مستدرك الوسائل - ج ١١

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١١

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

عن عبدالله بن جندب ، عن أبيه : أنّ علياً ( عليه السلام ) كان يأمر (١) في كلّ موطن لقينا مع عدوه يقول : « لا تقاتلوهم حتى يبدؤكم ، فإنكم بحمد الله على حجّة ، وترككم إيّاهم حتّى يبدؤوكم حجة أُخرى لكم عليهم » الخبر .

٣٢ ـ ( باب جملة من آداب الجهاد والقتال )

[ ١٢٤٧٣ ] ١ ـ الشيخ الطوسي في أماليه : بإسناده عن أبي ذر قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « يا أبا ذر ، اخفض صوتك عند الجنائز ، وعند القتال ، وعند القرآن » .

[ ١٢٤٧٤ ] ٢ ـ دعائم الإِسلام : روينا عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) : « كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إذا لقي العدوّ عبّأ الرجالة ، وعبّأ لخيل ، وعبّأ الإِبل » .

[ ١٢٤٧٥ ] ٣ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه كان إذا زحف إلى القتال عبّأ (١) الكتائب ، وفرّق بين القبائل ، وقدّم على كلّ قوم رجلاً ، وصفّ الصوف ، وكردس الكراديس (٢) ، وزحف إلى القتال .

[ ١٢٤٧٦ ] ٤ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه كان إذا زحف جعل ميمنة وميسرة وقلباً يكون هو فيه ، ويجعل لها روابط ، ويقدّم عليها رجالاً ، ويأمر الناس بخفض الأصوات والدعاء ، واجتماع القلوب ، وشهر (١) السيوف ، وإظهار العدّة ،

____________________________

(١) في المصدر : يأمرنا .

الباب ٣٢

١ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٤٦ .

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٧٢ .

٣ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٧٢ .

(١) في المصدر ورد هذا الفعل بصيغة المضارع ، وكذا الأفعال التي بعده .

(٢) كردس الخيل : جعلها كتيبة كتيبة ، والكراديس : الكتائب ( لسان العرب ج ٦ ص ١٩٥ ) .

٤ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٧٢ .

(١) في نسخة : اشهار .

٨١

ولزوم كلّ قوم مكانهم ، ورجوع كلّ من حمل إلى مصافه بعد الحملة .

[ ١٢٤٧٧ ] ٥ ـ وعنه ( عليه السلام ) أنه وصف القتال فقال : « قدّموا الرجالة الرماة فليرشقوا بالنبل ، ولتتناوش الجنبتان ، واجعلوا خيل الروابط المنتخبة ردء اللواء (١) ، ولا تنشزوا عن مراكزكم لفارس شدّ من العدوّ ، ومن رأى فرصة من العدو فلينشز ولينتهز الفرصة بعد إحكام مركزه ، فإذا قضى حاجته عاد إليه ، فإذا أردتم الحملة فليبدأ صاحب المقدمة ، فإن تضعضع ادعمته (٢) شرطة الخميس ، فإن تضعضعوا ، حملت المنتخبة ، ورشقت الرماة ، وتقف الطلائع والمسالح (٣) في الأطراف والغياض (٤) والآكام (٥) ، ليتحفّظ من المكامن ، فإن ابتدأكم العدوّ بالحملة فاشرعوا الرماح واثبتوا واصبروا ، ولتنضح الرماة ، وحرّكوا الرايات ، وقعقعوا (٦) الحجف (٧) ، وليبرز في وجوههم أصحاب الجواشن والدروع ، فإن (٨) انكسروا أدنى كسرة فليحمل عليهم الأوّل فالأوّل ، ولا تحملوا حملة واحدة ما قام من حمل بأمر العدوّ ، فإن لم يقم فادعوه (٩) شيئاً شيئاً والزموا مصافكم واثبتوا في مواقفكم ، فإذا استحقت الهزيمة ، فاحملوا بجماعتكم على التعابي (١٠) غير متفرقين ولا

____________________________

٥ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٧٢ .

(١) في المصدر زيادة : والمقدمة .

(٢) في المصدر : فادعموه .

(٣) في نسخة : المسايح .

(٤) الغيضة : مغيض ماءٍ يجتمع فينبت فيه الشجر ، وجمعها غياض . ( لسان العرب ج ٧ ص ٢٠٢) .

(٥) الأكمة : تل صغير ، والجمع أكم ( مجمع البحرين ج ٦ ص ٨ ) .

(٦) القعقعة : حكاية أصوات السلاح والترسة والجلود اليابسة والحجارة ( لسان العرب ج ٨ ص ٢٨٦ ) .

(٧) الحجف : ضرب من الترسة ، واحدتها حجفة ، وقيل : هي من الجلود خاصة ( لسان العرب ج ٩ ص ٣٩ ) .

(٨) في نسخة : فإذا .

(٩) في المصدر : فادعموه ، وفي نسخة : فارعوه .

(١٠) التعابي : جمع تعبية ، وعبىٰ الجيش ، أصلحه وهيأه ( لسان العرب ج ١٥

٨٢

منقبضين (١١) ، وإذا انصرفتم من القتال فانصرفوا كذلك على التعابي » .

[ ١٢٤٧٨ ] ٦ ـ وعنه ( عليه السلام ) أنه قال : « إن زحف العدوّ إليكم فصفّوا على أبواب الخنادق ، فليس هناك إلّا السيوف ، ولزوم الأرض بعد إحكام الصفوف ، ولا تنظروا في وجوههم ولا يهولنكم عددهم ، وانظروا إلى أوطانكم من الأرض ، فإن حملوا عليكم فاجثوا على الركب ، واستتروا ( معا بالترسة ) (١) صفّاً محكماً لا خلل فيه ، فإن ادبروا فاحملوا عليهم بالسيوف ، فإن ثبتوا فاثبتوا على التعابي ، وإن انهزموا فاركبوا الخيل واطلبوا القوم ، ولا قوّة إلّا بالله ، وإن كانت ـ وأعوذ بالله ـ فيكم هزيمة فتداعوا ( وكبّروا وثقوا بالله وبما تواعد ) (٢) به من فرّ من الزحف ، وبكتّوا من رأيتموه ولّى ، واجمعوا الألوية واعتقدوا ، وليسرع المخفون في ردّ من انهزم من (٣) الجماعة ، والى المعسكر فلينفر من فيه إليكم ، فإذا اجتمع اطرافكم ، وآبت إمدادكم ، وانصرف فلكم ، فالحقوا الناس بقوّادهم ، واحكموا تعابيهم ، وقاتلوا واستعينوا بالله واصبروا ) .

[ ١٢٤٧٩ ] ٧ ـ فرات بن ابراهيم الكوفي في تفسيره : عن ابراهيم بن بنان الخثعمي ، عن جعفر بن محمد (١) بن يحيى بن شمس (٢) ، عن علي بن أحمد بن الباهلي ، عن ضرار بن الأزور ، أنّ رجلاً من الخوارج سأل ابن عباس عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فأعرض عنه ، ثم سأله

____________________________

ص ٢٦ ) .

(١١) في المصدر : منفضين .

٦ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٧٣ .

(١) في المصدر : بالأترسة .

(٢) في المصدر : واذكروا الله وما توعد .

(٣) وفيه : إلى .

٧ ـ تفسير فرات ص ١٦٣ .

(١) في المصدر : أحمد .

(٢) وفيه : متمس .

٨٣

فقال : « لقد كان والله علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، يشبه القمر الزاهر ، والأسد الخادر ـ إلى أن قال ـ وقد رأيته يوم صفّين وعليه عمامة بيضاء ، وكأنّ عينيه سراجان ، وهو يتوقف على شرذمة شرذمة ، يحضهم ويحثهم ، إلى أن انتهى إليّ وأنا في كنف من المسلمين ، فقال : « معاشر الناس استشعروا الخشية ، واميتوا الأصوات ، وتجلببوا بالسكينة ، وأكملوا اللّامة ، وقلقلوا السيوف في الغمد قبل السلّة ، والحظوا الخزر (٣) ، واطعنوا الشرز (٤) ، ونافحوا بالظبى (٥) ، وصلوا السيوف بالخطا ، والرماح بالنبال ، فإنكم بعين الله مع ابن عمّ نبيّكم ، عاودوا الكرّ واستحيوا [ من ] (٦) الفرّ ، فإنه عار باق في الأعقاب ، ونار يوم الحساب ، فطيبوا عن أنفسكم نفساً ، واطووا عن الحياة كشحاً ، وامشوا إلى الموت مشياً ـ إلى أن قال ـ إلا فسوّوا بين الركب ، وعضّوا على النواجذ ، واضربوا القوانص (٧) بالصوارم ، واشرعوا الرماح بالجوانح ، وشدّوا فإنّي شادّ ما هم لا تبصرون (٨) » الخبر .

ورواه في النهج (٩) من قوله : « واستشعروا الخشية » مع اختلاف يسير .

[ ١٢٤٨٠ ] ٨ ـ نصر بن مزاحم في كتاب صفّين : عن عمر بن سعد ، عن عبد الرحيم بن عبد الرحمان ، عن أبيه : أنّ علياً أمير المؤمنين حرّض الناس فقال : « إنّ الله عزّ وجلّ قد دلّكم على تجارة تنجيكم من العذاب ، وتشفي

____________________________

(٣) الخزر : النظر من جانب العين ، وهو علامة العضب ( لسان العرب ج ٤ ص ٢٣٦ ) .

(٤) الطعن الشرز : ما كان عن يمين وشمال ( لسان العرب ج ٤ ص ٤٠٤ ) .

(٥) نافحوا بالظبى : أي قاتلوا بالسيوف ، وأصله أن يقرب أحد المقاتلين من الآخر بحيث يصل نفح كل واحد منهما إلى صاحبه وهي ريحه ونفسه ( لسان العرب ج ٢ ص ٦٢٣ ) .

(٦) أثبتناه من المصدر .

(٧) القوانص : جمع قانصة ، قوانص الطير : حواصلها ( لسان العرب ج ٧ ص ٨٣ ) .

(٨) « حم لاينصرون » وهو استظهار من الشيخ النوري ، وهو ملائم للسياق .

(٩) نهج البلاغة ج ١ ص ١١٠ ح ٦٣ .

٨ ـ وقعة صفّين ص ٢٣٥ ، وورد في شرح النهج لابن أبي الحديد ج ٥ ص ١٨٧ .

٨٤

بكم على الخير : إيمان بالله ورسوله ، وجهاد في سبيله ، وجعل ثوابه مغفرة الذنوب ، ومساكن طيّبة في جنّات عدن ، ورضوان من الله أكبر ، فأخبركم بالذي يجب ( عليكم من ذلك ) (١) فقال : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ ) (٢) فسوّوا صفوفكم كالبنيان المرصوص ، وقدّموا الدراع ، واخّروا الحاسر ، وعضّوا على الأضراس ، فإنه أنبا للسيوف عن الهام ، وأربط للجأش ، وأسكن للقلوب ، واميتوا الأصوات ، فإنه أطرد للفشل ، وأولى بالوقار ، والتووا في أطراف الرماح ، فإنه أموَر للأسنّة ، وراياتكم فلا تميلوها ولا تزيلوها ، ولا تجعلوها إلّا في أيدي شجعانكم ، المانعي الذمار ، والصبر عند نزول الحقائق ، هم أهل الحفائظ الذين يحفّون براياتهم ويكتنفونها (٣) يضربون خلفها وأمامها ، ولا تضيّعوها ، أجزأ كلّ امرء منكم (٤) ـ رحمكم الله ـ قرنه ، وواسى أخاه بنفسه (٥) ، ولم يكل قرنه إلى أخيه ، فيجتمع عليه قرنه وقرن أخيه ، فيكتسب بذلك لائمة ، وتأتي به دناءة ، وأنّىٰ لا يكون هذا هكذا ، وهذا يقاتل اثنين ، وهذا ممسك يده ، قد خلى قرنه على أخيه هارباً منه ، وقائماً ينظر إليه ، من يفعل هذا يمقته الله ، فلا تعرضوا لمقت الله ، فإنّما مردكم إلى الله ، قال الله لقوم عابهم (٦) : ( لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا ) (٧) وأيم الله لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلمون من سيف الآخرة ،

____________________________

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر .

(٢) الصف ٦١ : ٤ .

(٣) أثبتناه من المصدر ، وفي الطبعة الحجرية : يكشفونها .

(٤) جاء في هامش النسخة الحجرية ما نصه : «كذا في نسختي ، وفي شرح ابن أبي الحديد : وهلا أجزأ كلّ امرء . . . الخ » ( منه قدّه ). علماً بأن ما في نسختنا من النهج مطابق للمتن .

(٥) ورد في هامش الحجرية ما نصه : ( رحم الله امرءاً واسى أخاه ، نسخة الإرشاد ) .

(٦) ليس في المصدر .

(٧) الأحزاب ٣٣ : ١٦ .

٨٥

فاستعينوا بالصدق والصبر ، فإنه بعد الصبر ينزل النصر » .

ورواه المفيد في الإِرشاد : وفيه اختصار (٨) .

[ ١٢٤٨١ ] ٩ ـ وعن عمر بن سعد ، وحدثني رجل عن عبدالله بن جندب ، عن أبيه : أنّ علياً ( عليه السلام ) كان يأمر في كلّ موطن لقينا معه (١) عدوّه يقول : « لا تقاتلوا القوم حتّى يبدؤوكم ، فإنكم بحمد الله على حجة ، وترككم إيّاهم حتّى يبدؤكم حجّة أُخرى لكم عليهم ، فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم ، فلا تقتلوا مدبراً ، ولا تجهزوا على جريح ، ولا تكشفوا عورة (٢) ، ولا تمثّلوا بقتيل ، فإذا وصلتم إلى رحال القوم ، فلا تهتكوا الستر ، ولا تدخلوا داراً إلّا بإذني ، ولا تأخذوا شيئاً من اموالهم إلّا ما وجدتم في عسكرهم ، ولا تهيّجوا امرأة إلّا بإذني ، وإن شتمن اعراضكم وتناولن أمراءكم وصلحاءكم ، فإنّهن ضعاف القوى والأنفس والعقول ، لقد كنّا وإنا نؤمر بالكفّ عنهنّ (٣) وإنّهنّ لمشركات ، وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالهراوة أو الحديد ، فيعيّر بها عقبه بعده » .

[ ١٢٤٨٢ ] ١٠ ـ نهج البلاغة : من كلامه ( عليه السلام ) لابنه محمّد بن الحنفيّة ، لمّا أعطاه الراية يوم الجمل : « تزول الجبال ولا تزل ، عضّ على ناجذك ، أعر الله جمجمتك ، تد في الأرض قدمك ، وارم ببصرك أقصى القوم وغض بصرك ، واعلم أنّ النصر من عند الله سبحانه » .

[ ١٢٤٨٣ ] ١١ ـ وفيه : ومن كلامه ( عليه السلام ) قال لأصحابه في وقت الحرب : « وأيّ امرىءٍ منكم أحسّ من نفسه رباط جأش عند اللّقاء ، ورأي من أحد

____________________________

(٨) الإِرشاد ص ١٤١ .

٩ ـ كتاب صفين ص ٢٠٣ .

(١) في الطبعة الحجرية : « مع » وما أثبتناه من المصدر .

(٢) في الطبعة الحجرية : « عوراتكم » وما أثبتناه من المصدر .

(٣) في الطبعة الحجرية : « منهن » وما أثبتناه من المصدر .

١٠ ـ نهج البلاغة ج ١ ص ٣٩ ح ١٠ .

١١ ـ نهج البلاغة ج ٢ ص ٣ ح ١١٩ .

٨٦

إخوانه فشلاً ، فليذبّ عن أخيه بفضل نجدته التي فضّل بها عليه ، كما يذبّ عن نفسه ، فلو شاء الله لجعله مثله » .

وفيه : ومنه : « فقدّموا الدراع » إلى آخر ما مرّ برواية نصر بن مزاحم ، مع اختلاف لا يقتضي التكرار (١) .

[ ١٢٤٨٤ ] ١٢ ـ وفيه : وكان يقول لأصحابه ( عليه السلام ) عند الحرب : « لا تشتدّنّ (١) عليكم فرّة بعدها كرّة ، ولا جولة بعدها حملة ، وأعطوا السيوف حقوقها ، ووطّنوا (٢) للجنوب مصارعها ، وازمروا (٣) أنفسكم على الطعن الدّعسي (٤) : والضرب الطلحفي (٥) ، وأميتوا الأصوات فإنّه أطرد للفشل » .

[ ١٢٤٨٥ ] ١٣ ـ المفيد في الإِرشاد : من كلامه ( عليه السلام ) في تحضيضه على القتال يوم صفّين ، بعد حمد الله والثناء عليه : « عباد الله ، اتقوا الله ، وغضّوا الأبصار ، واخفضوا الأصوات ، وأقلّوا الكلام ، ووطئوا (١) أنفسكم على المنازلة والمجادلة والمبارزة والمبالطة (٢) والمبالدة (٣) والمعانقة والمكادمة ، واثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلّكم تفلحون ، واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين ، اللّهمّ الهمهم الصبر

____________________________

(١) المصدر نفسه ج ٢ ص ٤ ح ١٢٠ .

١٢ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ١٧ ح ١٦ .

(١) في الطبعة الحجرية : « لا تشدّن » وما أثبتناه من المصدر .

(٢) في المصدر : « ووطئوا » .

(٣) وفيه : « واذمروا » .

(٤) الدعس : الطعن الشديد ( انظر لسان العرب ج ٦ ص ٨٢ ) .

(٥) الطلحف : الضرب الشديد ( لسان العرب ج ٩ ص ٢٢٣ ) .

١٣ ـ الارشاد ص ١٤١ .

(١) في المصدر : « ووطنوا » .

(٢) المبالطة : المجالدة بالسيوف إذا تضاربوا بها على أرجلهم وليسوا ركباناً ( انظر لسان العرب ج ٧ ص ٢٦٥ ) .

(٣) المبالدة : المقاتلة بالسيوف والعصي على الأرض ، لا ركباناً ( لسان العرب ج ٣ ص ٩٥ ) .

٨٧

وانزل عليهم النصر واعظم لهم الأجر » .

ورواه نصر بن مزاحم في كتاب صفّين (٤) : عن عمر بن سعد : عن اسماعيل بن يزيد ، عن أبي صادق عن الحضرمي قال : سمعت علياً ( عليه السلام ) حرّض الناس في ثلاثة مواطن : في يوم الجمل ، ويوم صفّين ، ويوم النهروان ، فقال : « عباد الله » وذكر مثله .

٣٣ ـ ( باب حكم ما يأخذه المشركون من أولاد المسلمين ومماليكهم وأموالهم ، ثم يغنمه المسلمون )

[ ١٢٤٨٦ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : « إذا سبيت دابة الرجل من المسلمين أو شيء من ماله ، ثم ظفر به المسلمون بعد ، فهو أحقّ به ما لم يبع ويقسم ، فإن هو أدركها بعدما ( انباع وتقسم ) (١) فهو أحقّ بالثمن » .

[ ١٢٤٨٧ ] ٢ ـ دعائم الإِسلام : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « ما أخذ المشركون من أموال المسلمين ثم ظهر عليهم ( وأخذ من ) (١) أيديهم فأهله أحقّ به ، ولا يخرج مال المسلم من يديه إلّا ما تطيب به نفسه » .

____________________________

(٤) كتاب صفّين ص ٢٠٤ .

الباب ٣٣

١ ـ الجعفريات ص ٨٣ .

(١) في الطبعة الحجرية : « ابتاع ويقسم » والظاهر ما أثبتناه هو الصواب .

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٨٣ .

(١) في المصدر : ووجد في .

٨٨

٣٤ ـ ( باب تحريم التعرّب بعد الهجرة ، وسكنى المسلم دار الحرب ودخولها إلّا لضرورة ، وحكم قتل المسلم بها ، وإنّ من ذهبت زوجته إلى الكفّار فتزوّج غيرها أُعطي مهرها من بيت المال )

[ ١٢٤٨٨ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) : « إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، بعث جيشاً إلى خثعم ، فلمّا غشوهم استعصموا بالسجود ، فقتل بعضهم بعضاً ، فبلغ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : للورثة نصف العقل (١) بصلاتهم ، ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي بريء من كلّ مسلم نزل مع مشرك في دار الحرب » .

ورواه في الدعائم : عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، مثله (٢) .

ورواه السيد فضل الله في نوادره : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، مثله (٣) .

[ ١٢٤٨٩ ] ٢ ـ وبهذا الإِسناد قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا ينزل دار الحرب إلّا فاسق برئت منه الذمّة » .

[ ١٢٤٩٠ ] ٣ ـ وبهذا الإِسناد قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في

____________________________

الباب ٣٤

١ ـ الجعفريات ص ٧٩ .

(١) العقل : الدية ( لسان العرب ج ١١ ص ٤٦٠ ) .

(٢) دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٧٦ .

(٣) نوادر الراوندي ص ٢٣ .

٢ ـ الجعفريات ص ٨٢ .

٣ ـ الجعفريات ص ١١٣ .

٨٩

حديث : ولا تعرّب بعد الهجرة » الخبر .

ورواه السيد فضل الله في نوادره : بإسناده عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، مثله (١) .

[ ١٢٤٩١ ] ٤ ـ دعائم الإِسلام : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال : « من الكبائر قتل المؤمن عمداً ـ إلى أن قال ـ والتعرّب بعد الهجرة » .

٣٥ ـ ( باب التسوية بين الناس في قسمة بيت المال والغنيمة )

[ ١٢٤٩٢ ] ١ ـ دعائم الإِسلام : روينا عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، أنه أمر عمّار بن ياسر وعبيد الله بن أبي رافع وأبا الهيثم بن التيّهان ، أن يقسموا مالاً من الفيء بين المسلمين ، وقال : « اعدلوا بينهم ولا تفضّلوا أحداً على أحد » فحسبوا فوجدوا الذي يصيب كلّ رجل من المسلمين ثلاثة دنانير ، فأتوا (١) الناس ، فأقبل عليهم طلحة والزبير ومع كلّ واحد ابنه ، فدفعوا إلى كلّ واحد منهم ثلاثة دنانير ، فقال طلحة والزبير : ليس هكذا كان يعطينا عمر ، فهذا منكم أو عن أمر صاحبكم ؟ قالوا : هكذا أمرنا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فمضيا إليه ( عليه السلام ) فوجداه في بعض أحواله (٢) ، قائماً في الشمس على أجير له يعمل بين يديه ، فقالا له : ترى أن ترتفع معنا إلى الظلّ ، قال : « نعم » فقالا له : إنّا أتينا إلى عمّالك على قسمة هذا الفيء ، فأعطونا كما أُعطي سائر الناس ، قال : « فما تريدان ؟ » قالا : ليس كذلك كان يعطينا عمر قال ( عليه السلام ) : « فما كان يعطيكما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ » فسكتا ، فقال ( عليه السلام ) : « أليس كان النبيّ

____________________________

(١) نوادر الراوندي ص ٥١ .

٤ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٤٠٢ ح ١٤٠٨ .

الباب ٣٥

١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٨٤ .

(١) في المصدر : فأعطوا .

(٢) وفيه : أمواله .

٩٠

( صلى الله عليه وآله ) يقسم بين المسلمين بالسويّة ؟ (٣) » قالا : نعم ، قال : « فسنّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أولى بالاتّباع عندكما ، أم سنّة عمر ؟ » قالا : سنّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولكن لنا يا أمير المؤمنين سابقة وعناء وقرابة ، فإن رأيت أن لا تسوّينا بالناس فافعل ، قال : « سابقتكما أسبق أم سابقتي ؟ » قالا : سابقتك ، قال : « فقرابتكما أقرب أم قرابتي ؟ » قالا : قرابتك ، قال : « فعناؤكما أعظم أم عنائي ؟ » قالا : بل أنت يا أمير المؤمنين أعظم عناء ، قال : « فوالله ما أنا وأجيري هذا في المال إلّا بمنزلة واحدة » وأومأ بيده إلى الأجير الذي بين يديه . . . الخبر .

ابن شهر آشوب في المناقب : مثله (٤) .

[ ١٢٤٩٣ ] ٢ ـ وعن كتاب ابن الحاشر : بإسناده إلى مالك بن أوس بن الحدثان ـ في خبر طويل ـ أنه قام سهل بن حنيف فأخذ بيد عبده فقال : يا أمير المؤمنين قد اعتقت هذا الغلام ، فأعطاه ثلاثة دنانير مثل ما أعطى سهل بن حنيف .

[ ١٢٤٩٤ ] ٣ ـ الشيخ المفيد في أماليه : عن أبي الحسن عليّ بن بلال المهلّبي ، عن علي بن عبدالله بن أسد الأصفهاني ، عن ابراهيم بن محمد الثقفي ، عن محمد بن عبدالله بن عثمان ، عن علي بن أبي السيف ، عن أبي حباب ، عن ربيعة وعمارة وغيرهما : أنّ طائفة من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، مشوا إليه عند تفرّق الناس عنه ، وفرار كثير منهم إلى معاوية ، طلباً لما في يديه من الدنيا ، فقالوا له : يا أمير المؤمنين اعط هذه الأموال ، وفضّل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم ، ومن يخاف خلافه عليك من الناس وفراره إلى معاوية ، فقال لهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « أتأمروني أن أطلب النصر بالجور !؟ لا والله لا أفعل ما

____________________________

(٣) في المصدر زيادة : من غير زيادة .

(٤) المناقب لابن شهرآشوب ج ٢ ص ١١١ .

٢ ـ كتاب ابن الحاشر :

٣ ـ أمالي المفيد ص ١٧٥ ح ٦ .

٩١

طلعت شمس ، ولاح في السماء نجم ، لو كان ما لهم لي لواسيت بينهم ، فكيف وإنما هي أموالهم ! » الخبر .

[ ١٢٤٩٥ ] ٤ ـ الديلمي في إرشاد القلوب : في خبر طويل ، أنه كتب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في أوّل خلافته إلى حذيفة بن اليمان بالمدائن وفيه : « وآمرك أن تجبي خراج الأرضين على الحق والنصفة ، ولا تتجاوز ما تقدّمت به إليك ، ولا تدع منه شيئاً ، ولا تبتدع فيه أمراً ، ثم اقسمه بين أهله بالسويّة والعدل » الخبر .

[ ١٢٤٩٦ ] ٥ ـ ابراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات : عن محرز بن هشام المرادي قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة الضبّي قال : كان أشراف الكوفة غاشّين لعلي (عليه السلام) ، وكان هواهم مع معاوية ، وذلك أنّ علياً ( عليه السلام ) كان لا يعطي أحداً من الفيء أكثر من حقّه ، وكان معاوية بن أبي سفيان جعل الشرف في العطاء ألفي درهم .

[ ١٢٤٩٧ ] ٦ ـ وعن هارون بن عنترة ، عن زاذان قال : انطلقت مع قنبر إلى عليّ ( عليه السلام ) ، فقال : قم يا أمير المؤمنين فقد خبأت لك خبيئة ، قال : « فما هو ؟ » قال : قم معي ، فقام فانطلق إلى بيته ، فإذا باسنّة (١) مملوّة جامات من ذهب وفضّة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّك لا تترك شيئاً إلّا قسمته ، فادّخرت هذا لك ، قال علي ( عليه السلام ) : « لقد أحببت أن تدخل بيتي ناراً ؟! » فسلّ سيفه فضربه فانتثرت من بين إناء مقطوع نصفه أو ثلثه ، ثم قال : « أقسموه بالحصص » ففعلوا ، فجعل يقول :

« هذا جناي وخياره فيه

وكل جان يده الى فيه » . . إلى آخر الخبر .

[ ١٢٤٩٨ ] ٧ ـ وعن محمد بن عبدالله بن عثمان قال : حدثني علي بن سيف ، عن

____________________________

٤ ـ إرشاد القلوب ص ٣٢١ .

٥ ـ الغارات ص ٤٤ .

٦ ـ الغارات ص ٥٥ .

(١) الباسنَّة : كساء مخيط يجعل فيه طعام ( لسان العرب ج ١٣ ص ٥٢ ) .

٧ ـ الغارات ص ٧٤ .

٩٢

أبي حباب ، عن ربيعة وعمارة : أنّ طائفة من أصحاب علي ( عليه السلام ) مشوا إليه فقالوا : يا أمير المؤمنين ، اعط هذه الأموال ، وفضل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم ، ومن تخاف خلافه من الناس وفراره ، قال : وإنّما قالوا له ذلك ، للذي كان معاوية يصنع من أتاه ، فقال لهم علي ( عليه السلام ) : « اتأمروني أن أطلب النصر بالجور ؟ والله لا أفعل ما طلعت شمس ، وما لاح في السماء نجم (١) ، لو كان مالهم لي لواسيت بينهم ، كيف وإنّما هي أموالهم !؟ » الخبر .

[ ١٢٤٩٩ ] ٨ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن عبدالله قال : حدثنا أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان قال : روى لنا أبو الحسين محمد بن علي بن الفضل بن عامر الكوفي قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري البزّاز قراءة عليه قال : حدثنا أبو عيسى محمد بن علي بن عمرو (١) الطحّان وهو الوراق قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن موسى قال : حدثنا علي بن أسباط ، عن غير واحد من أصحاب ابن دأب ، في كلام طويل له في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، إلى أن قال : ثم ترك التفضيل لنفسه وولده على أحد من الإِسلام ، دخلت عليه أمّ هانىء بنت أبي طالب فدفع إليها عشرين درهماً ، فسألت أمّ هانىء مولاتها العجميّة فقالت : كم دفع إليك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟ فقالت : عشرين درهماً ، فانصرفت متسخّطة ، فقال لها : « انصرفي رحمك الله ، ما وجدنا في كتاب الله فضلاً لاسماعيل على إسحاق » .

[ ١٢٥٠٠ ] ٩ ـ وبعث إليه ( عليه السلام ) (١) من غوص ( البحرين مخنقة لا ندري

____________________________

(١) في المصدر زيادة : والله .

٨ ـ الاختصاص ص ١٥١ ، وعته في البحار ج ٤٠ ص ٩٧ ح ١١٧ .

(١) في المصدر والبحار : عمرويه .

٩ ـ الاختصاص ص ١٥١ .

(١) في المصدر زيادة : من البصرة .

٩٣

ما قيمته ) (٢) فقالت له ابنته أم كلثوم : [ يا أمير المؤمنين ] (٣) اتجمل به ويكون في عنقي ، فقال : « يا أبا رافع ، ادخله في (٤) بيت المال ، ليس إلى ذلك سبيل حتى لا تبقى امرأة من المسلمين إلّا ولها مثل مالك » .

[ ١٢٥٠١ ] ١٠ ـ وقام ( عليه السلام ) خطيباً بالمدينة حين ولّي فقال : « يا معشر المهاجرين والأنصار ، يا معشر قريش ، اعلموا والله أنّي أرزؤكم من فيئكم شيئاً ما قام لي عذق بيثرب ، أفتروني مانعاً نفسي (١) ومعطيكم ! ولأسوّين بين الأسود والأحمر » فقام إليه عقيل بن أبي طالب فقال : لتجعلني وأسود من سودان المدينة واحداً ، فقال له : « اجلس رحمك الله ، أما كان ها هنا من يتكلم غيرك ؟ وما فضلك عليه إلّا بسابقة أو تقوى » .

[ ١٢٥٠٢ ] ١١ ـ وولّي ( عليه السلام ) بيت مال المدينة عمّار بن ياسر وأبا الهيثم بن التيهان ، فكتب العربي والقرشي والأنصاري والعجمي وكلّ من في الإِسلام من قبائل العرب وأجناس العجم [ سواء ] (١) ، فأتاه سهل بن حنيف بمولى له أسود فقال : كم يؤتى (٢) هذا ؟ فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « كم أخذت ؟ » فقال : ثلاثة دنانير وكذلك أخذ الناس ، فقال : « فاعطوا مولاه مثل ما أخذ ، ثلاثة دنانير » ثم ذكر قصّة طلحة والزبير نحو ما مرّ .

[ ١٢٥٠٣ ] ١٢ ـ علي بن ابراهيم في تفسيره : في قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ

____________________________

(٢) في المصدر : البحر بتحفة لا يدري ما قيمتها .

(٣) أثبتناه من المصدر .

(٤) في نسخة : إلى ، ( منه قده ) .

١٠ ـ الاختصاص ص ١٥١ .

(١) في المصدر زيادة : وولدي .

١١ ـ الاختصاص ص ١٥٢ .

(١) ورد في هامش الحجرية ما لفظه : ( هناك سقط بعد كلمة العجم ، كلمة سواء ، أو ما يشبهها ) انتهى . وقد وردت في المصدر بين معقوفين ، ونحن أثبتناه لمقتضى سياق الحديث .

(٢) في المصدر : يعطى .

١٢ ـ تفسير القمي ج ١ ص ٥١ .

٩٤

لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ) (١) الآية ، فإنّها نزلت في أبي ذر وعثمان بن عفّان ، وكان سبب ذلك لمّا أمر عثمان بنفي أبي ذر رحمه الله إلى الرّبذة ، دخل عليه أبو ذر وكان عليلاً متوكئاً على عصاه ، وبين يدي عثمان مائة ألف درهم قد حملت إليه من بعض النواحي ، وأصحابه حوله ينظرون إليه ويطمعون أن يقسمها فيهم ، فقال أبو ذر لعثمان : ما هذا المال ؟ فقال عثمان : مائة ألف درهم حملت إليّ من بعض النواحي ، أريد أن أضمّ إليها مثلها ثم أرى فيها رأيي ، فقال أبو ذر : يا عثمان ، أيّما أكثر مائة ألف درهم أو أربعة دنانير ؟ فقال عثمان : بل مائة ألف درهم ، فقال أبو ذر : أما تذكر إنّي أنا وأنت دخلنا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عشاء ، فرأيناه كئيباً حزيناً فسلّمنا عليه فلم يرد علينا السلام ، فلمّا أصبحنا أتيناه فرأيناه ضاحكاً مستبشراً ، فقلنا له : بآبائنا وأُمّهاتنا دخلنا عليك البارحة فرأيناك كئيباً حزيناً ، وعدنا إليك اليوم فرأيناك ضاحكاً مستبشراً ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « نعم كان [ قد بقي ] (٢) عندي من فيء المسلمين أربعة دنانير لم أكن قسمتها ، وخفت أن يدركني الموت وهي عندي ، وقد قسمتها اليوم فاسترحت » الخبر .

ورواه الرّاوندي في قصص الأنبياء (٣) : بإسناده عن الصّدوق ، عن أحمد بن زياد الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، مثله .

[ ١٢٥٠٤ ] ١٣ ـ ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخاطر : عن هلال بن سالم الجحدري قال : سمعت جدّي ، عن جدّه أو قال أخوه ، قال : شهدت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وقد أتي بمال عند السماء ، فقالوا : قد أمسينا (١)

____________________________

(١) البقرة ٢ : ٨٤ .

(٢) أثبتناه من المصدر .

(٣) قصص الأنبياء ص ٣١٨ ، وعنه في البحار ج ٢٢ ص ٤٣٢ ح ٤٢ .

١٣ ـ مجموعة ورام ج ٢ ص ١٧٣ .

(١) في المصدر زيادة : يا أمير المؤمنين .

٩٥

فأخّره إلى غد ، فقال لهم : « تضمنون لي أن أعيش إلى غد » قالوا : وما ذاك بأيدينا ، قال : « فلا تؤخّروه حتّى تقسموه » فأتى بشمع فقسموا ذاك المال من ( غنائمهم ) (٢) .

٣٦ ـ ( باب كيفيّة قسمة الغنائم )

[ ١٢٥٠٥ ] ١ ـ العيّاشي في تفسيره : عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول في الغنيمة : « يخرج منها الخمس ويقسم ما بقي بين من قاتل عليه وولّى ذلك ، وأمّا الفيء والأنفال فهو خالص لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » .

[ ١٢٥٠٦ ] ٢ ـ وعن ابن الطّيار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « يخرج خمس الغنيمة ، ثم يقسم أربعة أخماس على من قاتل على ذلك أو وليّه » .

[ ١٢٥٠٧ ] ٣ ـ دعائم الإِسلام : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « الغنيمة يقسم على خمسة أخماس ، فيقسم أربعة أخماس على من قاتل عليها ، والخمس لنا أهل البيت في اليتيم منّا والمسكين وابن السّبيل ، وليس فينا مسكين ولا ابن السّبيل اليوم بنعمة الله ، فالخمس لنا موفّراً ونحن شركاء الناس فيما حضرناه في الأربعة الأخماس » .

[ ١٢٥٠٨ ] ٤ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : « أربعة أخماس الغنيمة لمن قاتل عليها : للفارس سهمان ، وللرّاجل سهم » .

[ ١٢٥٠٩ ] ٥ ـ وعن أبي عبدالله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنّه سئل عن

____________________________

(٢) وفيه : تحت ليلتهم .

الباب ٣٦

١ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٦١ ح ٥١ .

٢ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٦٢ ح ٥٨ .

٣ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٨٦ .

٤ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٨٧ .

٥ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٤٢ .

٩٦

الأعراب ، هل عليهم جهاد ؟ قال : لا ، إلّا أن ينزل بالإِسلام أمر ـ وأعوذ بالله ـ يحتاج فيه إليهم ، وقال : وليس لهم من الفيء شيء ما لم يجاهدوا » .

[ ١٢٥١٠ ] ٦ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « ليس للعبيد من الغنيمة شيء ، وإن حضر وقاتل عليها فرأى الإِمام أو من أقامه الإِمام أن يعطيه على بلائه إن كان منه ، أعطاه من خرثى المتاع ما يراه » .

[ ١٢٥١١ ] ٧ ـ وعنه ( عليه السلام ) أنّه قال : « من مات في دار الحرب من المسلمين قبل أن يحرز الغنيمة فلا سهم له فيها ، ومن مات بعد أن أحرزت فسهمه ميراث لورثته » .

[ ١٢٥١٢ ] ٨ ـ عوالي اللآلي : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قسم في النّفل ، للفارس سهمين ، وللرّاجل سهماً .

[ ١٢٥١٣ ] ٩ ـ ابراهيم بن محمد الثّقفي في كتاب الغارات قال : بعث أُسامة بن زيد إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أن ابعث إليّ بعطائي ، فو الله لتعلم أنّك إن كنت في فم الأسد لدخلت معك ، فكتب إليه : « إنّ هذا المال لمن جاهد عليه ، ولكن هذا مالي بالمدينة فأصب منه ما شئت » .

٣٧ ـ ( باب حكم عبيد أهل الشرك ، وحكم الرسل والرّهن )

[ ١٢٥١٤ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) : « أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حكم يوم الطّائف ، أيما عبد خرج إلينا قبل مواليه فهو

____________________________

٦ ـ ٧ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٨٧ .

٨ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤٣ ح ٦١ .

٩ ـ الغارات ص ٥٧٧ .

الباب ٣٧

١ ـ الجعفريات ص ٨٠ .

٩٧

حرّ ، وأيّما عبد خرج إلينا بعد مواليه فهو عبد » .

[ ١٢٥١٥ ] ٢ ـ دعائم الإِسلام : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « إذا ظفرتم برجل من أهل الحرب ، فزعم أنّه رسول إليكم ، فإن عُرف ذلك وجاء بما يدلّ عليه ، فلا سبيل لكم عليه حتّى يبلّغ رسالته ، ويرجع إلى أصحابه ، وإن لم تجدوا على قوله دليلاً فلا تقبلوا منه » .

٣٨ ـ ( باب الأسير من المسلمين ، هل له أن يتزوّج في دار الحرب أم لا ؟ )

[ ١٢٥١٦ ] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن علي ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « لا يحلّ لمسلم أن يتزوّج حربية في دار الحرب » .

٣٩ ـ ( باب جواز قتال المحارب واللّصّ والظالم ، والدّفاع عن النّفس والمال وإن قلّ ، وإن خاف القتل )

[ ١٢٥١٧ ] ١ ـ كتاب العلاء بن رزين : عن محمّد بن مسلم قال : سألته عن الرجل يقتل دون ماله ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من قتل دون ماله قتل شهيداً ، ولو كنت أنا لتركت له المال ولم أُقاتله » .

[ ١٢٥١٨ ] ٢ ـ دعائم الإِسلام : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، مثله ، وفيه : « ولم أُقاتل عليه ، وإن أراد القتل لم يسع للمرء (١) المسلم إلّا المدافعة عن نفسه ، وما أُصيب من اللّصّ وعرف (٢) أهله ردّ عليهم ، والجاسوس والعين إذا ظفر بها قتلا » كذلك روينا عن أهل البيت ( عليهم السلام ) .

____________________________

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٧٦ .

الباب ٣٨

١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٢٥٢ .

الباب ٣٩

١ ـ الأصول الستة عشر ص ١٥٦ .

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٩٨ .

(١) في المصدر : المرء .

(٢) في المصدر : فعرفه .

٩٨

[ ١٢٥١٩ ] ٣ ـ صحيفة الرّضا ( عليه السلام ) ، بإسناده قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله ليبغض من يدخل عليه في بيته فلا يقاتل » .

[ ١٢٥٢٠ ] ٤ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « ومن تخطّى حريم قوم حلّ قتله » .

[ ١٢٥٢١ ] ٥ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من شهر سيفه فدمه هدر » .

٤٠ ـ ( باب قتل الدّعاة إلى البدعة )

[ ١٢٥٢٢ ] ١ ـ الشّيخ المفيد في الأمالي : عن الصّدوق ، عن أبيه ، عن سعد بن ، عبدالله ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن محمّد بن مروان ، عن زيد بن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، قال : « لمّا حضر النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) الوفاة ـ إلى أن قال ـ ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) للمسلمين وهم مجتمعون حوله : أيّها النّاس لا نبيّ بعدي ، ولا سنّة بعد سنّتي ، فمن ادّعى ذلك فدعواه وبدعته في النار ، ومن ادّعى ذلك فاقتلوه ومن ابتعه فهم في النّار » الخبر .

٤١ ـ ( باب شرائط الذمّة )

[ ١٢٥٢٣ ] ١ ـ ابن شهر آشوب في المناقب : وكتب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عهداً لحيّ سلمان بكازرون : « هذا كتاب من محمّد رسول الله ( صلى

____________________________

٣ ـ صحيفة الرضا ( عليه السلام ) ص ٣٥ .

٤ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٢ .

٥ ـ الجعفريات ص ٨٣ .

الباب ٤٠

١ ـ أمالي المفيد ص ٥٣ .

الباب ٤١

١ ـ المناقب ج ١ ص ١١١ .

٩٩

الله عليه وآله ) ، سأله الفارسي سلمان وصيّة لأخيه (١) مهاد بن فروخ بن مهيار وأقاربه وأهل بيته وعقبه ـ إلى أن قال ـ وقد رفعت عنهم جزّ النّاصية ، والجزية ، والخمس والعشر ، وسائر المؤن ، والكلف » الخ قال : والكتاب إلى اليوم في أيديهم .

[ ١٢٥٢٤ ] ٢ ـ ووجدت العهد بتمامه في طومار عتيق ، منقولاً من نسخة الأصل : « وقد رفعت عنهم جزّ النّاصية ، والزنّارة (١) ، والجزية و (٢) الخمس والعشر ، وسائر المؤن والكلف ، وأيديهم طلقة على بيوت النّيران وضياعها وأموالها ، ولا يمنعون (٣) من اللّباس الفاخرة والرّكوب وبناء الدّور والاصطبل ، وحمل الجنائز ، واتّخاذ ما يجدون في دينهم ومذاهبهم » إلى آخره ، وفى آخره : « كتب علي بن أبي طالب ، بأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، بحضوره » .

[ ١٢٥٢٥ ] ٣ ـ دعائم الإِسلام : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه نهى عن إحداث (١) الكنائس في دار الإِسلام .

[ ١٢٥٢٦ ] ٤ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه لما قبل الجزية من أهل الذمّة ، لم يقبلها إلّا على شروط افترضها (١) عليهم ، منها أن لا يأكلوا الربا ، فمن فعل ذلك فقد برئت منه وذمّة الله وذمّة رسوله .

[ ١٢٥٢٧ ] ٥ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى ، حدّثنا

____________________________

(١) في المصدر : بأخيه .

٢ ـ ....... .

(١) الزنارة : ما يشدّه الذمي على وسطه ( لسان العرب ج ٤ ص ٣٣٠ ) .

(٢) في الطبعة الحجرية « إلى » والظاهر ما أثبتناه هو الصواب .

(٣) وفيها « ولا يمنعونها » والظاهر ما أثبتناه هو الصواب .

٣ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٨١ .

(١) في الطبعة الحجرية : « عهد » ، وما أثبتناه من المصدر .

٤ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٧ ح ٨٦ .

(١) في المصدر : اشترطها .

٥ ـ الجعفريات ص ٨٠ .

١٠٠