مستدرك الوسائل - ج ٩

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ٩

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

Description: E:BOOKSBook-LibraryENDQUEUEMostadrak-Wasael-part09imagesimage001.gif

١

Description: E:BOOKSBook-LibraryENDQUEUEMostadrak-Wasael-part09imagesrafed.png

٢

Description: E:BOOKSBook-LibraryENDQUEUEMostadrak-Wasael-part09imagesimage002.gif

٣

٤

٩٥ ـ ( باب استحباب العفو )

١ ـ الطبرسي في مشكاة الأنوار : نقلاً من المحاسن : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : عليكم بالعفو ، فإن العفو لا يزيد العبد إلّا عزّاً ، فتعافوا يعزكم الله ».

٢ ـ وعن الباقر ( عليه السلام ) ، قال : « الندامة على العفو ، أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة » .

[١٠٠٣٦] ٣ ـ وعنه ( عليه السلام ) قال : « إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أتى باليهودية التي سمّت الشاة للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال لها : ما حملك على ما صنعت ؟ فقالت : قلت إن كان نبيّاً لم يضرّه ، وإن كان ملكاً أرحت الناس منه ، قال : فعفا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عنها » .

[١٠٠٣٧] ٤ ـ وعن الرضا ( عليه السلام ) : قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لليهودي الذي سحره : ما حملك على ما صنعت ؟ قال : علمت أنه لا يضرّك وأنت نبي ، قال : فعفا عنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » .

[١٠٠٣٨] ٥ ـ مصباح الشريعة : قال الصادق ( عليه السلام ) : « العفو عند

____________________________

الباب ٩٥

١ ـ مشكاة الأنوار ص ٢٢٨ .

٢ ـ مشكاة الأنوار ص ٢٢٨ .

٣ ـ مشكاة الأنوار ص ٢٢٨ .

٤ ـ مشكاة الأنوار ص ٢٢٩ .

٥ ـ مصباح الشريعة ص ٣٣٤ .

٥

القدرة ، من سنن المرسلين ، وأسرار المتقين ، وتفسير العفو : أن لا تلزم صاحبك فيما أجرم ظاهراً ، وتنسى من الأصل ما أصبت منه باطناً ، وتزيد على الإِحسان(١) إحساناً ، ولن يجد إلى ذلك سبيلاً إلّا من قد عفا الله عنه ، وغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر ، وزيّنه بكرامته ، وألبسه من نور بهائه ، لأن العفو والغفران صفة(٢) من صفات الله تعالى أودعهما في أسرار اصفيائه ، ليتخلّقوا مع الخلق بأخلاق خالقهم وجاعلهم ، لذلك قال الله عزّ وجل : ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )(٣) ومن لا يعفو عن بشر مثله ، كيف يرجو عفو ملك جبار !؟ ـ إلى أن قال ـ فالعفو سرّ الله في القلوب ـ قلوب خواصّه ـ فمن [ بشر الله له ](٤) يسرّ له سرّه ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم ؟ قالوا يا رسول الله ، وما أبو ضمضم ؟

قال : رجل ممن قبلكم ، كان إذا أصبح يقول : اللّهم إنّي قد تصدقت بعرضي على الناس عامّة » .

[١٠٠٣٩] ٦ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي : عن عبد الله بن طلحة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : والعفو لا يزيد العبد إلّا عزّاً ، فاعفوا يعزّكم الله » .

____________________________

(١) في المصدر : الاختيارات .

(٢) في المصدر : صفتان .

(٣) النور ٢٤ : ٢٢ .

(٤) اثبتناه من المصدر .

٦ ـ كتاب جعفر بن محمد الحضرمي ص ٧٧

٦

[١٠٠٤٠] ٧ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال لرجل : « أوصيك بتقوى الله ، والعفو عن الناس » .

[١٠٠٤١] ٨ ـ وشكا رجل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خدمه ، فقال له : « اعف عنهم تستصلح به قلوبهم » فقال : يا رسول الله ، إنهم يتفاوتون في سوء الأدب ، فقال : « اعف عنهم » ففعل .

[١٠٠٤٢] ٩ ـ وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يأمر في كلّ مجالسه بالعفو ، وينهى عن المثلة .

[١٠٠٤٣] ١٠ ـ وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ما من عبد يعفو عن عبد في حال جهله ، إلّا زاده الله بذلك عزّاً » .

[١٠٠٤٤] ١١ ـ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : في قوله : ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )(١) قال : « إذا كان يوم القيامة ، ينادي مناد : من كان له على الله أجر فليقم ، فيقوم عند ذلك أهل العفو ، فيدخلون الجنّة بغير حساب » .

[١٠٠٤٥] ١٢ ـ وجاء في الآثار : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لم ينتقم لنفسه من أحد قط ، بل كان يعفو ويصفح .

[١٠٠٤٦] ١٣ ـ السيد أبو حامد محيي الدين ابن أخ ابن زهرة الحلبي : عن عمه الشريف ، عن القاضي أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد ، عن أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن علي الأنبوسي ، عن الشيخ أبي بكر

____________________________

٧ ـ ١١ ـ الأخلاق : مخطوط .

(١) الشورى ٤٢ : ٤٠ .

١٢ ـ الأخلاق : مخطوط .

١٣ ـ الأربعين لابن زهرة ص ١٠١ .

٧

أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا ، عن أبي عبد الله الحسين بن شجاع الموصلي ، قال : قرئ على أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه ، وأنا أسمع فأقرّ به ، قيل له : حدثكم أبو عبد الله محمد بن خلف بن إبراهيم المروزي ، قال : حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي ، قال : حدثنا موسى بن جعفر ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد ، عن أبيه ، عن جده ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من عفا عن أخيه المسلم عفا الله عنه » .

[١٠٠٤٧] ١٤ ـ القطب الراوندي في لبّ اللباب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « ثلاثة ينزلون الجنّة حيث يشاؤون ـ إلى أن قال ـ ورجل عفا عن مظلمة » .

[١٠٠٤٨] ١٥ ـ مجموعة الشهيد (ره) : عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « من بدأ بالشرّ زيف(١) أصله ، ومن كافأ به شارك أهله » .

[١٠٠٤٩] ١٦ ـ الشيخ أبو الفتوح في تفسيره : عن أبي هريرة ، أنه كان أبو بكر عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ورجل حاضر يشتم أبا بكر وهو ساكت ، والرسول ( صلى الله عليه وآله ) يتبسم ، ثم شرع أبو بكر في الجواب ، ورد بعض ما قاله ، فغضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقام وذهب ، فتبعه أبو بكر بعده ، وقال : يا رسول الله ، هذا الرجل كان يسبّني وأنت تتبسم ، ولمّا شرعت في جواب بعض مقالته

____________________________

١٤ ـ لب اللباب : مخطوط .

١٥ ـ مجموعة الشهيد :

(١) زيف : أي رديء ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٦٨ ) .

١٦ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٦٥٢ .

٨

غضبت وذهبت وتركتنا في مكاننا ، فقال : « بلى ، أنه لما كان يشتمك وأنت ساكت ، كان ملك واقف يردّه عنك ، وكنت أراه وأتبسم ، ولمّا شرعت في جوابه ذهب الملك وجاء شيطان ، ولم أكن أجلس في محلّ فيه شيطان ، اسمع مني ثلاث كلمات ياابابكر : ما من عبد نزلت عليه مظلمة فعفا عنها إلّا نصره الله تعالى وأعزّه ، وما من عبد فتح لنفسه باب سؤال ليكثر ماله إلّا زاده الله في فقره ، وما من عبد فتح باب عطاء وصلة إلّا زاد الله في ماله » .

٩٦ ـ ( باب استحباب العفو عن الظالم ، وصلة القاطع ، والإِحسان إلى المسيء ، وإعطاء المانع )

[١٠٠٥٠] ١ ـ الشيخ المفيد في مجالسه : عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن ابن أبي عمير ، عن النضر ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، في خطبته : ألا أخبركم بخبر خلائق الدنيا والآخرة : العفو عمّن ظلمك ، وأن تصل من قطعك ، والإِحسان إلى من أساء إليك ، وإعطاء من حرمك ، وفي التباغض الحالقة ، لا أعني حالقة الشعر ولكن حالقة الدين » .

[١٠٠٥١] ٢ ـ الصدوق في الأمالي : عن علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد البرقي ، عن أبيه ، عن جده ، عن جعفر بن عبد الله النماونجي(١) ، عن عبد الجبار بن محمد ، عن داود الشعيري ، عن

____________________________

الباب ٩٦

١ ـ أمالي المفيد ص ١٨٠ ح ٢ .

٢ ـ أمالي الصدوق ص ٤٩٠ ح ٩ .

(١) في نسخة : الناونجي ( منه قدّه ).

٩

الربيع صاحب المنصور ـ في حديث طويل ـ أنه قال : قال الصادق ( عليه السلام ) ، للمنصور في جملة كلام له : « وإن كان يجب عليك في سعة فهمك ، وكثرة علمك ، ومعرفتك بآداب الله ، أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمّن ظلمك ، فإنّ المكافئ ليس بالواصل ، إنّما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها » الخبر .

[١٠٠٥٢] ٣ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : « خير أهل الدنيا وأهل الآخرة أخلاقاً ، من يعفو عمّن ظلمه ، ومن يعطي من حرمه ، ومن يصل من قطعه من ذوي أرحامه وأهل ولايته » .

[١٠٠٥٣] ٤ ـ السيد علي بن طاووس في كشف المحجّة : عن الكليني في رسائله ، بإسناده إلى جعفر بن عنبسة ، عن عباد بن زياد الأسدي ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنه قال : « قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لولده الحسن ( عليه السلام ) ، في وصيّته إليه : ولا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته ، ولا تكونن على الإِساءة أقوى منك على الإِحسان ، ولا على البخل أقوى منك على البذل ، ولا على التقصير أقوى منك على الفضل ، ولا يكبّرن عليك ظلم من ظلمك فإنّما يسعى في مضرّته ونفعك ، وليس جزاء من سرّك أن تسوءه » الخبر .

[١٠٠٥٤] ٥ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي : عن حميد بن شعيب السبيعي ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جعفر ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : « ثلاث لا يزيد الله من فعلهن

____________________________

٣ ـ الأخلاق : مخطوط .

٤ ـ كشف المحجة ص ١٦٨ .

٥ ـ كتاب جعفر بن محمد الحضرمي ص ٧١ .

١٠

إلّا خيراً : الصفح عمّن ظلمه ، وإعطاء من حرمه ، وصلة من قطعه » .

[١٠٠٥٥] ٦ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال لعبد الله بن جندب : « ياابن جندب صلّ من قطعك ، وأعط من حرمك ، وأحسن إلى من أساء إليك ، وسلّم على من سبّك ، وانصف من خاصمك ، واعف عمن ظلمك ، كما أنّك تحبّ أن يعفى عنك » الخبر .

٩٧ ـ ( باب استحباب كظم الغيظ )

[١٠٠٥٦] ١ ـ الطبرسي في المشكاة : نقلاً عن المحاسن ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال للحسين ( عليه السلام ) : « يا بني ، ما الحلم ؟ قال : كظم الغيظ ، وملك النفس » .

[١٠٠٥٧] ٢ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) ، قال : « ما من جرعة يجرعها(١) عبد أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من جرعة غيظ يردّدها(٢) في قلبه ، فردّها بصبر ، أو ردّها بحلم » .

[١٠٠٥٨] ٣ ـ وعن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « ما من عبد كظم غيظاً إلّا زاده الله عزّ وجلّ به عزّاً في الدنيا والآخرة ، وقد قال الله تبارك

____________________________

٦ ـ تحف العقول ص ٢٢٥ .

الباب ٩٧

١ ـ مشكاة الأنوار ص ٢١٦ .

٢ ـ مشكاة الأنوار ص ٢١٦ .

(١) في المصدر : يتجرّعها .

(٢) وفيه يردّها .

٣ ـ مشكاة الأنوار ص ٢١٧ .

١١

وتعالى : ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )(١) وآتاه الله تبارك وتعالى الجنّة مكان غيظه ذلك » .

[١٠٠٥٩] ٤ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، قال : « من كظم غيظاً(١) وهو يقدر على إنفاذه ، ملأ الله قلبه أمناً وإيماناً إلى يوم القيامة » .

وعنه ( عليه السلام ) ، قال : « نعمت الجرعة الغيظ لمن صبر عليها » .

[١٠٠٦٠] ٥ ـ وعن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أحبّ السبل إلى الله تعالى : جرعتان : جرعة غيظ يردّها بحلم ، وجرعة حزن يردّها بصبر » .

[١٠٠٦١] ٦ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « ليس القوي من يصرع الفرسان ، إنّما القوي من يغلب غيظه ويكظمه » .

[١٠٠٦٢] ٧ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « ثلاثة يرزقون مرافقة الأنبياء : رجل يدفع إليه قاتل وليّه ليقتله فعفا عنه ، ورجل عنده أمانة لو يشاء لخانها فيردّها إلى من ائتمنه عليها ، ورجل كظم غيظه عن أخيه ابتغاء وجه الله » .

[١٠٠٦٣] ٨ ـ وعن سلمان الفارسي ( رحمه الله ) ، قال : من كظم غيظه

____________________________

(١) آل عمران ٣ : ١٣٤ .

٤ ـ مشكاة الأنوار ص ٢١٧ .

(١) في المصدر : غيضه .

٥ ـ مشكاة الأنوار ص ٢١٧ .

٦ ـ ٨ ـ الأخلاق : مخطوط .

١٢

سلم ، ومن لم يكظمه ندم .

[١٠٠٦٤] ٩ ـ محمد بن علي الفتال في روضة الواعظين : عن الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال : « أعقل الناس أشدّهم مداراة للناس ، واحزم الناس أكظمهم غيظاً » .

[١٠٠٦٥] ١٠ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « من كظم غيظاً وهو يقدر على أن ينفذه ، دعاه الله تعالى يوم القيامة على رؤوس الخلائق ، حتى يخيّر من أي الحور شاء » .

[١٠٠٦٦] ١١ ـ الكراجكي في كنز الفوائد : من حكم لقمان ( عليه السلام ) : ومن لا يكظم غيظه يشمت [ به ](١) عدوّه .

[١٠٠٦٧] ١٢ ـ كتاب خلّاد السندي البزاز الكوفي : عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، قال : قال : « ما أحبّ أن لي بذل نفسي حمر النعم ، وما تجرّعت من جرعة أحبّ إليّ من جرعة غيظ لا أكلّم فيها صاحبها » .

[١٠٠٦٨] ١٣ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « من كظم غيظاً وهو يقدر على إنفاذه ، ملأه الله أمناً وإيماناً » .

[١٠٠٦٩] ١٤ ـ وعن أنس ، عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « من كظم

____________________________

٩ ـ روضة الواعظين ص ٣٧٩ .

١٠ ـ روضة الواعظين ص ٣٨٠ .

١١ ـ كنز الفوائد ص ٢١٤ .

(١) أثبتناه ليستقيم المعنى .

١٢ ـ كتاب خلاد السندي ص ١٠٦ .

١٣ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٦٥٢ .

١٤ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٦٥٢ .

١٣

غيظاً وهو قادر على إنفاذه ، دعاه الله تعالى يوم القيامة على رؤوس الخلائق ، وخيّره أن يختار من الحور العين ما أراده » .

[١٠٠٧٠] ١٥ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : « في ليلة المعراج رأيت غرفاً في أعلى الجنّة ، فقلت : لمن هي ؟ قال للكاظمين الغيظ ، وللعافين عن الناس ، وللمحسنين » .

٩٨ ـ ( باب استحباب كظم الغيظ ، عن أعداء الدين في دولتهم )

[١٠٠٧١] ١ ـ ثقة الإِسلام في الكافي : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال(١) ، عن حفص المؤذّن ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) .

وعن الحسن بن محمد ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن القاسم بن الربيع الصحاف ، عن إسماعيل بن مخلّد السراج ، عنه ( عليه السلام ) ، أنه قال في رسالته إلى أصحابه : « فاتقوا الله أيّتها العصابة الناجية [ ان ](٢) أتّم الله لكم ما أعطاكم ، فإنه لا يتم الأمر حتى يدخل عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم ، وحتى تبتلوا في أنفسكم وأموالكم ، وحتى تسمعوا من أعداء الله أذى كثيراً فتصبروا ، وتعركوا بجنوبكم حتى يستذلّوكم ، ويبغضوكم ، وحتى

____________________________

١٥ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٦٥٣ .

الباب ٩٨

١ ـ الكافي ج ٨ ص ٤ ح ١ .

(١) في المخطوط « عن علي بن فضال » ، وما أثبتناه من المصدر ، والمقصود هو الحسن بن علي بن فضال « راجع معجم رجال الحديث ج ١ ص ٣١٩ ـ ٣٢١ » .

(٢) اثبتناه من المصدر .

١٤

يحملوا عليكم الضيم فتحملوه(٣) منهم ، تلتمسون بذلك وجه الله والدار الآخرة ، وحتى تكظموا الغيظ الشديد في الأذى في الله عزّ وجلّ يجترمونه(٤) إليكم ، وحتى يكذبوكم بالحق ، ويعادوكم فيه ، ويبغضوكم عليه ، فتصبروا على ذلك منهم ، ومصداق ذلك كلّه في كتاب الله الذي أنزل(٥) به جبرئيل على نبيّكم ، سمعتم قول الله عزّ وجلّ لنبيّكم ( صلى الله عليه وآله ) : ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ )(٦) » الخبر .

٩٩ ـ ( باب استحباب الصبر على الحسّاد واعداء النعم )

[١٠٠٧٢] ١ ـ حسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن : عن أبي حمزة ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) ، يقول : « إنّ الله عزّ وجلّ أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع : أيسرها عليه مؤمن مثله يحسده ، والثانية : منافق يقفو أثره ، والثالثة : شيطان يعرض له بفتنه ويضلّه ، والرابعة : كافر بالذي آمن به ، يرى جهاده جهاداً ، فما بقاء المؤمن بعد هذا ! » .

____________________________

(٣) في نسخة : فتحتملوه ( منه قدّه ) وفي المصدر : فتحملوا .

(٤) في نسخة : يجرمونه ( منه قدّه ).

(٥) في نسخة : نزّله ( منه قدّه ).

(٦) الأحقاف ٤٦ : ٣٥ .

الباب ٩٩

١ ـ كتاب المؤمن ص ٢١ ح ٢٠

١٥

١٠٠ ـ ( باب استحباب الصمت والسكوت إلّا عن خير )

[١٠٠٧٣] ١ ـ الطبرسي في المشكاة : نقلاً عن المحاسن : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : « السكوت ذهب والكلام فضة ».

عن الرضا ( عليه السلام ) قال : « إنّ الصمت باب من أبواب الحكمة ، يكسب المحبّة ، إنه دليل على كل خير » .

وعنه ( عليه السلام ) ، قال : « اتقوا الله ، وعليكم بالصمت » .

وعنه ( عليه السلام ) ، قال : « ما أحسن الصمت من غير عي ! والمهذار له سقطات » .

وعن الباقر ( عليه السلام ) : « أن شيعتنا الخرس » .

[١٠٠٧٤] ٢ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « رحم الله عبداً قال خيراً فغنم ، أو سكت عن سوء فسلم » .

[١٠٠٧٥] ٣ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال : « لا يزال الرجل المؤمن يكتب محسناً ما دام ساكتاً ، فإذا تكلّم كتب محسناً أو مسيئاً » .

[١٠٠٧٦] ٤ ـ وعن داود الرقي ، عنه ( عليه السلام ) ، قال : « الصمت كنز وافر ، وزين الحلم ، وستر الجاهل » .

[١٠٠٧٧] ٥ ـ وعن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : « من علامات الفقه : الحلم ، والعلم ، والصمت » .

____________________________

الباب ١٠٠

١ ـ مشكاة الأنوار ص ١٧٥ .

٢ ـ مشكاة الأنوار ص ١٧٥ .

٣ ـ ٥ ـ الاختصاص ص ٢٣٢ .

١٦

[١٠٠٧٨] ٦ ـ وعنه(١) ، عن أبيه ( عليه السلام ) ، قال : « قال عيسى بن مريم ( عليه السلام ) : طوبى لمن كان صمته فكراً ، ونظره عبراً ، ووسعه بيته ، وبكى على خطيئته ، وسلم الناس من يديه ولسانه » .

[١٠٠٧٩] ٧ ـ وعن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : « الصمت باب من أبواب الحكمة ، وأن الصمت يكسب المحبّة ، أنّه دليل على كل خير » .

[١٠٠٨٠] ٨ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال في وصيّته لولده الحسين ( عليه السلام ) : « يا بني ، العافية عشرة أجزاء ، تسعة منها في الصمت إلّا بذكر الله ، وواحد منها في ترك مجالسة السفهاء » .

[١٠٠٨١] ٩ ـ وعن الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال لعبد الله بن جندب : « وعليك بالصمت ، تعدّ حليماً جاهلاً كنت أو عالماً ، فإن الصمت زين لك عند العلماء ، سترة لك عند الجهّال »

[١٠٠٨٢] ١٠ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه قال لأبي جعفر محمّد بن النعمان : « إنّ من كان قبلكم كانوا يتعلمون الصمت ، وأنتم تتعلمون الكلام ، كان أحدهم إذا أراد التعبد ، يتعلّم الصمت قبل ذلك بعشر سنين ، فإن كان يحسنه ويصبر عليه

____________________________

٦ ـ الاختصاص ص ٢٣٢ ، وعنه في البحار ج ٧١ ص ٢٨٨ ح ٤٨ .

(١) في المصدر : عن جعفر بن محمد .

٧ ـ الاختصاص ص ٢٣٢ .

٨ ـ تحف العقول ص ٥٩ .

٩ ـ تحف العقول ص ٢٢٤ .

١٠ ـ تحف العقول ص ٢٢٨ .

١٧

تعبّد ، وإلّا قال : ما أنا لما أروم(١) بأهل ، إنّما ينجو من أطال الصمت عن الفحشاء ، وصبر في دولة الباطل على الأذى ، أُولئك النجباء الأصفياء الأولياء حقّاً ، وهم المؤمنون » .

[١٠٠٨٣] ١١ ـ وعن الكاظم ( عليه السلام ) ، أنه قال لهشام بن الحكم : « يا هشام ، لكلّ شيء دليل ، ودليل العاقل التفكر ، ودليل التفكر الصمت ـ إلى أن قال ـ يا هشام ، قلّة المنطق حكم عظيم ، فعليكم بالصمت فإنه دعة حسنة ، وقلّة وزر وخفّة من الذنوب ، فحصّنوا باب الحلم فإنه باب(١) الصبر ـ إلى أن قال ـ يا هشام ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا رأيتم المؤمن صموتاً ، فادنوا منه فإنه يلقي الحكمة ، والمؤمن قليل الكلام كثير العمل ، والمنافق كثير الكلام قليل العمل » .

[١٠٠٨٤] ١٢ ـ السيد علي بن طاووس في كشف المحجّة : عن الكليني في كتاب الرسائل ، بإسناده إلى جعفر بن عنبسة ، عن عباد بن زياد الأسدي ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال لولده الحسن ( عليه السلام ) في وصيّته إليه : « فان العالم من عرف أنّ ما يعلم فيما لا يعلم قليل ، فعدّ نفسه بذلك جاهلاً ، وازداد بما عرف من ذلك في طلب العلم اجتهاداً ، فما يزال للعلم طالباً وفيه راغباً ، وله مستفيداً ، ولأهله خاشعاً ، ولرأيه متّهماً ، وللصمت لازماً ـ إلى أن قال ـ وفي الصمت السلامة من الندامة ، وتلافيك ما فرط من صمتك أيسر من

____________________________

(١) في نسخة : أردتم ( منه قدّه ).

١١ ـ تحف العقول ص ٢٨٨ ـ ٢٩٦ .

(١) في المصدر : فإن بابه .

١٢ ـ كشف المحجة ص ١٦٣ .

١٨

إدراك فائدة ما فات من منطقك ، واحفظ ما في الوعاء بشد الوكاء(١) » الخبر .

[١٠٠٨٥] ١٣ ـ الحسن بن أبي الحسن الديلمي في إرشاد القلوب : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « قال الله تعالى له في ليلة المعراج : يا أحمد ، ليس شيء من العبادة أحبّ إليّ من الصمت والصوم ، فمن صام ولم يحفظ لسانه ، كان كمن قام ولم يقرأ في صلاته ، فاعطيه أجر القيام ، ولم أعطه أجر العابدين ، يا أحمد ، هل تدري متى يكون [ لي ](١) العبد عابداً ؟ قال : لا ، يا ربّ ، قال : إذا اجتمع فيه سبع خصال : ورع يحجزه عن المحارم ، وصمت يكفّه(٢) عمّا لا يعنيه ، وخوف يزداد في كلّ يوم من بكائه ، وحياء يستحي منّي في الخلاء وأكل ما لا بدّ منه ، ويبغض الدنيا لبغضي لها ، ويحب الأخيار لحبّي لهم(٣) .

يا أحمد ، ليس كلّ من قال أحبّ الله أحبّني ، حتى يأخذ قوتاً ويلبس دوناً ، وينام سجوداً ، ويطيل قياماً ، ويلزم صمتاً » الخبر .

[١٠٠٨٦] ١٤ ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن إبراهيم بن أبي رجا أخي طربال ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « ما عبد

____________________________

(١) الوكاء : بالكسر والمدّ ، خيط يشدُ به السرة والكيس والقربة ونحوها ( مجمع البحرين ج ١ ص ٤٥٣ ) .

١٣ ـ إرشاد القلوب ص ٢٠٥ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) في المخطوط « يكفيه » ، وما أثبتناه من المصدر .

(٣) في المصدر : إياهم .

١٤ ـ الغايات ص ٧٣ .

١٩

الله بشيء مثل الصمت ، والمشي إلى بيته » .

[١٠٠٨٧] ١٥ ـ الشيخ المفيد في مجالسه : عن عمر بن محمد بن علي الصيرفي ، عن محمد بن همام الأسكافي ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن أحمد بن سلامة ، عن محمد بن الحسين(١) العامري ، عن معمر(٢) ، عن أبي بكر بن عياش(٣) ، عن الفجيع العقيلي ، عن الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، أنه قال : قال له أبوه عند وفاته : « الزم الصمت تسلم » .

[١٠٠٨٨] ١٦ ـ مصباح الشريعة : قال الصادق ( عليه السلام ) : « الصمت شعار المحققين بحقائق ما سبق وجفّ القلم به ، وهو مفتاح كل راحة من الدنيا والآخرة ، وفيه رضاء الربّ ، وتخفيف الحساب ، والصون من الخطايا والزلل ، قد جعله الله ستراً على الجاهل ، وزيناً للعالم ، ومعه عزل الهوى ، ورياضة النفس ، وحلاوة العبادة ، وزوال قسوة القلب ، والعفاف ، والمروّة ، والظرف ، فاغلق باب لسانك عمّا لك بدّ منه ، لا سيّما إذا لم تجد أهلاً للكلام والمساعدة في المذاكرة لله وفي الله .

وكان ربيع بن خيثم يضع قرطاساً بين يديه فيكتب كلّما يتكلم به ، ثم يحاسب نفسه في عشيّته(١) ما له وما عليه ، ويقول : أوّه نجا

____________________________

١٥ ـ أمالي المفيد ص ٢٢٢ .

(١) في المخطوط : محمد بن الحسن ، وما أثبتناه من المصدر .

(٢) في المصدر : عن أبي معمر .

(٣) في المخطوط : أبي عياش ، وما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال ( معجم رجال الحديث ج ٢١ ص ٦٧ ، وتقريب التهذيب ج ٢ ص ٣٩٩ ) .

١٦ ـ مصباح الشريعة ص ١٧٢ باختلاف يسير ، وعنه في البحار ج ٧١ ص ٢٨٤ ح ٣٨ .

(١) في المخطوط « عشيّة » ، وما أثبتناه من المصدر .

٢٠