مجمع البحرين - ج ٥

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

صلى الله عليه وآله ذِرَاعاً » وكأن المراد مؤخر الرحل كما بين في موضع آخر.

والمراد بِالرَّحْلِ : رحل البعير.

قال الجوهري : هو أصغر من القتب.

وهو كالسرج للفرس.

ويجمع على رِحَالٍ ككتاب.

ورَحَلْتُ البعير من باب نفع : شددت عليه الرحل.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِذَا ابْتَلَّتِ النِّعَالُ فَالصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ ».

هو جمع رَحْلٍ وهو مسكن الرجل.

والصلاة بالنصب بتقدير صلوا.

وبالرفع على الابتداء.

والرَّحْلُ : ما يستصحب من الأثاث.

ومرط مُرْحَلٌ بالحاء المهملة هو الموشى المنقوش عليه صورة رحال الإبل.

وروي مرجل بالجيم عليه صور المراجل وهي القدور.

ونقل عن كتاب العين خليل بن أحمد في باب الحاء المهملة « الْمَرْحَلُ » ضرب من برود اليمن سمي مرحلا لأن عليه تصاوير الرحل وما يشبهه.

والرِّحْلُ بالكسر فالسكون : اسم من الارتحال.

يقال دنت رِحْلُنَا.

وبالضم : الشيء الذي يرتحل إليه.

وارْتَحَلَ وتَرَحَّلَ بمعنى.

والاسم الرَّحِيلُ.

وَفِي الْحَدِيثِ « الرَّحِيلُ أَحَدُ الْيَوْمَيْنِ ».

أي إن لابن آدم يوم قدوم إلى هذه الدار وهو يوم ولادته ويوم رحيل عنها وهو يوم الموت.

فينبغي أن لا يزول أبدا عن خاطره بل يجعله نصب عينيه.

والرَّاحِلَةُ كفاعلة : الناقة التي تصلح لأن ترحل.

والمركب أيضا من الإبل ذكرا كان أو أنثى.

ويقال هي البعير القوي على الأسفار والأحمال.

النجيب التام الخلق حسن المنظر والهاء فيه للمبالغة.

والْمَرْحَلَةُ واحدة المراحل.

يقال بيني وبين كذا مَرْحَلَتَانِ.

٣٨١

( رذل )

قَوْلُهُ تَعَالَى ( أَرْذَلِ الْعُمُرِ ) [ ١٦ / ٧٠ ] هُوَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

وَفِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ « إِذَا بَلَغَ الرَّجُلُ الْمِائَةَ فَذَاكَ أَرْذَلُ الْعُمُرِ ».

فمعنى أَرْذَلِ : أخس وأحقر وقد مر مزيد كلام في ( عمر ).

والْأَرْذَلُونَ هم أهل الصنعة والخساسة.

والْأَرَاذِلُ جمع الأرذل وهم الناقصون الأقدار.

ومنه أَراذِلُنا [ ١١ / ٢٧ ] أي ناقصوا الأقدار فينا.

والأراذل : جمع الرَّذْلِ أيضا وهو النذل وهو الدون الخسيس.

وقد رَذُلَ فلان بالضم يَرْذُلُ رَذَالَةً فهو رَذْلٌ ورُذَالٌ بالضم ، من قوم رُذُولٍ وأَرْذَالٍ ورُذَلَاء ورَذَلَةٍ.

( رسل )

قوله ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ ) [ ٢ / ٢٥٣ ] قال المفسر ( تِلْكَ الرُّسُلُ ) إشارة إلى الرسل التي ذكرت قصتها في السورة أو التي ثبت علمها عند رسول الله صلى الله عليه وآله.

( فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ) لما أوجب ذلك من تفاضلهم في مراتبهم.

( مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ ) أي فضل الله بأن كلمه من غير سفير وهو موسى عليه السلام ( وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ ) أي ومنهم من رفعه على سائر الأنبياء فكان بعد تفاوتهم في الفضل أفضل منه درجات كثيرة.

وهو محمد صلى الله عليه واله لأنه المفضل عليهم حيث أوتي ما لم يؤته أحد من المعجزات الموفية على ألف أو أكثر.

وبعث إلى الإنس والجن.

وخص بالمعجزة القائمة إلى يوم القيامة وهي القرآن.

قوله تعالى ( وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً ) [ ٧٧ / ١ ] أي الرياح أرسلت متتابعة كعرف الفرس.

وَقِيلَ هِيَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِلُ بِالرَّحْمَةِ وَالْمَعْرُوفِ.

قوله ( إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ ) [ ٢٦ / ١٦ ] قيل معناه إنا رسالة رب

٣٨٢

العالمين.

ويكون الاثنين والجمع بلفظ واحد وقيل لأن حكمها واحد في الاتفاق والأخوة فكأنهما رسول.

والرَّسُولُ واحد الرسل وهو الذي يأتيه جبرئيل عليه السلام قبلا ويكلمه.

وَفِي الْحَدِيثِ « يُجْزِي مِنَ الْقَوْلِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ثَلَاثُ تَسْبِيحَاتٍ فِي تَرَسُّلٍ ».

أي تأن وتمهل.

يقال تَرَسَّلَ في قراءته : إذا تمهل فيها ولم يعجل.

وعلى رِسْلِكَ أي هينتك.

والرِّسْلُ بالكسر : الرفق والتؤدة.

ومنه تَرَسَّلَ في رأي أي اتأد.

والِاسْتِرْسَالُ : الاستيناس والطمأنينة إلى الإنسان والثقة به فيما يحدثه ، وأصله السكون والثبات.

ومنه الْحَدِيثُ « أَيُّمَا مُسْلِمٍ اسْتَرْسَلَ إِلَى مُسْلِمٍ فَغَبَنَهُ فَهُوَ كَذَا ».

ومِنْهُ « غَبْنُ الْمُسْتَرْسِلِ سُحْتٌ ».

ومِنْهُ « غَبْنُ الْمُسْتَرْسِلِ رِباً ».

ومِنْهُ لَا تَثِقْ بِأَخِيكَ كُلَّ الثِّقَةِ فَإِنَّ سُرْعَةَ الِاسْتِرْسَالِ لَنْ تُسْتَقَالَ.

كأن المراد يعرض له ما يثنيه عنك.

ومِنْهُ « لَا تُثْنِي عِنَانَكَ إِلَى اسْتِرْسَالٍ فَيُسَلِّمَكَ إِلَى عِقَالٍ ».

وَفِي حَدِيثِ وَصْفِهِ صلى الله عليه واله « إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعاً مِنْ شِدَّةِ اسْتِرْسَالِهِ » أي انبساطه ولينه.

يقال اسْتَرْسَلَ إليه أي انبسط واستأنس

وَفِي الْحَدِيثِ « إِذَا ذَبَحْتَ فَأَرْسِلْ ».

يريد للطير خاصة.

وفِيهِ « كَانَتْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْعَمَائِمُ الْبِيضُ الْمُرْسَلَةُ ».

لعل المراد المرسلة الأطراف.

والدابة الْمُرْسَلَةُ التي ليست بمربوطة.

وأَرْسَلَ يديه أي أرخاهما جميعا.

ومنه أرسل نفسك فتشهد.

وشعر رَسْلٌ كفلس أي سبط مترسل.

وجاءت الخيل إِرْسَالاً أي أفواجا وفرقا متقطعة يتبع بعضهم بعضا جمع رسل بفتحتين.

والرَّسَلُ : ما كان من الإبل والغنم من عشرة إلى خمسة وعشرين.

٣٨٣

ورَاسَلَهُ من أهله فهو مُرَاسِلٌ ورَسِيلٌ.

وأَرْسَلْتُ فلانا في رسالة فهو مُرْسَلٌ.

( رطل )

تكرر في الحديث ذكر الرطل والأرطال بالعراقي ، والمدني ، والمكي.

والرِّطْلُ بالكسر والفتح : نصف المن عبارة عن اثني عشر أوقية.

وهي عبارة عن أربعين درهما.

والرِّطْلُ العراقي عبارة عن مائة وثلاثين درهما.

هي إحدى وتسعون مثقالا.

وكل درهم ستة دوانيق.

وكل دانق ثمان حبات من أوسط حب الشعير.

والرِّطْلُ المدني عبارة عن رطل ونصف بالعراقي يكون مائة وخمسة وتسعين درهما والرِّطْلُ المكي عبارة عن رطلين بالعراقي.

ولا اعتبار بما يسمى رطلا الآن.

ولكن يحال على التقدير الشرعي.

وفي المصباح الرِّطْلُ معيار يوزن به ، وكسره أكثر من فتحه.

وهو بالبغدادي اثنتا عشرة أوقية.

والرِّطْلُ تسعون مثقالا.

وهي مائة درهم وثمانية وعشرون درهما وأربعة أسباع درهم.

والجمع أَرْطَالٌ.

قال الفقهاء : وإذا أطلق الرِّطْلُ في الفروع فالمراد رطل بغداد.

ورَطَلْتُ الشيء من باب قتل : وزنته بيدك لتعرف وزنه تقريبا.

( رعل )

فِي الْحَدِيثِ « بَجِيلَةُ خَيْرٌ مِنْ ذَكْوَانَ وَرِعْلٍ ». هما قبيلتان من سليم ملعونتان على لسان أهل البيت عليهم السلام.

والرَّعِيلُ : قطعة من الخيل ، والجماعة من الناس.

( رغل )

الرُّغْلُ بالضم : ضرب من الحمص تسميه الفرس السرمق ـ قاله في الصحاح.

( رفل )

رَفَلَ في ثيابه : إذا أطالها وحركها متجبرا فهو رَافِلٌ.

٣٨٤

وكذلك أَرْفَلَ في ثيابه.

والتَّرْفِيلُ : التعظيم.

( رقل )

في الحديث ذكر الْمِرْقَالِ هو بكسر الميم لقب هاشم بن عتبة الزهري (١).

سُمِّيَ بِهِ لِشِدَّةِ اتِّصَافِهِ بِهَذَا الْوَصْفِ كَمَا يُقَالُ إِنَّهُ لَمُنْحَارٌ.

وَلِأَنَّ أمير المؤمنين عليه السلام لَمَّا دَفَعَ إِلَيْهِ الرَّايَةَ يَوْمَ صِفِّينَ كَانَ يَرْقَلُ بِهَا إِرْقَالاً وَيُسْرِعُ.

والْإِرْقَالُ : ضرب من الخبب من قولهم ناقة مِرْقَالٌ أي مسرعة.

وأَرْقَلَتْ في سيرها : أسرعت.

( ركل )

فِي الْحَدِيثِ « قَضَى فِي امْرَأَةٍ رَكَلَهَا زَوْجُهَا ».

الرَّكْلُ : الضرب برجل واحدة وقد رَكَلَهُ يَرْكُلُهُ رَكْلاً أي رفسه.

وفي بعض النسخ ركبها ولعل الأول أصح.

وتَرَكَّلَ الرجل بمسحاته : إذا ضربها برجله لتدخل في الأرض.

( رمل )

فِي الْحَدِيثِ « مَنْ تَرَكَ شَيْئاً مِنَ الرَّمَلِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ لَا شَيْءَ عَلَيْهِ ».

الرَّمَلُ بالتحريك هو الهرولة وهو إسراع المشي مع تقارب الخطا.

ورَمَلْتُ رَمَلاً من باب طلب : هرولت.

ومنه يَرْمُلُونَ على أقدامهم شعثا غبرا.

والْأَرَامِلُ : المساكين من رجال ونساء.

ويقال لكل من الفريقين على انفراده أَرَامِلُ.

__________________

(١) هاشم بن عتبة بن أبي وقاص حامل الراية العظمى بصفين كان من أفاضل أصحاب النبي صلى الله عليه واله وقتل في نصرة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بصفين يوم شهادة عمار رضوان الله عليهما وكان جليل القدر عظيم الشأن جاهد في نصرة الحق وقاتل قتالا شديدا ونصح لرجل شامي فهداه الله على يديه روي أنه لما وقع صريعا رأى عبيد الله بن عمر بن الخطاب بجنبه فدنا منه وعضه على ثدييه عضا قويا ومات رحمه‌الله وهو على صدر عبيد الله.

٣٨٥

وهو بالنساء أخص وأكثر استعمالا.

والواحد أَرْمَلٌ وأَرْمَلَةٌ.

ومنه حَدِيثُ فَاطِمَةَ عليها السلام حِينَ أُخْرِجَ بِعَلِيٍّ عليه السلام « تُرِيدُ أَنْ تُرْمِلَنِي مِنْ زَوْجِي » أي تجعلني أرملة بلا زوج.

والْأَرْمَلُ : الرجل الذي لا امرأة له والْأَرْمَلَةُ : التي لا زوج لها.

وقد أَرْمَلَتِ المرأة : إذا مات عنها زوجها.

وَفِي الدُّعَاءِ « وَبَرِيَّتِكَ الْمُرْمِلَةِ » أي الذين نفد زادهم ولصقوا بالرمل كفلس واحد الرمال.

والرَّمْلَةُ أخص منه.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَحْرَمَ مُوسَى عليه السلام مِنْ رَمْلَةَ مِصْرَ ».

وهو موضع في طريق مصر معروف.

ورَمَّلَهُ بالدم فَتَرَمَّلَ أي لطخه فتلطخ.

باب ما أوله الزاي

( زبل )

فِي الْحَدِيثِ « بِئْرٌ وَقَعَ فِيهَا زَبِيلٌ مِنْ عَذِرَةٍ ».

الزَّبِيلُ ككريم : المكتل.

والزِّنْبِيلُ بالنون كقنديل لغة.

وجمع الأول زُبُلٌ كبرد وبريد.

وجمع الثاني زَنَابِيلُ كقناديل.

والزِّبْلُ بالكسر : السرجين.

وموضعه مَزْبَلَةٌ ومَزْبُلَةٌ.

وزُبَالَةُ : اسم موضع بطريق مكة.

( زنجبل )

قوله تعالى ( كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً ) [ ٧٦ / ١٧ ] الزَّنْجَبِيلُ معروف.

والعرب تذكر الزنجبيل وتستطيب رائحته.

وسميت العين زَنْجَبِيلاً لطعم الزنجبيل فيها يعني في طعمه.

وليس فيها لذعة لكن نقيض اللذع وهو السلاسة.

٣٨٦

وزيدت الباء في التركيب حتى صارت الكلمة خماسية.

وقيل يمزجهم كأسهم بالزنجبيل ويخلق الله طعمه فيها.

فعلى الأول يكون عينا بدلا من زنجبيل.

وعلى الثاني يكون بدلا من كأس ، كأنه قال يسقون فيها كأسا كأس عين.

أو منصوبا على الاختصاص.

والزَّجَلُ بالتحريك : الصوت يقال سحاب زَجِلٌ أي ذو رعد.

ومنه لهم زَجَلٌ بالتسبيح.

( زحل )

زُحَلُ كعمر : نجم من الخنس لا ينصرف.

وقد جاء في الحديث.

( زعل )

الزَّعَلُ بالتحريك : النشاط.

وقد زَعِلَ بالكسر فهو زَعِلٌ.

( زغل )

الزُّغْلُولُ بالضم من الرجال : الخفيف ويقال للطفل أيضا.

والزُّغْلُولُ : فرخ الحمام ما دام يزق.

والزُّغْلُولُ أيضا : اللاهج بالرضاع من الغنم والإبل.

( زلل )

قوله تعالى ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ ) [ ٢ / ٣٦ ] أي استزلهما يقال زللته فزل.

وأزلهما نحاهما.

وقيل اسْتَزَلَّهُمَا : حملهما على الزلل وهو الخطأ والذنب وطلبها منهما فأطاعاه كما يقال استعجله واستعمله.

ويقال اسْتَزَلَّنِي الشيطان أي أزلني وخدعني.

والْمَزَلَّةُ : موضع الخطر.

والْمَزِلَّةُ بكسر الزاء وفتحها بمعنى المزلقة أي موضع تزلق فيه الأقدام.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ أُزِلَّتْ عَلَيْهِ نِعْمَةٌ فَلْيَشْكُرْهَا » أي أسدت إليه وأعطيها.

وأصله من الزَّلِيلِ وهو انتقال الجسم من مكان إلى مكان فاستعير لانتقال النعمة من المنعم إلى المنعم عليه.

وزَلَّتِ النعل : زلقت.

وزَلَ عن مكانه من باب ضرب تنحى

٣٨٧

عن مكانه.

ومن باب تعب لغة.

والاسم : الزِّلَّةُ بالكسر.

والزَّلَّةُ بالفتح : المرة.

وزَلَ في منطقه من باب ضرب زَلَّةً : أخطأ.

( زلزل )

قوله تعالى ( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها ) [ ٩٩ / ١ ] قال الشيخ أبو علي رحمه‌الله : الزَّلْزَلَةُ شدة الاضطراب.

والزِّلْزَالُ بكسر الزاء المصدر.

وبفتحها الاسم.

والمعنى إذا حركت الأرض تحريكا شديدا لقيام الساعة زلزالها الذي كتب عليها.

ويمكن أن يكون أضافها إلى الأرض لأنها تعم جميع الأرض ، بخلاف الزلازل المعهودة التي تختص ببعض الأرض فيكون في قوله ( زِلْزالَها ) تنبيه على شدتها.

والعامل في ( إِذا ) قوله ( فَمَنْ يَعْمَلْ ).

وقيل العامل قوله ( تُحَدِّثُ ) أي إذا زلزلت الأرض تحدث أخبارها.

قوله ( إِنَ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) [ ٢٢ / ١ ] بإضافته إلى الفاعل على تقدير أن الساعة تزلزل الأشياء.

أو على تقدير المفعول منها على طريق الاتساع في الظرف ، وإجرائه مجرى المفعول به ، كقوله ( بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ) [ ٣٤ / ٣٣ ].

وَفِي الدُّعَاءِ « أَهْلَكَ الْأَحْزَابَ وَزَلْزَلَهُمْ ».

كناية عن التخويف والتحذير أي اجعل أمرهم مضطربا متقلقلا غير ثابت.

( زمل )

قوله تعالى ( يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ) [ ٧٣ / ١ ] أي الملتف بثيابه.

وأصله المتزمل فأدغمت التاء في الزاء.

يقال زَمَّلَهُ في ثوبه : إذا لفه.

قَالَ الْمُفَسِّرُ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله يَتَزَمَّلُ بِالثِّيَابِ فِي أَوَّلِ مَا جَاءَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عليه السلام حَتَّى أَنَسِ بِهِ فَخُوطِبَ بِهَذَا.

وَفِي حَدِيثِ الشُّهَدَاءِ « زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ » أي لفوهم متلطخين بدمائهم.

والزَّمِيلُ : العديل الذي يزاملك أي

٣٨٨

يعادلك في المحمل.

ومنه « الرجل والمرأة يَتَزَامَلَانِ ».

ومِنْهُ « زَامَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام فِي شِقِّ مَحْمِلٍ ، وَكُنْتُ زَمِيلَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ».

والْمُزَامَلَةُ : المعادلة على البعير.

والزَّمِيلُ أيضا : الرفيق في السفر الذي يعينك على أمورك.

والزَّمِيلُ : الرديف.

( زول )

قوله تعالى ( ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ ) [ ١٤ / ٤٤ ] أي حلفتم أنكم إذا متم لا تزالون عن تلك الحالة.

وزَالَ الشيء عن مكانه يَزُولُ زَوَالاً وأَزَالَهُ غيره وزَوَّلَهُ فَانْزَالَ.

وما زال يفعل كذا.

والْمُزَاوَلَةُ مثل المحاولة والمعالجة.

وتَزَاوَلُوا : تعالجوا.

( زيل )

قوله تعالى ( فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ ) [ ١٠ / ٢٨ ] هو من قولهم زِلْتُ الشيء أَزِيلُهُ زَيْلاً أي مزته وفرقته.

وزَيَّلْتُهُ فَتَزَيَّلَ أي فرقته فتفرق.

قال الجوهري وهو فعلت لأنك تقول في مصدره تزييلا.

ولو كان فيعلت لقلت زيلة.

قوله ( لَوْ تَزَيَّلُوا ) [ ٤٨ / ٢٥ ] أي تميز المؤمنون من الكافرين ( لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا ) [ ٤٨ / ٢٥ ] من أهل مكة ( عَذاباً أَلِيماً ) بالسيف والقتل.

والْمُزَايَلَةُ : المفارقة.

يقال زَايَلَهُ مُزَايَلَةً وزِيَالاً.

ومنه قَوْلُهُ « صلى الله عليه واله خَالِطُوا النَّاسَ وَزَايِلُوهُمْ » أي فارقوهم في أفعال لا ترضي الله ورسوله.

وَفِي الْحَدِيثِ « قَرِّبُوا الظُّهُورَ لِلزِّيَالِ » أي قربوا المراكب لمفارقة الدنيا.

٣٨٩

باب ما أوله السين

( سال )

قوله تعالى ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ ) [ ٥٥ / ٣٩ ] قال المفسر أي سؤال استفهام ليعرف المسألة من جهته ، لأن الله تعالى قد أحصى الأعمال وحفظها على العباد ، وإنما يسألون سؤال تقريع للمحاسبة.

وقيل إن أهل الجنة حسان الوجوه وأهل النار سودان الوجوه ، فلا يسألون ولكن يسألون عن أعمالهم سؤال تقريع قوله ( قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ ) [ ٥ / ١٠٢ ] قال المفسر فيها أقوال : ( أحدها ) أن قوم عيسى عليه السلام سألوه إنزال المائدة ثم كفروا بها.

و ( ثانيها ) أن قوم صالح سألوه الناقة ثم كفروا بها وعقروها.

و ( ثالثها ) أن قريشا سألوا النبي عن أشياء فكفروا بها فنهوا عن مثل ذلك.

قوله ( قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى ) [ ٢٠ / ٣٦ ] قال الجوهري : قرئ بالهمز وغير الهمز.

قوله ( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) [ ٧٠ / ١ ] أي دعا داع بعذاب واقع ، ضمن ( سَأَلَ ) معنى دعا ، فعداه تعديته.

يقال دعا بكذا واستدعاه ومنه ( يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ ) [ ٤٤ / ٥٥ ].

قال المفسر : وقرئ سال بغير همز وجعل الهمزة بين بين.

وقال الجوهري أي عن عذاب واقع واستدل بقول الأخفش : يقال خرجنا نسأل عن فلان وبفلان.

قوله ( لا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً ) [ ٧٠ / ١٠ ] أي لا يقول له : كيف حالك ، ولا يكلمه لأن كل إنسان مشغول بنفسه عن غيره.

والسُّؤَالُ ما يسأله الإنسان من الغير.

وقد تكرر النهي عنه.

٣٩٠

يقال سَأَلْتُهُ سُؤَالاً ومَسْأَلَةً.

ويقال سال بغير همز.

والأمر منه سل كهل.

ومن المهموز اسأل.

ورجل سُؤَلَةٌ : كثير السؤال.

وتَسَاءَلُوا : سأل بعضهم بعضا.

( سبل )

قوله تعالى : ( لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ ) [ ٣ / ٧٥ ] أي لا يتطرق علينا عتاب وذم في شأن الأميين ، يعنون الذين ليسوا من أهل الكتاب ، وما فعلوا بهم من حبس أموالهم والإضرار بهم ، لأنهم ليسوا على ديننا ، وكانوا يستحلون ظلم من خالفهم ، ويقولون لم نجد لهم في كتابنا حرمة.

قوله ( فِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ).

قوله ( فِي سَبِيلِ اللهِ ) أي فيما لله فيه طاعة.

( وَابْنِ السَّبِيلِ ) ، الضيف والمنقطع به وأشباه ذلك.

وفي تفسير العالم ( فِي سَبِيلِ اللهِ ) قوم يخرجون إلى الجهاد وليس عندهم ما ينفقون.

أو قوم من المؤمنين وليس عندهم ما يحجون به.

أو في جميع سبيل الخير.

فعلى الإمام أن يعطيهم من مال الصدقات حتى يقدروا على الحج والجهاد.

( وَابْنِ السَّبِيلِ ) هم أبناء الطريق الذين يكونون في الأسفار في طاعة الله فينقطع عليهم ويذهب مالهم.

فعلى الإمام أن يزودهم من مال الصدقات.

وأما ( ابْنِ السَّبِيلِ ) في الخمس فهو ممن ينتسب إلى عبد المطلب بالأب ، والأم خلاف ، وهم الآن أولاد أبي طالب والعباس والحرث وأبي لهب.

قوله تعالى ( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) [ ٤ / ١١٥ ] وهو السبيل الذي هم عليه من الدين الحنيفي.

قوله ( نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى ) [ ٤ / ١١٥ ] أي نجعله واليا لما تولى من الضلال بأن نخذله ونخلي بينه وبين ما اختاره.

٣٩١

قوله ( وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) [ ١٥ / ٧٦ ] أي طريق بين مدائن قوم لوط.

قوله ( وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ ) [ ٢٩ / ٢٩ ] أي سبيل الولد أو يعترضون الناس في الطريق لطلب الفاحشة.

قوله ( وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ) [ ٦ / ١٥٣ ] أي الطرق المختلفة في الدين التابعة للهوى ، يهودية ونصرانية ومجوسية.

قوله ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ ) [ ٤٢ / ٤٢ ] أي إنما العقاب والعذاب على الذين يظلمون الناس ابتداء.

قوله ( أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَ سَبِيلاً ) [ ٤ / ١٥ ] يعني كان حكم الفاحشة إمساكهن في البيوت إلى أن يجعل الله لهن سبيلا فبينه بعد الجعل بالجلد والرجم قوله ( عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً ) [ ٧٦ / ١٨ ] السَّلْسَبِيلُ : عين في الجنة أي سلسة لينة سائغة.

وعن ابن الأعرابي لم نسمعه إلا في القرآن.

وعن الأخفش هي معرفة لكن لما كان رأس الآية وكان مفتوحا زيدت ألفا كما في ( قَوارِيرَا قَوارِيرَا ).

والسبيل يذكر ويؤنث.

قال تعالى ( هذِهِ سَبِيلِي ) [ ١٢ / ١٠٨ ] فأنث.

وقال ( وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ) [ ٧ / ١٤٦ ] فذكر.

وَفِي الْحَدِيثِ « وَمُتَعَلِّمٍ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ » أي طريقها بأن يكون قصده من التعلم حصول النجاة الأخروية لا الحظوظ الدنيوية كأكثر أهل هذا الزمان.

وَفِيهِ « مَاءُ الْحَمَّامِ سَبِيلُهُ سَبِيلُ الْمَاءِ الْجَارِي » أي حكمه في الطهارة.

وَفِي حَدِيثِ وَصْفِهِ « إِنَّهُ كَانَ وَافِرَ السَّبَلَةِ ».

هي بالتحريك : الشارب والجمع السِّبَالُ.

ومنه حَدِيثُ أَبِي طَالِبٍ لِحَمْزَةَ « خُذِ السّلَا فَمُرَّهُ عَلَى سِبَالِهِمْ ».

وَفِي دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ « اسْقِنَا غَيْثاً سَابِلاً » أي ماطرا غزيرا من قولهم أَسْبَلَ المطر والدمع إذا هطل.

والاسم السَّبَلُ بالتحريك.

وأَسْبَلَ إزاره إذا أرخاه.

٣٩٢

والْمُسْبِلُ كمحسن : أحد القداح العشرة مما له أنصباء.

وفي القاموس السادس أو الخامس من قداح الميسر.

وفي الصحاح السادس من سهام الميسر ولعله الصحيح.

والسُّنْبُلَةُ واحدة سنابل الزرع.

وقد سَنْبَلَ الزرع إذا أخرج سنبله والسُّنْبُلَةُ أيضا برج في السماء.

وَفِي حَدِيثِ السِّنْجَابِ « إِذَا كَانَ لَهُ سُنْبُلَةٌ كَسُنْبُلَةِ السِّنَّوْرِ وَالْفَأْرِ فَلَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ ».

وثوب سُنْبُلَانِيٌ أي سابغ في الطول ، أو منسوب إلى بلدة بالروم.

وسُنْبَلَان وسُنْبُل بلدان بالروم بينهما عشرون فرسخا ـ قاله في القاموس

( سبحل )

سَبْحَلَ الرجل : إذا قال « سبحان الله »

( سبهل )

فِي الْخَبَرِ « لَا يَجِيئَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبَهْلَلاً » أي فارغا ليس معه عمل.

ومنه قولهم : جاء الرجل يمشي سَبَهْلَلاً لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة.

( سجل )

قوله تعالى ( تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ) [ ١٠٥ / ٤ ] أي تقذفهم تلك الطير.

وسجين ، وسِجِّيلٌ : الصلب من الحجارة الشديدة.

وَقِيلَ حِجَارَةٌ مِنْ طِينٍ طُبِخَتْ بِنَارِ جَهَنَّمَ مَكْتُوبٌ فِيهَا أَسْمَاءُ الْقَوْمِ.

قِيلَ كَانَتْ طُيُوراً بِيضاً مَعَ كُلِّ طَائِرٍ حَجَرٌ فِي مِنْقَارِهِ ، وَحَجَرَانِ فِي رِجْلَيْهِ أَكْبَرُ مِنَ الْعَدَسَةِ وَأَصْغَرُ مِنَ الْحِمَّصَةِ.

وقِيلَ كَانَتْ طُيُوراً لَهَا مَنَاقِيرُ صُفْرٍ فَكَانَ الْحَجَرُ يَقَعُ عَلَى رَأْسِ الرَّجُلِ فَيَخْرُجُ مِنْ دُبُرِهِ.

والسِّجِلَّاتُ : جمع سِجِلٍ بالكسر والتشديد وهو الكتاب الكبير.

وَفِي الْحَدِيثِ « عَلَيْكُمْ بِالتَّحَامِي فَإِنَّ الْحَرْبَ سِجَالٌ » أي مرة لنا ومرة علينا.

ومثله فِي خَبَرِ أَبِي سُفْيَانَ وَهِرَقْلَ « وَالْحَرْبُ بَيْنَنَا سِجَالٌ ».

وأصله أن المستعين بالسجل يكون

٣٩٣

لكل واحد منهم سجل.

والسَّجْلُ كفلس : الدلو العظيمة إذا كان فيها ماء قل أو كثر ، وهو مذكر ولا يقال لها فارغة : سجل.

وقَوْلُهُ « وَسِجَالُ عَطِيَّتِكَ ».

من هذا المعنى على الاستعارة.

والسِّجِلُ : الصك ، ومنه سَجَّلَ الحاكم تَسْجِيلاً.

( سحل )

فِي الْخَبَرِ « كُفِّنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سُحُولِيَّةٍ كُرْسُفٍ ».

السَّحْلُ : الثوب الأبيض من الكرسف من ثياب اليمن.

ويقال سَحُولٌ : موضع باليمن تنسب إليه الثياب.

والسُّحَالَةُ : ما سقط من الذهب والفضة ونحوهما كالبرادة.

والسَّاحِلُ : شاطئ البحر ، وقد جاء في الحديث.

( سخل )

فِي الْحَدِيثِ « دِيَةُ سَخْلَتِهَا عَلَى عَصَبَةِ الْمَقْتُولِ ».

السَّخْلَةُ تقال لأولاد الغنم ، ساعة تضعه من الضأن والمعز جميعا ذكرا كان أو أنثى.

والجمع سَخْلٌ وسِخَالٌ أيضا مثل تمرة وتمر وعن أبي زيد ثم لا يزال اسمه كذلك ما دام يرضع اللبن ثم يقال للذكر والأنثى بهمة بفتح الباء ، والجمع بهم بضمها.

وقوله دية سخلتها على عصبة المقتول إنما هو على الاستعارة.

( سدل )

فِي حَدِيثِ الْوُضُوءِ « ثُمَّ غَرَفَ مِلْأَهَا » يَعْنِي الْكَفِّ « ثُمَّ قَالَ بِسْمِ اللهِ وَسَدَلَهَا عَلَى أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ » أي صبها وأرخاها من سَدَلْتُ الثوب سَدْلاً من باب نصر : أرسلته وأرخيته.

وقد جاء من باب ضرب أيضا والكلام استعارة.

وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ « فَأَخَذَ كَفّاً مِنْ مَاءٍ فَأَسْدَلَهَا عَلَى وَجْهِهِ » بالألف.

قال بعض الشارحين : الْإِسْدَالُ في اللغة : إرخاء الستر ، وطرف العمامة ، ونحوها ، وسَدَلَهُ وأَسْدَلَهُ بمعنى انتهى.

ولا يخفى على من تدبر كتب اللغة

٣٩٤

أن أَسْدَلَ لم يأت في كلامهم ، وإنما المستعمل سَدَلَ بدون ألف ، حتى قال بعضهم : وأَسْدَلْتُهُ بالألف غلط.

وَفِي الْخَبَرِ « نَهَى عَنْ السَّدْلِ فِي الصَّلَاةِ ».

وهو أن يلتحف بثوبه ويدخل يديه من داخل فيركع ويسجد وهو كذلك.

وكانت اليهود تفعله فنهوا عنه.

قيل وهذا يطرد في القميص وغيره من الثياب.

وقيل هو أن يضع وسط الإزار على رأسه ويرسل طرفيه على يمينه وشماله من غير أن يجعلهما على كتفيه.

ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « أَنَّهُ رَأَى قَوْماً يُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ قَدْ سَدَلُوا أَرْدِيَتَهُمْ؟ فَقَالَ لَهُمْ : مَا لَكُمْ قَدْ سَدَلْتُمْ ثِيَابَكُمْ كَأَنَّكُمْ يَهُودٌ ».

والسَّدِيلُ هو ما يرخى على الهودج.

والسُّدُولُ جمع سُدْلٍ ، وهو ما أسبل على الهودج أيضا.

وَمِنْهُ « وَأَرْخَى اللَّيْلُ سُدُولَهُ » وهو استعارة.

( سربل )

قوله تعالى ( سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ ) [ ١٤ / ٥٠ ] أي قميصهم.

والسِّرْبَالُ : القميص.

وسَرْبَلْتُهُ فَتَسَرْبَلَ أي ألبسته السربال وكل ما يلبس كالدرع وغيره يسمى سِرْبَالاً.

وقوله تَسَرْبَلَ بالخشوع من هذا الباب وهو استعارة.

قوله ( سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ) [ ١٦ / ٨١ ] يعني القميص ( وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ ) [ ١٦ / ٨١ ] يعني الدروع

وَفِي الْحَدِيثِ « إِذَا شَرِبَ الرَّجُلُ الْخَمْرَ خَرَقَ اللهُ عَنْهُ سِرْبَالَهُ ».

كأن المعنى : هتك سره.

( سرول )

فِي الْحَدِيثِ « رَحِمَ اللهُ الْمُسَرْوَلَاتِ » يعني اللاتي يلبسن السَّرَاوِيل ، وهو معروف

ويذكر ويؤنث ، والجمع السَّرَاوِيلَاتُ

قال سيبويه ـ نقلا عنه ـ : سَرَاوِيل واحدة وهي أعجمية عرّبت فأشبهت في

٣٩٥

كلامهم ما لا ينصرف.

وزعم بعضهم أنه جمع سِرْوَالُ وسِرْوَالَةُ وسَرْوَلْتُهُ : ألبسته السراويل فَتَسَرْوَلَ

وَفِي الْحَدِيثِ « حَمَامَةٌ مُسَرْوَلَةٌ وَفَرْخَيْنِ مُسَرْوَلَيْنِ » أي في رجليهما رِيش.

ومنه « لَا بَأْسَ بِالْحَمَامِ الْمُسَرْوَلِ ».

( سطل )

السَّطْلُ معروف.

( سعل )

السَّعَالِي جمع سِعْلَاةٍ ، وهم سحرة الجن ومنه

الْخَبَرُ « لَا غُولَ وَلَكِنْ السَّعَالِي ».

يعني أن الغول لا تغول أحدا وتضله ، ولكن في الجن سحرة كسحرة الإنس لهم تلبيس وتخييل.

والسِّعْلَاتُ : أخبث الغيلان.

وكذلك السِّعْلَاءُ ، يمد ويقصر والجمع السعالي.

وعن السهيلي : السِّعْلَاةُ : ما يتراءى للناس بالليل (١) والغول يتراءى للناس بالنهار (٢).

والسُّعْلَةُ بالضم من السُّعَالِ وهو الصوت من وجع الحلق واليبوسة فيه.

يقال سَعَلَ يَسْعُلُ من باب قتل سُعْلَةً بالضم.

والسَّعِلُ : المضطرب الأعضاء ، السيىء الخلق.

( سفل )

قوله ( ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ ) [ ٩٥ / ٥ ] الْأَسْفَلُ : خلاف الأعلى أي رددناه ( إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ) ، كأنه قال رددناه أسفل من سفل.

وقال الشيخ أبو علي في قوله ( ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ ) [ ٩٥ / ٥ ] أي الخرف وأرذل العمر والهرم ونقصان العقل.

وقيل المعنى : ثم رددناه إلى النار ، والمعنى إلى أسفل السافلين لأن جهنم بعضها أسفل من بعض.

وعلى هذا فالمراد به الكفار.

ثم استثنى فقال ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ).

وَفِي الْحَدِيثِ « إِيَّاكَ وَمُخَالَطَةَ السَّفِلَةِ فَإِنَّهُ لَا يَئُولُ إِلَى خَيْرٍ ».

السِّفْلَةُ بكسر السين

__________________

(١) في نسخة : « بالنهار ».

(٢) في نسخة « بالليل ».

٣٩٦

وسكون الفاء أو فتحه مع كسر العين : الساقط من الناس.

وفي الفقيه : جاءت الأخبار في السفلة على وجوه : ( فمنها ) أن السِّفْلَةَ هو الذي لا يبال بما قال ولا ما قيل له.

و ( منها ) أن السِّفْلَةَ : من يضرب بالطنبور.

و ( منها ) أن السِّفْلَةَ من لم يسره الإحسان ولم تسوؤه الإساءة.

والسِّفْلَةُ : من ادعى الإمامة وليس لها بأهل.

ثم قال : وهذه كلها أوصاف السفلة من اجتمع فيه بعضها أو جميعها وجب اجتناب مخالطته.

وسَفَلَ سُفُولاً من باب قعد.

وسَفُلَ من باب قرب لغة : صار أسفل من غيره فهو سافل.

وسَفَلَ في خلقه وعلمه سَفْلاً من باب قتل وسَفَالاً.

والاسم السُّفْلُ بالضم والكسر.

وسَفُلَ : خلاف جاد.

ومنه قيل الأراذل السفل.

والسَّافِلُ نقيض العالي.

والسَّافِلَةُ : المقعدة والدبر.

ومنه حَدِيثُ الْمَيِّتِ « يَبْتَدِئُ بِغَسْلِ سُفْلَيْهِ » يعني العورتين.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ صَلَّى بِقَوْمٍ وَفِيهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ لَمْ يَزَلْ أَمْرُهُمْ إِلَى سَفَالٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».

السَّفْلُ بالفتح : نقيض العلو كَالسُّفْلِ بالضم والكسر.

والسَّفَالَةُ بالفتح : البذاذة.

( سفرجل )

فِي الْحَدِيثِ « جُبَّةُ خَزٍّ سَفَرْجَلِيَّةٌ ».

يعني لونها لون السفرجل.

والسَّفَرْجَلُ معروف.

والجمع سَفَارِجُ ـ قاله في الصحاح.

( سلل )

قوله تعالى ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) [ ٢٣ / ١٢ ] يعني آدم عليه السلام أسل من طين.

ويقال سله من كل تربة.

ومن في الموضعين للابتداء.

٣٩٧

والسُّلَالَةَ : الخلاصة لأنها تسل من الكدر.

ويكنى بها عن الولد.

والسُّلَالَةُ : النطفة أو ما ينسل من الشيء القليل.

وكذلك الفعالة نحو الفضالة والنخامة والقلامة ونحو ذلك.

وسُلَالَةُ الوصيين : أولادهم.

قوله ( يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً ) [ ٢٤ / ٦٣ ] أي يخرجون من الجماعة واحدا واحدا كقولك سَلَلْتُ كذا من كذا : إذا أخرجته منه.

وَمِنْهُ إِنَّ رِجَالاً يَتَسَلَّلُونَ إِلَى مُعَاوِيَةَ « وَفِي الْحَدِيثِ » اللَّجَاجَةَ تَسُلُ الرَّأْيَ أي تأخذه وتذهب به.

قال بعض الشارحين : وذلك أن الإنسان قد يلج في طلب الشيء مع أن الرأي في تحصيله التأني فيكون اللجاج فيه سببا مفوتا للرأي الأصلح فيه وهو مفوت للمطلوب المرغوب فيه غالبا.

وَفِي حَدِيثِ الْمَرْأَةِ الْمُصَلِّيَةِ « فَإِذَا نَهَضَتْ انْسَلَّتْ انْسِلَالاً » أي نهضت بتأن وتدريج ، وكان ذلك لئلا يبدو عجيزتها غالبا.

والسَّلُ : انتزاعك الشيء وإخراجه برفق.

ومنه حَدِيثُ الْمَيِّتِ فِي إِدْخَالِهِ الْقَبْرَ « يُسَلُّ سَلًّا ». والأصل فيه سَلُ السيف وإخراجه من الغمد.

وسَلَ يَسُلُ من باب قتل وانْسَلَّتْ من بين يديه أي مضت وخرجت بتأن وتدريج.

وسَلَّتِ المرأة الخضاب من يدها : نحته وأزالته.

والسِّلُ بكسر المهملة وتشديد اللام : قرحة في الرية يلزمها حمى هادئة.

قال بعض العارفين ويطلقه بعض الأطباء على مجموع اللازم والملزوم.

ومنه الْحَدِيثُ « إِدْمَانُ لُبْسِ الْخُفِّ أَمَانٌ مِنَ السِّلِ ».

« وَإِدْمَانُ الْحَمَّامِ يُورِثُ السِّلَ ».

والسُّلَالُ بالضم : السل.

وأَسَلَّهُ الله فهو مَسْلُولٌ.

والسَّلَّةُ : وعاء يحمل فيه الفاكهة

٣٩٨

والجمع سَلَّاتٌ كحبة وحبات.

والْمِسَلَّةُ بالكسر : واحد المسال وهي الإبرة العظيمة.

وسَلُولٌ قبيلة من هوازن ، وهم بنو مرة بن صعصعة.

وسَلُولُ اسم أمهم.

وجنادة السَّلُولِيُ صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله.

والسَّلِيلُ الولد.

والأنثى سَلِيلَةٌ.

وماء سَلْسَلٌ.

وسَلْسَالٌ : سهل الدخول في الحلق لعذوبته وصفائه.

وشيء مُسَلْسَلٌ : متصل بعضه ببعض.

ومنه سِلْسِلَةُ الحديد ، وسِلْسِلَةُ الحديث.

وَفِي الْحَدِيثِ « مِنْ رِفْقِ اللهِ بِعِبَادِهِ تَسْلِيلُهُ أَضْغَانَهُمْ وَمُضَادَّتُهُ لِهَوَاهُمْ ».

أي ينتزع من حقدهم ويعطيهم ما يخالف هواهم ولو لا ذلك لهلكوا.

( سمل )

فِي الْحَدِيثِ « لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا سَمَلَةٌ كَسَمَلَةِ الْإِدَاوَةِ ».

السَّمَلَةُ بالتحريك الماء القليل يبقى في أسفل الإناء والجمع سِمَالٌ.

والإداوة المطهرة.

وَفِيهِ « قَضَى عَلِيٌّ عليه السلام فِيمَنْ رَأَى الْمَقْتُولَ أَنْ تُسْمَلَ عَيْنَاهُ ». أي تفقئا.

يقال سَمَلْتُ عينه تَسْمَلُ سَمْلاً من باب قتل إذا فقأتها بحديدة محماة.

والسَّمَلُ بالتحريك : الخلق من الثياب.

يقال ثوب أَسْمَالٌ.

وأبو السَّمَّالِ : كنية رجل من بني أسد.

( سول )

قوله تعالى ( سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ ) [ ١٢ / ١٨ ] أي زينت لكم.

ومثله ( سَوَّلَ لَهُمْ ) [ ٤٧ / ٢٥ ] أي زين لهم.

وتَسْوِيلُ النفس : تزيينها.

والتَّسْوِيلُ : تحسين الشيء وتزيينه وتحبيبه إلى الإنسان ليفعله أو يقوله.

( سهل )

في الحديث ذكر السهل ، هو نقيض الجبل كما أن السُّهُولَةَ ضد الحزونة.

ومنه حَدِيثُ التَّيَمُّمِ « اطْلُبِ الْمَاءَ فِي

٣٩٩

السَّفَرِ إِنْ كَانَتِ الْحُزُونَةَ فَغَلْوَةً » أَيْ رَمْيَةَ سَهْمٍ « وَإِنْ كَانَتْ سُهُولَةً فَغَلْوَتَيْنِ ».

وسَهُلَ الشيء بالضم وقيل بفتح الهاء وكسرها : خلاف صعب.

وأرض سَهْلَةٌ لا صلابة فيها.

وَفِي حَدِيثِ التُّرْبَةِ الْحُسَيْنِيَّةِ « فَاحْتَفَرْنَا عِنْدَ رَأْسِ الْقَبْرِ فَلَمَّا حَفَرْنَا قَدْرَ ذِرَاعٍ ابْتَدَرَتْ عَلَيْنَا مِنْ رَأْسِ الْقَبْرِ مِثْلُ السِّهْلَةِ حَمْرَاءَ ».

السِّهْلَةُ بكسر السين : رمل ليس بالدقاق.

وفي النهاية السِّهْلَةُ : رمل خشن ليس بالدقاق الناعم.

ومسجد السَّهْلَة : موضع معروف يقرب من مسجد الكوفة.

قَالَ الصَّدُوقُ رَحِمَهُ اللهُ هُوَ مَوْضِعُ إِدْرِيسَ كَانَ يَخِيطُ فِيهِ.

وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ إبراهيم عليه السلام إِلَى الْعَمَالِقَةِ.

وَالَّذِي خَرَجَ مِنْهُ دَاوُدُ إِلَى جَالُوتَ.

وَتَحْتَهُ صَخْرَةٌ خَضْرَاءُ فِيهَا صُورَةُ كُلِّ نَبِيٍّ خَلَقَ اللهُ.

وَمِنْ تَحْتِهِ أُخِذَتْ طِينَةُ كُلِّ نَبِيٍّ.

وَرُوِيَ أَنَّ فِيهِ مُنَاخَ الرَّاكِبِ يَعْنِي الْخَضِرَ عليه السلام.

وَهُوَ مَنْزِلُ الْقَائِمِ إِذَا قَامَ بِأَهْلِهِ.

ورُوِيَ أَنَّ حَدَّهُ إِلَى الرَّوْحَاءِ.

وأَسْهَلَ القوم : صاروا إلى السهل.

وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيُّ مِنَ النُّقَبَاءِ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله.

وَكَانَ بَدْرِيّاً عَقَبِيّاً أُحُدِيّاً.

وَكَانَ لَهُ خَمْسُ مَنَاقِبَ.

وَكَانَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَى عَلِيٍّ عليه السلام.

تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ بَعْدَ مَرْجِعِهِ مِنْ صِفِّينَ.

ورجل سَهْلُ الخلق وهو ذم.

والتَّسَاهُلُ في الشيء : التسامح فيه.

وأَسْهَلَهُ : أعده سهلا.

والتَّسْهِيلُ : التيسير.

وسُهَيْلٌ مصغرا : نجم معروف.

ويعبر عنه بكوكب الخرقاء.

( سيل )

قوله تعالى ( وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ) [ ٣٤ / ١٢ ] أي أذبنا له.

من قولك سَالَ الشيء وأَسَلْتُهُ أنا.

٤٠٠