مستدرك الوسائل - ج ١١

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١١

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

وقال ( عليه السّلام ) : « من لم يوقن قلبه لم يطعه عمله » (١٨) .

وقال ( عليه السّلام ) : « ما أيقن بالله من لم يرع عهوده وذممه » (١٩) .

وقال ( عليه السّلام ) : « ما أعظم سعادة من بوشر قلبه ببرد اليقين » (٢٠) .

وقال ( عليه السّلام ) : « ما عذر من أيقن المرجع » (٢١) .

وقال ( عليه السّلام ) : « لا إيمان لمن لا يقين له » (٢٢) .

وقال ( عليه السّلام ) : « لا يعمل بالعلم إلّا من أيقن بفضل الأجر فيه » (٢٣) .

وقال ( عليه السّلام ) : « يستدلّ على اليقين بقصر الامل ، وإخلاص العمل ، والزهد في الدنيا » (٢٤) .

[ ١٢٧٣٩ ] ١٨ ـ نصر بن مزاحم في كتاب صفّين : عن مالك بن أعين ، عن زيد بن وهب قال : إنّ أهل الشّام دنوا من علي ( عليه السّلام ) يوم صفّين ، فوالله ما يزيد قربهم منه إلّا سرعة في مشيه ، فقال له الحسن ( عليه السلام ) : « ما ضرّك لو سعيت حتّى تنتهي إلى هؤلاء الّذين صبروا لعدوك (١) من أصحابك ؟ قال : يا بنيّ إن لأبيك يوما لن يعدوه ، ولا يبطىء به عنه السّعي ، ولا يعجل به إليه المشي ، إنّ أباك والله ما يبالي وقع على الموت أو وقع الموت عليه » .

____________________________

(١٨) غرر الحكم ج ٢ ص ٧٠٢ ح ١٣٣١ .

(١٩) ج ٢ ص ٧٤٣ ح ١٢٥ .

(٢٠) ج ٢ ص ٧٤٢ ح ١٠٤

(٢١) ج ٢ ص ٧٤٤ ح ١٣٩ .

(٢٢) ج ٢ ص ٨٤٧ ح ٣٤٥ .

(٢٣) ج ٢ ص ٨٥٤ ح ٤٣٣ .

(٢٤) ج ٢ ص ٨٦٤ ح ١٥ .

١٨ ـ وقعة صفين ص ٢٤٩ .

(١) في الطبعة الحجرية : بعدك ، وما أثبتناه من المصدر .

٢٠١

[ ١٢٧٤٠ ] ١٩ ـ وعن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي إسحاق قال : خرج علي ( عليه السّلام ) يوم صفّين في يده عنزة ، فمر على سعيد بن قيس الهمداني ، فقال له سعيد : أما تخشى يا أمير المؤمنين أن يغتالك أحد وأنت قرب عدوّك ؟ فقال له علي ( عليه السّلام ) : « إنّه ليس من أحد إلّا عليه من الله حفظة يحفظونه من أن يتردّى في قليب (١) ، أو يخرّ عليه حائط أو تصيبه آفة ، فإذا جاء القدر ، خلّوا بينه وبينه » .

٨ ـ ( باب في وجوب طاعة العقل ومخالفة الجهل )

[ ١٢٧٤١ ] ١ ـ الصّدوق في الأمالي : عن محمّد بن موسى المتوكّل ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن الباقر ( عليه السلام ) قال : « لمّا خلق الله العقل استنطقه ، ثم قال [ له ] (١) أقبل فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر ، ثم قال له : وعزّتي ما خلقت خلقا هو أحبّ إليّ منك ، ولا اكملك (٢) إلّا فيمن احبّ ، أما إنّي إياك آمر ، وإيّاك أنهى ، وإيّاك اعاقب ، وإيّاك أثيب » .

[ ١٢٧٤٢ ] ٢ ـ وفي العلل : عن أحمد بن محمّد بن عيسى العلوي ، عن محمّد بن إبراهيم بن أسباط ، عن أحمد بن محمّد بن زياد القطّان ، عن أبي الطيّب أحمد بن محمّد بن عبدالله ، عن عيسى بن جعفر العلوي العمري ، عن آبائه ، عن عمر بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « إنّ

____________________________

١٩ ـ وقعة صفين ص ٢٠٥ .

(١) القليب : هي البئر العادية القديمة التي لا يعلم لها صاحب ولا من حفرها ، وتكون في البراري ( لسان العرب ج ١ ص ٦٨٩ ) .

الباب ٨

١ ـ أمالي الصدوق ص ٣٤٠ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) في الطبعة الحجرية : احملك ، وما أثبتناه من المصدر .

٢ ـ علل الشرائع ص ٩٨ .

٢٠٢

النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) سئل ممّا خلق الله عزّ وجلّ العقل ؟ قال : خلقه من ملك له رؤوس بعدد الخلائق ، من خلق ومن لم يخلق إلى يوم القيامة ، ولكلّ رأس وجه ، ولكلّ آدمي رأس من رؤوس العقل ، واسم ذلك الانسان على وجه ذلك الرّأس مكتوب ، وعلى كلّ وجه ستر ملقى ، لا يكشف ذلك السّتر من ذلك الوجه حتّى يولد هذا المولود ، ويبلغ حدّ الرّجال أو حدّ النّساء ، فإذا بلغ كشف ذلك السّتر ، فيقع في قلب هذا الانسان نور فيفهم الفريضة والسنّة والجيّد والرّديء ، ألا ومثل العقل في القلب كمثل السّراج في البيت » .

[ ١٢٧٤٣ ] ٣ ـ وفيه وفي العيون : عن جعفر بن محمّد بن مسرور ، عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن أبي عبدالله السيّاري ، عن أبي يعقوب البغدادي ، عن ابن السّكيت ، عن الرّضا ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : فما الحجّة على الخلق اليوم ؟ فقال الرّضا ( عليه السّلام ) : « العقل تعرف به الصّادق على الله فتصدّقه ، والكاذب على الله فتكذبه » فقال ابن السّكيت : هذا هو ـ والله ـ الجواب .

[ ١٢٧٤٤ ] ٤ ـ وفي معاني الاخبار : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد الزّراد ، عن أبي عبدالله ، عن أبي جعفر ( عليهما السّلام ) ـ في حديث ـ قال : « إنّي نظرت في كتاب لعلي ( عليه السّلام ) ، فوجدت في الكتاب : إنّ قيمة كلّ امرىء وقدره معرفته ، إن الله تبارك وتعالى يحاسب النّاس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا » .

[ ١٢٧٤٥ ] ٥ ـ وفي العلل والخصال : عن أحمد بن محمّد بن عبدالرّحمان المروزي ،

____________________________

٣ ـ علل الشرائع ص ١٢٢ ، عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٧٩ ح ١٢ .

٤ ـ معاني الأخبار ص ١ ح ٢ .

٥ ـ بل معاني الأخبار ص ٣١٢ ، والخصال ص ٤٢٧ ، وأخرجه المجلسي في البحار ج ١ ص ١٠٧ ح ٣ عن الخصال والعلل .

٢٠٣

عن محمّد بن جعفر المقرىء الجرجاني ، عن محمّد بن الحسن الموصلي ، عن محمّد بن عاصم الطّريفي ، عن عيّاش بن يزيد بن الحسن بن علي الكحّال مولى زيد بن علي ( عليه السّلام ) ، عن أبيه ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إنّ الله خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه ، الّذي لم يطلع عليه نبيّ مرسل ولا ملك مقرّب ، فجعل العلم نفسه ، والفهم روحه ، والزّهد رأسه ، والحياء عينه ، والحكمة لسانه ، والرّأفة همه ، والرّحمة قلبه ، ثم حشاه وقواه بعشرة أشياء : باليقين ، والإِيمان ، والصدق ، والسّكينة ، والإِخلاص ، والرّفق ، والعطية ، والقنوع ، والتّسليم ، والشكر ، ثم قال عزّ وجلّ ، أدبر فأدبر ، ثم قال له : أقبل فأقبل ، ثم قال له : تكلّم ، فقال : الحمد لله الّذي ليس له ضدّ ولا ند ولا شبيه ولا كفؤ ولا عديل ولا مثل ، الذي كلّ شيء لعظمته خاضع ذليل ، فقال الرّب تبارك وتعالى : وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً أحسن منك ، ولا أطوع لي منك ، ولا أرفع منك ، ولا أشرف منك ، ولا أعزّ منك (١) ، بك اوحّد ، وبك اعبد ، وبك ادعى ، وبك ارتجى ، وبك ابتغي ، وبك اخاف ، وبك احذر ، وبك الثّواب ، وبك العقاب فخرّ العقل عند ذلك ساجدا ، فكان في سجوده ألف عام ، فقال الرّب تبارك وتعالى : إرفع رأسك ، وسل تعط ، واشفع تشفّع ، فرفع العقل رأسه فقال : إلهي أسألك أن تشفّعني فيمن خلقتني فيه ، فقال الله جلّ جلاله لملائكته : اشهدكم أنّي قد شفّعته فيمن خلقته فيه » .

[ ١٢٧٤٦ ] ٦ ـ وفي العلل : عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي .

____________________________

(١) في المصدر زيادة : بك اؤاخذ وبك اعطي .

٦ ـ علل الشرائع ص ١١٥ .

٢٠٤

وفي الخصال (١) : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري ، عن البرقي ، عن علي بن حديد ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في خبر طويل ، في ذكر جنود العقل والجهل ، إلى أن قال ـ قال ( عليه السلام ) : « وإنّما يدرك الحقّ (٢) بمعرفة العقل وجنوده ، ومجانبة الجهل وجنوده » .

ورواه البرقي في المحاسن : عن علي بن حديد ، مثله (٣) .

[ ١٢٧٤٧ ] ٧ ـ تفسير الامام ( عليه السلام ) : في سياق قصّة آدم وحوّاء والشّجرة ، قال : « فلمّا آيس إبليس من قبول آدم منه ، عاد ثانية بين لحيي (١) الحيّة ، فخاطب حوّاء من حيث توهمها أنّ الحيّة هي الّتي تخاطبها ، وقال : يا حواء أرأيت هذه الشّجرة التي كان الله عزّ وجلّ حرّمها عليكما ، وقد أحلّها لكما بعد تحريمها ، لما عرف من حسن طاعتكما له وتوقيركما إياه ، وذلك إنّ الملائكة الموكلين بتلك الشّجرة ، الّذين معهم الحراب يدفعون عنها سائر حيوان الجنّة ، لا تدفعك عنها إن رمتها ، فاعلمي بذلك أنه قد أحل لك ، وأبشري بأنّك إن تناولتها قبل آدم ، كنت أنت المسلّطة عليه الامرة النّاهية فوقه ، فقالت حوّاء : سوف اجرّب هذا ، فرامت الشّجرة فأرادت الملائكة أن تمنعها (٢) عنها بحرابها ، فأوحى الله تعالى إليهم إنّما تدفعون بحرابكم من لا عقل له يزجره ، فأمّا من جعلته ممكّنا مميّزا مختارا ، فكلوه إلى عقله الّذي جعلته حجّة عليه ، فإن أطاع استحقّ ثوابي ، وأن عصى وخالف أمري استحقّ عقابي وجزائي ، فتركوها » الخبر .

____________________________

(١) الخصال ص ٥٩١ .

(٢) في الخصار والمحاسن : الفوز .

(٣) المحاسن ص ١٩٨ .

٧ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ٨٩ .

(١) اللحيان : العظمان اللذان فيهما الأسنان من داخل الفم ، يكون للإِنسان وغيره من الحيوان ( لسان العرب ج ١٥ ص ٢٤٣ ) .

(٢) في نسخة : تدفعها .

٢٠٥

[ ١٢٧٤٨ ] ٨ ـ وفي قوله : ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ ) (١) الآية في مقام بيان الفرق بين عوامنا وعوام اليهود ، قال ( عليه السلام ) : « إنّ عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصّريح (٢) ، وبأكل الحرام والرّشاء ، وبتغيير الاحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات ـ إلى أن قال ( عليه السّلام ) ـ واضطرّوا بمعارف قلوبهم إلى أنّ من يفعل ما يفعلونه فهو فاسق ، لا يجوز أن يصدّق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله ، فلذلك ذمّهم لما قلّدوا من قد عرفوا» الخ .

[ ١٢٧٤٩ ] ٩ ـ وفيه قال : « قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : من لم يكن عقله (١) اكمل ما فيه ، كان هلاكه من أيسر ما فيه » .

[ ١٢٧٥٠ ] ١٠ ـ الشّيخ أبو الفتوح الكراجكي في كنز الفوائد : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، انّه قال : « لكلّ شيء آلة وعدة ، وآلة المؤمن وعدته العقل ، ولكلّ شيء مطيّة ومطيّة المرء العقل ، ولكلّ شيء غاية وغاية العبادة العقل ، ولكلّ قوم راع وراعي العابدين العقل ، ولكلّ تاجر بضاعة وبضاعة المجتهدين العقل ، ولكلّ خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل ، ولكلّ سفر فسطاط يلجؤون اليه وفسطاط المسلمين العقل » .

[ ١٢٧٥١ ] ١١ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انّه قال : « لا عدّة انفع من العقل ، ولا عدو أضرَّ من الجهل » وقال ( عليه السلام ) : « زينة الرّجل عقله » وقال ( عليه السلام ) : « من لم يكن أكثر ما فيه عقله ، كان بأكثر ما فيه قتله » .

____________________________

(٨) تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٢١ .

(١) البقرة ج ٢ ص ٧٨ .

(٢) في المصدر : الصراح .

٩ ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) ص ٩ .

(١) في المصدر زيادة : من .

١٠ ـ كنز الفوائد ص ١٣ .

١١ ـ كنز الفوائد ص ٨٨ .

٢٠٦

وقال ( عليه السلام ) : « العقول ذخائر والأعمال كنوز » (١) .

وقال ( عليه السلام ) : « من ترك الاستماع من ذوي العقول مات عقله » (٢) .

وقال ( عليه السلام ) : « الجمال في اللّسان والكمال في العقل » (٣) .

وقال ( عليه السلام ) : « العقول أئمّة الأفكار ، والأفكار ائمّة القلوب ، والقلوب ائمة الحواس ، والحواس أئمّة الأعضاء » (٤) .

[ ١٢٧٥٢ ] ١٢ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : « استرشدوا العقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا » .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « سيّد الأعمال في الدّارين العقل ، ولكل شيء دعامة ودعامة المؤمن عقله ، فبقدر عقله تكون عبادته» .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) (١) : « العاقل من أطاع الله ، وإن كان ذميم المنظر حقير الخطر » .

[ ١٢٧٥٣ ] ١٣ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمد ، حدّثني موسى ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه علي ( عليهم السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا علمتم من رجل حسن الحال فانظروا في حسن عقله فإنما يجزى الرّجل بعقله » .

[ ١٢٧٥٤ ] ١٤ ـ محمد بن علي الفارسي في روضة الواعظين : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « صدر العاقل صندوق سرّه ، ولا غنى كالعقل ، ولا فقر كالجهل ، ولا ميراث كالأدب ، ولا مال أعود من العقل ، ولا عقل كالتّدبير » .

____________________________

(١) المصدر نفسه ص ١٩٤ .

، ٣ ، ٤) المصدر نفسه ص ٨٨ .

١٢ ـ كنز الفوائد ص ١٩٤ .

(١) المصدر نفسه ص ١٣ .

١٣ ـ الجعفريات ص ١٤٨ .

١٤ ـ روضة الواعظين ص ٤ .

٢٠٧

[ ١٢٧٥٥ ] ١٥ ـ وعن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « قوام المرء عقله ، ولا دين لمن لا عقل له » وروي انّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قيل له : ما العقل ؟ قال : « العمل بطاعة الله ، وانّ العمّال بطاعة الله هم العقلاء » .

[ ١٢٧٥٦ ] ١٦ ـ وعن ابن عبّاس ، انّه قال : اساس الدّين بني على العقل ، وفرضت الفرائض على العقل ، وربّنا يعرف بالعقل ، ويتوسّل إليه بالعقل ، والعاقل أقرب من ربّه من جميع المجتهدين بالعقل (١) ، ولمثقال ذرّة من برّ العاقل ، أفضل من جهاد الجاهل الف عام .

[ ١٢٧٥٧ ] ١٧ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن الصادق ( عليه السلام ) قال : « إذا أراد الله أن يزيل من عبد نعمة ، كان أوّل ما يغيّر منه عقله » .

وقال ( عليه السلام ) (١) : « يغوص العقل على الكلام فيستخرجه من مكنون الصّدر ، كما يغوص الغائص على اللّؤلؤ المستكنّة [ في البحر ] (٢)» .

[ ١٢٧٥٨ ] ١٨ ـ وعنه ( عليه السلام ) قال : « افضل طبائع العقل العبادة ، وأوثق الحديث له العلم ، وأجزل حظوظه الحكمة ، وأفضل ذخائره الحسنات » .

[ ١٢٧٥٩ ] ١٩ ـ أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في المحاسن : عن ابيه ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، رفعه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّا معاشر الأنبياء نكلّم النّاس على قدر عقولهم » .

[ ١٢٧٦٠ ] ٢٠ ـ وعن الحسن بن علي بن يقطين ، عن محمّد بن سنان ، عن ابي

____________________________

١٥ ، ١٦ ـ روضه الواعظين ص ٤ .

(١) في المصدر : بغير عقل .

١٧ ـ الاختصاص ص ٢٤٥ .

(١) نفس المصدر ص ٢٤٤ .

(٢) أثبتناه من المصدر .

١٨ ـ نفس المصدر ص ٢٤٤ .

١٩ ـ المحاسن ص ١٩٥ ح ١٧ .

٢٠ ـ نفس المصدر ص ١٩٥ ح ١٦ .

٢٠٨

الجارود ، عن ابي جعفر ( عليه السلام ) قال : « إنّما يداقّ الله العباد في الحساب يوم القيامة ، على قدر ما آتاهم من العقول في الدّنيا » .

ورواه في الكافي : عن عدّة من اصحابنا ، عن أحمد ، مثله (١) .

[ ١٢٧٦١ ] ٢١ ـ وعن النّوفلي ، وجهم بن حكيم المدائني ، عن السّكوني ، عن ابي عبدالله ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا بلغكم عن رجل حسن حالة ، فانظروا في حسن عقله ، فانّما يجازى بعقله » .

[ ١٢٧٦٢ ] ٢٢ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنّه قال في جواب شمعون بن لاوي بن يهودا من حواري عيسى ( عليه السلام ) ، حيث قال : اخبرني عن العقل ، ما هو ؟ وكيف هو ؟ ما يتشعّب منه وما لا يتشعّب ؟ وصف لي طوائفه كلّها ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّ العقل عقال من الجهل ، والنّفس مثل أخبث الدّواب ، فان لم تعقل جارت ، فالعقل عقال من الجهل ، وانّ الله خلق العقل فقال له : أقبل فأقبل ، وقال له : أدبر فأدبر ، فقال الله تبارك وتعالى : وعزّتي وجلالي ، ما خلقت خلقاً اعظم منك ، ولا اطوع منك ، بك ابدىء وبك اعيد ، لك الثّواب وعليك العقاب » الخبر ، وهو طويل شريف .

[ ١٢٧٦٣ ] ٢٣ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، انّه قال : « انّما يدرك الخير كلّه بالعقل ، ولا دين لمن لا عقل له ـ واثنى قوم بحضرته على رجل حتّى ذكروا جميع خصال الخير ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ كيف عقل الرّجل ؟ فقالوا : يا رسول الله نخبرك عنه باجتهاده في العبادة واصناف الخير ، تسألنا عن عقله ! فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ الأحمق يصيب

____________________________

(١) الكافي ج ١ ص ٩ ح ٧ .

٢١ ـ المحاسن ص ١٩٤ ح ١٤ .

٢٢ ـ تحف العقول ص ١٢ .

٢٣ ـ المصدر السابق ٣٨ .

٢٠٩

بحمقه أعظم من فجور الفاجر ، وانّما يرتفع العباد غداً في الدّرجات وينالون الزّلفى من ربّهم على قدر عقولهم » .

[ ١٢٧٦٤ ] ٢٤ ـ وقدم المدينة رجل نصراني من أهل نجران ، وكان فيه بيان وله وقار وهيبة ، فقيل : يا رسول الله ، ما اعقل هذا النّصراني ! فزجر القائل وقال : « مه ، انّ العاقل من وحّد الله وعمل بطاعته » .

[ ١٢٧٦٥ ] ٢٥ ـ مصباح الشّريعة : قال الصّادق ( عليه السلام ) : « العاقل من كان ذلولاً اجابة الحقّ ، منصفاً بقوله ، جموحاً عند الباطل ، خصماً بقوله ، يترك دنياه ولا يترك دينه ، ودليل العقل (١) شيئان صدق القول وصواب الفعل » الخبر .

[ ١٢٧٦٦ ] ٢٦ ـ سبط الطّبرسي في مشكاة الأنوار : نقلاً من كتاب الزاهد عن ابي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « دعامة الاسلام العقل ، ومنه الفطنة والفهم والحفظ والعلم ، وبالعقل يكمل ، وهو دليله ومبصره ومفتاح امره ، فإذا كان تأييد عقله من النّور ، كان عالماً حافظاً زاكياً فطناً فهماً ، فعلم بذلك كيف ولم ؟ وحيث ، وعرف من نصحه ومن غشّه ، فإذا عرف ذلك ، عرف مجراه وموصوله ومفصوله ، واخلص الوحدانيّة لله والاقرار بالطاعة ، فإذا فعل ذلك كان مستدركاً لما فات وارداً على ما هو آت ، فعرف ما هو فيه ، ولأيّ شيء هو هاهنا ؟ ومن اين يأتي ؟ وإلى ما هو صائر ؟ وذلك كله من تأييد العقل » .

[ ١٢٧٦٧ ] ٢٧ ـ القطب الرّاوندي في لبّ اللباب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال في حديث : « العقل هداية ، والجهل ضلالة » .

____________________________

٢٤ ـ تحف العقول ص ٣٨ .

٢٥ ـ مصباح الشريعة ص ٢٢٢ .

(١) في نسخة : العاقل .

٢٦ ـ مشكاة الأنوار ص ٢٥٢ .

٢٧ ـ لب اللباب : مخطوط .

٢١٠

قلت : ذكر الشيخ في الأصل (١) في آخر الباب ، للعقل معاني يطلق عليها في الأحاديث ، وذكر انّ اكثر احاديث الباب محمول على معنيين : احدهما العلم ، ومنه يظهر انّ ما نسب إلى الإِخباريين من انكارهم حجّية القطع الحاصل من العقل في غير محلّه ، وله شواهد كثيرة من كلماتهم ، ليس هنا محلّ نقلها ، ولعلنا نشير في بعض فوائد الخاتمة إلى ذلك ، إن شاء الله تعالى .

٩ ـ ( باب وجوب غلبة العقل على الشّهوة ، وتحريم العكس )

[ ١٢٧٦٨ ] ١ ـ ثقة الإِسلام في الكافي : عن ابي عبدالله الأشعري ، عن بعض اصحابنا رفعه ، عن هشام بن الحكم ، عن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، انّه قال : « يا هشام ، كيف يزكو عند الله عملك ؟ وأنت قد شغلت قلبك [ عن أمر ربك ] (١) واطعت هواك على غلبة عقلك » .

[ ١٢٧٦٩ ] ٢ ـ الآمدي في الغرر ، عن امير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : « العقل والشّهوة ضدّان ، ومؤيّد العقل العلم ، ومزيّن الشّهوة الهوى ، والنّفس متنازعة بينهما ، فايّهما قهر كانت في جانبه » .

وقال ( عليه السلام ) : «إنّ افضل النّاس عند الله ، من احيا عقله وأمات شهوته » (١) .

وقال ( عليه السلام ) : « ذهاب العقل بين الهوى والشهوة » (٢) .

وقال ( عليه السلام ) « زوال العقل بين دواعي الشّهوة

____________________________

(١) وسائل الشيعة ج ١١ ص ١٦٣ .

الباب ٩

١ ـ الكافي ج ١ ص ١٣ .

(١) أثبتناه من المصدر .

٢ ـ غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٩٦ ح ٢١٢٢ .

(١) المصدر نفسه ج ١ ص ٢٤٠ ح ٢٠٣ .

(٢) المصدر نفسه ص ٢٠٧ ، « الطبعة الحجرية » .

٢١١

والغضب» (٣) .

وقال ( عليه السلام ) : « من كمل عقله استهان بالشهوات » (٤) .

وقال ( عليه السلام ) : « من لم يملك شهوته لم يملك عقله » (٥) .

وقال ( عليه السلام ) : « لا عقل مع شهوة » (٦) .

وقال ( عليه السلام ) : « من ملك نفسه علا امره ، ( من ملكته نفسه ذلّ قدره ) (٧)» (٨) .

وقال ( عليه السلام ) : « من غلب شهوته ظهر عقله » (٩) .

وقال ( عليه السلام ) : « من غلب عقله هواه افلح ، من غلب هواه عقله افتضح » (١٠) .

وقال ( عليه السلام ) : « من غلب شهوته صان قدره » (١١) .

[ ١٢٧٧٠ ] ٣ ـ مصباح الشريعة : قال الصّادق ( عليه السلام ) : « والهوى عدوّ العقل ، ومخالف الحقّ ، وقرين الباطل ، وقوّة الهوى من الشّهوات ، واصل علامات الهوى من اكل الحرام ، والغفلة عن الفرائض ، والاستهانة بالسّنن ، والخوض في الملاهي » .

[ ١٢٧٧١ ] ٤ ـ أبو يعلى الجعفري في كتاب نزهة النّاظر : عن ابي جعفر

____________________________

(٣) المصدر نفسه ج ٢٣٤ وفيه : « ضلال النفس » بدل « زوال العقل » الطبعة الحجرية .

(٤) المصدر نفسه ج ٢ ص ٦٤٢ ح ٥٧١ .

(٥) المصدر نفسه ج ٢ ص ٧٠٢ ح ١٣٣٣ .

(٦) المصدر نفسه ج ٢ ص ٨٣٣ ح ٩٣ .

(٧) ليس في المصدر .

(٨) المصدر نفسه ج ٢ ص ٦٢١ ح ٢٢٨ .

(٩) المصدر نفسه ج ٢ ص ٦٢٥ ح ٣٠٨ .

(١٠) المصدر نفسه ج ٢ ص ٦٥٠ ح ٦٩٨ ، ٦٩٩ .

(١١) المصدر نفسه ج ٢ ص ٦٥١ ح ٧٠٧ .

٣ ـ مصباح الشريعة ص ٢٢٣ .

٤ ـ نزهة الناظر ص ٥٠

٢١٢

( عليه السلام ) ، قال : « انّ طبائع الناس كلّها مركّبة على الشّهوة ، والرّغبة ، والحرص ، والرّهبة ، والغضب ، واللّذة ، إلّا انّ في النّاس من زمّ (١) هذه الخلال بالتّقوى والحياء والأنف ، فإذا دعتك نفسك إلى كبيرة من الأمر ، فارم ببصرك إلى السّماء ، فان لم تخف من (٢) فيها ، فانظر إلى من في الأرض ، لعلّك ان تسستحيي ممّن فيها ، فإن كنت لا ممّن في السّماء تخاف ، ولا ممّن في الأرض تستحي ، فعدّ نفسك في البهائم » .

١٠ ـ ( باب وجوب الاعتصام بالله )

[ ١٢٧٧٢ ] ١ ـ الصّدوق في الخصال : عن أحمد بن هارون القاضي (١) ، عن محمد بن جعفر بن بطة ، عن احمد بن ابي عبدالله البرقي ، عن ابيه ، عن صفوان بن يحيى ، رفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، انّه قال : « قال ابليس : خمسة اشياء ليس لي فيهنّ حيلة ، وسائر النّاس في قبضتي : من اعتصم بالله عن نيّة صادقة ، واتكل عليه في جميع اموره » الخبر .

[ ١٢٧٧٣ ] ٢ ـ سبط الطّبرسي في مشكاة الأنوار : نقلا عن المحاسن ، عن ابي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « ايّما عبد اقبل قِبَل ما يحبّ الله عزّ وجلّ ، اقبل الله عزّ وجلّ قِبَل كلّ ما يحبّ ، ومن اعتصم بالله وبتقواه عصمه الله ، ومن أقبل قبله وعصمه ، لم يبال لو سقطت السّماء على الأرض [ أو كانت نازلة على أهل الأرض ] (١) فشملتهم بليّة ، وكان في حرز الله بالتّقوى من كلّ بليّة ، أليس الله تبارك وتعالى يقول : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ) (٢) ) .

____________________________

(١) في المصدر : قد ضم .

(٢) وفيه : ممن .

الباب ١٠

١ ـ الخصال ج ١ ص ٢٨٥ ح ٣٧ .

(١) في المصدر : الفامي ، وكلاهما صحيح « راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٣٥٤ » .

٢ ـ مشكاة الأنوار ص ١٨ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) الدخان ٤٤ : ٥١ .

٢١٣

[ ١٢٧٧٤ ] ٣ ـ وعنه ( عليه السلام ) : « أوحىٰ الله تعالى إلى داود ( عليه السلام ) : أنّه ما اعتصم بي عبد من عبادي دون احد من خلقي ، عرفت ذلك من نيّته ، ثم تكيده السّماوات والأرض ومن فيهنّ ، إلّا جعلت له المخرج من بينهنّ ، وما اعتصم عبد من عبادي باحد من خلقي ، عرفت ذلك من نيّته ، إلّا قطعت أسباب السّماوات من بين يديه ، واسخت الأرض من تحته ولا ابالي في ايّ واد يهلك » .

فقه الرّضا ( عليه السلام ) : مثله (١) .

[ ١٢٧٧٥ ] ٤ ـ محمّد بن علي الفتال في روضة الواعظين : عن ابي جعفر ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « من اعتصم بالله لا يهزم » .

[ ١٢٧٧٦ ] ٥ ـ وعن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، انّه قال : « يقول الله عزّ وجلّ : ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني ، الّا قطعت اسباب السّماوات والأرض (١) دونه ، فان سألني لم اعطه ، وان دعاني لم اجبه ، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي ، الّا ضمنت السّماوات والأرض رزقه ، فان سألني اعطيته ، وان دعاني اجبته ، وان استغفرني غفرت له » .

صحيفة الرّضا ( عليه السلام ) : مسنداً عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، مثله (٢) .

[ ١٢٧٧٧ ] ٦ ـ القطب الرّاوندي في كتاب لبّ اللّباب : عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قال : « يقول الله : ما من عبد نزلت به بليّة ، فاعتصم بي دون خلقي ، الّا اعطيته قبل ان يسألني » .

____________________________

٣ ـ مشكاة الأنوار ص ١٦ .

(١) فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٨ .

٤ ـ روضة الواعظين ص ٤٢٥ .

٥ ـ روضة الواعظين ص ٤٢٦ .

(١) في المصدر زيادة : من .

(٢) صحيفة الامام الرضا ( عليه السلام ) ص ٣٣ ح ٥ .

٦ ـ لب اللباب : مخطوط .

٢١٤

[ ١٢٧٧٨ ] ٧ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، انّه قال : « من اعتصم بالله نجاه » وقال ( عليه السلام ) : « من اعتصم بالله لم يضرّه شيطان » (١) وقال ( عليه السّلام ) : « اعتصم في احوالك كلّها بالله ، فانّك تعتصم منه سبحانه بمانع عزيز (٢) ، الجىء نفسك في الأمور كلّها إلى الهك ، فانك تلجئها الى كهف حريز » (٣) .

١١ ـ ( باب وجوب التّوكّل على الله والتّفويض اليه )

[ ١٢٧٧٩ ] ١ ـ الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمّد ، عن ابيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن ابي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « الإِيمان له أركان أربعة : التّوكل على الله ، والتّفويض اليه ، والتّسليم لأمر الله تعالى ، والرّضى بقضاء الله تعالى » .

ورواه في المحاسن : عنه ( عليه السلام ) ، مثله (١) .

ورواه الحميري في قرب الاسناد : عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن البزنطي ، عن الرّضا ( عليه السلام ) ، مثله (٢) .

[ ١٢٧٨٠ ] ٢ ـ كتاب مثنى بن الوليد الحنّاط : عن ابي بصير ، عن ابي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : قال لي : « ما من شيء إلّا وله حدّ » قال : فقلت : وما حدّ التّوكّل ؟ قال : « اليقين » قلت : فما حدّ اليقين ؟ قال : «ان لا يخاف مع الله شيئاً » .

____________________________

٧ ـ غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٦١٩ ح ١٨٤ .

(١) المصدر نفسه ج ٢ ص ٦٣٠ ح ٣٨٠ .

(٢) المصدر نفسه ج ١ ص ١١٩ ح ١٦٦ .

(٣) المصدر نفسه ج ١ ص ١١٨ ح ١٦٥ .

الباب ١١

١ ـ الجعفريات ص ٢٣٢

(١) عنه في مشكاة الأنوار ص ١٨ .

(٢) قرب الاسناد ص ١٥٥ .

٢ ـ كتاب مثنىٰ بن الوليد الحناط ص ١٠٤ .

٢١٥

[ ١٢٧٨١ ] ٣ ـ الشّيخ الطّوسي في اماليه : عن جماعة ، عن ابي المفضّل ، عن ابي الحسين رجاء بن يحيى العبرتائي الكاتب ، عن محمّد بن الحسن بن شمّون ، عن عبدالله بن عبدالرّحمان الأصم ، عن الفضيل بن يسار ، عن وهب بن عبدالله الهنائي ، عن ابي حرب بن ابي الأسود الدّؤلي ، عن أبيه ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ياأبا ذر ، ان سرّك أن تكون أقوى النّاس ، فتوكّل على الله ، وان سرّك ان تكون اكرم النّاس ، فاتّق الله عزّ وجلّ ، وان سرّك أن تكون أغنى النّاس ، فكن بما في يدي الله عزّ وجلّ أوثق منك بما في يديك ، ياأباذر ، لو أنّ الناس كلهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) (١) » .

[ ١٢٧٨٢ ] ٤ ـ سبط الشّيخ الطّبرسي في مشكاة الأنوار : نقلاً من المحاسن ، عن ابي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « إنّ الغنى والعزّ يجولان ، فاذا ظفرا بموضع التّوكّل أوطناه » .

[ ١٢٧٨٣ ] ٥ ـ وعن أبي الحسن الأوّل ( عليه السلام ) ، سأله علي بن سويد السّائي ، عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) (١) قال : « التوكّل على الله درجات ، منها أن تتوكّل عليه في أمورك كلّها ، فما فعل بك كنت عنه راضياً ، تعلم انّه لا يألوك الّا خيراً وفضلاً ، وتعلم انّ الحكم في ذلك اليه ، ووثقت به فيها وفي غيرها » .

____________________________

٣ ـ أمالي الطوسي : النسخة المطبوعة خالية من هذه القطعة ، وأخرجها العلامة المجلسي في البحار ج ٧٧ ص ٨٧ عن معاني الأخبار والخصال وذكر في ذيل : ورواه الشيخ في أماليه مثله .

(١) الطلاق ٦٥ : ٢ ، ٣ .

٤ ـ مشكاة الأنوار ص ١٦ .

٥ ـ المصدر السابق ١٦ .

(١) الطلاق ٦٥ : ٣ .

٢١٦

[ ١٢٧٨٤ ] ٦ ـ محمّد بن علي الفتال في روضة الواعظين ، عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « مَن احبّ ان يكون اتقى النّاس ، فليتوكّل على الله » .

[ ١٢٧٨٥ ] ٧ ـ وعن الباقر ( عليه السّلام ) ، أنّه قال : « من توكّل على الله لا يغلب » .

[ ١٢٧٨٦ ] ٨ ـ وعن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، انّه قال : « من احبّ (١) ان يكون أقوى النّاس ، فليتوكّل على الله ، ومن سرّه أن يكون أكرم النّاس ، فليتّق الله ، ومن سرّه أن يكون أغنى النّاس ، فليكن بما في يد الله أوثق ممّا في يده ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « لو أنّ رجلاً توكّل على الله بصدق النيّة ، لاحتاجت إليه ( الأمور ممّن دونه ) (٢) ، فكيف يحتاج هو ومولاه الغنيّ الحميد ؟ » .

[ ١٢٧٨٧ ] ٩ ـ القطب الرّاوندي في لبّ اللّباب : عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، انّه قال : « من توكّل وقنع ورضي كفي المطلب » .

[ ١٢٧٨٨ ] ١٠ ـ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « من أصابته فاقة فأنزلها بالنّاس لم يسدّوا فاقته ، ومن أنزلها بالله أو شك الله له الغنى ، إمّا موتاً عاجلاً ، أو غنى آجلاً » .

[ ١٢٧٨٩ ] ١١ ـ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « لو توكّلتم على الله حقّ توكّله ، لرزقكم كما يرزق الطّير ، تغدو خماصاً وتروح بطاناً » ورأي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قوماً لا يزرعون ، قال : « ما انتم ؟ » قالوا : نحن المتوكّلون ، قال : « لا بل أنتم المتكّلون » .

[ ١٢٧٩٠ ] ١٢ ـ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « لا تتّكل إلى غير الله فيكلك الله

____________________________

٦ ، ٧ ـ روضة الواعظين ص ٤٢٥ .

٨ ـ المصدر السابق ص ٤٢٦ .

(١) في المصدر : سرّه .

(٢) في المصدر : الأمراء فمن دونهم .

٩ ـ ١٢ ـ لب اللباب : مخطوط .

٢١٧

اليه ، ولا تعمل لغير الله فيجعل ثوابك عليه » .

[ ١٢٧٩١ ] ١٣ ـ وسأل النّبي ( صلى الله عليه وآله ) جبرئيل عن تفسير التّوكّل ، فقال : « اليأس من المخلوقين ، وأن يعلم أنّ المخلوق لا يضرّ ولا ينفع ، ولا يعطي ولا يمنع » .

[ ١٢٧٩٢ ] ١٤ ـ وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) ، قال : « قضى الله على نفسه ، انّه من آمن به هداه ، ومن اتّقاه وقاه ، ومن توكّل عليه كفاه ، ومن أقرضه انماه ، ومن وثق به انجاه ، ومن التجأ إليه آواه ، ومن دعاه أجابه ولبّاه ، وتصديقها من كتاب الله ( وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) (١) ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ) (٢) ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) (٣) ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ ) (٤) ( وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ ) (٥) ( وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ ) (٦) ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي ) (٧)» الآية .

[ ١٢٧٩٣ ] ١٥ ـ وعن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، قال : « انّ العزّ والغنى خرجا يجولان ، فلقيا التّوكّل فاستوطنا » .

[ ١٢٧٩٤ ] ١٦ ـ مصباح الشّريعة : قال الصّادق ( عليه السلام ) : « التّوكّل كأس مختوم بختام الله عزّ وجلّ ، فلا يشرب بها ولا يفض ختامها الّا المتوكّل ، كما قال الله تعالى : ( وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ) (١) وقال عزّ وجل :

____________________________

١٣ ، ١٤ ـ لب اللباب : مخطوط .

(١) التغابن ٦٤ : ١١ .

(٢) الطلاق : ٦٥ : ٢ .

(٣) الطلاق ٦٥ : ٣ .

(٤) البقرة ٢ : ٢٤٥ .

(٥) آل عمران ٣ : ١٠١ .

(٦) الزمر ٣٩ : ٥٤ .

(٧) البقرة ٢ : ١٨٦ .

١٥ ـ لب اللباب : مخطوط .

١٦ ـ مصباح الشريعة ص ٤١٣ ـ ٤١٨ . ( باختلاف يسير ) .

(١) ابراهيم ١٤ : ١٢ .

٢١٨

( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) (٢) جعل الله التّوكّل مفتاح الايمان ، والايمان قفل التّوكّل ، وحقيقة التّوكّل الايثار ، وأصل الايثار تقديم الشّيء بحقّه ، ولا ينفكّ المتوكّل في توكّله من اثبات أحد الايثارين : فإن اثر معلول التّوكّل وهو الكون حجب به ، وان اثر العلل علّه التّوكّل وهو البارىء سبحانه وتعالى بقي معه ، فإن أردت أن تكون متوكّلاً لا متعلّلاً ، فكبّر على روحك خمس تكبيرات ، وودّع أمانيك كلّها توديع الموت للحياة ، وأدنى حدّ التوكّل أن لا تسابق مقدورك بالهمة ، ولا تطالع مقسومك ، ولا تستشرف معدومك ، فينتقض بأحدها عقد ايمانك وأنت لا تشعر ، وان عزمت أن تقف على بعض شعار المتوكّلين من اثبات احد الايثارين حقّاً ، فاعتصم بمعرفة هذه الحكاية ، وهي انّه روي انّ بعض المتوكّلين قدم على بعض الأئمة ( عليهم السلام ) ، فقال له : اعطف عليّ بجواب مسألة في التوكّل ، والإِمام ( عليه السلام ) كان يعرف الرّجل بحسن التوكّل ونفيس الورع ، وأشرف على صدقه فيما سأل عنه من قبل ابدائه ايّاه ، فقال له : قف مكانك وانظرني ساعة ، فبينا هو مطرق لجوابه اذ اجتاز بهما فقير ، فادخل الامام ( عليه السلام ) يده في جيبه وأخرج شيئاً فناوله الفقير ، ثمّ اقبل على السّائل فقال له : هات وسل عمّا بدا لك ، فقال السّائل : أيّها الامام ، كنت اعرفك قادراً متمكّناً من جواب مسألتي قبل ان استنظرتني ، فما شأنك في ابطائك عنّي ؟ فقال الامام ( عليه السلام ) : لتعتبر المعنى قبل كلامي ، إذا لم أكن أراني ساهياً بسرّي وربّي مطّلع عليّ ، ان اتكلّم بعلم التّوكل وفي جيبي دانق ، ثم لم يحلّ ذلك إلّا بعد ايثاره فافهم ، فشهق السائل شهقة ، وحلف ان لا يأوي عمراناً ولا يأنس ببشر ما عاش » .

[ ١٢٧٩٥ ] ١٧ ـ الشّيخ المفيد في الاختصاص : مرسلاً عن الأوزاعي ، أنّ لقمان قال لابنه : يا بني من ذا الّذي عبد الله فخذله ؟ ومن ذا الذي ابتغاه فلم

____________________________

(٢) المائدة ٥ : ٢٣ .

١٧ ـ الاختصاص ص ٣٣٧ .

٢١٩

يجده ؟ ومن ذا الّذي ذكره فلم يذكره (١) ؟ ومن ذا الذي توكّل على الله فوكله إلى غيره ؟ ومن ذا الذي تضرّع إليه جلّ ذكره فلم يرحمه ؟

[ ١٢٧٩٦ ] ١٨ ـ الحسن بن أبي الحسن الدّيلمي في ارشاد القلوب : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ في خبر المعراج ـ انّه قال : « يا ربّ أيّ الأعمال افضل ؟ فقال الله عزّ وجلّ : ( يا أحمد ) (١) ، ليس شيء أفضل عندي من التّوكّل عليّ والرّضى بما قسمت » .

[ ١٢٧٩٧ ] ١٩ ـ العلّامة الكراجكي في معدن الجواهر : قال أمير المؤمنين عليه السّلام : « خصلة من عمل بها كان من أقوى النّاس ، قيل : وما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال : التّوكّل على الله عزّ وجلّ » .

[ ١٢٧٩٨ ] ٢٠ ـ الشّيخ أبو الفتوح الرّازي في تفسيره : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه مرّ يوماً على قوم ، فرآهم اصحاء جالسين في زاوية المسجد ، فقال ( عليه السلام ) : « من انتم ؟ » قالوا : نحن المتوكّلون قال ( عليه السلام ) : « لا بل انتم المتأكّلة ، فان كنتم متوكّلين فما بلغ بكم توكّلكم ؟ » قالوا : إذا وجدنا أكلنا ، وإذا فقدنا صبرنا ، قال ( عليه السلام ) : « هكذا تفعل الكلاب عندنا » قالوا : فما نفعل ؟ قال : « كما نفعل » قالوا : كيف تفعل ؟ قال ( عليه السلام ) : « إذا وجدنا بذلنا ، وإذا فقدنا شكرنا » .

____________________________

(١) في الطبعة الحجرية : يجده ، وما أثبتناه من المصدر .

١٨ ـ ارشاد القلوب ص ١٩٩ .

(١) ليس في المصدر .

١٩ ـ معدن الجواهر ص ٢٢ .

٢٠ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي :

٢٢٠