مستدرك الوسائل - ج ١١

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١١

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

طويل الغم ، بعيد الهمّ ، كثير الصّمت ، وقور ، ذكور ، صبور ، شكور ، مغموم بفكره ، مسرور بفقره ، سهل الخليقة ، لين العريكة ، رصين الوفاء ، قليل الأذى ، لا متأفك (٤) ولا متهتك ، إن ضحك لم يخرق ، وإن غضب لم ينزق (٥) ، ضحكه تبسّم ، واستفهامه تعلّم ، ومراجعته تفهّم ، كثير علمه ، عظيم حلمه ، كثير الرحمة ، لا يبخل ، ولا يعجل ، ولا يضجر ، ولا يبطر ، ولا يحيف في حكمه ، ولا يجور في علمه ، نفسه أصلب من الصّلد ، ومكادحته أحلى من الشّهد ، لا شجع ، ولا هلع ، ولا عنف ، ولا صلف ، ولا متكلّف ، ولا متعمّق ، جميل المنازعة ، كريم المراجعة ، عدل إن غضب ، رفيق إن طلب ، لا يتهوّر ، ولا يتهتّك ، ولا يتجبّر ، خالص الودّ ، وثيق العهد ، وفيّ العقد (٦) ، شفيق ، وصول ، حليم ، خمول ، قليل الفضول ، راض عن الله عزّ وجلّ ، مخالف لهواه ، لا يغلظ على من دونه ، ولا يخوض فيما لا يعنيه ، ناصر للدّين ، محام عن المؤمنين ، كهف للمسلمين ، لا يخرق الثّناء سمعه ، ولا ينكي (٧) الطّمع قلبه ، ولا يصرف اللّعب حكمه ، ولا يطلع الجاهل علمه ، قوّال ، عمّال ، عالم ، حازم ، لا بفحّاش ، ولا بطيّاش ، وصول في غير عنف ، بذول في غير سرف ، لا بختّال ، ولا بغدّار ، ولا يقتفي أثراً ، ولا يحيف بشراً ، رفيق بالخلق ، ساع في الأرض ، عون للضّعيف ، غوث للملهوف ، لا يهتك ستراً ، ولا يكشف سرّاً ، كثير البلوى ، قليل الشكوى ، إن رأى خيراً ذكره ، وإن عاين شرّاً ستره ، يستر العيب ، ويحفظ الغيب ، ويقيل العثرة ،

____________________________

(٤) الإِفك : أسوء الكذب وابلغه ، وقيل : هو البهتان ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٢٥٥ ) .

(٥) النرق : خفة في كلّ أمر ، وعجلة في جهل وحمق والخفة والطيش . ( لسان العرب ج ١٠ ص ٣٥٢ ) .

(٦) في الطبعة الحجرية : العهد . وما أثبتناه من المصدر .

(٧) « المؤمن لا ينكي الطمع قلبه » أي لا يجرحه فيؤثر فيه كتأثير الجرح بالمجروح . ( مجمع البحرين ج ١ ص ٤٢١ ) .

١٨١

ويغفر الزلّة ، لا يطلع على نصح فيذره ، ولا يدع جنح حيف فيصلحه ، أمين ، رصين ، تقيّ ، نقيّ ، زكيّ ، رضيّ ، يقبل العذر ، ويجمل الذكر ، ويحسن بالنّاس الظنّ ، ويتّهم على العيب نفسه ، يحبّ في الله بفقه وعلم ، ويقطع في الله بحزم وعزم ، لا يخرق به فرح ، ولا يطيش به مرح ، مذكّر للعالم ، معلّم للجاهل ، لا يتوقّع له بائقة (٨) ، ولا يخاف له غائلة (٩) ، كلّ سعي أخلص عنده من سعيه ، وكلّ نفس أصلح عنده من نفسه ، عالم بعيبه ، شاغل بغمّه ، لا يثق بغير ربّه ، غريب ، وحيد ، حزين ، يحبّ في الله ، ويجاهد في الله ، ليتّبع رضاه ، ولا ينتقم لنفسه بنفسه ، ولا يوالي في سخط ربّه ، مجالس لأهل الفقر ، مصادق لأهل الصّدق ، مؤازر لأهل الحقّ ، عون للغريب ، أب لليتيم ، بعل للأرملة ، حفي (١٠) بأهل المسكنة ، مرجوّ لكلّ كريمة (١١) ، مأمول لكلّ شدّة ، هشّاش ، بشّاش ، لا بعبّاس ، ولا بجسّاس ، صليب ، كظّام ، بسّام ، دقيق النّظر ، عظيم الحذر ، لا يبخل ، وإن بخل عليه صبر ، عقل فاستحيى ، وقنع فاستغنى ، حياؤه يعلو شهوته ، وودّه يعلو حسده ، وعفوه يعلو حقده ، ولا ينطق بغير صواب ، ولا يلبس إلّا الاقتصاد ، مشيه التّواضع ، خاضع لربّه بطاعته ، راض عنه في كلّ حالاته ، نيّته خالصة ، أعماله ليس فيها غشّ ولا خديعة ، نظره عبرة ، وسكوته فكرة ، وكلامه حكمة ، مناصحاً ، متباذلاً ، متواخياً ، ناصح في السّر والعلانية ، لا يهجر أخاه ، ولا يغتابه ، ولا يمكر به ، ولا يأسف على ما فاته ، ولا يحزن على ما أصابه ، ولا يرجو ما لا يجوز له الرّجاء ، ولا يفشل في الشدّة ، ولا يبطر في الرّخاء ، يمزج الحلم بالعلم ، والعقل بالصبر ، تراه بعيداً كسله ، دائماً نشاطه ، قريباً أمله ، قليلاً زللـه ، متوقّعاً لأجله ، خاشعاً قلبه ، ذاكراً ربّه ، قانعة نفسه ، منفيّاً جهله ، سهلاً

____________________________

(٨) البائقة : الداهية . ( لسان العرب ج ١٠ ص ٣٠ ) .

(٩) الغائلة : وهي الحقد . ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٤٣٧ ) .

(١٠) حفي بالرجل : بالغ في إكرامه ( لسان العرب ج ١ ص ١٨٧ ) .

(١١) في نسخة : « كريهة » .

١٨٢

أمره ، حزيناً لذنبه ، ميتة شهوته ، كظوماً غيظه ، صافياً خلقه ، آمناً منه جاره ، ضعيفاً كبره ، قانعاً بالذي قدر له ، متيناً صبره ، محكماً أمره ، كثيراً ذكره ، يخالط النّاس ليعلم ، ويصمت ليسلم ، ويسأل ليفهم ، ويتجر ليغنم ، لا ينصت (١٢) ( للخير ليفخر ) (١٣) به ، ولا يتكلّم ليتجبّر به على من سواه ، نفسه منه في عناء ، والناس منه في راحة ، أتعب نفسه لآخرته ، فأراح النّاس من نفسه ، إن بغي عليه صبر ، حتّى يكون الله الذي ينتصر له ، بعده ممّن تباعد منه بغض ونزاهة ، ودنوّه ممّن دنا منه لين ورحمة ، ليس تباعده تكبّراً ولا عظمة ، ولا دنوّه خديعة ولا خلابة ، بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير ، فهو إمام لمن بعده من أهل البرّ » الخبر . وهذا الخبر الشّريف كافٍ لمقاصد هذا الباب ، ولو أردنا استدراك ما فات من الأصل ممّا يتعلّق بهذا الباب ، لخرجنا عن وضع الكتاب .

٥ ـ ( باب استحباب التفكّر فيما يوجب الاعتبار والعمل )

[ ١٢٦٨٨ ] ١ ـ الشّيخ المفيد في أماليه : عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن فضالة ، عن اسماعيل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : نبّه بالتفكّر قلبك ، وجاف عن النّوم جنبك ، واتّق الله ربّك » .

[ ١٢٦٨٩ ] ٢ ـ العيّاشي في تفسيره : عن أبي العبّاس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « تفكّر ساعة خير من عبادة سنة [ قال الله ] (١) : ( إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) (٢)» .

____________________________

(١٢) في نسخة : ينصب .

(١٣) في المصدر : للخبر ليفجُرَ .

الباب ٥

١ ـ أمالي المفيد ص ٢٠٨ ح ٤٢ .

٢ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٠٨ ح ٢٦ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) الزمر ٣٩ : ٩ .

١٨٣

[ ١٢٦٩٠ ] ٣ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن أبي محمّد العسكري ( عليه السلام ) ، قال : « ليست العبادة كثرة الصّيام والصّلاة ، وإنّما العبادة كثرة التفكر في أمر الله » .

[ ١٢٦٩١ ] ٤ ـ أبو عليّ ابن الشّيخ الطّوسي في أماليه : عن أبيه ، عن المفيد ، عن أبي بكر الجعابي ، عن عبدالله بن محمّد بن عبدالله بن ياسين ، عن أبي الحسن الثّالث ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « العلم وراثة كريمة ، والآداب حلل حسان ، والفكرة مرآة صافية » .

[ ١٢٦٩٢ ] ٥ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « أروي عن العالم ( عليه السلام ) ، أنّه قال : طوبى لمن كان صمته تفكّراً ، ونظره عبرة ، ( وكلامه ذكراً ) (١) ، ووسعه بيته ، وبكى على خطيئته ، وسلم الناس من لسانه ويده » .

[ ١٢٦٩٣ ] ٦ ـ « وأروي : فكر ساعة خير من عبادة سنة ، فسألت العالم عن ذلك ، فقال : تمر بالخربة وبالدّيار القفار ، فتقول : أين بانوك ؟ اين سكّانك ؟ مالك لا تكلّمين ؟ وليست العبادة كثرة الصّلاة والصيام ، العبادة التفكّر في أمر الله جلّ وعلا ، وأروي : التّفكّر مرآتك ، تريك سيّئاتك وحسناتك » .

[ ١٢٦٩٤ ] ٧ ـ مصباح الشريعة : قال الصّادق ( عليه السلام ) : « اعتبروا بما مضى من الدّنيا ، هل بقي على أحد ؟ أو هل [ أحدٌ ] (١) فيها باق من الشّريف والوضيع والغنيّ والفقير والوليّ والعدوّ ؟ فكذلك ما لم يأت منها بما

____________________________

٣ ـ تحف العقول ص ٣٦٧ .

٤ ـ أمالي الطوسي ج ١ ص ١١٤ .

٥ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٥١ .

(١) ليس في المصدر .

٦ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٥١ .

٧ ـ مصباح الشريعة ص ١٦٧ ، وعنه في البحار ج ٧١ ص ٣٢٥ ح ٢٠ .

(١) أثبتناه من المصدر .

١٨٤

مضى ، أشبه من الماء بالماء ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كفى بالموت وبالعقل دليلاً ، وبالتّقوى زاداً ، وبالعبادة شغلاً ، وبالله مؤنساً ، وبالقرآن بياناً ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لم يبق من الدّنيا إلّا بلاء وفتنة ، وما نجا من نجا إلّا بصدق الإِلتجاء ، وقال نوح ( عليه السلام ) : وجدت الدّنيا كبيت له بابان ، دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر ، هذا حال نجيّ (٢) الله ، فكيف حال من اطمأن فيها وركن إلهيا ؟ وضيّع عمره في عمارتها ؟ ومزق دينه في طلبها ؟ والفكرة مرآة الحسنات ، وكفّارة السّيئات ، وضياء القلب ، وفسحة للخلق ، وإصابة في إصلاح المعاد ، واطّلاع على العواقب ، واستزادة في العلم ، وهي خصلة لا يعبد الله بمثلها ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : فكر ساعة خير من عبادة سنة ، ولا ينال منزلة التفكّر إلّا من خصّه الله بنور المعرفة والتوحيد » .

[ ١٢٦٩٥ ] ٨ ـ الآمدي في الغرر ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « التّفكّر في ملكوت السّماوات والأرض عبادة المخلصين » .

وقال ( عليه السلام ) : « التفكّر في آلاء الله نعم العبادة (١) » .

[ ١٢٦٩٦ ] ٩ ـ علي بن إبراهيم في تفسيره : عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، عن حمّاد قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) ، عن لقمان وحكمته التي ذكرها الله عزّ وجلّ ، فقال : « أما والله ، ما أُوتي لقمان الحكمة بحسب ولا مال ولا أهل ولا بسط في جسم ولا جمال ، ولكنّه كان رجلاً قويّاً في أمر الله ، متورّعاً في الله ، ساكتاً سكّيتاً (١) ، عميق النّظر ، طويل الفكر ، حديد النّظر ، مستغن بالعبر » الحديث .

____________________________

(٢) في المصدر : نبي .

٨ ـ غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٧٢ ح ١٨١٧ .

(١) المصدر نفسه ج ١ ص ٣٩ ح ١١٩١ .

٩ ـ تفسير القمي ج ٢ ص ١٦٢ .

(١) في المصدر : سكيناً .

١٨٥

[ ١٢٦٩٧ ] ١٠ ـ سبط الشّيخ الطبرسي في مشكاة الأنوار : نقلاً من كتاب المحاسن ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ( عليهما السلام ) ، قال : « قال عيسى بن مريم ( عليه السلام ) : طوبى لمن كان صمته فكراً ، ونظره عبراً ، وكلامه ذكراً ، وبكى على خطيئته ، وسلم النّاس من يده ولسانه » .

[ ١٢٦٩٨ ] ١١ ـ وعن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في كلام له : يابن آدم ، إنّ التفكّر يدعو إلى البرّ والعمل به » الخبر .

وعنه ( عليه السلام ) قال في كلام له : « وكلّ سكوت ليس فيه فكر فهو غفلة » .

[ ١٢٦٩٩ ] ١٢ ـ الشّيخ ورّام في تنبيه الخاطر : وكان لقمان يطيل الجلوس وحده ، فكان يمرّ به مولاه فيقول : يا لقمان إنّك تديم (١) الجلوس وحدك ، فلو جلست مع النّاس كان آنس لك ، فيقول لقمان : إنّ طول الوحدة أفهم للفكرة ، وطول الفكرة دليل على [ طريق ] (٢) الجنّة .

[ ١٢٧٠٠ ] ١٣ ـ أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « الفكرة مرآة صافية ، والاعتبار منذر ناصح ، من تفكر اعتبر ، ومن اعتبر اعتزل ، ومن اعتزل سلم [ من ] (١) العجب » .

____________________________

١٠ ـ مشكاة الأنوار ص ٣٧ .

١١ ـ مشكاة الأنوار ص ٣٧ .

١٢ ـ تنبيه الخواطر ص ٢٥٠ .

(١) في الطبعة الحجرية : « قديم » ، وما أثبتناه من المصدر .

(٢) أثبتناه من المصدر .

١٣ ـ كنز الفوائد ص ٢٢٥ .

(١) أثبتناه من المصدر .

١٨٦

٦ ـ ( باب استحباب التخلّق بمكارم الأخلاق ، وذكر جملة منها )

[ ١٢٧٠١ ] ١ ـ الشّيخ الطّبرسي في مجمع البيان : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إنّما بعثت لاتمّم مكارم الأخلاق » .

[ ١٢٧٠٢ ] ٢ ـ الشّيخ المفيد في أماليه : عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن جعفر بن محمد ، عن اسماعيل بن عبّاد ، عن [ عبدالله بن ] (١) بكير ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنّه قال : « إنّا لنحبّ من شيعتنا ، من كان عاقلاً فهماً فقيهاً حليماً مدارياً (٢) صبوراً صدوقاً وفيّاً ، ثمّ قال : إنّ الله تبارك وتعالى خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق ، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك ، ومن لم يكن [ فيه ] (٣) فليتضرّع إلى الله وليسأله [ إياه ] (٤)» قال : قلت : جعلت فداك ، وما هي ؟ قال : « الورع ، والقنوع ، والصّبر ، والشكر ، والحلم ، والحياء ، والسّخاء ، والشّجاعة ، والغيرة ، والبرّ ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة » .

[ ١٢٧٠٣ ] ٣ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ،

____________________________

الباب ٦

١ ـ مجمع البيان ج ٥ ص ٣٣٣ .

٢ ـ أمالي المفيد ص ١٩٢ ح ٢٢ .

(١) أثبتناه من المصدر « راجع معجم رجال الحديث ج ١٠ ص ١٢٦ » .

(٢) في الطبعة الحجرية : « مداوياً » ، وما أثبتناه من المصدر .

، ٤) أثبتناه من المصدر .

٣ ـ الجعفريات ص ١٥١

١٨٧

قال : « سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إن من مكارم الأخلاق صدق الحديث ، وإعطاء السّائل ، وصدق البأس (١) ، وصلة الرّحم ، وأداء الأمانة ، والتذمّم للجار ، والتذمّم للصّاحب ، وإقراء الضّيف » .

[ ١٢٧٠٤ ] ٤ ـ وبهذا الإِسناد : قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أربع من اعطيهنّ ، فقد أُعطي خير الدّنيا والآخرة : بدناً صابراً ، ولساناً ذاكراً ، وقلباً شاكراً ، وزوجة صالحة » .

[ ١٢٧٠٥ ] ٥ ـ وبهذا الإِسناد : عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : « الإِيمان له أركان أربعة : التّوكل على الله تعالى ، والتّفويض إليه ، والتّسليم لأمر الله تعالى ، والرضى بقضاء الله تعالى » .

[ ١٢٧٠٦ ] ٦ ـ سبط الشّيخ الطّبرسي في مشكاة الأنوار : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « ذلّلوا أخلاقكم بالمحاسن ، وقودوها إلى المكارم ، وعوّدوها الحلم ، واصبروا على الإِيثار على أنفسكم فيما تحمدون عنه قليلاً من كثير ، ولا تداقّوا الناس وزناً بوزن ، وعظّموا اقداركم بالتّغافل عن الدّني من الامور ، وامسكوا رمق الضّعيف بالمعونة له بجاهكم ، وإن عجزتم عمّا رجا (١) عندكم فلا تكونوا بحاثين (٢) عمّا غاب عنكم ، فيكثر عائبكم ، وتحفظوا من الكذب ، فإنّه من أدقّ (٣) الأخلاق قدراً ، وهو نوع من الفحش ، وضرب من الدّناءة ، وتكرموا بالتعامي (٤) عن الاستقصاء ،

____________________________

(١) كذا ، وفي نسخة : اليأس . « هامش الطبعة الحجرية » ، وفي المصدر : الناس .

٤ ـ الجعفريات ص ٢٣٠ .

٥ ـ الجعفريات ص ٢٣٢ .

٦ ـ مشكاة الأنوار ص ١٨٠ .

(١) في المصدر : « رجاه » .

(٢) في الطبعة الحجرية : « بخاشن » وما أثبتناه من المصدر .

(٣) في المصدر : « أدنى » .

(٤) في الطبعة الحجرية : « بالغنى » وما أثبتناه من المصدر .

١٨٨

وروى بعضهم بالتّعامس (٥) عن الاستقصاء » .

[ ١٢٧٠٧ ] ٧ ـ أبو علي محمد بن همام في كتاب التّمحيص : عن أبي جعفر ، عن أمير المؤمنين ( عليهما السلام ) ، قال : « ما ابتلي المؤمن بشئ هو أشدّ عليه من خصال ثلاث يحرمهنّ ، قيل : وما هنّ ؟ قال : المواساة في ذات يده ، والإِنصاف من نفسه ، وذكر الله كثيراً ، أما إنّي لا أقول لكم : سبحان الله والحمد لله ، ولكن ذكر الله عندما أحلّ له ، وذكر الله عندما حرّم عليه » .

[ ١٢٧٠٨ ] ٨ ـ وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « لا يصلح المؤمن إلّا على ثلاث خصال : الفقه (١) في الدين ، وحسن التّقدير في المعيشة ، والصّبر على النّائبة » .

[ ١٢٧٠٩ ] ٩ ـ وعن الحلبي قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) أيّ الخصال بالبرّ أكمل ؟ قال : « وقار بلا مهابة ، وسماحة بلا طلب مكافأة ، وتشاغل بغير متاع الدّنيا » .

[ ١٢٧١٠ ] ١٠ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « ثلاث خصال من كن فيه فقد حاز خصال الخير : من إذا قدر لم يتناول ما ليس هو له ، وإذا غضب لم يخرجه غضبه عن الحقّ ، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل » .

[ ١٢٧١١ ] ١١ ـ وعن أبي عبدالله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : « انصف الناس من نفسك ، وواسهم من مالك ، وارض لهم ما يرضونه ، واذكر

____________________________

(٥) تعامس عن الأمر : تغافل وهو به عالم . وقال الأزهري : وقال الأزهري : من قال : يتغامس بالغين المعجمة فهو مخطىء ( لسان العرب ج ٦ ص ١٤٧ ) .

٧ ـ التمحيص ص ٦٧ ح ١٥٧ .

٨ ـ التمحيص ص ٦٨ ح ١٦٤ .

(١) في المصدر : التفقه .

٩ ـ التمحيص ص ٦٨ ح ١٦٦ .

١٠ ـ ١١ ـ كتاب الأخلاق : مخطوط .

١٨٩

ثواب الله ، وإيّاك والكسل والضّجر فيما يقربك منه ، وعليك بالصّدق والورع ، وأداء الأمانة ، وإذا وعدتم لا تخلفوه ، وذلك لكم دون غيركم . وقال ( عليه السلام ) : إنّا لنحبّ من شيعتنا ، من كان عاقلاً ، فهيماً ، فقيهاً ، حليماً ، أديباً ، أريباً ، مدارياً ، صبوراً ، صدوقاً » .

[ ١٢٧١٢ ] ١٢ ـ وقال ( عليه السلام ) : « إذا أراد الله بقوم خيراً فقّههم في دينهم ، فوقّر صغيرهم كبيرهم ، وزيّن فيهم حسن النظر في تدبير معاشهم ، والرّفق بالاقتصاد في نفقاتهم ، وبصرهم عيوب أنفسهم ، فتابوا إليه ، وارتدوا خوفاً منه عليها » .

[ ١٢٧١٣ ] ١٣ ـ الصّدوق في الخصال : عن أبيه ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن الحسن بن موسى ، عن يزيد بن اسحاق ، عن الحسن بن عطيّة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « المكارم عشرة فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن ، فإنّها تكون في الرجل ولا تكون في ولده ، وتكون في ولده ولا تكون في أبيه ، وتكون في العبد ولا تكون في الحر ، ( قيل : وما هن يا بن رسول الله قال : ) (١) صدق البأس ، وصدق اللّسان ، وأداء الأمانة ، وصلة الرّحم ، واقراء الضّيف ، وإطعام السّائل ، والمكافأة على الصّنائع ، والتّذمم للجار ، والتّذمّم للصّاحب ، ورأسهنّ الحياء » .

ورواه المفيد في مجالسه : عن ابن قولويه ، عن علي بن بابويه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الهيثم بن أبي مسروق ، عن يزيد بن اسحاق ، مثله (٢) .

[ ١٢٧١٤ ] ١٤ ـ وعن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ،

____________________________

١٢ ـ كتاب الأخلاق : مخطوط .

١٣ ـ الخصال ص ٤٣١ ح ١١ .

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر .

(٢) أمالي المفيد ص ٢٢٦ ح ٤ .

١٤ ـ الخصال ص ٢٥١ ح ١٢١ .

١٩٠

عن الحسن بن محبوب ، عن أبان ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « إنّ الصّبر والبرّ والحلم وحسن الخلق ، من أخلاق الأنبياء » .

[ ١٢٧١٥ ] ١٥ ـ الشّيخ الطّوسي في أماليه : عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن جعفر بن محمد العلوي ، عن محمد بن علي بن الحسين بن زيد ، عن الرّضا ( عليه السلام ) ، عن آبائه ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : عليكم بمكارم الأخلاق ، فإنّ الله عزّ وجلّ بعثني بها ، وإن من مكارم الأخلاق أن يعفو الرّجل عمّن ظلمه ، ويعطي من حرمه ، ويصل من قطعه ، وأن يعود من لا يعوده » .

[ ١٢٧١٦ ] ١٦ ـ أبو علي ولده في أماليه : عن أبيه ، عن الحسين بن عبيدالله الغضائري ، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، عن محمد بن همام ، عن علي بن الحسين الهمداني ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن أبي قتادة القمّي ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) لداود بن سرحان : « يا داود إنّ خصال المكارم بعضها مقيّد ببعض ، يقسمها الله حيث شاء ، تكون في الرجل ولا تكون في ابنه ، وتكون في العبد ولا تكون في سيّده ، صدق الحديث ، وصدق البأس ، وإعطاء السّائل ، والمكافأة بالصنائع ، وأداء الأمانة ، وصلة الرّحم ، والتّودّد إلى الجار والصّاحب ، وقرى الضّيف ، ورأسهنّ الحياء » .

[ ١٢٧١٧ ] ١٧ ـ فقه الرّضا ( عليه السلام ) : « نروي عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : بعثت بمكارم الأخلاق ، أروي عن العالم ( عليه السلام ) : أنّ الله جلّ وعلا ، خصّ رسله بمكارم الأخلاق ، فامتحنوا أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمدوا الله ، وإلّا فاسألوه وارغبوا إليه

____________________________

١٥ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ٩٢ .

١٦ ـ أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٠٨ .

١٧ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٧ .

١٩١

فيها ، قال وذكرها عشرة : اليقين ، والقناعة ، والبصيرة ، والشكر ، والحلم ، وحسن الخلق ، والسّخاء ، والغيرة ، والشجاعة ، والمروّة ـ وفي خبر آخر زاد فيها ـ الحياء ، والصدق ، وأداء الأمانة » .

[ ١٢٧١٨ ] ١٨ ـ جامع الأخبار قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « طلبت القدر والمنزلة فما وجدت (١) إلّا بالعلم ، تعلّموا يعظم قدركم في الدّارين ، وطلبت الكرامة فما وجدت إلّا بالتّقوى ، اتّقوا لتكرموا ، وطلبت الغنى فما وجدت إلّا بالقناعة ، عليكم بالقناعة تستغنوا ، وطلبت الرّاحة فما وجدت إلّا بترك مخالطة الناس لقوام عيش الدّنيا ، اتركوا الدنيا ومخالطة النّاس تستريحوا في الدّارين ، وتأمنوا من العذاب ، وطلبت السلامة فما وجدت إلّا بطاعة الله ، أطيعوا الله تسلموا ، وطلبت الخضوع فما وجدت إلّا بقبول الحق ، [ إقبلوا الحقّ ] (٢) فإنّ قبول الحقّ يبعد من الكبر ، وطلبت العيش فما وجدت إلّا بترك الهوى ، فاتركوا الهوى ليطيب عيشكم ، وطلبت المدح فما وجدت إلّا بالسّخاء (٣) ، كونوا أسخياء (٤) تمدحوا ، وطلبت نعيم الدّنيا والآخرة ، فما وجدت إلّا بهذه الخصال التي ذكرتها (٥) » .

[ ١٢٧١٩ ] ١٩ ـ أبو يعلى الجعفري في نزهة النّاظر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال لولده : « إنّ الله عزّ وجلّ جعل محاسن الأخلاق وصلة بينه وبين عباده ، فنحبّ (١) أحدكم أن يمسك (٢) بخلق متّصل

____________________________

١٨ ـ جامع الأخبار ص ١٤٤ .

(١) الظاهر أنّ المراد « وجدتها » أو أنّ الفعل الأول يكون بصيغة المجهول « طُلِبَ » وكذا الحال بالنسبة إلى بقية الحديث .

(٢) أثبتناه من المصدر .

(٣) في المصدر : بالسخاوة .

(٤) في الطبعة الحجرية : الأسخياء ، وما أثبتناه من المصدر .

(٥) في الطبعة الحجرية : ذكرناها ، وما أثبتناه من المصدر .

١٩ ـ نزهة الناظر ص ٢٢ .

(١) في المصدر : فيجب .

(٢) في المصدر : يتمسك .

١٩٢

بالله (٣)» .

[ ١٢٧٢٠ ] ٢٠ ـ الشّيخ المفيد في الإِختصاص : عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « الأخلاق منائح من الله عزّ وجلّ ، فإذا أحبّ عبداً منحه خلقاً حسناً ، وإذا أبغض عبداً منحه خلقاً سيّئاً » .

[ ١٢٧٢١ ] ٢١ ـ السّيد علي خان المدني صاحب شرح الصّحيفة وغيره في كتاب الطّبقات : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال : « لو كنّا لا نرجو جنّة ولا نخشى نارا ولا ثوابا ولا عقابا ، لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الاخلاق ، فإنها ممّا تدلّ على سبيل النّجاح ، فقال رجل : فداك أبي وأمّي يا أمير المؤمنين ، سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : نعم وما هو خير منه ، لمّا أتانا سبايا طيّ ، فإذا فيها جارية حماء (١) حواء (٢) لعساء (٣) لمياء (٤) عيطاء (٥) ، صلت الجبين (٦) ، لطيفة العرنين (٧) ، مسنونة (٨) الخدّين ، ملساء الكعبين ، خدلجة (٩) الساقين لفاء (١٠) الفخذين ، خميصة

____________________________

(٣) في المصدر زيادة : تعالى .

٢٠ ـ الإِختصاص ص ٢٢٥ .

٢١ ـ الدرجات الرفيعة ص ٣٥٥ .

(١) حماء : الحمة دون الحوة ، وشفة حماء أي سمراء ، وهي صفة مدح عندهم ( اُنظر لسان العرب ج ٢ ص ١٥٦ ) .

(٢) حواء : الحوة : سمرة الشفة ( لسان العرب ج ١٤ ص ٢٠٧ ) .

(٣) لعساء : إذا كان في لونها ادنى سواد فيه شربة حمرة ليست بالناصعة . ( لسان العرب ج ٦ ص ٢٠٧ ) .

(٤) لمياء : اللمياء من الشفاه اللطيفة القليلة الدم ( لسان العرب ج ١٥ ص ٢٥٨ ) .

(٥) عيطاء : الطويلة العنق باعتدال ( لسان العرب ج ٧ ص ٣٥٧ ) .

(٦) صلت الجبين : الجبين الواسع الأبيض الواضح ( لسان العرب ج ٢ ص ٥٣ ) .

(٧) العرنين : الأنف ( لسان العرب ج ٣ ص ٢٨٣ ) .

(٨) مسنونة : وجه مسنون : مخروط أسيل مملس (لسان العرب ج ١٣ ص ٢٢٤) .

(٩) الخُدلجة : الرياء الممتلئة الذراعين والساقين ( لسان العرب ج ٢ ص ٢٤٩ ) .

(١٠) لفاء : واللفف كثرة لحم الفخذين ، وهو في النساء صفة مدح وفي الرجال عيب ، وامرأة لفّاء : ضخمة الفخذين ( لسان العرب ج ٩ ص ٣١٧ ) .

١٩٣

الخصرين (١١) ، ممكورة (١٢) الكشحين (١٣) ، مصقولة المتنين ، فاعجبتني وقلت : لا طلبنّ إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يجعلها في فيئي ، فلمّا تكلّمت نسيت ما راعني من جمالها ، لما رأيت من فصاحتها وعذوبة كلامها ، فقالت : يا مُحَمّد إن رأيت أن تخلّي عنّي ولا تشمت بي أحياء العرب ، فإني ابنة سيّد قومي ، كان أبي يفكّ العاني (١٤) ، ويحمي الذّمار ، ويقري الضّيف ، ويشبع ، الجائع ، ويكسي المعدوم ، ويفرّج عن المكروب ، أنا ابنة حاتم طيّ ، فقال ( صلّى الله عليه وآله ) : خلّوا عنها فإنّ أباها كان يحبّ مكارم الاخلاق ، فقام أبو بردة فقال : يا رسول الله ، الله يحبّ مكارم الاخلاق ، فقال : ياأبا بردة لا يدخل الجنّة أحد ( إلّا بحسن الخلق ) (١٥) » .

٧ ـ ( باب وجوب اليقين بالله في الرّزق والعمر والنّفع والضّرر )

[ ١٢٧٢٢ ] ١ ـ أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في المحاسن : عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السّلام ) قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : كفى باليقين غنى ، وبالعبادة شغلا » .

[ ١٢٧٢٣ ] ٢ ـ وعن أبيه رفعه ، قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) في خطبة له : « أيّها النّاس سلوا الله اليقين ، وارغبوا إليه في العافية ، فإنّ أجل النّعمة العافية ، وخير ما دار (١) في القلب اليقين ، والمغبون من غبن دينه ،

____________________________

(١١) الخصر وسط الانسان والخميص : الضامر ( لسان العرب ج ٤ ص ٢٤١ ) .

(١٢) امرأة ممكورة : مستديرة الساقين وهي الساق الغليظة الحسناء ( لسان العرب ج ٥ ص ١٨٤ ) .

(١٣) الكشحين : جانبا البطن من ظاهر وباطن ( لسان العرب ج ٢ ص ٥٧٢ ) .

(١٤) العاني : الأسير والخاضع والعبد ( لسان العرب ج ١٥ ص ١٠١ ) .

(١٥) في المصدر : لا يحسن الخلق .

الباب ٧

١ ـ المحاسن ص ٢٤٧ ح ٢٥١ .

٢ ـ المحاسن ص ٢٤٨ ح ٢٥٤ .

(١) في المصدر : دام .

١٩٤

والمغبوط من غبط يقينه » قال : وكان علي بن الحسين ( عليهما السّلام ) ، يطيل القعود بعد المغرب ، يسأل الله اليقين .

[ ١٢٧٢٤ ] ٣ ـ وعن محمّد بن عبد الحميد ، عن صفوان قال : سألت أبا الحسن الرّضا ( عليه السلام ) ، عن قول الله لإِبراهيم ( عليه السلام ) : ( أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) (١) أكان في قلبه شكّ ؟ قال : « لا ولكنّه أراد من الله الزّيادة في يقينه » .

[ ١٢٧٢٥ ] ٤ ـ وعن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، عن أبي جعفر ( عليه السّلام ) قال : « إن اناسا أتوا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بعد ما أسلموا ، فقالوا : يا رسول الله ، أيؤخذ الرّجل منّا بما عمل في الجاهليّة بعد إسلامه ؟ فقال : من حسن إسلامه وصحّ يقين إيمانه ، لم يأخذه الله بما عمل ، ومن سخف إسلامه ولم يصحّ يقين إيمانه ، أخذه الله بالاوّل والآخر » .

[ ١٢٧٢٦ ] ٥ ـ وعن أبيه ، عن ابن سنان ، عن محمّد بن حكيم ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « قال علي ( عليه السّلام ) : إعلموا أنّه لا يصغر ما ضرّ يوم القيامة ، ولا يصغر ما ينفع يوم القيامة ، فكونوا فيما أخبركم الله كمن عاين » .

[ ١٢٧٢٧ ] ٦ ـ السّيد علي بن طاووس في فلاح السّائل : بإسناده عن هارون بن موسى التّلعكبري ، عن ابن عقدة ، عن محمّد بن سالم بن جهان (١) ، عن عبد العزيز ، عن الحسن بن علي ، عن سنان ، عن عبد الواحد ، عن

____________________________

٣ ـ المحاسن ص ٢٤٧ ح ٢٤٩ .

(١) البقرة ٢ : ٢٦٠ .

٤ ـ المحاسن ص ٢٥٠ ح ٢٦٤ .

٥ ـ المحاسن ص ٢٤٩ ح ٢٥٧ .

٦ ـ فلاح السائل ص ١٢٣ .

(١) في المصدر : جبهان .

١٩٥

رجل ، عن معاذ ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث طويل ـ قال : قلت : يا رسول الله ، ما أعمل ؟ قال : « اقتد بنبيّك يا معاذ في اليقين » قال : قلت : أنت رسول الله ، وأنا معاذ ! قال : « وإن كان في علمك تقصير » الخبر .

ورواه ابن فهد في عدّة الدّاعي (٢) : عن جعفر بن أحمد بن علي القمّي في كتاب المنبىء عن زهد النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، عن عبد الواحد ، عمّن حدثه ، عن معاذ .

[ ١٢٧٢٨ ] ٧ ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) قال : « قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا ) (١) ما ذلك الكنز الّذي أقام الخضر الجدار [ عليه ] (٢) ؟ فقال : يا علي لوح من ذهب مكتوب فيه : بسم الله الرّحمن الرّحيم ، الله الّذي لا إله إلّا مدفون في هو ، أنا الله الواحد (٣) لا شريك لي ، محمّد رسول الله عبدي ، أختم به رسلي (٤) ، عجبا لمن أيقن بالموت ثمّ هو يفرح ، وعجبا لمن رأى الدّنيا وتقلبها بأهلها ثمّ هو يطمئن إليها ، وعجبا لمن أيقن بالقدر ثم هو يأسف ، وعجبا لمن أيقن بالحساب غدا ثمّ هو لا يعمل ! » .

[ ١٢٧٢٩ ] ٨ ـ وبهذا الاسناد عن علي ( عليه السّلام ) قال : « سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يقول في حديث : لا عبادة إلّا بيقين » .

[ ١٢٧٣٠ ] ٩ ـ أبو يعلى الجعفري تلميذ المفيد في النّزهة : عن رسول الله ( صلّى الله

____________________________

(٢) عدة الداعي ص ٢٢٧ .

٧ ـ الجعفريات ص ٢٣٧ .

(١) الكهف ١٨ : ٨٢ .

(٢) زيادة من المصدر .

(٣) في المصدر زيادة : القهار .

(٤) وفيه زيادة : عجباً لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك .

٨ ـ الجعفريات ص ١٥٠ .

٩ ـ نزهة الناظر ص ٨ .

١٩٦

عليه وآله ) أنّه قال : « يا علي ، إن من اليقين أن لا ترضي بسخط الله أحداً ، ولا تحمد أحدا على ما آتاك الله (١) ، ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك ، فإنّ الرزق لا يجره حرص حريص ، ولا يصرفه كراهة كاره » .

[ ١٢٧٣١ ] ١٠ ـ أبو علي محمّد بن همام في كتاب التّمحيص : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السّلام ) قال : « ما من شيء إلّا وله حدّ ، قلت : فما حد اليقين؟ قال : إلّا يخاف شيئاً » .

[ ١٢٧٣٢ ] ١١ ـ وعن جابر الجعفي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه قال : « يا أخا جعفي ، إنّ اليقين أفضل من الإِيمان ، وما شيء أعزّ من اليقين » .

[ ١٢٧٣٣ ] ١٢ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) أنّه قال : « لا يجد أحد طعم الايمان ، حتّى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه » .

[ ١٢٧٣٤ ] ١٣ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول ، عن شمعون بن لاوي ـ في حديث طويل ـ أنه قال : يا رسول الله ، أخبرني عن علامة الصّادق ـ إلى أن قال ـ وعلامة الموقن ـ إلى أن قال ـ قال ( صلّى الله عليه وآله ) : « وأمّا علامة الموقن فستّة : أيقن ( أن الله حقّ ) (١) فآمن به ، وأيقن بأن الموت حقّ فحذره ، وأيقن بأنّ البعث حقّ فخاف الفضيحة ، وأيقن بأن الجنّة حقّ فاشتاق إليها ، وأيقن بأن النّار حقّ فظهر سعيه للنّجاة منها ، وأيقن بأنّ الحساب حقّ فحاسب نفسه » .

____________________________

(١) في المصدر زيادة : ولا تذم احداً على ما ابتلاه .

١٠ ـ التمحيص ص ٦١ ح ١٣٣ .

١١ ـ التمحيص ص ٦٢ ح ١٣٨ .

١٢ ـ التمحيص ص ٩٢ ح ١٣٩ .

١٣ ـ تحف العقول ص ١٦ .

(١) في المصدر : بالله حقاً .

١٩٧

[ ١٢٧٣٥ ] ١٤ ـ ثقة الاسلام في الكافي : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، وعدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب السّراج ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السّلام ) ، عن أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) ، أنّه قال في حديث : « واليقين على أربع شعب : تبصرة الفطنة ، وتأوّل الحكمة ، ومعرفة العبرة ، وسنّة الاوّلين ، فمن أبصر الفطنة عرف الحكمة ، ومن تأوّل الحكمة عرف العبرة ، ومن عرف العبرة عرف السنّة ، ومن عرف السنّة فكأنّما كان مع الاوّلين ، واهتدى إلى الّتي هي أقوم ، ونظر إلى من نجا بما نجا ، ومن هلك بما هلك ، وإنما أهلك الله من أهلك بمعصيته ، وأنجى من أنجى بطاعته » .

[ ١٢٧٣٦ ] ١٥ ـ الشّيخ المفيد في الاختصاص : عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول لحمران بن أعين : « يا حمران ـ إلى أن قال ـ واعلم أنّ العمل الدائم القليل على اليقين ، أفضل (١) من العمل الكثير على غير يقين » .

[ ١٢٧٣٧ ] ١٦ ـ مصباح الشّريعة : قال الصادق ( عليه السلام ) : « اليقين يوصل العبد إلى كلّ حال سنّي ومقام عجيب ، كذلك أخبر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) عن عظم شأن اليقين ، حين ذكر عنده أن عيسى بن مريم ( عليه السلام ) كان يمشي على الماء ، فقال : لو زاد يقينه لمشى على الهواء ، فدلّ بهذا على أنّ رتبة الأنبياء ( عليهم السّلام ) مع جلالة محلّهم من الله ، كانت تتفاضل على حقيقة اليقين لا غير ، ولا نهاية بزيادة اليقين على الأبد ، والمؤمنون أيضاً متفاوتون في قوّة اليقين وضعفه ، فمن قوي منهم يقينه

____________________________

١٤ ـ الكافي ج ٢ ص ٤٢ ح ١ .

١٥ ـ الاختصاص ص ٢٢٧ .

(١) في المصدر زيادة : عند الله عز وجل .

١٦ ـ مصباح الشريعة ص ٤٧١ .

١٩٨

فعلامته التّبري من الحول والقوّة إلّا بالله ، والاستقامة على أمر الله ، وعبادته ظاهراً وباطناً ، قد استوت عنده حالة العدم والوجود ، والزّيادة والنقصان ، والمدح والذمّ ، والعزّ والذلّ ، لأنّه يرى كلّها من عين واحدة ، ومن ضعف يقينه تعلّق بالاسباب ، ورخّص لنفسه بذلك ، واتّبع العادات ، وأقاويل النّاس بغير حقيقة ، والسعي في أمر الدنيا وجمعها وإمساكها ، مقرّاً باللّسان إنّه لا مانع ولا معطي إلّا الله ، وأنّ العبد لا يصيب إلّا ما رزق وقسم له ، والجهد لا يزيد في الرّزق ، وينكر ذلك بفعله وقلبه ، قال الله تعالى : ( يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ) (١) وإنّما عطف الله تعالى بعباده حيث أذن لهم في الكسب والحركات في باب العيش ، ما لم يتعدّوا حدوده ، ولا يتركوا فرائضه وسننه (٢) في جميع حركاتهم ، ولا يعدلوا عن محجّة التّوكّل ، ولا يقفوا في ميدان الحرص ، فأمّا إذا نسوا ذلك وارتبطوا بخلاف ما حدّ لهم ، كانوا من الهالكين الذين ليس لهم (٣) في الحاصل إلّا الدّعاوي الكاذبة » .

[ ١٢٧٣٨ ] ١٧ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : « أفضل الدّين اليقين » .

وقال ( عليه السّلام ) : « أفضل الإِيمان حسن الإِيقان » (١) .

وقال ( عليه السّلام ) (٢) : « إنّ الدّين لشجرة أصلها اليقين » (٣) .

وقال ( عليه السلام ) « إذا أراد الله بعبد خيرا فقّهه في الدّين وألهمه اليقين » (٤) .

____________________________

(١) آل عمران ٣ : ١٦٧ .

(٢) في المصدر : وسنن نبيه .

(٣) وفي نسخة : معهم .

١٧ ـ غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ١٧٥ ح ٤٠ .

(١) ج ١ ص ١٨٢ ح ١٦٥ .

(٢) ج ١ ص ٢٣٣ ح ١٦٥ .

(٣) في المصدر : الايمان .

(٤) ج ١ ص ٣٢٢ ح ١٥٩ .

١٩٩

وقال ( عليه السّلام ) : « باليقين تتمّ العبادة » (٥) .

وقال ( عليه السّلام ) : « ثبات الدّين بقوّة اليقين » (٦) .

وقال ( عليه السّلام ) : « شيئان هما ملاك الدين : الصّدق ، واليقين » (٧) .

وقال ( عليه السّلام ) : « عليكم بلزوم اليقين والتّقوى ، فإنّهما يبلّغانكم جنّة المأوى » (٨) .

وقال ( عليه السّلام ) : « أيقن تفلح » (٩) .

وقال ( عليه السّلام ) : « المؤمن يرى يقينه في عمله » (١٠) .

وقال ( عليه السّلام ) : « لو صحّ يقينك لما استبدلت الفاني بالباقي ، ولا بعت السّني بالدّني » (١١) .

وقال ( عليه السّلام ) : « من أيقن بالآخرة لم يحرص على الدّنيا » (١٢) .

وقال ( عليه السّلام ) : « من أيقن بالمعاد استكثر الزاد » (١٣) .

وقال ( عليه السّلام ) : « من حسن يقينه حسنت عبادته » (١٤) .

وقال ( عليه السّلام ) : « من أيقن بالآخرة سلا عن الدّنيا » (١٥) .

وقال ( عليه السّلام ) : « من أيقن (١٦) بالقدر لم يكرثه الحذر » (١٧) .

____________________________

(٥) غرر الحكم ج ١ ص ٣٣٠ ح ٢١ .

(٦) ج ١ ص ٣٦٧ ح ١٧ .

(٧) ج ١ ص ٤٤٩ ح ١٦ .

(٨) ج ٢ ص ٤٨٥ ح ١٤ .

(٩) ج ١ ص ١٠٨ ح ١٨ .

(١٠) ج ١ ص ٢٣٤ ح ١٧٥ ، وفيه : إن المؤمن .

(١١) ج ٢ ص ٦٠٤ ح ٢١ .

(١٢) ج ٢ ص ٦٤٥ ح ٦٠١ .

(١٣) ج ٢ ص ٦٥١ ح ٧١٠ .

(١٤) ج ٢ ص ٦٥٥ ح ٧٧٧ .

(١٥) ج ٢ ص ٦٧٢ ح ١٠٠٢ .

(١٦) في المصدر : رضي .

(١٧) ج ٢ ص ٦٩٧ ح ١٢٧٤ .

٢٠٠