مجمع البحرين - ج ٥

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

البأس الشديد لكفى به.

وإن ذلك ماكث في الأرض باق بقاء ظاهرا يثبت الماء في منافعه وتبقى آثاره في العيون والآبار ، والحبوب والثمار والتي تنبت به ، وكذلك الجواهر تبقى أزمنة متطاولة.

وشبه الباطل في سرعة اضمحلاله ووشك زواله وخلوه من المنفعة بزبد السيل الذي يرمى به وبزبد الفلز الذي يطفو فوقه إذا أذيب.

قوله ( وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ ) [ ٢ / ١٠٢ ] عطف بيان للملكين علمان لهما.

والذي أنزل عليهما علم السحر ابتلاء من الله للناس ، فمن تعلمه منهم وعمل به كان كافرا ، ومن تجنبه أو تعلمه لأن لا يعمل به ولكن ليتوقاه كان مؤمنا ، كما ابتلى قوم طالوت بالنهر.

كذا قاله الشيخ أبو علي.

قوله ( وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ ) [ ٣٦ / ٣٩ ] وهي على ما هو مقرر ثمانية وعشرون منزلا.

وذلك لأن البروج اثنا عشر برجا في كل برج منزلان وشيء للقمر.

وقد سبقت معرفة البروج.

ولو احتجت إلى معرفة أن القمر في أي برج من الأبراج الاثني عشر فانظر كم مضى من شهرك من يومك الذي أنت فيه.

ثم ضم إليه مثله وخمسة ثم أسقط لكل من تلك الأبراج الخمسة من هذا العدد بادئا بالبرج الذي حلت الشمس فيه.

فأي موضع ينتهي إليه الأسقاط فالقمر فيه فلو وقعت الخمسة الأخيرة على العقرب مثلا فالقمر في أول درجاته.

وإذا كسرت فالقمر في موضع ذلك الكسر واعلم أن الشمس في ثالث عشر آذار تنزل إلى برج الحمل.

وفي ذلك اليوم من نيسان تنزل إلى برج الثور.

وفي خامس عشر أيار تنزل إلى برج الجوزاء.

وفي ثالث عشر حزيران تنزل إلى برج السرطان.

وفي سادس عشر تموز تنزل إلى

٤٨١

برج أسد.

وفي ذلك اليوم من آب تنزل إلى برج السنبلة.

وفيه من أيلول تنزل إلى برج الميزان.

وفيه من تشرين الأول تنزل إلى برج العقرب.

وفيه من تشرين الثاني تنزل إلى برج القوس.

وفي رابع عشر من كانون الأول تنزل إلى برج الجدي.

وفي ثالث عشر من كانون الثاني تنزل إلى برج الدلو.

وفيه من شباط تنزل إلى برج الحوت.

قوله ( فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ) [ ٥٦ / ٩٣ ] النُّزُلُ بضمتين ما يعد للضيف النازل على الشخص من الطعام والشراب.

والحميم : الماء الشديد الحرارة يسقى منه أهل النار أو يصب على أبدانهم ، وفيه تهكم للكفار.

قوله ( أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً ) [ ٢٣ / ٢٩ ] الْمُنْزَلُ : الإنزال.

والْمَنْزَلُ بفتح الميم والزاء : النزول وهو الحلول.

قوله ( خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ) أي المضيفين قوله ( أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ ) [ ٧ / ٢٦ ] قيل إنما قال أنزلنا لأن التأثير بسبب العلويات أو عند مقابلاتها أو ملاقاتها على اختلاف الرأيين فأقام إنزال الأسباب مقام إنزالها نفسها.

قوله ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) [ ٥٣ / ١٣ ] أي مرة أخرى.

والنُّزُولُ : الهبوط.

ومنه الْحَدِيثُ « نَزَلَ بِهِ الْكِتَابُ وَنَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ » أي هبط وجاء به.

ونَزَلَ به كذا أي حل فيه.

والْمَنْزِلُ بفتح الميم والنون الساكنة : واحد الْمَنَازِلِ وهي الدور.

والْمَنْزِلُ أيضا : المرتبة.

ومنه فلان ذو مَنْزِلٍ عند السلطان.

وهو عندي بتلك الْمَنْزِلَةِ أي المرتبة.

ومنه الْحَدِيثُ « اعْرِفُوا مَنَازِلَ الرِّجَالِ عَلَى قَدْرِ رِوَايَاتِهِمْ عَنَّا » أي منازلهم ومراتبهم في الفضيلة والتفضيل.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَعَنَ اللهُ الْمُتَغَوِّطَ فِي

٤٨٢

ظِلِ النُّزَّالِ » يعني المسافرين.

والنِّزِالُ في الحرب بالكسر : أن ينزل الفريقان عن إبلهما إلى خيلهما فيتضاربون.

وَنَزْلَةُ الْحَوْرَاءِ هِيَ الَّتِي أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى عَلَى آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ فَزَوَّجَهَا ابْنَهُ شَيْثَ.

وَيُقَالُ نَزْلَةُ وَمَنْزِلَةُ كِلَاهُمَا اسْمٌ لِحُورِيَّتَيْنِ مِنْ حُورِ الْجَنَّةِ أَنْزَلَهُمَا عَلَى آدَمَ زَوَّجَ بِهِمَا ابْنَيْهِ شَيْثَ وَيَافِثَ ، فَوُلِدَ لِأَحَدِهِمَا غُلَامٌ وَلِلْآخَرِ جَارِيَةٌ ، فَأَمَرَ اللهُ آدَمَ حِينَ أَدْرَكَا أَنْ يُزَوِّجَ ابْنَةَ يَافِثَ مِنِ ابْنِ شَيْثٍ ، فَفَعَلَ.

وَرُوِيَ أَنَّ اللهِ أَنْزَلَ عَلَى آدَمَ حَوْرَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ فَزَوَّجَهَا أَحَدَ ابْنَيْهِ.

وَتَزَوَّجَ الْآخَرُ ابْنَةَ الْجَانِّ.

فَمَا كَانَ مِنَ النَّاسِ مِنْ جَمَالٍ كَثِيرٍ أَوْ حُسْنِ خَلْقٍ فَهُوَ مِنَ الْحَوْرَاءِ.

وَمَا كَانَ مِنْهُمْ مِنْ سُوءِ خُلُقٍ فَهُوَ مِنِ ابْنَةِ الْجَانِّ.

ونَزَالُ مثل ( قَطَامُ ) بمعنى أنزل.

وهو معدول عن « المنازلة » (١).

والنَّازِلَةُ : الشديدة من شدائد الدهر تنزل بالناس.

ومنه الْحَدِيثُ « إِذَا نَزَلَ بِالرَّجُلِ النَّازِلَةَ فَكَذَا ».

( نسل )

قوله تعالى ( إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ) [ ٣٦ / ٥١ ] أي يسرعون من النَّسَلَانِ وهو مقاربة الخطوة مع الإسراع كمشي الذئب ينسل ويعسل.

قوله تعالى ( ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ ) [ ٣٢ / ٨ ] الآية النَّسْلُ الولد وتَنَاسَلُوا أي ولد بعضهم من بعض.

وسميت الذرية نسلا لأنها تَنْسَلُ منه أي تنفصل منه.

وَفِي الْحَدِيثِ « سِيرُوا وَانْسَلُوا فَإِنَّهُ أَخَفُّ عَلَيْكُمْ » أي أسرعوا.

ونَسَلَ نَسْلاً من باب ضرب : كثر نسله معه.

( نصل )

فِي الْحَدِيثِ « يَا عَلِيُّ مَنْ لَمْ يَقْبَلِ الْعُذْرَ عَنْ مُتَنَصِّلٍ صَادِقاً كَانَ أَوْ كَاذِباً لَمْ يَنَلْ شَفَاعَتِي » هو من قولهم تَنَصَّلَ فلان من

__________________

(١) الظاهر : عن « أنزل ».

٤٨٣

ذنبه أي تبرأ منه.

وَفِيهِ « إِيَّاكَ وَنُصُولَ الْخِضَابِ » أي زواله عن الشعر ، يقال نَصَلَتِ اللحية نُصُولاً وهي نَاصِلٌ : خرج من الخضاب.

والنَّصْلُ : حديدة السهم والرمح والسكين والسيف ما لم يكن له مقبض.

والجمع : نُصُولٌ ونِصَالٌ.

ومنه الْحَدِيثُ « لَا سَبَقَ إِلَّا فِي خُفٍّ أَوْ نَصْلٍ أَوْ حَافِرٍ ».

والنَّصْلُ : الغزل وقد خرج من المغزل.

ومنه حَدِيثُ الْعَابِدِ مَعَ امْرَأَتِهِ « فَدَفَعَتْ إِلَيْهِ نَصْلاً مِنْ غَزْلِ لِيَبِيعَهُ ».

( نضل )

فِي الْحَدِيثِ أَفَهِمْتَ يَا هِشَامُ فَهْماً تُنَاضِلُ بِهِ أَعْدَاءَنَا أي تدافع به أعداءنا وأصل الْمُنَاضَلَةِ : المراماة.

يقال نَاضَلَهُ : إذا راماه.

ثم اتسع فيه فيقال : فلان يُنَاضِلُ عن فلان : إذا تكلم عنه بعذره ودفع.

ونَاضَلْتُهُ من باب قتل : غلبته في الرمي.

وانْتَضَلْتُ سهما من الكنانة أي اخترت.

( نعل )

فِي الْحَدِيثِ « إِذَا ابْتَلَّتِ النِّعَالُ فَالصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ ».

النَّعْلُ : ما وقيت به القدم مؤنثة.

ومنه النعل العربية ، والنعل السندية.

والنَّعْلُ أيضا : القطعة الغليظة من الأرض تبرق حصاه لا تنبت شيئا والجمع النِّعَالُ.

والحديث يحتمل المعنيين.

وإنما خص ما غلظ من الأرض بالذكر لأن أدنى بلل ينديها بخلاف الرخوة فإنها تنشف الماء.

وانْتَعَلْتُ : إذا احتذيت.

ورجل نَاعِلٌ : ذو نعل.

وَفِي الْحَدِيثِ نَهَى أَنْ يَنْتَعِلَ وَهُوَ قَائِمٌ.

( نعثل )

نَعْثَلٌ اسم رجل كان طويل اللحية.

قال الجوهري : وكان عثمان إذا نيل منه وعيب شبه بذلك.

والنَّعْثَلَةُ : مشية الشيخ

٤٨٤

( نغل )

النَّغْلُ : ولد الزنا الفاسد النسب.

قال في المغرب : وأصله من نَغَلِ الأديم وهو فساده.

( نفل )

قوله تعالى ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ) [ ٨ / ١ ] يعني الغنائم واحدها نَفَل بالتحريك.

والنَّفْلُ : الزيادة.

والْأَنْفَالُ : ما زاده الله هذه الأمة في الحلال ، لأنه كان محرما على من كان قبلهم.

وبهذا سميت النَّافِلَةُ من الصلاة لأنها زيادة على الفرض.

ويقال لولد الولد : نَافِلَةٌ لأنه زيادة على الولد.

ومنه قوله تعالى ( وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً ) [ ٢١ / ٧٢ ] فإنه دعى بإسحاق فاستجيب له وزيد يعقوب نافلة تفضل من الله وإن كان الكل بتفضّله.

ومنّه « ويعد من الْأَنْفَالِ كل ما أخذ من دار الحرب بغير قتال وكل أرض انجلى عنها أهلها بغير قتال أيضا » وسماها الفقهاء فيئا « والأرضون الموات والآجام وبطون الأودية وقطائع الملوك وميراث من لا وارث له ».

وهي لله وللرسول ولمن قام مقامه يصرف حيث يشاء من مصالحه ومصالح عياله.

والْأَنْفَالُ : ما لم يوجف عليها بـ ( خَيْلٍ وَلا رِكابٍ ) ، هي لله وللرسول خاصة.

وفدك من الأنفال.

والنَّوَافِلُ جميع الأعمال الغير الواجبة (١) مما يعمل لوجه الله سبحانه.

وأما تخصيصها بالصلاة المندوبة فعرف طار.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ » ـ الحديث.

وقد مر الكلام فيه مستوفى.

والنَّافِلَةُ : العطية.

ونَوَافِلُكَ فضلك.

ونَوَافِلُ الخير : زيادتها.

__________________

(١) تقضي القاعدة النحوية بتجرد « غير » مضافة من اللام على الإطلاق.

٤٨٥

ومنه الْحَدِيثُ « فَرِحَ ابْنُ مَرْجَانَةَ بِنَوَافِلِ الْخَيْرِ وَكَثْرَتِهَا ».

( نقل )

في حديث الشجاج ذكر « الْمُنَقِّلَةَ » وهي التي يخرج منها صغار العظام وتنتقل عن أماكنها.

وقيل هي التي تَنْقُلُ العظم أي تكسره.

وعن الأصمعي : الْمُنَقِّلَةُ هي التي يخرج منها فراش العظام.

وفَرَاشُ العظام : قشره تكون على العظم دون اللحم.

وفي المصباح بعد قوله الْمُنَقِّلَةُ ، هي الشجة التي يخرج منها العظام : والأولى أن تكون على صيغة اسم المفعول لأنها محال الإخراج ـ هكذا ضبطه ابن السكيت.

ويجوز أن تكون على صيغة اسم الفاعل ـ نص عليه الفارابي.

ونَقَلْتُهُ نَقْلاً من باب قتل : حولته من موضع إلى موضع.

وانْتَقَلَ : تحول.

والاسم : النُّقْلَةُ.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ تَنْقُلُ فِي الرَّحِمِ ، قُلْتُ مَا مَعْنَى تَنْقُلُ فِي الرَّحِمِ؟ قَالَ تَعْقِرُ فَتَتْرُكُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ ».

ونَقَلْتُ ثوبي : إذا رفعته.

وأَنْقَلْتُ خفي : إذا أصلحته.

وكذلك نَقَّلْتُهُ تَنْقِيلاً.

( نكل )

قوله تعالى ( فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها ) [ ٢ / ٦٦ ] أي جعلنا قرية أهل السبت عبرة ( لِما بَيْنَ يَدَيْها ) من القرى ( وَما خَلْفَها ) ليتعظوا بهم.

قوله ( فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى ) [ ٧٩ / ٢٥ ] النَّكَالُ : العقوبة.

والمعنى على ما قيل أن الله أغرقه في الدنيا ويعذبه في الآخرة.

وفي التفسير نَكَالُ الآخرة قوله ( ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي ) [ ٢٨ / ٣٨ ] وقوله ( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) [ ٧٩ / ٢٤ ] فنكل الله تعالى به نكال هاتين الكلمتين.

وأَنْكالاً [ ٧٣ / ١٢ ] قيودا ثقالا ، ويقال أغلالا واحدها نكل.

وتَنْكِيلُ المولى بعبده بأن يجدع أنفه أو يقطع أذنه ونحو ذلك.

٤٨٦

ونَكَلَ به يَنْكُلُ من باب قتل نَكْلَةً قبيحة : أصابه بنازلة.

ونَكَّلَ به بالتشديد.

والاسم : النِّكَالُ.

ونَكَلَ عن الأمر يَنْكُلُ : إذا امتنع ومنه النُّكُولُ باليمين وهو الامتناع منها وترك الإقدام عليها.

( نمل )

قوله تعالى ( قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ ) [ ٢٧ / ١٨ ] الآية ، النَّمْلُ معروف والواحدة نَمْلَةٌ.

قيل لما كان صوت النمل مفهوما لسليمان عبر عنه بالقول.

ولما جعلت النملة قائلة والنمل مقولا لهم كما في أولى العقل أجرى خطابهم مجرى خطابهم.

وواد النَّمْلِ هو واد بالطائف أو بالشام كثير النمل.

قوله ( وَإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ) [ ٣ / ١١٩ ] الْأَنَامِلُ هي رءوس الأصابع واحدها أَنْمَلَةٌ بفتح الميم.

وَفِي الْحَدِيثِ « نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله عَنْ قَتْلِ سِتَّةٍ ـ وَعَدَّ مِنْهَا النَّمْلَةَ ».

قيل لقلة أذاها.

وقيل أراد نوعا من النمل مخصوصا.

وقيل لأن الناس قحطوا على عهد سليمان بن داود ثم خرجوا يستسقون فإذا نملة قائمة على رجليها مادة يدها إلى السماء وهي تقول « اللهم إنا خلق من خلقك لا غنى بنا عن فضلك فارزقنا من عندك ولا تؤاخذنا بذنوب سفهاء ولد آدم فقال لهم سليمان ارجعوا إلى منازلكم فإن الله قد سقاكم بدعاء غيركم ».

والنَّمْلُ : بثور صغار مع ورم يسير ويدب إلى موضع آخر كالنملة.

قال في القاموس : وسببها صفراء حادة تخرج من أفواه العروق الرقاق ، ولا تحبس فيما هو داخل من ظاهر الجلدة لشدة لطافتها وحدتها.

( نول )

فِي الْحَدِيثِ « مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فَنَوْلُهُ لَا يَجْهَلُ مَعَ مَنْ يَجْهَلُ عَلَيْهِ ». النَّوْلُ :

٤٨٧

الأجر والحظ.

يقال نَوْلُكَ أن تفعل كذا وكذا أي حقك وينبغي لك.

وَفِي الْخَبَرِ « مَا نَوْلُ امْرِئٍ أَنْ يَقُولَ غَيْرَ الصَّوَابِ أَوْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ » أي ما ينبغي له ذلك.

والنَّوَالُ : العطاء.

والنَّائِلُ مثله.

والنَّوَائِلُ : العطايا.

ونِلْتُ له بالعطية أَنُولُ نَوْلاً ونِلْتُهُ العطية ونَوَّلْتُهُ : أعطيته نَوَالاً.

ورجل نَال : كثير النوال.

ورموا على مِنْوَالٍ واحد أي على رشق واحد.

ويقال لا أدري على أي مِنْوَالٍ هو أي على أي وجه هو.

ونَاوَلْتُهُ الشيء فَتَنَاوَلَهُ.

وتَنَاوَلَهُ الناس بألسنتهم لا بأيديهم : قالوا فيه بألسنتهم.

وتَنَاوَلَ الرب : تكلم في ذات الله.

وأَنِلْ مما أَنَالَكَ الله أي أعط مما أعطاك الله.

ونَوْلُ السفينة : أجرها.

( نهل )

فِي حَدِيثِ الْحَوْضِ « لَا يَظْمَأُ وَاللهِ نَاهِلُهُ ».

النَّاهِلُ : الريان والعطشان من نَهِلَ البعير بالكسر شرب الشرب الأول حتى يروى.

ويريد من روى منه : لم يعطش بعده أبدا.

والْمَنْهَلُ : المورد وهو عين ماء ترده الإبل في المرعى.

وتسمى المنازل التي في المفاوز على طريق السفار : مَنَاهِلَ لأن فيها ماء.

وما كان على غير الطريق لا يسمى منهلا.

ومنه خَبَرُ الدَّجَّالِ « يَرِدُ كُلَ مَنْهَلٍ ، وَلَمْ يَبْقَ مَنْهَلٌ إِلَّا وَطَأَهُ ، إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ ».

والْمَنْهَلُ المشهود يراد به الكوثر.

ومَنْهَلُ بني فلان : مشربهم.

والنَّهَلُ بالتحريك : الشرب الأول.

لأن الإبل تسقى في أول الورد فترد إلى العطن ثم تسقى الثانية ، وهي العلل فترد إلى المرعى.

٤٨٨

ومِنْهَالٌ اسم رجل.

( نهشل )

اسم رجل ، وهو منصرف بنص من سيبويه لأنه فعلل مثل جعفر فلم يحكم بزيادة النون.

( نيل )

نِيلُ مِصْرَ مِنَ الْأَنْهَارِ الَّتِي خَرَقَهَا جَبْرَئِيلُ بِإِبْهَامِهِ (١).

ونَالَ خيرا أي أصاب.

وأصله نيل كتعب.

والأمر منه نَلْ بفتح النون.

قال الجوهري : إذا أخبرت عن نفسك كسرته.

ونَائِلَةُ : اسم صنم كان لقريش.

باب ما أوله الواو

( وال )

قوله تعالى ( لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً ) [ ١٨ / ٥٨ ] أي منجا وملجأ.

والْمَوْئِلُ : الملجأ من وَأَلَ إليه يَئِلُ وَأْلاً ووُؤُولاً : إذا لجأ إليه.

ومثله قوله ( ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ ) [ ١٣ / ١٢ ] أي من ملجإ.

والْأَوَّلُ نقيض الآخر.

وأصله على ما قيل ( أوأل ) على أفعل ، مهموز الأوسط ، قلبت الهمزة واوا وأدغم.

والجمع الأوائل ، والأوالي أيضا ، على القلب.

وقال قوم أصله ( ووءل ) على فوعل

__________________

(١) نيل : نهر في إفريقيا الشرقية (٦٥٠٠) يخرج من بحيرة ( فكتوريا ) فيجتاز ( أوغندا ) و ( السودان ) ويمزج مياهه ببحر الغزال فيسمى ( النيل الأبيض ) وبمياه البحر الأزرق بالقرب من ( خرطوم ) فيسمى ( النيل الأزرق ) يجري في بلاد النوبة وفي مصر فيخصبها بفيضانه يبلغ القاهرة ، ومنها يتشعب بالدلتا فينصب في البحر المتوسط.

٤٨٩

فقلبت الواو الأولى همزة ، وإنما لم تجمع على أواول لاستثقالهم اجتماع الواوين بينهما ألف الجمع قاله الجوهري.

ثم قال وهو إذا جعلته صفة لم تصرفه تقول لقيته عاما أول.

وإذا لم تجعله صفة صرفته ، تقول لقيته عاما أولا.

قال ابن السكيت : ولا تقل عام الأول ـ انتهى.

ووَائِلٌ : قبيلة من قبائل العرب.

( وبل )

قوله تعالى ( وَبالَ أَمْرِهِ ) [ ٥ / ٩٥ ] أي عاقبة أمره.

والْوَبَالُ : الوخامة ، وسوء العاقبة.

والْوَبِيلُ : الوخيم ضد الطري.

وعذاب وَبِيلٌ أي شديد.

قوله ( فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً ) [ ٧٣ / ١٦ ] أي شديدا مستوخما لا يستمر.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَسْأَلُكَ الزُّهْدَ فِيمَا هُوَ وَبَالٌ » أي عذاب.

وكل بناء وَبَالٌ على صاحبه أي عذاب في الآخرة.

والْوَابِلُ : المطر الشديد.

وجمعه الْوَبْلُ بالفتح فالسكون.

ومنه سحابا وابلا.

وقد بلت السماء تبل.

والأرض موبولة.

( وجل )

قوله تعالى ( وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) [ ٨ / ٢ ] أي خافت.

والْوَجَلُ : الخوف.

يقال وَجِلَ وَجَلاً ومَوْجِلاً بالفتح أي خاف.

ومثله وَجِلُونَ [ ١٥ / ٥٢ ] أي خائفون.

و ( لا تَوْجَلْ ) : لا تخف ونحو ذلك.

وفي مستقبل ( وجل ) أربع لغات ذكرها في الصحاح.

والأمر ايجل بقلب الواو ياء لكسرة ما قبلها.

( وحل )

الْوَحَلُ بالتحريك : الطين الرقيق.

وهو بالفتح مصدر.

وبالكسر مكان.

٤٩٠

وبالتسكين لغة ردية.

ووَحِلَ بالكسر : وقع في الوحل.

ومنه حَدِيثُ سُرَاقَةَ « فَوَحَلَنِي فَرَسِي » أي أوقعني في الوحل.

( ورل )

فِي الْحَدِيثِ « إِنْ اللهَ مَسَخَ طَائِفَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ـ وَذَكَرَ مِنْهَا ـ الْوَرَلُ ».

بفتح الواو والراء المهملة وباللام.

وهي دابة على خلقة الضب ، إلا أنه أعظم منه.

والجمع أَوْرَالٌ ووِرْلَان والأنثى وَرْلَةٌ.

وفي الصحاح والجمع ورلان وأرؤل وعن ابن سيدة عن القزويني أنه العظيم من الوزغ ، وسام أبرص طويل الذنب سريع السير.

( وسل )

قوله تعالى ( وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) [ ٥ / ٣٥ ] أي القربة إلى الله تعالى.

وَفِي الدُّعَاءِ « وَأَعْطِ مُحَمَّداً صلى الله عليه واله الْوَسِيلَةَ » رُوِيَ أَنَّهَا أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ لَهَا أَلْفُ مِرْقَاةٍ مَا بَيْنَ الْمِرْقَاةِ إِلَى الْمِرْقَاةِ حُضْرُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ مِائَةَ عَامٍ.

وَهِيَ مَا بَيْنَ مِرْقَاةِ جَوْهَرٍ إِلَى مِرْقَاةِ يَاقُوتٍ إِلَى مِرْقَاةِ ذَهَبٍ إِلَى مِرْقَاةِ فِضَّةٍ.

فَيُؤْتَى بِهَا يَوْمَ الْقِيمَةِ حَتَّى تُنْصَبَ مَعَ دَرَجَةِ النَّبِيِّينَ كَالْقَمَرِ بَيْنَ الْكَوَاكِبِ.

فَلَا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ نَبِيٌّ وَلَا صِدِّيقٌ وَلَا شَهِيدٌ إِلَّا قَالَ طُوبَى لِمَنْ كَانَتْ هَذِهِ الدَّرَجَةُ دَرَجَتَهُ.

وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله « سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ ».

طلب عليه السلام من أمته الدعاء له هضما لنفسه أو لتنتفع به أمته ويثاب عليه ومع هذا فإنه يزيده رفعة بدعاء أمته كما يزيده بصلاتهم عليه ووَسَلْتُ إلى الله تعالى بالعمل من باب وعد : رغبت إليه وتقربت.

ومنه اشتقاق الْوَسِيلَةِ وهي ما يتقرب به إلى الشيء.

والْوَاسِلُ : الراغب إلى الله تعالى.

( وشل )

الْوَشَلُ بالتحريك : الماء القليل ووَشَلَ الماء وَشَلَاناً : قطر.

٤٩١

( وصل )

قوله تعالى ( وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ ) [ ٢٨ / ٥١ ] اتبعنا بعضه بعضا فاتصل عنده يعني القرآن.

قوله ( إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ ) [ ٤ / ٩٠ ] أي ينتمون.

قوله ( وَلا وَصِيلَةٍ ) [ ٥ / ١٠٣ ] الْوَصِيلَةُ : الشاة التي تلد ستة أبطن عناقين فإذا ولدت في السابع عناقا واحدا يقال وصلت أخاها فأحلوا لبنها للرجل وحرموها على النساء.

ويقال فإذا كان السابع ذكرا ذبح وأكل منه الرجال والنساء وإن كانت أنثى تركت في الغنم وإن كانت أنثى وذكرا قالوا وصلت أخاها فلم تذبح وكان لحمها حراما على النساء.

وَفِي الْحَدِيثِ « صِلُوا أَرْحَامَكُمْ » أراد بِالصِّلَةِ : ما يسمى برا وإحسانا ، ولو زيارة ومطاءبة وجلوسا ولو بالسلام كما جاءت به الرواية.

وَفِي الدُّعَاءِ « خَرَجَتْ مِنْ يَدَيِ أَسْبَابُ الْوُصْلَاتِ » هي بضم الواو.

ويجوز على الصاد كما قيل الضم والفتح والإسكان جمع وُصْلَةٍ بضم الواو ، وهو ما يتوصل به إلى المطلوب.

وكلما اتصل بشيئين فما بينهما وُصْلَةً ويقال بينهما وُصْلَةٌ أي اتصال.

وحروف الصِّلَةِ وهي حروف مقررة فيما بين النحاة مثل « أن وإن والباء » في مثل ( وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً ) [ ٤ / ٧٩ ] ونظائرها مما سمي بحروف الصلة لإفادتها تأكيدا للاتصال الثابت.

وتسمى حروف الزيادة لأنها تزاد في الكلام.

فإن قلت : يجب أن تكون زائدة إذا أفادت فائدة معنوية على التأكيد.

قلت : إنما سميت زائدة لأنها لا تفيد أصل المعنى بل لا تزيد إلا تأكيد المعنى الثابت وتقويته ، فكأنها لم تفد شيئا.

وَفِيهِ « نَهَى عَنْ صَوْمِ الْوِصَالِ ».

وهو أن يجعل عشاءه سحوره أو يصوم يومين متتابعين كما جاءت به الرواية.

والْأَوْصَالُ : المفاصل ـ ومنه « تقطعت أوصاله ».

٤٩٢

ومَوْصِلٌ بلد معروف مشهور (١).

( وعل )

فِي الْخَبَرِ « لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَهْلِكَ الْوُعُولُ ».

المراد بهم الأشراف والرءوس.

شبههم بِالْوُعُولِ وهي تيوس الجبل ، واحدها وَعِلٌ بكسر العين.

وضرب المثل بها لأنها تأوي رءوس الجبال.

( وغل )

فِي الْحَدِيثِ « إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ » أي ادخلوا فيه برفق

« وَلَا تُكَلِّفُوا أَنْفُسَكُمْ مَا لَا تُطِيقُونَهُ فَتَعْجِزُوا وَتَتْرُكُوا الدِّينَ وَالْعَمَلَ ».

يقال أَوْغَلَ القوم : إذا أمعنوا في سيرهم.

وأَوْغَلَ في الأرض : إذا سار فيها فأبعد ووَغَلَ الرجل يَغِلُ وُغُولاً : دخل في الشجر وتوارى فيه.

والْوَاغِلُ : المدفع وهو الذي يهجم على الشرب ليشرب معهم وليس منهم فلا يزال مدفعا محاجزا.

( وكل )

قوله تعالى ( أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً ) [ ١٧ / ٢ ] أي معتمدا تكلون إليه أموركم.

قوله ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) [ ٦٥ / ٣ ] الأصل في التَّوَكُّلِ : إظهار العجز والإعياء.

والاسم التُّكْلَانُ.

والتَّوَكُّلُ على الله : انقطاع العبد إليه في جميع ما يأمله من المخلوقين.

وقيل : ترك السعي فيما لا يسعه قدرة البشر فيأتي بالسبب ولا يحسب أن المسبب منه كَحَدِيثِ « اعْقِلْ وَتَوَكَّلْ ».

قوله ( قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ) [ ٦ / ٦٦ ] الْوَكِيلُ على الشيء هو القائم

__________________

(١) أكبر مدينة في شمال العراق مزدهرة بالحركة التجارية والصناعية ، لقبت بالحدباء لحدب منارة مسجدها الأعظم الأثري تقع على نهر دجلة وبالقرب منها انقاض نينوى ( المدينة القديمة ) وفيها من آثار القدماء الشيء الكثير وفيها مقابر شريفة للأنبياء ولبعض الأولياء.

٤٩٣

بحفظه والذي يدفع الضرر عنه.

قال المفسر ومعناه لست بحافظ أعمالكم ولا أجازيكم بها ، ( إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ ) والله تعالى هو المجازي.

والتَّوْكِيلُ هو أن تعتمد على الرجل وتجعله نائبا عنك.

ومنه قوله تعالى ( وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً ) [ ٤ / ٨١ ] أي اكتف به يتولى أمرك ويتوكل لك قوله ( وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ) [ ١٤ / ١٢ ] قال : الزارعون.

و ( الْوَكِيلُ ) من أسمائه تعالى ، قيل هو الكافي.

وقيل هو الكفيل بأرزاق العباد.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَوْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللهِ حَقَ تَوَكُّلِهِ لَكَانَ كَذَا ».

وذلك بأن يعلم يقينا أنه لا فاعل إلا الله وكل موجود من رزق وعطاء ومنع وغير ذلك من الله.

ثم يسعى في الطلب على الوجه الجميل

وَفِي مَعَانِي الْأَخْبَارِ « التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ الْعِلْمُ بِأَنَّ الْمَخْلُوقَ لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ وَلَا يُعْطِي وَلَا يَمْنَعُ ، وَاسْتِعْمَالُ الْيَأْسِ مِنَ النَّاسِ ، فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ كَذَلِكَ لَمْ يَعْمَلْ لِأَحَدٍ سِوَى اللهِ وَلَمْ يَرْجُ ، وَلَمْ يَخَفْ سِوَى اللهِ وَلَمْ يَطْمَعْ فِي أَحَدٍ سِوَى اللهِ ، وَقَدْ يُظَنُّ أَنَّ التَّوَكُّلَ هُوَ تَرْكُ التَّكَسُّبِ وَهُوَ ظَنُّ جَهَالَةٍ بَلْ هُوَ حَرَامٌ ».

وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَصِيرٍ عَنْهُ عليه السلام « وَقَدْ قِيلَ لَهُ : فَمَا حَدُّ التَّوَكُّلِ؟ قَالَ : الْيَقِينُ.

قِيلَ : فَمَا حَدُّ الْيَقِينِ؟ قَالَ : أَنْ لَا يَخَافَ مَعَ اللهِ شَيْئاً ».

ووَكَلْتُ أمري إلى فلان : ألجأته إليه واعتمدت فيه عليه.

والتَّوْكِيلُ معروف.

يقال وَكَّلْتُهُ بأمر كذا تَوْكِيلاً.

والْوَكَالَةُ فتحا وكسرا : اسم من التوكيل وهي مشتقة من وَكَّلَ إليه الأمر أي فوضه إليه.

وهي في الشرع : الاستنابة بالتصرف.

وهي كما قيل : أقسام ثمانية : ـ مسلم لمسلم على مسلم ، يصح إجماعا مسلم لمسلم على كافر ، يصح إجماعا مسلم لذمي على مسلم ، فيه خلاف.

ذمي لذمي على ذمي ، يصح إجماعا.

٤٩٤

ذمي لمسلم على ذمي ، يصح إجماعا.

ذمي لمسلم على مسلم ، لا يصح إجماعا.

ذمي لذمي على مسلم ، لا يصح إجماعا وتَوَكَّلَ به : ضمن القيام به.

وَفِي حَدِيثِ الْمُقْتَدِي بِصَلَاتِهِ « لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَقْرَأَ يَكِلُهُ إِلَى الْإِمَامِ ».

ووَكَلَهُ إلى نفسه وَكْلاً ووُكُولاً أي خلاه ونفسه.

ومنه الْحَدِيثُ « وَرَجُلٌ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى نَفْسِهِ » أي خلا بينه وبين شيطانه.

وهو المعني بالضلال في قوله تعالى ( وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ ) [ ١٣ / ٣٣ ] عند الإمامية والمعتزلة.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِذَا أُمَّتِي تَوَاكَلَتِ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَلْيَأْذَنُوا بِوِقَاعٍ مِنَ اللهِ ».

يقال تَوَاكَلَ القوم تَوَاكُلاً : اتكل بعضهم على بعض.

واتَّكَلْتُ على فلان في أمري : إذا اعتمدته.

قال الجوهري : وأصله اوتكلت ، قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها ثم أبدلت منها التاء فأدغمت في تاء الافتعال ثم بنيت على هذا الإدغام أسماء من هذا المثال ، وإن لم يكن فيها تلك العلة لتوهم أن الواو أصلية ، لأن هذا الإدغام لا يجوز إظهاره في حال.

فمن تلك الأسماء التكلة والتكلان ، والتخمة ، والتهمة ، والتراث ، والتجاه ، والتقوى.

وَفِي الْحَدِيثِ « وَكَّلَ اللهُ الرِّزْقَ بِالْحُمْقِ وَوَكَّلَ الْحِرْمَانَ بِالْعَقْلِ ، وَوَكَّلَ الْبَلَاءَ بِالصَّبْرِ ».

كأن المراد كل واحد من هذه الثلاثة لا يفارق صاحبه.

والْمُتَوَكِّلُ : أحد خلفاء بني العباس كان في زمن علي الهادي عليه السلام وهو الذي أمر بحرث قبر الحسين عليه السلام وهدم بنيانه ، فعليه ما يستحقه

( ولول )

فِي حَدِيثِ الْحَقِّ تَعَالَى لِمُوسَى عليه السلام « اخْشَعْ لِي بِالتَّضَرُّعِ ، وَاهْتِفْ بِوَلْوَلَةِ الْكِتَابِ » أي بما اشتمل عليه من الويل إذ الْوَلْوَلَةُ : صوت متتابع بالويل والاستغاثة.

وقيل هي حكاية صوت النائحة.

٤٩٥

يقال وَلْوَلَتِ المرأة وَلْوَلَةً ووَلْوَالاً : إذا أعولت.

ومنه « وإذا وزغ يُوَلْوِلُ » أي يصوت

( وهل )

فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام لِأَصْحَابِهِ « أَقِلُّوا الْكَلَامَ فَإِنَّهُ أَطْرَدُ لِلْفَشَلِ وَأَذْهَبُ لِلْوَهَلِ ».

والْوَهَلُ بالتحريك : الفزع.

وقد وَهَلَ يَهِلُ فهو وَهِلٌ ووَهَلْتُ إليه بالفتح أَهِلُ وَهْلاً : إذا ذهب وهمك إليه وأنت تريد غيره ، مثل وهمت.

ولقيته أول وَهْلَةٍ أي أول كل شيء.

( ويل )

قوله تعالى ( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ) [ ٨٣ / ١ ] ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) [ ١٠٤ / ١ ] ونحو ذلك.

فَوَيْلٌ كلمة تقال عند الهلكة.

وَيُقَالُ وَيْلٌ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ لَوْ أُرْسِلَتْ فِيهِ الْجِبَالُ لَمَاعَتْ مِنْ حَرِّهِ.

وفي الصحيح « وَيْلٌ » كلمة مثل ويح إلا أنها كلمة عذاب ، يقال وَيْلَهُ ووَيْلَكَ ووَيْلِي ووَيْلَاهُ في الندبة.

قال وتقول وَيْلٌ لزيد ووَيْلاً لزيد ، فالنصب على إضمار الفعل والرفع على الابتداء.

هذا إذا لم تضفه فإذا أضفت فليس إلا النصب لأنك لو رفعته لم يكن له خبر وكلمة ويل قد ترد للتعجب.

ومنه قَوْلُهُ « وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرُ حَرْبٍ ».

تعجبا من شجاعته وجرأته وإقدامه.

ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « وَيْلُ أُمِّهِ كَيْلاً بِغَيْرِ ثَمَنٍ لَوْ أَنَّ لَهُ وَاعِياً » (١) أي يكيل العلوم الخمسة بلا عوض إلا أنه لا يصادف واعيا.

وقيل وي مفردة للتعجب ولأمه مفردة وحذفت همزة أمه ، وألقيت حركتها على اللام وينصب ما بعدها على التمييز.

وَفِي الْحَدِيثِ « وَيْلُ الْآخَرِ مَا ذَاكَ ».

قال بعض الشارحين : قاعدة العرب إذا أرادوا تعظيم المخاطب لا يخاطبون بويل بل يقولون ويل الآخر.

وفي بعض نسخ الحديث « قلت ويك » وفي بعضها « ويل ».

ولعل الأول أرجح وأصح.

وقولهم وَيْلُمِّهِ يريدون ويل لأمه ، فحذف لكثرته في الكلام.

__________________

(١) نهج البلاغة ١ / ١١٦.

٤٩٦

باب ما أوله الهاء

( هبل )

فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « لِأُمِّكَ الْهَبَلُ ».

الْهَبَلُ بالتحريك مصدر قولك هَبِلَتْهُ أمه أي ثكلته.

وَهُبَلٌ كصرد : اسْمُ صَنَمٍ رَمَى بِهِ عَلِيٌّ عليه السلام مِنْ ظَهْرِ الْكَعْبَةِ فَأَمَرَ بِهِ فَدُفِنَ مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ.

وقد هَبَلَهُ اللحم أي كثر عليه وركب بعضه على بعض.

ومنه رجل مُهَبَّلٌ الكثير اللحم الثقيل الحركة من السمن.

وهَبِلَتْهُمُ الْهَبُولُ : ثكلتهم الثكول.

وهي بفتح الهاء : من لا يبقى لها ولد والْهَبُولُ من النساء : الثكول.

( هدل )

الْهَدِيلُ : صوت الحمام أو خاص بوحشها يقال هَدَلَ القمري يَهْدِلُ هَدِيلاً مثل يهدر.

وهَدَلْتُ الشيء أَهْدِلُهُ هَدْلاً : إذا أرخيته وأرسلته إلى أسفل.

وتَهَدَّلَتْ أغصان الشجرة أي تدلت.

( هذل )

شيبة الْهُذَلِيُ بضم الهاء : منسوب إلى هُذَيْلٍ بالضم وفتح الذال : حي من مضر وهو هُذَيْلُ بن مدركة بن إلياس بن مضر وقياس النسبة إلى فعيل فعيلي بإثبات الياء لا فعلي ، وإنما تحذف الياء من فعيل غير المضاعفة كجهني نسبة إلى جهينة.

فقولهم هذلي وقرشي شاذ ، والقياس هذيلي وقريشي.

( هرقل )

هِرْقِلُ وزان خندف : اسم ملك الروم (١).

قال الجوهري ويقال أيضا هِرَقْلُ على

__________________

(١) هرقل : إمبراطور المملكة الرومانية الشرقية ( بيزنطية ) لم يقو على مصادمة الجيوش الإسلامية فانهزم هزيمة منكرة في وقعة ( اليرموك ).

٤٩٧

وزن دمشق.

قال في المجمع هِرَقْلٌ وضغاطر : ملكان من ملوك الروم ، فضغاطر أسلم ودعا الروم إلى الإسلام فقتلوه ، وأما هرقل فشح بملكه وحارب المسلمين في مؤتة وتبوك.

ويحتمل أن يضمر الإسلام ويفعل هذه المعاصي شحا بملكه.

وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه واله مِنْ تَبُوكَ أَنِّي مُسْلِمٌ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله إِنَّهُ عَلَى نَصْرَانِيَّتِهِ.

وَكَانَ هِرَقْلٌ حَزَّاءً يَحْزُو الْأَشْيَاءَ وَيُقَدِّرُهَا بِظَنِّهِ لِأَنَّهُ كَانَ عَالِماً بِحِسَابِ النُّجُومِ.

وقد سبق الكلام فيه في ( حزا ).

وَمِنْ كَلَامِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَرَ الْفِهْرِيِ ( اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ) أَنَّ بَنَى هَاشِمٍ يَتَوَارَثُونَ هِرَقْلاً بَعْدَ هِرَقْلٍ فَكَذَا ».

أراد أن بني هاشم يتوارثون ملكا بعد ملك.

( هرول )

فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِ « مَنْ أَتَانِي مَشْياً أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ».

قيل هذا ونظائره مثل مَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعاً تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعاً ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْراً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً من باب التشبيه والتمثيل.

ومعناه من أتاني بالطاعة مسرعا أتيته بالثواب والجزاء أسرع من إتيانه بالطاعة وكنى عن ذلك بالمشي والهرولة تقريبا إلى الأذهان ، كما يقال فلان يسرع إلى الشر ، وليس المراد المشي إليه بل المراد الاستعجال في فعله.

( هزل )

قوله تعالى ( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَما هُوَ بِالْهَزْلِ ) [ ٨٦ / ١٤ ] بل هو الجد لا هوادة فيه فمن حقه أن يكون معظما في القلوب مهيبا في الصدور ، ومن حق قارئه وسامعه أن لا يلم بهزل ولعب ويقرر في نفسه أن إلهه وربه جل جلاله يخاطبه ويأمره وينهاه ويعده ويتوعده ، فإن مر بآية

٤٩٨

الوعد تضرع إليه راجيا أن يكون من أهلها.

والْهُزَالُ : ضد السمن.

يقال هُزِلَتِ الدابة هُزَالاً على ما لم يسم فاعله.

وهَزَلَ في كلامه من باب ضرب مزح

( هطل )

الْهَطْلُ : تتابع المطر والدمع وسيلانه يقال هَطَلَتِ السماء تَهْطِلُ هَطْلاً وهَطَلَاناً.

وسحاب هطل.

ومطر هَطِلٌ : كثير الهطلان.

وديمة هَطْلَاءُ.

وغيث مُهْطِلٌ.

( هلل )

قوله تعالى ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ) [ ٢ / ١٨٩ ] هي جمع هلال ، سأله معاذ بن جبل : ما بال الْهِلَالِ يبدو دقيقا كالخيط ثم يزيد حتى يستوي ثم لا يزال حتى يعود كما بدأ فنزلت.

يقال للهلال في أول ليلة إلى الثلاثة ( هِلَالٌ ).

ثم يقال قمر إلى آخر الشهر.

قال أبو العباس إنما سمي هِلَالاً لأن الناس يرفعون أصواتهم بالإخبار عنه من الْإِهْلَالِ الذي هو رفع الصوت.

وقد تقدم ما يتم به البحث عن الهلال في ( غرر ).

قوله ( وَما أُهِلَ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ ) [ ٢ / ١٧٣ ] أي ذكر عند ذبحه اسم غير الله.

وَفِي الْحَدِيثِ « ( وَما أُهِلَ لِغَيْرِ اللهِ )؟ قَالَ : مَا ذُبِحَ لِصَنَمٍ أَوْ وَثَنٍ أَوْ شَجَرٍ حَرَّمَ اللهُ ذَلِكَ كُلَّهُ كَمَا حَرَّمَ الْمَيْتَةَ ».

قوله ( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ ) [ ٧٦ / ١ ] الآية.

عن أبي عبيدة ( هل ) هنا بمعنى ( قد أتى ).

وقد تكون بمعنى ( ما ) كقولهم هل هي إلا كذا.

وَفِي دُعَاءِ الْهِلَالِ « اللهُمَ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ » روي بالإدغام وفكه.

قال بعض الشارحين وهو لا يستقيم إلا أن يقول معنى أَهِلَّهُ أي أطلعه علينا

٤٩٩

وأرنا إياه.

والمعنى اجعل رؤيتنا مقرونة بالأمن والإيمان.

ويحتمل أن يكون الْهِلَالُ بمعنى الدخول ، كقولهم أَهْلَلْنَا الهلال إذا دخلنا فيه.

والْإِهْلَالُ : رفع الصوت بالتلبية.

يقال أَهَلَ المحرم بالحج يُهِلُ إِهْلَالاً : إذا لبى ورفع صوته.

ومنه أَهَلَ الهلال واسْتَهَلَ : إذا رفع الصوت بالتكبير عند رؤيته.

وقد يعبر عن الإهلال بالاستهلال نحو الإجابة والاستجابة.

ويقال أيضا اسْتَهَلَ هو : إذا تبين.

واسْتِهْلَالُ الصبي : تصويته عند الولادة.

وَفِي خَبَرِ الْمُحْرِمِ يَخْرُجُ إِلَى مَهَلِ أَرْضِهِ فَيُلَبِّي.

الْمَهَلُ : موضع الإهلال يريد به الموضع الذي يحرم منه فيرفع صوته للإحرام ـ كذا في القاموس.

وهَلَّلَ الله أي قال « لا إله إلا الله » والْهَيْلَلُ مثل ( حيعل : إذا قال حي على الفلاح.

والعرب إذا كثر استعمالهم الكلمتين ضموا بعض حروف إحداهما إلى بعض حروف الأخرى كالبسملة ، والحوقلة.

وتَهَلَّلَ السحاب ببرقه : تلألأ.

وتَهَلَّلَ وجه الرجل من فرحه.

وتَهَلَّلَ أي استنار وظهرت عليه أمارة السرور.

والْهَلَلُ : أول المطر.

ومنه « فَاسْتَهَلَّتِ السماء ».

وتَهَلَّلَتْ دموعه : سالت.

وهَلَا : زجر للخيل.

وهَالَ مثله.

ومنه خطاب إبراهيم وإسماعيل عليه السلام للخيل ـ وقد كانت في السابق وحوشا ـ : ألا هَلَا ألا هَلُمَ أي اقربي وتعالي وعجلي.

( همل )

الْهَمْلُ بالتسكين : مصدر قولك هَمَلَتْ عيناه تَهْمُلُ وتَهْمِلُ (١) هَمْلاً وهَمَلَاناً أي فاضت.

__________________

(١) بضم العين وكسرها.

٥٠٠