَنَّاتٍ أَلْفافاً ) [ ٧٨ / ١٦ ] جمع لَفَ بالكسر وهي الأشجار المُلٌتَفَّةُ بعضها ببعض لكثرتها.

واللَّفِيفُ : ما اجتمع من الناس من قبائل شتى.

ومنه قوله تعالى ( جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً ) [ ١٧ / ١٠٤ ] أي مختلطين من كل قبيلة.

وفلان لَفِيفُ فلان أي صديقه.

وفي الحديث ذكر « اللِّفَافَة للميت » هي بالكسر : ما يُلَفُ به على الرجل وغيرها ، والجمع اللَّفَائِفِ.

والْتَفَ بثوبه أي اشتمل.

ولَفَفْتُهُ لَفّاً من باب قتل فَالْتَفَ.

( لقف )

قوله تعالى ( تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ ) [ ٧ / ١١٧ ] أي تتناول بفمها وتبلعه بسرعة.

يقال لَقِفَهُ كسمعه لَقْفاً ولَقَفَاناً محركة : تناوله بسرعة.

و ( ما يَأْفِكُونَ ) أي يوهمون الانقلاب زورا وبهتانا.

وَفِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ « أَتَلَقَّفُهَا تَلَقُّفاً » أي أتناولها بسرعة ، وهو على المجاز دون الحقيقة.

( لهف )

فِي حَدِيثِ قَبْرِ عَلِيٍّ عليه السلام « مَا أَتَاهُ مَلْهُوفٌ إِلَّا فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ » المَلْهُوفُ : المظلوم المستغيث.

ومنه « إغاثة المَلْهُوفِ ».

واللَّاهِفُ واللهْفَانُ : المضطرب يستغيث ويتحسر.

ومنه « إغاثة اللهْفَانِ ».

( ليف )

اللِّيفُ للنخل يفتل منه الحبال ،

١٢١

الواحدة : لِيفَةٌ.

ومنه الْحَدِيثُ « كَانَ خِطَامُ نَاقَتِهِ مِنْ لِيفٍ ».

باب ما أوله النون

( نتف )

فِي الْحَدِيثِ « رَجُلٌ نَتَفَ حَمَامَةً ».

يعني من حمام الحرم ، أي نزع عنها ريشها ، من قولهم نَتَفَ الشعر نَتْفاً من باب ضرب : نزعه.

والنُّتْفَةُ بالضم : ما تَنْتِفُهُ بإصبعك من النبت وغيره ، والجمع نُتَفٌ كصرد.

ومنه قولهم « نكت ونَتَفَ من التنزيل » يريد به القليل.

ورجل نُتَفَةٌ كهمزة : الذي نَتَفَ من العلم شيئا ولا يستقصيه.

( نجف )

النَّجَفُ بفتحتين كالمسناة بظاهر الكوفة يمنع ماء السيل أن يبلغ منازلها ومقابرها ـ قاله في المغرب ـ.

والنَّجَفُ والنَّجَفَةُ بالتحريك : مكان لا يعلوه الماء مستطيل ، ولتسميته نَجَفاً وجه لطيف مشهور (١).

( نحف )

من بابي قرب وتعب نَحَافَةً : هزل فهو

__________________

(١) روى الشيخ الصدوق عن الإمام الصادق عليه السلام قال : « إن النجف كان جبلا عظيما وهو الذي قال ابن نوح ( سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ) ولم يكن على وجه الأرض جبل أعظم منه فأوحى الله إليه يا جبل أيعتصم بك مني؟! فتقطع قطعا إلى بلاد الشام ، وصار رملا دقيقا. وصار بعد ذلك بحرا عظيما ، وكان يسمى ذلك البحر ( ني ) ثم جف البحر بعد ذلك فقيل : ( ني جف ) فسمي بـ ( نيجف ) ثم صار بعد ذلك يسمونه ( نجف ) لأنه كان أخف على ألسنتهم ».

ماضي النجف وحاضرها ج ١ ص ٩.

١٢٢

نَحِيفٌ.

والنَّحَافَةُ : الهزال.

ويعدى بالهمزة فيقال أَنْحَفَهُ الهم : إذا هزله.

( ندف )

يقال نَدَفَ القطن : إذا ضرب بالمِنْدَفِ.

ونَدَفْتُ السماء بالثلج : رمت به.

( نزف )

قوله تعالى لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزَفُونَ [ ٥٦ / ١٩ ] أي ولا يسكرون يقال نَزَفَ الرجل : إذا ذهب عقله.

وكذا إذا ذهب شرابه.

ويقال أيضا : أَنْزَفَ القوم إذا انقطع شرابهم.

وقرئ وَلَا هُمْ يُنْزِفُونَ بكسر الزاء.

وَفِي حَدِيثِ زَمْزَمَ « لَا تُنْزَفُ وَلَا تزم » أي لا يفنى ماؤها على كثرة الاستسقاء.

ونَزَفَ فلان دمه من باب ضرب : إذا استخرجه بحجامة أو فصد.

ونَزَفَتِ ماء البئر : إذا نزحته كله.

ومنه قَوْلُ بَعْضِهِمْ « إِنَّ فِي رَأْسِي كَلَاماً لَا تَنْزِفُهُ الدِّلَاءِ » أي لا تفنيه.

( نسف )

قوله تعالى ( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً ) [ ٢٠ / ١٠٥ ] أي يقلعها من أصلها ، من قولهم نَسَفَتِ الريح التراب من باب ضرب : إذا اقتلعته وفرقته.

ويقال يَنْسِفُهَا : يذريها ويطيرها.

ومثله ( وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ ) [ ٧٧ / ١٠ ].

ويقال في معناه : ( وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ ) أي كالحب يُنْسَفُ بالمِنُسَفِ.

وقيل معناه : أخذت بسرعة.

قوله ( لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِ نَسْفاً ) [ ٢٠ / ٩٧ ] أي لنطيرنه ونذرينه في البحر.

والمِنْسَفُ : ما يُنْسَفُ به الطعام.

قال الجوهري وهو شيء طويل منصوب الصدر أعلاه مرتفع.

والمِنْسَفَةُ : آلة تقلع بها البناء.

( نشف )

تَنَشَّفَ الرجل : مسح الماء عن جسده بخرقة ونحوها.

١٢٣

ومنه الْحَدِيثُ « يَتَنَشَّفُ بِثَوْبٍ ».

ونَشَفْتُ الماء من باب ضرب : إذا أخذته من غدير أو أرض بخرقة ونحوها ونَشَّفْتُهُ مشددا مبالغة.

ونَشِفَ الثوب العرق كسمع ونصر يَنْشَفُهُ نَشْفاً : شربه ، وتَنُشَفُهُ كذلك.

( نصف )

جاء في الكتاب والسنة ذكر « النِّصْفِ » وهو أحد شقي الشيء ، والضم لغة فيه.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِذَا زَنَى النَّصَفُ مِنَ الرِّجَالِ رُجِمَ ».

يقال رجل نِصْفٌ بالكسر : إذا كان أوسط الناس ، والأنثى والجمع كذلك.

والنِّصْفُ بكسر النون : الاسم من الإِنْصَافِ.

ومنه الْحَدِيثُ « خَافُوا اللهَ حَتَّى تُعْطُوا مِنْ أَنْفُسِكُمُ النَّصَفُ » أي الإِنْصَافُ.

ومثله حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « وَلَا جَعَلُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ نَصَفاً ».

والنَّصَفُ بالتحريك : المرأة بين الحدثة والمسنة ، أو التي بلغت خمسا وأربعين أو خمسين سنة.

ونَصَفْتُ الشيء نَصْفاً من باب قتل : إذا بلغت نِصْفَهُ.

ومنه « نَصَفْتُ القرآن » و « نَصَفَتِ النهار » وانْتَصَفَتْ بمعنى.

والمعنى بلغت الشمس وسط السماء ، وهو وقت الزوال.

ونَصَفَتُ المال بين الرجلين من باب قتل : قسمته نِصْفَيْنِ.

وأَنْصَفْتُ الرجل إِنْصَافاً : عاملته بالعدل والقسط ، والاسم النَّصَفُ والنَّصَفَةُ محركتين لأنك أعطيته من الحق كما تستحقه لنفسك.

وقولهم : درهم ونصف ، المعنى ونصف مثله ، لكن حذف المضاف إليه وأقيم المضاف مقامه ، لفهم المعنى.

وقيل : معناه ونصف آخر.

والأول أشهر بين أهل اللغة.

وقد جاء في حديث الرمانتين وغيره زيادة الباء في النصف ، فَيُقَالُ « يَأْكُلُ وَاحِدَةً مِنْ الرُّمَّانَتَيْنِ وَيَكْسِرُ الْأُخْرَى بِنِصْفَيْنِ » ووسط الرجل بنصفين.

وهي إما زائدة أو للمبالغة في تساوي

١٢٤

الشقين.

والنَّصِيفُ : نصف الشيء.

والنَّصِيفُ : خمار المرأة.

ومنه قول النابغة (١) الذبياني :

سقط النَّصِيفُ ولم ترد إسقاطه

فتناولته واتقتنا باليد

و المِنْصَفُ بكسر الميم : الخادم ، وقد تفتح

( نطف )

قوله تعالى ( مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى ) [ ٥٣ / ٤٦ ] النُّطْفَةُ : ماء الرجل ، وجمعه نُطَفٌ ونِطَافٌ ، مثل برمة وبرام ، ولا يستعمل لها فعل.

يقال : النطفة تتكون أولا دما ثم تصير في الدماغ في عرق يقال له الورد ، وتمر في فقار الظهر فلا تزال تجوز فقرا فقرا حتى يصير في الكليتين.

وأما نطفة المرأة فإنها تنزل من صدرها.

والنُّطْفَةُ بالضم : الماء الصافي ، قل أو كثر ، وقيل ما يبقى في الدلو.

ومنه الْحَدِيثُ « الدُّنْيَا نُطْفَةٌ لَيْسَتْ بِثَوَابٍ لِلْمُؤْمِنِ ».

ومنه الْحَدِيثُ « الْبِئْرُ مَعَ الْكَنِيفِ إِنْ كَانَتْ النُّطْفَةُ فَوْقَ الشِّمَالِ فَكَذَا » يعني ماء البئر.

ونَطَفَ الماء يَنْطُفُ من باب قتل : سال.

وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ « مَصَارِعِهُمْ دُونَ النُّطْفَةِ ».

يريد بها ماء النهر ، وهي أفصح كناية عن الماء وإن كان كثيرا.

( نظف )

فِي الْحَدِيثِ « الْمَاءُ الَّذِي يَتَوَضَّأُ بِهِ الرَّجُلُ فِي شَيْءٍ نَظِيفٍ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَأْخُذَهُ غَيْرُهُ فَيَتَوَضَّأَ بِهِ ». والنَّظَافَةُ : النقاوة.

ونَظُفَ الشيء يَنْظُفُ بالضم نَظَافَةٌ : نقي من الوسخ والدنس فهو نَظِيفٌ ، يتعدى بالتضعيف.

والمراد بِالنَّظِيفِ هنا : ما قابل النجس لا غير.

وتَنَظَّفَ الرجل : تكلف النَّظَافَةَ.

ونَظَّفْتُهُ أنا تَنْظِيفاً أي نقيته.

__________________

(١) سيأتي وصف النابغة في الجزء السادس ص ٢٧٢.

١٢٥

ومنه حَدِيثُ الْكَعْبَةِ « إِنِّي مُبْدِلُكِ بِهِمْ قَوْماً يَتَنَظَّفُونَ بِقُضْبَانِ الشَّجَرِ ».

واسْتَنْظَفْتُ الشيء : أخذته كله.

( نغف )

فِي حَدِيثِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ « فَيُرْسِلَ اللهُ عَلَيْهِمْ النَّغَفَ ».

هو بالتحريك دود يكون في أنوف الإبل والغنم ، واحدتها نَغَفَةُ.

( نكف )

قوله تعالى ( وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ ) [ ٤ / ١٧٢ ] الآية الاسْتِنْكَاف الأنفة من الشيء.

وأصله في اللغة من نَكَفْتُ الدمع : إذا نحيته بإصبعك من خدك ، لئلا يبقى أثره عليك ، أي من يأنف عن عبادته ويستكبر أي يتعظم بترك الإذعان لطاعته ( فَسَيَحْشُرُهُمْ ) أي يبعثهم يوم القيامة ( جَمِيعاً ) ونَكِفْتُ من الأمر بكسر الكاف بمعنى استنكفت منه.

ونَكَفْتُ بالفتح لغة أيضا.

فتأويل « لن يَسْتَنْكِفَ » لن ينقبض ولن يمتنع.

ومنه قوله تعالى ( لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ ) [ ٤ / ١٧١ ].

ونَكِفْتُ بالشيء من باب تعب : عدلت.

ونُكِفْتُ بالضم من باب قتل.

( نوف )

نَافَ الشيء يَنُوفُ أي طال وارتفع.

وعبد مَنُافٍ : أبو هاشم وعبد الشمس.

قال الجوهري : والنسبة إليه « مَنُافِيٌّ » وكان القياس « عبدي » إلا أنهم عدلوا عن القياس لإزالة اللبس.

وطود مُنِيفٌ أي عال مشرف.

وقد أناف على الشيء ينيف.

وأصله الواو.

ونَوْفٌ البكالي (١) بفتح الباء :

__________________

(١) نوف ـ بفتح النون وسكون الواو : ابن فضالة الحميري ، من علماء التابعين كان له اختصاص بأمير المؤمنين عليه السلام قال الجوهري : كان نوف حاجب علي عليه السلام وله مع أمير المؤمنين عليه السلام مواقف تدل على مكانته الحسنة لدى الإمام عليه السلام توفي حدود (٩٥) ه راجع حديثه مع الإمام في تاريخ الخطيب ج ٧ ص ١٦٢ والكنى والألقاب ج ٢ ص ٧٩.

١٢٦

صاحب علي عليه السلام.

( نيف )

تكرر في الحديث ذكر « النَّيِّفِ » ككيس ، وقد يخفف ، وهو الزيادة ، وكلما زاد على العقد فَنَيِّفٌ إلى أن يبلغ العقد الثاني.

ويكون بغير تأنيث للمذكر والمؤنث ولا يستعمل إلا معطوفا على العقود ، فإن كان بعد العشرة فهو لما دونها ، وإن كان بعد المائة فهو للعشرة فما دونها ، وإن كان بعد الألف فهو للعشرة فأكثر ، كذا تقرر بينهم.

وفي بعض كتب اللغة : وتخفيف النون لحن عند الفصحاء.

وحكي عن أبي العباس أنه قال : الذي حصلناه من أقاويل حذاق البصريين والكوفيين : أن النَّيِّفَ من واحد إلى ثلاثة ، والبضع من أربعة إلى تسعة ، ولا يقال نيف إلا بعد عقد نحو عشرة ونيف ، ومائة ونيف ، وألف ونيف.

ومنه يظهر أن بين القولين تدافعا.

وأَنَافَتِ الدراهم على المائة : زادت وأَنَافَ على الشيء : أشرف.

باب ما أوله الواو

( وجف )

قوله تعالى ( قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ ) [ ٧٩ / ٨ ] أي خائفة شديدة الاضطراب. يقال وَجَفَ وَجِيفاً : اضطرب ومشى سريعا. قوله ( فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ ) [ ٥٩ / ٦ ] هو من الإِيجَافِ وهو السير الشديد ، والمعنى فما أوجفتم على تحصيله وتغنيمه خيلا ولا ركابا ، وإنما مشيتم إليه على أرجلكم فلم تحصلوا

__________________

هـ ي الامام عليه السلام توفى حدود (٩٥) هـ. راجع حديثه مع الامام في تاريخ الخطيب ج ٧ ص ١٦٢ والكني والالقاب ج٢ ص٧٩.

١٢٧

أموالهم بالغلبة والقتال ، ولكن الله سلط رسله عليهم وخوله أموالهم.

والوَجِيفُ : ضرب من سير الإبل والخيل.

والوَجِيفُ : سرعة السير.

ومنه الْحَدِيثَ « اتْرُكِ الْوَجِيفَ الَّذِي يَصْنَعُهُ النَّاسِ ».

يريد شدة الإسراع ، وكان أهل الجاهلية يفيضون بِإِيجَافِ الخيل أي بإسراعها ، فهو رد عليهم.

( وزف )

الوَزِيفُ : سرعة السيل مثل الزفيف يقال وَزَفَ أي أسرع.

ومنه قرئ إِلَيْهِ يَزِفُون [ ٣٧ / ٤٩ ] مخففة.

( وصف )

فِي الْحَدِيثِ « فَمَنْ وَصَفَ اللهَ فَقَدْ حَدَّهُ ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ وَمَنْ عَدَّهُ فَقَدْ أَبْطَلَ أَزَلَهُ ». قال بعض الشارحين : المراد من الوَصْفِ هنا القول بأن له صفة زائدة ، والمعنى ومن قال بأن الله له صفة زائدة فقد ميزه ومن ميزه قال بالتعدد ، ومن قال بالتعدد ، فقد أبطل أزله.

وَمِنْ كَلَامِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي إِثْبَاتِ الصَّانِعِ « لَيْسَ لَهُ صِفَةٌ تُنَالُ ، وَلَا حَدُّ يُضْرَبُ لَهُ فِي الْأَمْثَالُ ». فنفى عليه السلام بهذه العبارة أقاويل المشبهة حين شبهوه بالسبيكة والبلورة وغير ذلك من الطول والاستواء.

وَمِنْ أَوْصَافِهِ تَعَالَى « لَيْسَ مُخْتَلَفَ الذَّاتِ ». أي ليس مركبا من الأجزاء « ولا مختلف الصفات » أي ليس له صفات زائدة على ذاته.

ومما ثبت له تعالى « صفات الذات » و « صفات الفعل ».

والفرق بينهما كما ورد به الحديث : أن كل صفة من صفاته تعالى توجد في حقه بدون نقيضها كالعلم والقدرة ونحوهما فهي من صِفَاتِ الذات ، وكل صفة في حقه تعالى توجد مع نقيضها فهي من صِفَاتِ الفعل كالإرادة والمشية.

وفرق آخر هو : أن كل صفة من صفاته تعالى يتعلق به قدرته وإرادته فهي من صفات الفعل ، وكل صفة ليست

١٢٨

كذلك فهي من صفات الذات.

ووَصَفْتُ الشيء وَصْفاً وصِفَةً من باب وعد : نعته بما فيه ، والهاء عوض من الواو.

ومنه الْحَدِيثُ « وَأَشْهَدُ أَنْ الْإِسْلَامَ كَمَا وُصِفَ » أي بين ونعت.

وتَوَاصَفُوا الشيء ، من الوصف.

ومنه بيع « المُوَاصَفَةِ » وهو أن يبيع الشيء بصفة من غير رؤية.

والصِّفَةُ من الوَصْفِ كالعدة من الوعد والجمع صِفَات.

والصِّفَةُ كالعلم والسواد وعند النحويين هي النعت.

والنعت هو اسم الفاعل أو اسم المفعول نحو ضارب ومضروب وما يرجع إليهما من طريق المعنى نحو مثل وشبه.

ويقال : الصفة إنما هي الحال المنتقلة ، والنعت ما كان في خلق أو خلق.

والوَصِيفُ : الخادم دون المراهق والوَصِيفَةُ : الجارية كذلك ، والجمع وَصْفَاءُ ووَصَائِفُ مثل كريم وكريمة وكرماء وكرائم.

وقد يطلق الوصيف على الخادم غلاما كان أو جارية.

واسْتَوْصَفْتُ الطبيب لدائي : إذا سألته أن يصف لك ما تتعالج به.

( وظف )

الوَظِيفَةُ : ما يقدر للإنسان في كل يوم من طعام أو غيره.

يقال وَظَّفَهُ تَوْظِيفًا.

ومنه قَوْلِهُ « هَلْ فِيهِ شَيْءٌ مُوَظَّفٌ لَا تَجُوزُ تَجَاوُزِهِ ».

والوَظِيفُ : مستدق الذراع والساق من الخيل والإبل وغيرها ، والجمع أَوْظِفَة.

( وقف )

قوله تعالى ( وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ ) [ ٦ / ٢٧ ] هو مجاز عن الحبس للسؤال والتوبيخ.

وقد تكرر ذكر الوَقْفُ في الحديث ، وهو تحبيس الأصل وإطلاق المنفعة.

يقال وَقَفْتُ الدار للمساكين وَقْفاً ، وأَوْقَفْتُهَا لغة ردية.

قال الجوهري : ليس في الكلام أَوْقَفْتُ إلا حرف واحد « أَوْقَفْتُ عن الأمر

١٢٩

الذي كنت فيه » أي أقلعت.

ووَقَّفْتُهُ على دينه : أطلعته عليه.

والوِقَافُ والمُوَاقَفَةُ هو أن تقف معه ويقف معك في حرب أو خصومة.

والمُوَاقَفَةُ : المحاربة.

والمُوَاقِفُ بضم الميم : الشخص المشغول بالمحاربة.

وَفِي الْخَبَرِ « الْمُؤْمِنُ وَقَّافٌ مُتَأَنٍّ ».

هو على فعال من الوقوف ، وهو الذي لا يستعجل في الأمور.

والوُقُوفُ والتَّوَقُّفُ في الشيء كالتلوم فيه.

وَفِي الْحَدِيثِ « مِنْ الْأُمُورِ أُمُورٌ مَوْقُوفَةٌ يُقَدِّمُ مِنْهَا مَا يَشَاءُ وَيُؤَخِّرُ مَا يَشَاءُ ».

قوله « مَوْقُوفَةٌ » أي مقدرة في اللوح المحفوظ أولا على وجه ثم يغير ذلك على وجه آخر ، وهذا هو البداء.

ومنه أجل مَوْقُوفٌ أي على مشية جديدة ، وهي البداء أيضا.

ووَقَفَتِ الدابة تَقِفُ وُقُوفاً ووَقَفْتُهَا أنا يتعدى ولا يتعدى.

والمَوْقِفُ : الموضع الذي تقف فيه حيث كان.

والمَوْقِفَانِ : عرفات والمشعر.

ويوم المَوْقِفِ : يوم القيامة.

وَفِي الْحَدِيثِ « لِلْقِيَامَةِ خَمْسُونَ مَوْقِفاً كُلُ مَوْقِفٍ مِقْدَارُهُ أَلْفُ سَنَةٍ ».

وفِيهِ « مِثْلُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا قَامُوا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ مَثَلُ السَّهْمِ فِي الْغَرْبِ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ الْأَرْضِ إِلَّا مَوْضِعُ قَدَمِهِ ، لَا يَقْدِرُ أَنْ يَزُولَ هَاهُنَا وَلَا هَاهُنَا ».

وما أَوْقَفَكَ هاهنا أي أي شيء صيرك إلى الوُقُوفِ هنا.

وتَوْقِيفُ الناس للحج : وُقُوفُهُم بِالْمَوَاقِفِ.

والوَاقِفِيَّةُ : من وقف على موسى الكاظم عليه السلام.

والسبب الذي من أجله قيل بالوقوف (١) هو

أَنَّهُ مَاتَ عليه السلام وَلَيْسَ لَهُ مِنْ قُوَّامِهِ أَحَدٌ إِلَّا وَعِنْدَهُ الْمَالُ الْكَثِيرُ ، وَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ وَقْفِهِمْ وَجُحُودِهِمْ لِمَوْتِهِ ، وَكَانَ عِنْدَ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ سَبْعُونَ أَلْفَ دِينَارٍ ، وَكَانَ

__________________

(١) في نسخة : بالوقف.

١٣٠

أَحَدُ الْقُوَّامِ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى الرَّوَّاسِيِّ ، وَكَانَ بِمِصْرَ وَكَانَ عِنْدَهُ مَالٌ كَثِيرٌ وَسِتَّ جَوَارِيَ.

فَبَعَثَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام فِيهِنَّ وَفِي الْمَالِ.

فَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنْ أَبَاكَ لَمْ يَمُتْ.

فَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنَّ أَبِي قَدْ مَاتَ وَقَدْ اقْتَسَمْنَا مِيرَاثَهُ ، وَقَدْ صَحَّتِ الْأَخْبَارُ بِمَوْتِهِ.

فَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنْ لَمْ يَكُنْ أَبُوكَ مَاتَ فَلَيْسَ لَكَ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ وَإِنْ كَانَ قَدْ مَاتَ عَلَى مَا تَحْكِي فَلَمْ يَأْمُرْنِي بِدَفْعِ شَيْءٌ إِلَيْكَ ، وَقَدْ أَعْتَقْتُ الْجَوَارِيَ وَتَزَوَّجْتُهُنَّ.

قال الصدوق رحمه‌الله : لم يكن موسى بن جعفر عليه السلام ممن يجمع المال ، ولكنه حصل في وقت الرشيد وكثر أعداؤه ولم يقدر على تفريق ما كان يجتمع إلا على القليل ممن يثق بهم في كتمان السر فاجتمعت هذه الأموال لذلك.

على أنها لم تكن أموال الفقراء ، وإنما كانت أمواله يصله بها مواليه عليه السلام.

وَفِي حَدِيثِ الرِّضَا عليه السلام « إِنَّ الزَّيْدِيَّةَ وَالْوَاقِفِيَّةَ وَالنُّصَّابَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ » وكَانَ عليه السلام يَقُولُ « وَالْوَاقِفَةِ حُمُرَ الشِّيعَةِ » ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) [ ٢٥ / ٤٤ ]

وَفِي حَدِيثِ الْمَيِّتِ « ثَلَاثَةَ لَا أَدْرِي أَيُّهُمْ أَعْظَمُ وِزْراً ، وَعَدَّ مِنْهُمْ : الَّذِي يَقُولُ قِفُوا وَالَّذِي يَقُولُ اسْتَغْفِرُوا لَهُ ». وكان ذلك لأن في قوله قفوا تفويت الاستحباب بتعجيل الدفن ، وفي قوله استغفروا له إشعار بمعصية الميت.

( وكف )

فِي الْحَدِيثِ « السَّطْحُ يُبَالُ عَلَيْهِ فَتُصِيبُهُ السَّمَاءُ فَيَكِفُ فَيُصِيبُ الثَّوْبَ ».

أي يتقاطر من سقفه علينا فيصيب الثوب.

يقال : وَكَفَ البيت بالمطر وَكْفاً ووَكِيفاً ووِكَافاً ، والعين بالدمع من باب وعد : سال قليلا.

وأَوْكَفَ البيت لغة.

والوَكَفُ : في أصل اللغة : الميل والجور.

يقال ما عليك من ذلك وَكَفٌ أي

١٣١

نقص وليس عليه في هذا وَكَفٌ أي منقصة وعيب.

والوَكَفُ بالتحريك : الوقوع في الإثم والعيب.

يقال وَكِفَ يَوْكَفُ أي أثم.

( ولف )

الوِلَافُ مثل الإلاف وهي المؤالفة.

وبرق وَلِيفٌ أي متتابع.

باب ما أوله الهاء

( هتف )

الهَتْفُ : الصوت ، يقال هَتَفَتِ الحمامة تَهْتِفُ هَتْفاً أي صوتت.

وهَتَفَ بي هَاتِفٌ أي صاح.

( هدف )

فيه « أغراض مُسْتَهْدِفَةٌ » هي بكسر الدال : المنتصبة.

واسْتَهْدَفْتُ أي طلبت اتخاذ هَدَفٍ ، وهو كل شيء مرتفع من تراب أو رمل.

ومنه مُسْتَهْدَفَةٌ بفتح الدال.

وأَهْدَفَ لك الشيء واسْتَهْدَفَ أي انتصب.

( هيف )

رجل أَهْيَفُ ، وامرأة هَيْفَاءُ ، وقوم هِيفٌ ، وفرس هَيْفَاءُ : ضامرة.

١٣٢

كتاب القاف

١٣٣
١٣٤

باب ما أوله الألف

( أبق )

قوله تعالى ( إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) [ ٣٧ / ١٤٠ ] أي هرب إلى السفينة.

ومنه الْحَدِيثُ « إِنَّ بَنِي تَغْلِبَ أَبَقُوا مِنْ الْجِزْيَةِ » يعني هربوا.

ومنه أَبِقَ العبد إِبَاقاً من بابي تعب ، وقتل في لغة ، والأكثر من باب ضرب : إذا هرب من سيده من غير خوف ولا كد عمل.

والإِبَاقُ بالكسر : اسم منه فهو آبِقٌ والجمع الأُباَّقِ ككافر وكفار.

( أرق )

تكرر ذكر « الأَرَقِ » في الحديث ، هو بالتحريك : السهر.

وقد أَرِقْتُ بالكسر أي سهرت.

ورجل أَرِقٌ : إذا سهر ليله ، فإذا كان السهر من عادته قيل : أُرُقٌ بضم الهمزة والراء ، كذا نقلناه عن كتب اللغة.

وأَرَّقَنِي تَأْرِيقًا : أسهرني.

والإِرَاقَةُ : شيء يبقى في الرحم يقال له الإِرَاقَة.

وأَرَاقَهُ : أهرقه.

وحمر مِرَاقٌ أي مبدر.

والأَرَقَان : لغة في اليرقان وسيأتي ذكره.

( افق )

قوله تعالى ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ) [ ٨١ / ٢٣ ] تقدم في ( راى ).

وفي الحديث ذكر « الأُفُقِ » هو بضم الفاء والعين : الناحية ، والجمع آفَاق.

ومنه آفاق السماء لنواحيها.

ومنه ما وَرَدَ فِي شَعْرِ الْعَبَّاسِ يَمْدَحُ النَّبِيَّ صلى الله عليه واله :

وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ

الْأَرْضُ وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الْأُفُقِ.

وضاءت لغة في أضاءت.

١٣٥

والأُفُقُ من الناس على ما في الحديث مائة ألف أو يزيدون.

( ألق )

فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « أَلْقِ دَوَاتَكَ ».

يعني أصلحها.

وَفِي الدُّعَاءِ « نَعُوذُ بِكَ مِنْ الأَلْقِ ».

يعني الجنون.

وتَأَّلَقَ البرق : لمع.

وقصبة إِيلَاقٍ : كورة من كور ما وراء النهر تتاخم كورة الشاس.

وقد يطلق إِيلَاقٌ على بلاد الشاس.

قال في المصباح : والنسبة إليها على لفظها.

( أنق )

أَنِقَ الشيء أَنَقاً من باب تعب : راع حسنه وأعجب.

وآنَقَنِي : أعجبني.

وتَأَنَّقَ فلان في الروضة : إذا وقع في معجباتها.

والأَنَقُ بالفتح : الفرح والسرور.

والشيء الأَنِيقُ : المعجب.

وتَأَنَّقَ في الأمر : عمله بإحكام.

( أهق )

الأَيْهُقَانُ : الجرجير البري.

باب ما أوله الباء

( بثق )

فِي حَدِيثِ الْأَوَّلِ وَالثَّانِي « كَانَا أَوَّلَ مَنْ رَكِبَ أَعْنَاقَنَا وَبَثَقَا عَلَيْنَا بَثْقاً فِي الْإِسْلَامِ لَا يُسْكَرُ أَبَداً حَتَّى يَقُومَ قَائِمُنَا ».

هو من قولهم بَثَقَ النهر : انكسر شطه أي ثلما علينا ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء.

ويقال بَثَقَت الماء بَثْقاً من بابي ضرب وقتل : إذا أهرقته.

وكذلك في السكر فَانْبَثَقَ هو.

وانبثق الماء : انفجر وجرى.

ومنه حَدِيثُ هَاجَرَ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ فِي إِسْمَاعِيلَ « فَغَمَزَ بِعَقِبِهِ الْأَرْضَ فَانْبَثَقَ الْمَاءُ » يعني ماء زمزم.

١٣٦

والبِثْقُ بالكسر : اسم للمصدر.

( بخنق )

البُخْنُقُ على فعلل بالضم : البرقع الصغير ـ عن الأصمعي ـ.

وقال الفراء : رقعة تقي الخمار من الدهن على الرأس.

وفي شمس العلوم البُخْنُقُ : البرنس الصغير.

( بدرق )

فِي الْحَدِيثِ « سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ يُبَدْرِقُ الْقَوَافِلَ مِنْ غَيْرِ أَمْرِ السُّلْطَانِ » كأن المعنى يتعرضهم ، من البَدْرَقَةِ وهي الجماعة التي تتقدم القافلة وتكون معها ، تحرسها وتمنعها العدو ، وهي مولدة ـ قاله في المغرب.

( برق )

قوله تعالى ( فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ ) [ ٧٥ / ٧ ] أي شخص وتحير من شدة الفزع.

يقال ( بَرِقَ الْبَصَرُ ) بالكسر يَبْرُقُ بَرْقاً : إذا تحير فلم يطرف.

وبَرَقَ بفتح الراء من البَرِيقِ : إذا شخص ، يعني إذا فتح عينه عند الموت.

قوله ( فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ ) [ ٢ / ١٩ ] البَرْقُ : واحد بُرُوقِ السماء.

قيل هو موضع ملك يسوق السحاب أي يضربه.

وقيل تلألؤ الماء (١).

وَفِي الْحَدِيثِ « الْبَرْقُ مَخَارِيقُ الْمَلَائِكَةُ ».

قوله ( يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً ) [ ١٣ / ١٢ ] خوفا للمسافر وطمعا للمقيم.

قوله ( وَأَبارِيقَ ) [ ٥٦ / ١٨ ] هي جمع إِبْرِيقٍ.

والإِبْرِيقُ معروف ، قيل هو فارسي معرب (٢).

قوله ( وَإِسْتَبْرَقٍ ) [ ٧٦ / ٢١ ] هو ثخين الديباج ، يقال هو أغلظ من الحرير والإبريسم ، والسندس رقيقة.

وعن الأزهري : أنها وأمثالها من

__________________

(١) سيأتي تحقيق « البرق » في الجزء السادس ص ٩١.

(٢) معرب ( آب ريز ) أي ما يصب به الماء.

١٣٧

ألفاظ حروف عربية وقع فيها وفاق بين العربية والعجمية.

وَفِي الدُّعَاءِ « إِذَا بَرَقَتِ الْأَبْصَارُ ». قال بعض الشراح : يجوز كسر الراء وفتحها ، فالكسر بمعنى الحيرة ، والفتح بمعنى البرق اللموع.

وفِي حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ « ذُكِرَ الْبُرَاقِ » بِضَمِّ الْبَاءِ وَهِيَ دَابَّةٌ رَكِبَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله لَيْلَةَ الْإِسْرَاء ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِنُصُوعِ لَوْنِهِ وَشِدَّةِ بَرِيقِهِ. وَقِيلَ لِسُرْعَةِ حَرَكَتِهِ تَشْبِيهاً بِالبَرْقِ.

وَجَاءَ وَصْفُهُ : أَصْغَرُ مِنَ الْبَغْلِ ، وَأَكْبَرُ مِنَ الْحِمَارِ ، مُضْطَرِبُ الْأُذُنَيْنِ ، عَيْنَاهُ فِي حَافِرِهِ ، وَخُطَاهُ مَدَّ بَصَرِهِ ، وَإِذَا انْتَهَى إِلَى جَبَلٍ قَصُرَتْ يَدَاهُ وَطَالَتْ رِجْلَاهُ ، وَإِذَا هَبَطَ طَالَتْ يَدَاهُ وَقَصُرَتْ رِجْلَاهُ ، أَهْدَبَ الْعُرْفِ الْأَيْمَنِ ، لَهُ مِنْ خَلْفِهُ جَنَاحَانِ.

وَالْأَبْرَقَةُ : دَابَّةٌ غَيرَ الْبُرَاقِ أَتَاهُ بِهَا جَبْرَئِيلُ لَمَّا بَدَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله بِتَعْلِيمِ الْأَذَانِ ، وَأَتَاهُ بِالْبُرَاقِ فَاسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ ، أَتَاهُ بِهَا.

وَالْأَبْرَقَةُ أَيْضاً : شُقَّةٌ يُسْتَذْفَرُ بِهَا مَكَانَ الْمِنْطَقَةِ كَادَتْ تَخْطَفُ الْأَبْصَارَ ، مِنْ أَبْرُقِ الْجَنَّةِ كَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله ، فَأَوْصَى بِهَا لِعَلِيٍّ عليه السلام ، وَقَالَ لَهُ : يَا عَلِيُّ إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَتَانِي بِهَا وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ اجْعَلْهَا فِي حَلْقَةِ الدِّرْعِ ، وَاسْتَذْفِرْ بِهَا مَكَانَ الْمِنْطَقَةِ.

وَالْبُرْقَةِ بِضَمِّ الْبَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءُ : أَحَدٌ الْحِيطَانِ السَّبْعَةِ الْمَوْقُوفَةِ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله فِي الْمَدِينَةِ.

والأَبْرُقُ من الحبل : الذي فيه لونان وكل شيء اجتمع فيه لونان سواد وبياض فهو أبرق.

وأرعد الرجل وأَبْرَقَ أي تهدد.

ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « وَلَعَمْرِي فَلْيُبْرِقُوا وَلْيُرْعِدُوا ».

وأَبْرَقُوا : إذا أصابهم رعد وبرق.

والبَرْقَاءُ من الشياة : التي في خلال صوفها الأبيض طاقات سود.

وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله وَقَدْ سُئِلَ مَا بَالُ الشَّهِيدِ لَا يُفْتَنُ فِي قَبْرِهِ؟

١٣٨

فَقَالَ « كَفَى بِالْبَارِقَةِ فَوْقَ رَأْسِهِ فِتْنَةً ». أي لمعان السيوف.

يقال بَرَقَ بسيفه وأَبْرَقَ : إذا لمع

( بزق )

فِي الْحَدِيثِ « نُهِيَ عَنْ مَحْوِ كِتَابِ اللهِ بِالْبُزَاقِ ».

هو بالضم : ماء الفم إذا خرج منه.

وما دام فيه فهو ريق.

وقد بَزَقَ يَبْزُقُ من باب قتل بَزْقاً وبُزَاقاً بمعنى بصق.

( بسق )

قوله تعالى ( وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ ) [ ٥٠ / ١٠ ] أي طوال في السماء ، من قولهم بَسَقَ النخل بُسُوقاً من باب قعد : طال.

وبَسَقَ فلان على أصحابه أي علاهم.

والبَاسِقُ : المرتفع في علو.

وَفِي حَدِيثِ وَصْفِ السَّحَابَةِ لِلصَّحَابَةِ « كَيْفَ تَرَوْنَ قَوَاعِدَهَا وَبَوَاسِقَهَا وَجَوْنَهَا وَرَحَاهَا وَجَفْوَهَا وَوَمِيضَهَا ».

فالقواعد : أصولها المعترضة في آفاق السماء.

والبَوَاسِقُ : فروعها المستطيلة في وسط السماء إلى الأفق الآخر ، وكذلك كل طويل باسق.

والجون هو الأسود وجمعه جؤن.

ورحاها : استدارتها في السماء.

والجفو : الاعتراض من البرق في نواحي الغيم.

والوميض : اللمعان قليلا ثم يسكن.

والبُسَاقُ بالضم : البصاق.

( بستق )

البَسْتُوقَةُ من الفخار : معرب بُسْتُق قاله في القاموس.

( بصق )

البُصَاقُ بالضم : البزاق.

ومنه بَصَقَ بَصْقاً : إذا بزق.

( بطرق )

فِي حَدِيثِ هِرَقْلِ (١) « فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ

__________________

(١) هرقل : إمبراطور المملكة الرّومانيّة الشّرقيّة أو البيزنطية تصادمت جيوشه مع جيوش الإسلام ، فلم يقو على المقاومة فانتصر المسلمون على جيوشه في وقعة اليرموك.

١٣٩

وَعِنْدَهُ بَطَارِقةٌ مِنْ الرُّومِ ».

البَطَارِقَةُ بالموحدة المفتوحة جمع بِطْرِيقٍ بكسرها : خواص الدولة.

والبِطْرِيقُ (١) : الحاذق بالحرب وأمورها بلغة الروم ، وهو ذو منصب.

ويقدم عندهم ، وهو معرب.

( بطق )

فِي الْحَدِيثِ « يُؤْتَى بِرَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْرُجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ».

البِطَاقَةُ بالكسر فيها رقيعة صغيرة توضع في الشيء يثبت فيها مقدار ما يجعل فيه إن كان عينا فوزنه وعدده ، وإن كان متاعا فقيمته.

قيل سميت بذلك لأنها تشد بطاقة من هدب الثوب فتكون الباء حينئذ زائدة وهي كلمة كثيرة الاستعمال بمصر.

( بعق )

البُعَاقُ بالضم : المطر الكثير الغزير الواسع.

ومنه « السحاب المُنْبَعِقُ » أي السائل الكثير السيلان.

( بقق )

البَقُ هو البعوض واحدة : بَقَّةٍ.

وَمِنْهُ « لَا بَأْسَ بِقَتْلِ الْبَقِ ».

ورجل بَقَّاقٌ وبَقَّاقَة : كثير الكلام ، والهاء للمبالغة.

والبَقْبَاقُ مثله وبه كني أبو العباس (٢).

( بلق )

البُلْقَةُ بالضم : سواد في بياض.

والبَلَقُ بالتحريك مثل ذلك.

ومنه فرس أَبْلَق وبَلْقَاء.

__________________

(١) لقب للقائد من قواد الروم القديم.

(٢) البقباق ـ كصلصال أبو العباس فضل بن عبد الملك الكوفي من أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام. وثقه جماعة من أرباب التراجم والرجال. وعده الشيخ المفيد من فقهاء أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام ومن الأعلام والرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام. ومن الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذمهم بتاتا. الكنى والألقاب ج ٢ ص ٧٨.

١٤٠