مستدرك الوسائل - ج ١١

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١١

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

وذاك حكم الله عزّ وجلّ ، لأنّ لهم دار حرب قائمة ، وإماما منتصبا يداوي جريهم ويعالج مريضهم ، ويهب (١١) لهم الكراع والسلاح ، ويعيدهم إلى قتالكم كرّة بعد كرّة ، ولم يكونوا بايعوا فيدخلون في ذمّة البيعة والإِسلام ، ومن خرج من بيعتنا فقد خرج من الدين ، وصار ماله وذراريه بعد دمه حلالاً » قالوا له : صدقت وأصبت ، وأخطأنا ، والحق والحجّة لك . . . الخبر .

ورواه القاضي نعمان في كتاب شرح الأخبار : عن أحمد بن شعيب الساري ، بإسناده عن عبدالله بن عباس ، مثله باختلاف يسير .

[ ١٢٤٢٦ ] ١٠ ـ العلامة في المختلف : عن ابن أبي عقيل ، أنه روى : أنّ رجلاً من عبد القيس قام يوم الجمل فقال : يا أمير المؤمنين ، ما عدلت حتى (١) تقسم بيننا أموالهم ، ولا تقسم بيننا نساءهم ولا أبناءهم ، فقال له : « إن كنت كاذباً فلا أماتك الله حتى تدرك غلام ثقيف ، وذلك أنّ دار الهجرة حرّمت ما فيها ، وإن دار الشرك أحلّت ما فيها ، فأيّكم يأخذ أُمّه في سهمه !؟ »

قال العلامة فيه : لنا : ما رواه ابن أبي عقيل ، وهو شيخ من علمائنا تقبل مراسيله لعلمه وعدالته ، وذكر الخبر المذكور .

٢٤ ـ ( باب حكم قتال البغاة )

[ ١٢٤٢٧ ] ١ ـ الحسن بن محمد الطوسي في أماليه : عن أبيه ، عن المفيد ، عن علي بن بلال ، عن محمد بن الحسين بن حميد اللخمي ، عن سليمان بن الربيع ، عن نصر بن مزاحم ، قال عليّ بن بلال : وحدّثني علي بن

____________________________

(١١) وفيه : ويعفر .

١٠ ـ المختلف ص ٣٣٧ .

(١) في المصدر : حين .

الباب ٢٤

١ ـ أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٠٠ .

٦١

عبدالله بن أسد الأصبهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن محمد بن علي ، عن نصر بن مزاحم ، عن يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن علي بن الحزور ، عن الأصبغ بن نباتة قال : جاء رجل إلى علي ( عليه السلام ) فقال : يا أمير المؤمنين ، هؤلاء الذين تقاتلهم ، الدّعوة واحدة ، والرسول واحد ، والصلاة واحدة ، والحجّ واحد ، فبم نسميهم ؟ قال : « سمّهم بما سماهم الله تعالى في كتابه » فقال : ما كلّ ما في كتاب الله أعلمه ، فقال : « أما سمعت الله يقول في كتابه : ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ) (١) فلمّا وقع الاختلاف كنّا نحن أولى بالله عزّ وجلّ وبدينه ، وبالنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، وبالكتاب وبالحقّ ، فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا ، وشاء الله منّا قتلهم فقتلناهم بمشيئته وإرادته » .

ورواه المفيد في أماليه (٢) : عن علي بن بلال ، مثله .

[ ١٢٤٢٨ ] ٢ ـ ابن شهر آشوب في مناقبه : عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنه ذكر الذين حاربهم عليّ ( عليه السلام ) فقال : « أما إنّهم أعظم جرماً ممّن حارب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قيل له : وكيف ذلك يابن رسول الله ؟ قال : أُولئك كانوا أهل جاهليّة ، وهؤلاء قرؤوا القرآن وعرفوا أهل الفضل ، فأتوا ما أتوا بعد البصيرة » .

[ ١٢٤٢٩ ] ٣ ـ فرات بن ابراهيم الكوفي في تفسيره : عن الحسن بن علي بن بزيع ، معنعناً عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « قال أمير المؤمنين

____________________________

(١) البقرة ٢ : ٢٥٣ .

(٢) أمالي المفيد ص ١٠١ .

٢ ـ المناقب لابن شهر آشوب ج ٣ ص ٢١٨ .

٣ ـ تفسير فرات الكوفي ص ٥٧ .

٦٢

( عليه السلام ) : يا معشر المسلمين قاتلوا ائمّة الكفر إنّهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون ثمّ قال : هؤلاء القوم هم وربّ الكعبة ، يعني أهل صفّين والبصرة والخوارج » .

[ ١٢٤٣٠ ] ٤ ـ العياشي في تفسيره : عن حنّان بن سدير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : (١) « دخل عليّ أُناس من أهل البصرة فسألوني عن طلحة والزبير ، فقلت لهم : كانا إمامين من ائمّة الكفر ، إنّ علياً ( صلوات الله عليه ) يوم البصرة لمّا صف الخيول قال لأصحابه : لا تعجلوا على القوم ، حتّى أعذر فيما بيني وبين الله تعالى وبينهم ، فقام إليهم فقال لأهل (٢) البصرة : هل تجدون عليّ جوراً في الحكم ؟ قالوا : لا ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) ـ ثم ثنى إلى أصحابه فقال : إنّ الله يقول في كتابه : ( وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ) (٣) فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : والذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة ، واصطفى محمداً ( صلى الله عليه وآله ) بالنبوة ، إنّكم لأصحاب هذه الآية ، وما قوتلوا منذ نزلت » .

[ ١٢٤٣١ ] ٥ ـ وعن أبي الطفيل قال : سمعت علياً ( عليه السلام ) يوم الجمل ، وهو يحضّ الناس على قتالهم ويقول : « والله ما رمى أهل هذه الآية بكنانة قبل اليوم ( قَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ) (١) » فقلت لأبي الطفيل : ما الكنانة ؟ قال : السهم يكون موضع الحديد فيه عظم ، تسمّيه بعض العرب الكنانة .

____________________________

٤ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٧ ح ٢٣ .

(١) في المصدر زيادة : سمعته يقول .

(٢) في المصدر : يا أهل .

(٣) التوبة ٩ : ١٢ .

٥ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٨ ح ٢٤ .

(١) التوبة ٩ : ١٢ .

٦٣

[ ١٢٤٣٢ ] ٦ ـ وعن الحسن البصري قال : خطبنا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على هذا المنبر ، وذلك بعد ما فرغ من أمر طلحة والزبير وعائشة ، فحمد الله واثنى عليه ، وصلّى على رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم قال : « أيّها الناس ، والله ما قاتلت هؤلاء بالأمس إلّا باية ( من كتاب الله ) (١) تركتها في كتاب الله إن الله يقول : ( وَإِن نَّكَثُوا ) (٢) الآية ، أما والله لقد عهد إليّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقال لي : يا علي لتقاتلنّ الفئة الباغية ، والفئة الناكثة ، والفئة المارقة » .

[ ١٢٤٣٣ ] ٧ ـ وعن الشعبي قال : قرأ عبدالله (١) : ( وَإِن نَّكَثُوا ) (٢) إلى آخر الآية ، ثم قال : ما قوتل أهلها بعد ، فلمّا كان يوم الجمل قرأها علي ( عليه السلام ) ، ثم قال : « ما قوتل أهلها منذ يوم نزلت حتى كان اليوم » .

[ ١٢٤٣٤ ] ٨ ـ وعن أبي عثمان مولى بني قصي قال : شهدت عليّاً ( عليه السلام ) سنة (١) كلّها فما سمعت منه ولاية ولا براءة ، وقد سمعته يقول : « عذرني الله من طلحة والزبير ، بايعاني طائعين غير مكرهين ، ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته ، والله ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت حتى قاتلتهم ( وَإِن نَّكَثُوا ) (٢) الآية » .

____________________________

٦ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٨ ح ٢٥ .

(١) ليس في المصدر .

(٢) التوبة ٩ : ١٢ .

٧ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٩ ح ٢٧ .

(١) هو عبد الله بن مسعود الصحابي المعروف ومن القرّاء المشهورين ، له قراءة مستقلة .

(٢) التوبة ٩ : ١٢ .

٨ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٩ ح ٢٨ .

(١) في المصدر : سنته .

(٢) التوبة ٩ : ١٢ .

٦٤

[ ١٢٤٣٥ ] ٩ ـ دعائم الإِسلام : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه خطب بالكوفة ، فقام رجل من الخوارج فقال : لا حكم إلّا الله ، فسكت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ثمّ قام آخر وآخر ، فلمّا اكثروا قال : « كلمة حقّ يراد بها باطل ، لكم عندنا ثلاث خصال : لا نمنعكم مساجد الله أن تصلوا فيها ، ولا نمنعكم الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا ، ولا نبدؤكم بحرب حتى تبدؤونا [ به ] (١) وأشهد لقد أخبرني النبيّ الصادق ( صلى الله عليه وآله ) ، عن الروح الأمين ، عن ربّ العالمين ، أنه لا يخرج [ علينا ] (٢) منكم من فئة قلّت أو كثرت إلى يوم القيامة ، إلّا جعل الله حتفها على أيدينا ، وإن أفضل الجهاد جهادكم ، وأفضل المجاهدين من قتلكم ، وأفضل الشهداء من قتلتموه ، فاعملوا ما أنتم عاملون ، فيوم القيامة يخسر المبطلون ، ولكلّ نبأ مستقر فسوف تعلمون » .

[ ١٢٤٣٦ ] ١٠ ـ وعن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : «ان دعي أهل البغي قبل القتال فحسن ، وإلّا فقد علموا ما يدعون إليه ، وينبغي أن لا يبدؤوا بالقتال حتى يبدؤوهم به » .

[ ١٢٤٣٧ ] ١١ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : « يقاتل أهل البغي ويقتلون بكلّ ما يقتل به المشركون ، ويستعان ( بكلّ ما ) (١) أمكن أن يستعان به عليهم من أهل القبلة ، ويؤسرون كما يؤسر المشركون إذا قدر عليهم » .

[ ١٢٤٣٨ ] ١٢ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه ذكر قتال من قاتله منهم فقال : « والله

____________________________

٩ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٩٣ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) أثبتناه من المصدر .

١٠ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٩٣ .

١١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٩٣ .

(١) في المصدر : عليهم بهن .

١٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٨٨ .

٦٥

ما وجدت إلّا قتالهم ، أو الكفر بما أنزل الله على نبيّه محمّد ( صلى الله عليه وآله ) » .

[ ١٢٤٣٩ ] ١٣ ـ وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنه ذكر الذين حاربهم (١) عليّ ( عليه السلام ) فقال : « أمّا إنّهم أعظم جرماً ممّن حارب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قيل له : وكيف ذلك يا بن رسول الله ؟ قال : لأنّ أُولئك كانوا جاهليّة ، وهؤلاء قرؤوا القرآن ، وعرفوا فضل أهل الفضل ، فأتوا ما أتوا بعد البصيرة » .

[ ١٢٤٤٠ ] ١٤ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه سئل عن الذين قاتلهم من أهل القبلة أكافرون هم ؟ قال : « كفروا بالأحكام وكفروا بالنعم كفراً ليس ككفر الذين دفعوا النبوّة ولم يقروا بالإسلام ، ولو كانوا كذلك ما حلّت لنا مناكحتهم ولا ذبائحهم ولا مواريثهم » .

[ ١٢٤٤١ ] ١٥ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه قال يوم صفين : « اقتلوا بقيّة الأحزاب وأولياء الشيطان ، اقتلوا من يقول : كذب الله ورسوله » .

[ ١٢٤٤٢ ] ١٦ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه حرض الناس على منبر الكوفة فقال : « يا معشر أهل الكوفة لتصبرنَّ على قتال عدوّكم ، أو ليسلطنّ الله عليكم قوماً أنتم أولى بالحقّ منهم » .

[ ١٢٤٤٣ ] ١٧ ـ ثقة الإِسلام في الكافي : عن علي بن الحسين ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قلت : ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ـ إلى قوله ـ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ ) (١) فقال

____________________________

١٣ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٨٨ .

(١) في المصدر : حاربوا .

١٤ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٨٨ .

١٥ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٩٠ .

١٦ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٧٠ .

١٧ ـ الكافي ج ٨ ص ١٨٠ .

(١) الحجرات ٤٩ : ٩ .

٦٦

( عليه السلام ) : « الفئتان ، إنّما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة ، وهم أهل هذه الآية ، وهم الذين بغوا على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا إلى أمر الله ، ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أن لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا أو (٢) يرجعوا عن رأيهم ، لأنّهم بايعوا طائعين غير كارهين ، وهي الفئة الباغية كما قال الله تعالى ، فكان الواجب على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم ، كما عدل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أهل مكّة ، إنّما منّ عليهم وعفا ، وكذلك صنع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بأهل البصرة حيث ظفر بهم ، مثل ما صنع النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بأهل مكّة حذو النعل بالنعل » .

[ ١٢٤٤٤ ] ١٨ ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد معاً ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن ضريس قال : تمارى الناس عند أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقال بعضهم : حرب علي ( عليه السلام ) شرّ من حرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقال بعضهم : حرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شرّ من حرب علي ( عليه السلام ) ، قال : فسمعهم أبو جعفر ( عليه السلام ) فقال : « ما تقولون ؟ » فقالوا : أصلحك الله ، تمارينا في حرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وفي حرب علي ( عليه السلام ) ، فقال بعضنا : حرب علي ( عليه السلام ) شرّ من حرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقال بعضنا : حرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شرّ من حرب عليّ ( عليه السلام ) ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « لا ، بل حرب عليّ ( عليه السلام ) شرّ من حرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » فقلت : جعلت فداك ، أحرب عليّ ( عليه السلام ) شرّ من حرب رسول الله ( صلى

____________________________

(٢) في المصدر : و .

١٨ ـ الكافي ج ٨ ص ٢٥٢ .

٦٧

الله عليه وآله ) ؟ قال : « نعم ، وسأُخبرك عن ذلك ، إنّ حرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يقرّوا بالإِسلام ، وإنّ حرب علي ( عليه السلام ) أقرّوا بالإِسلام ثم جحدوه » .

[ ١٢٤٤٥ ] ١٩ ـ القاضي نعمان في شرح الأخبار : عن محمد بن داود ، بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) ، أنه سئل عن قتلى الجمل ، امشركون هم ؟ قال : « لا ، بل من الشرك فرّوا » قيل : فمنافقون ؟ قال : « لا ، إنّ المنافقين لا يذكرون الله إلّا قليلاً » قيل : فما هم ؟ قال : « إخواننا بغوا علينا فنصرنا عليهم » .

[ ١٢٤٤٦ ] ٢٠ ـ ابراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات : عن ميسرة قال : قال علي ( عليه السلام ) : « قاتلوا أهل الشام مع كلّ إمام بعدي » .

[ ١٢٤٤٧ ] ٢١ ـ الشيخ المفيد في الأمالي : عن أبي الحسن علي بن بلال (١) المهلبي ، عن أبي العباس أحمد بن الحسين البغدادي ، عن الحسين بن عمر المقرىء ، عن علي بن الأزهر ، عن علي بن صالح المكي ، عن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليه السلام ) قال : « لمّا نزلت على النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) (٢) قال : يا علي أنّه قد جاء نصر الله والفتح ، فإذا رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبّح بحمد ربّك واستغفره إنه كان توّابا ، يا علي إن الله قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي ، كما كتب عليهم جهاد المشركين معي ، فقلت : يا رسول الله ، وما الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد ؟ قال : فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلّا

____________________________

١٩ ـ شرح الأخبار :

٢٠ ـ الغارات ص ٥٨٠ .

٢١ ـ أمالي المفيد ص ٢٨٨ .

(١) في الحجرية « هلال » وما أثبتناه من المصدر ( أُنظر معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٢٨٣ ) .

(٢) النصر ١١٠ : ١ .

٦٨

الله وأنّي رسول الله ، مخالفون لسنّتي وطاعنون في ديني ، فقلت : فعلى م نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله ، فقال : على إحداثهم في دينهم ، وفراقهم لامري ، واستحلالهم دماء عترتي » .

٢٥ ـ ( باب جواز فرار المسلم من ثلاثة في الحرب ، وتحريمه من واحد أو اثنين ، بأن يكون العدوّ على الضعف لا أزيد )

[ ١٢٤٤٨ ] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « من فرّ من اثنين فقد فرّ ، ومن فرّ من ثلاثة لم يكن فارّاً ، لأن الله عزّ وجلّ افترض على المسلمين أن يقاتلوا مثلي اعدادهم من المشركين » .

[ ١٢٤٤٩ ] ٢ ـ العياشي : عن الحسين بن صالح قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « كان علي ( صلوات الله عليه ) يقول : من فرّ من رجلين في القتال من الزحف فقد فرّ من الزحف ، ومن فرّ من ثلاثة رجال في القتال من الزحف فلم يفرّ » .

[ ١٢٤٥٠ ] ٣ ـ علي بن ابراهيم في تفسيره : في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ) (١) الآية ، قال : كان الحكم في أوّل النبوّة في أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّ الرجل الواحد وجب عليه أن يقاتل عشرة من الكفّار ، فإن هرب منه (٢) فهو الفارّ من الزحف ، والمائة يقاتلون ألفاً ، ثم علم الله أنّ فيهم ضعفاً لا يقدرون على ذلك ، فأنزل : ( الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ ) (٣) الآية ، ففرض الله عليهم أن يقاتل رجل من المؤمنين

____________________________

الباب ٢٥

١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٧٠ .

٢ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٦٨ ح ٧٨ .

٣ ـ تفسير القمي ج ١ ص ٢٧٩ .

(١) الأنفال ٨ : ٦٥ .

(٢) في المصدر : منهم .

(٣) الأنفال ٨ : ٦٦ .

٦٩

رجلين من الكفّار ، فإن فرّ منهما فهو الفارّ من الزحف ، وإن كانوا ثلاثة من الكفّار وواحد من المسلمين ففرّ المسلم منهم ، فليس هو الفارّ من الزحف .

٢٦ ـ ( باب أنّ من أُسر بعد جراحة مثقلة ، وجب افتداؤه من بيت المال ، وإلّا فمن ماله ، وعدم جواز الاستسلام للأسر بغير جراحة )

[ ١٢٤٥١ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : « لمّا بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالراية (١) معي ، بعث معي ناساً ، فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من استأسر من غير جراحة مثقلة فليس منّا » .

[ ١٢٤٥٢ ] ٢ ـ وبهذا الإِسناد : عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه : « أنّ علياً ( عليهم السلام ) كان يقول : من استأسر من غير أن يغلب ، فلا يفدى من بيت مال المسلمين ، ولكن يفدى من ماله إن أحبّ أهله » .

[ ١٢٤٥٣ ] ٣ ـ دعائم الإِسلام : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال : « حرّض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الناس يوم خيبر (١) ، فقال : من استأسر من غير جراحة مثخنة (٢) فليس منّا » .

____________________________

الباب ٢٦

١ ـ الجعفريات ص ٧٨ .

(١) في المصدر : بالسرايا .

٢ ـ الجعفريات ص ٧٩ .

٣ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٧٠ .

(١) في المصدر : حنين .

(٢) في الحجرية : منجية ، وما أثبتناه من المصدر .

٧٠

٢٧ ـ ( باب تحريم الفرار من الزحف إلّا ما استثني )

[ ١٢٤٥٤ ] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : « الفرار من الزحف من الكبائر » .

[ ١٢٤٥٥ ] ٢ ـ نصر بن مزاحم في كتاب صفّين : عن عمر بن سعد ، عن مالك بن أعين ، عن زيد بن وهب ، أنّ علياً ( عليه السلام ) لمّا رأى ميمنته يوم صفّين قد عادت إلى مواقفها ومصافها ، وكشف من بإزائها حتّى ضاربوهم في مواقفهم ومراكزهم ، أقبل حتّى انتهى إليهم فقال : « إنّي قد رأيت جولتكم وانحيازكم عن صفوفكم ، تحوزكم الجفاة الطغاة وأعراب أهل الشام ، وانتم لهاميم (١) العرب ، والسّنام الأعظم ، وعمّار اللّيل بتلاوة القرآن ، وأهل دعوة الحقّ إذا ضلّ الخاطئون ، فلولا إقبالكم بعد إدباركم ، وكركم بعد انحيازكم ، وجب عليكم ما وجب على المولي يوم الزحف دبره ، وكنتم فيما أرى من الهالكين ، ولقد هوّن عليَّ بعض وجدي وشفا بعض ( هياج صدري ) (٢) أنّي رأيتكم بأخرة حزتموهم كما حازوكم ، وازلتموهم عن مصافّهم كما أزالوكم ، تحوزونهم بالسّيوف ليركب أوّلهم آخرهم كالإِبل المطردة الهيم (٣) ، فالآن فاصبروا ، انزلت عليكم السكينة ، وثبّتكم الله باليقين ، وليعلم المنهزم أنّه مسخط لربّه ، وموبق (٤) لنفسه ، وفي الفرار موجدة الله عليه ، والذلّ اللازم ، وفساد العيش ، وأن الفارّ لا يزيد في عمره

____________________________

الباب ٢٧

١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٧٠ .

٢ ـ كتاب صفين ص ٢٥٦ .

(١) اللهموم : الجواد من الناس والخيل والجمع لهاميم ( لسان العرب ج ١٢ ص ٥٤٤ ) .

(٢) في المصدر : إحاح نفسي .

(٣) الهيم : الإِبل العطاش ( لسان العرب ج ١٢ ص ٦٢٧ ) .

(٤) موبق لنفسه : مهلك لها ( لسان العرب ج ١ ص ٣٧٠ ) .

٧١

ولا يرضي ربّه ، فموت الرجل محقّاً قبل إتيان هذه الخصال ، خير من الرضى بالتلبّس بها والإِقرار عليها » .

[ ١٢٤٥٦ ] ٣ ـ العياشي في تفسيره : عن زرارة ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) قال : قلت : الزبير شهد بدراً ، قال : « نعم ، ولكنّه فرّ يوم الجمل ، فإن كان قاتل المؤمنين فقد هلك (١) ، وإن كان قاتل كفّاراً فقد باء بغضب من الله حين ولّاهم دبره » .

[ ١٢٤٥٧ ] ٤ ـ وعن أبي أُسامة زيد الشحّام ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنّه قال في قوله تعالى : ( إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ ) (١) قال : « متطردا يريد الكرّة عليهم ، ومتحيّزاً يعني متأخراً إلى أصحابه من غير هزيمة ، فمن انهزم حتّى يجوز صفّ أصحابه فقد باء بغضب من الله » .

[ ١٢٤٥٨ ] ٥ ـ الشيخ المفيد في الإِرشاد : عن عمران بن حصين قال : لما تفرّق الناس عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في يوم أُحد ، جاء علي ( عليه السلام ) متقلداً سيفه حتى قام بين يديه ، فرفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رأسه فقال له : « ما بالك لم تفرّ مع الناس ؟ فقال : يا رسول الله ، أرجع كافراً بعد إسلامي !» الخبر .

٢٨ ـ ( باب سقوط جهاد البغاة والمشركين مع قلة الأعوان من المسلمين )

[ ١٢٤٥٩ ] ١ ـ الشيخ الطبرسي في الإِحتجاج : روي أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان جالساً في بعض مجالسه ، بعد رجوعه من النهروان ،

____________________________

٣ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٥١ ح ٢٩ .

(١) في المصدر زيادة : بقتاله إياهم .

٤ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ٥١ ح ٣١ .

(١) الأنفال ٨ : ١٦ .

٥ ـ الإِرشاد ص ٤٦ .

الباب ٢٨

١ ـ الإِحتجاج ص ١٨٩ .

٧٢

فجرى الكلام حتى قيل [ له ] (١) : لم لا حاربت أبا بكر وعمر ، كما حاربت طلحة والزبير ومعاوية ؟ فقال ( عليه السلام ) : [ إنّي كنت لم أزل مظلوماً مستأثراً على حقّي ] فقام إليه أشعث بن قيس فقال : يا أمير المؤمنين ، لم لم تضرب بسيفك وتطلب بحقّك ؟ فقال : « يا أشعث ، قد قلت قولاً فاسمع الجواب وعه واستشعر الحجّة ، إن لي أسوة بستّة من الأنبياء ( صلوات الله عليهم أجمعين ) : أوّلهم نوح ( عليه السلام ) حيث قال : ( أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ ) (٢) فإن قال قائل : إنّه لغير خوف ، فقد كفر ، وإلّا فالوصيّ أعذر ، ثانيهم لوط ( عليه السلام ) حيث قال : ( لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ ) (٣) فإن قال قائل : أنّه قال لغير خوف ، فقد كفر ، وإلّا فالوصي أعذر ، وثالثهم ابراهيم خليل الله ( عليه السلام ) ، حيث قال : ( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ) (٤) فإن قال قائل : أنه قال هذا لغير خوف ، فقد كفر ، وإلا فالوصي أعذر ، ورابعهم موسى ( عليه السلام ) حيث قال : ( فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ ) (٥) فإن قال قائل أنّه قال هذا لغير خوف ، فقد كفر وإلا فالوصيّ أعذر ، وخامسهم أخوه هارون حيث قال : ( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ) (٦) فان قال قائل : إنّه قال لغير خوف ، فقد كفر ، وإلّا فالوصي أعذر ، وسادسهم أخي محمد ( صلى الله عليه وآله ) سيّد البشر ، حيث ذهب إلى الغار ونوّمني على فراشه ، فإن قال قائل : إنّه ذهب إلى الغار لغير خوف ، فقد كفر ، وإلّا فالوصيّ أعذر » فقام إليه الناس بأجمعهم ، فقالوا : يا أمير المؤمنين قد علمنا أنّ القول قولك ، ونحن المذنبون التائبون وقد عذرك الله .

____________________________

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) القمر ٥٤ : ١٠ .

(٣) هود ١١ : ٨٠ .

(٤) مريم ١٩ : ٤٨ .

(٥) الشعراء ٢٦ : ٢١ .

(٦) الأعراف ٧ : ١٥٠ .

٧٣

[ ١٢٤٦٠ ] ٢ ـ وعن إسحاق بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) في حديث : « إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال في خطبة له : ثم أخذت بيد فاطمة وابنيّ الحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، ثم درت (١) على أهل بدر وأهل السابقة ، فناشدتهم حقّي ودعوتهم إلى نصرتي ، فما أجابني منهم إلّا أربعة رهط : سلمان وعمّار والمقداد وأبو ذر ، وذهب من كنت اعتضد بهم على دين الله ـ إلى أن قال ـ والذي بعث محمداً ( صلى الله عليه وآله ) بالحقّ ، لو وجدت يوم بويع أخو تيم أربعين رهطاً ، لجاهدتهم في الله إلى أن أبلي عذري » .

[ ١٢٤٦١ ] ٣ ـ الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة : ( عن ابن أبي الجليد ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن أبي سمينة ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ابراهيم بن عمر ، عن أبان بن أبي عيّاش ) (١) ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن جابر بن عبدالله وعبدالله بن عبّاس قالا : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في وصيته لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « يا علي (٢) ، إنّ قريشاً ستظاهر عليك وتجتمع كلمتهم (٣) على ظلمك وقهرك ، فإن وجدت أعواناً فجاهدهم ، وإن لم تجد أعواناً فكفّ يدك واحقن دمك ، فإنّ الشهادة من وراءك ، ( لعن الله قاتلك ) (٤) » .

[ ١٢٤٦٢ ] ٤ ـ سليم بن قيس الهلالي في كتابه : قال كنّا جلوساً حول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وحوله جماعة من أصحابه ،

____________________________

٢ ـ الإِحتجاج ص ١٩٠ .

(١) في الطبعة الحجرية « رددت » وما أثبتناه من المصدر .

٣ ـ كتاب الغيبة ص ٢٠٣ .

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر .

(٢) في المصدر : يا أخي .

(٣) في الطبعة الحجرية « كلهم » وما أثبتناه من المصدر .

(٤) ما بين القوسين ليس في المصدر .

٤ ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي ص ١٢٥ .

٧٤

فقال له قائل : يا أمير المؤمنين ، لو استنفرت الناس ، فقام وخطب ـ إلى أن قال ـ فقال ابن قيس وغضب من قوله : فما منعك يا بن أبي طالب حين بويع أبو بكر أخو تيم ، وأخو بني عدي بن كعب ، وأخو بني أُميّة بعدهم ، أن تقاتل وتضرب بسيفك ؟ ـ إلى أن قال ـ فقال ( عليه السلام ) : « يابن قيس اسمع الجواب ، لم يمنعني من ذلك الجبن ، ولا كراهة للقاء ربّي ، وأن لا اكون أعلم أنّ ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها ، ولكن منعني من ذلك أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعهده إليّ ، أخبرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بما الأُمّة صانعة بعده ، فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم ولا أشدّ استيقاناً منّي به قبل ذلك ، بل أنا بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله ) أشدّ يقيناً منّي بما عاينت وشهدت ، فقلت : يا رسول الله فما تعهد إليّ إذا كان ذلك ؟ قال : إن وجدت أعواناً فانبذ إليهم وجاهدهم ، وإن لم تجد أعواناً فكفّ يدك واحقن دمك ، حتّى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنّتي أعواناً ، واخبرني أن الأُمّة ستخذلني وتبايع غيري ، وأخبرني أنّي منه بمنزلة هارون من موسى ، وأنّ الأُمّة سيصيرون بعده بمنزلة هارون ومن تبعه والعجل ومن تبعه ، إذ قال له موسى : ( يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا  أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ) (١) وإنّما يعني أنّ موسى أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلّوا فوجد أعواناً أن يجاهدهم ، وإن لم يجد أعواناً أن يكفّ يده ويحقن دمه ولا يفرّق بينهم ، وإنّي خشيت أن يقول ذلك أخي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لم فرقت بين الأُمّة ولم ترقب قولي ؟ وقد عهدت إليك أنّك إن لم تجد أعواناً ، أن تكفّ يدك وتحقن دمك ودم أهلك وشيعتك .

فلمّا قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مال الناس إلى أبي بكر فبايعوه ، وأنا مشغول برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بغسله

____________________________

(١) طه ٢٠ : ٩٢ ـ ٩٤ .

٧٥

[ ودفنه ] (٢) ، ثم شغلت بالقرآن ، فآليت يميناً بالقرآن أن لا أرتدي إلّا للصلاة حتى أجمعه في كتاب (٣) .

ثم حملت فاطمة وأخذت بيد الحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فلم ندع أحداً من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار ، إلّا ناشدتهم الله وحقّي ودعوتهم إلى نصرتي ، فلم يستجب من جميع الناس إلّا أربعة رهط : الزبير وسلمان وأبو ذر والمقداد ، ولم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به ولا أقوى به ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) ـ ولو كنت وجدت يوم بويع ( أخو تيم ) (٤) أربعين رجلاً مطيعين لجاهدتهم .

فأمّا يوم بويع عمر وعثمان فلا ، لأنّي كنت بايعت ومثلي لا ينكث بيعته ، ويلك يابن قيس ، كيف رأيتني صنعت حين قتل عثمان ووجدت أعواناً ؟ هل رأيت منّي فشلاً أو جبناً أو تقصيراً (٥) يوم البصرة ؟ ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) ـ .

يابن قيس ، أما والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لو وجدت يوم بويع أبو بكر ـ الذي عيّرتني بدخولي في بيعته ـ أربعين رجلاً كلهم على مثل بصيرة الأربعة الذين وجدت ، لما كففت يدي ولناهضت القوم ، ولكن لم أجد خامساً .

قال الأشعث : ومن الأربعة يا أمير المؤمنين ؟ قال : سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير بن صفية قبل نكثه بيعتي ، فإنه بايعني مرّتين : أمّا بيعته الأولى التي وفى بها ، فإنه لما بويع أبو بكر أتاني أربعون رجلاً من المهاجرين والأنصار فبايعوني وفيهم الزبير ، فأمرتهم أن يصبحوا عند بابي محلقين

____________________________

(٢) أثبتناه من المصدر .

(٣) في المصدر زيادة : ففعلت .

(٤) في المصدر : أبو بكر .

(٥) في المصدر زيادة : في وقعتي .

٧٦

رؤوسهم عليهم السلاح ، فما وافى منهم أحد ولا صبحني (٦) منهم غير أربعة : سلمان والمقداد وأبو ذر والزبير ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) ـ

يابن قيس ، فوالله لو أنّ أُولئك الأربعين الذين بايعوني وفوا لي ، وأصبحوا على بابي محلّقين ، قبل أن تجب لعتيق في عنقي بيعته ، لناهضته وحاكمته إلى الله عزّ وجلّ ، ولو وجدت قبل بيعة عثمان (٧) أعواناً لناهضتهم وحاكمتهم إلى الله » الخبر ، وهو طويل .

[ ١٢٤٦٣ ] ٥ ـ الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية : عن محمد بن اسماعيل وعلي بن عبدالله الحسنيين ، عن أبي شعيب محمد بن نصير ، عن عمر بن فرات ، عن محمد بن الفضل ، عن مفضّل بن عمر ، عن الصادق ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل في سيرة القائم ( عليه السلام ) ، وما يحدث في الرجعة ، وشكاية أهل البيت ( عليهم السلام ) عند جدّهم ( صلوات الله عليه وآله ) ، وذكر في جملة شكاية الحسن ( عليه السلام ) ، أنه قال ـ « ودخلت جامع الصلاة بالكوفة ، فرقأت المنبر فاجتمع الناس ـ ثم ذكر خطبته وتحريضه الناس على معاوية إلى أن قال ـ فتكملّوا رحمكم الله ، فكأنّما الجموا بلجام الصمت عن إجابة الدعوة إلّا عشرون رجلاً منهم قاموا منهم سليمان بن صرد ـ وذكر ( عليه السلام ) أساميهم ـ فقالوا : يا بن رسول الله ما نملك غير سيوفنا وأنفسنا ، فها نحن بين يديك لأمرك طائعون (١) ، مرنا بما شئت ، فنظرت يمنة ويسرة فلم أر أحداً غيرهم ، فقلت لهم : لي إسوة بجدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، حين عبد الله سرّاً ، وهو يومئذٍ في تسعة وثلاثين رجلاً ، فلمّا أكمل الله له الأربعين صاروا في عدّة وأظهروا أمر الله ، فلو كان معي عدّتهم جاهدت في الله حقّ جهاده » الخبر .

____________________________

(٦) أثبتناه من المصدر ، وفي الطبعة الحجرية : صحبني .

(٧) في المصدر : عمر .

٥ ـ الهداية ص ١٠٧ .

(١) في المصدر زيادة : وعن رأيك غير صادفين .

٧٧

[ ١٢٤٦٤ ] ٦ ـ السيد علي بن طاووس في كشف المحجّة : نقلاً عن كتاب الرسائل للكليني رحمه الله ، عن علي بن ابراهيم بإسناده قال : كتب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كتاباً بعد منصرفه من النهروان ، وأمر أن يقرأ على الناس ، وذكر الكتاب وهو طويل وفيه : « وقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عهد إليّ عهداً فقال : يابن أبي طالب لك ( ولاء أُمتي ) (١) ، فإن ولّوك في عافية واجمعوا عليك بالرضا فقم بأمرهم ، وإن اختلفوا عليك فدعهم وما هم فيه ، فإن الله سيجعل لك مخرجاً ، فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا معي مساعد إلّا أهل بيتي ، فضننت بهم عن الهلاك ، ولو كان لي بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، عمّي حمزة وأخي جعفر لم أبايع مكرهاً » الخبر .

[ ١٢٤٦٥ ] ٧ ـ دعائم الإِسلام : عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « إذا اجتمع للإِمام عدّة أهل بدر ـ ثلاثمائة وثلاثة عشر ـ وجب عليه القيام والتغيير » .

٢٩ ـ ( باب حكم طلب المبارزة )

[ ١٢٤٦٦ ] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن علي ( عليه السلام ) ، أنه رخّص في المبارزة ، وذكر من بارز على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

٣٠ ـ ( باب استحباب الرفق بالأسير وإطعامه وسقيه وإن كان كافراً يراد قتله ، وأنّ إطعامه على من أسره ، ويطعم من في السجن من بيت المال )

[ ١٢٤٦٧ ] ١ ـ عبدالله بن جعفر الحميري في قرب الإِسناد : عن أبي البختري ،

____________________________

٦ ـ كشف المحجة ص ١٨٠ .

(١) العبارة غير واضحة في الطبعة الحجرية ، وأثبتناها من المصدر .

٧ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٤٢ .

الباب ٢٩

١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٧٢ .

الباب ٣٠

١ ـ قرب الإِسناد ص ٦٧ .

٧٨

عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : « أنّ علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) خرج يوقظ الناس لصلاة الصبح ، فضربه عبد الرحمان بن ملجم لعنه الله بالسيف على أُمّ رأسه ، فوقع على ركبتيه واخذه فالتزمه حتّى أخذه الناس ، وحمل علي ( عليه السلام ) : حتى أفاق ، ثمّ قال للحسن والحسين ( عليهم السلام ) : احبسوا هذا الأسير واطعموه واسقوه واحسنوا إساره » الخبر .

ابن شهرآشوب في المناقب (١) : في سياق وفاته ( عليه السلام ) : وروي أنّه ( عليه السلام ) قال : « اطعموه » وذكر مثله .

[ ١٢٤٦٨ ] ٢ ـ البحار : عن الشيخ أبي الحسن البكري في حديث وفاته ( عليه السلام ) ، عن لوط بن يحيى ، عن أشياخه قال : ثم التفت ( عليه السلام ) إلى ولده الحسن ( عليه السلام ) وقال : « ارفق يا ولدي بأسيرك ، وارحمه وأحسن إليه وأشفق عليه ـ إلى أن قال ـ فلمّا أفاق ناوله الحسن ( عليه السلام ) قعباً من لبن ، وشرب منه قليلاً ثمّ نحّاه عن فمه ، وقال : « احملوه إلى أسيركم » ثمّ قال للحسن ( عليه السلام ) : « بحقّي عليك يا بني إلّا ما طيّبتم مطعمه ومشربه ، وارفقوا به إلى حين موتي ، وتطعمه مما تأكل وتسقيه مما تشرب ، حتى تكون أكرم منه » الخبر .

[ ١٢٤٦٩ ] ٣ ـ دعائم الإِسلام : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « ينبغي أن يطعم الأسير ويسقى ويرفق به ، وإن أُريد به القتل » .

[ ١٢٤٧٠ ] ٤ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه : « أنّ علياً ( عليه السلام ) كان يخرج إلى صلاة الصبح وفي يده درّة (١) فيوقظ الناس بها ، فضربه ابن ملجم

____________________________

(١) المناقب ج ٣ ص ٣١٢ .

٢ ـ البحار ج ٢٤٢ ص ٢٨٧ .

٣ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٧٧ .

٤ ـ الجعفريات ص ٥٣ .

(١) الدرّة : العصا ( لسان العرب ج ٤ ص ٢٨٢ ) .

٧٩

لعنه الله ، فقال : اطعموه واسقوه وأحسنوا إساره (٢)» الخبر .

٣١ ـ ( باب استحباب إمساك أهل الحق عن الحرب ، حتى يبدأهم به أهل البغي )

[ ١٢٤٧١ ] ١ ـ الشيخ المفيد في الإِرشاد : في سياق مقتل أبي عبدالله ( عليه السلام ) ووصوله إلى نينوى وممانعة الحر قال : فقال له زهير بن القين : إنّي والله ( لا أرى أن ) (١) يكون بعد الذي (٢) إلا أشدّ مما ترون يابن رسول الله ، إنّ قتال هؤلاء القوم الساعة أهون من قتال من يأتينا من بعدهم ، ولعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : « ما كنت لأبدأهم بالقتال » .

ثم نزل ، وساق الحديث إلى أن ذكر قصّة يوم عاشوراء (٣) ، قال : فنادى شمر بن ذي الجوشن لعنه الله بأعلى صوته : يا حسين اتعجّلت بالنار قبل يوم القيامة ؟ فقال الحسين ( عليه السلام ) : « من هذا ؟ كأنّه شمر بن ذي الجوشن » فقالوا : نعم ، فقال : « يا بن راعية المعزى ، أنت أولى بها صليّا » ورام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم ، فمنعه الحسين ( عليه السلام ) من ذلك ، فقال له : دعني حتّى أرميه ، فإنّه (٤) الفاسق من أعداء الله وعظماء الجبّارين ، وقد أمكن الله منه ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : « لا ترمه ، فإني أكره أن أبدأهم بالقتال » .

[ ١٢٤٧٢ ] ٢ ـ نصر بن مزاحم في كتاب صفّين : عن عمر بن سعد وعن رجل ،

____________________________

(٢) في الطبعة الحجرية والمصدر « إزاره » والظاهر ما أثبتناه هو الصواب .

الباب ٣١

١ ـ الإِرشاد ص ٢٢٧ .

(١) في المصدر : ما أراه .

(٢) في الطبعة الحجرية « الذين » ، وما أثبتناه من المصدر .

(٣) الإِرشاد ص ٢٣٣ .

(٤) في الطبعة الحجرية « فإنّ » ، وما أثبتناه من المصدر .

٢ ـ كتاب صفّين ص ٢٠٣ .

٨٠