مستدرك الوسائل - ج ١١

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١١

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

[ ١٢٨٦١ ] ١٥ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) قال في حديث : « والضّحك هلاك البدن ، والبكاء من خشية الله نجاة من النّار » .

[ ١٢٨٦٢ ] ١٦ ـ وفي الخبر ، في بعض الكتب ـ أي السّماويّة ـ : وعزّتي لا يبكينّ عبد من خشيتي ، إلّا أجرته من نقمتي ، وابدلته ضحكاً ، وقال الله لعيسى : اكحل عينيك بملمول (١) الحزن إذا نظر البطّالون ، وكن لي خاشعاً إذا ضحك المفترون ، واذكر نقمتي إذا أمن الخاطئون .

[ ١٢٨٦٣ ] ١٧ ـ وفي التّوراة : إذا دمعت عيناك فلا تمسحهما إلّا بكفّك على وجهك ، فانّها رحمة ، ولا يبكي عبدي من خشيتي ، إلّا سقيته من رحيق مختوم .

[ ١٢٨٦٤ ] ١٨ ـ وروي : أنّ النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، إذا رأى بروز جهنّم يقول : « يا ربّ اصرف النّار عن امّتي » فلا يصرف حتّى لحق بكاء العاصين ، فيرجع اسرع من طرفة عين .

[ ١٢٨٦٥ ] ١٩ ـ وروي : أنّ النّار تزفر زفرة يوم القيامة ، يجثو الخلائق على ركبتهم ، فيجيء جبرئيل من الماء يضربه على وجهها فتنصرف ، فيقول محمد ( صلى الله عليه وآله ) : « يا جبرئيل ، من أين هذا الماء ؟ قال : إنّها من دموع العصاة » .

[ ١٢٨٦٦ ] ٢٠ ـ البحار ، عن كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن بابويه : عن القاسم بن علي العلوي ، عن محمّد بن أبي عبدالله ، عن سهل بن زياد ، عن النّوفلي ، عن السّكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : طوبى

____________________________

١٥ ، ١٦ ـ لب اللباب : مخطوط .

(١) الملمول : المكحال ، الذي يكتحل به . انظر ( القاموس المحيط ج ٤ ص ٥٣ ولسان العرب ج ١١ ص ٦٣٢ ) .

١٧ ـ ١٩ ـ لب اللباب : مخطوط .

٢٠ ـ البحار ج ٩٣ ص ٣٣٥ ح ٢٦ ، بل عن جامع الأحاديث ص ١٧ .

٢٤١

لعبد نظر الله إليه وهو يبكي على خطيئته من خشية الله ، لم يطّلع على ذلك الذّنب غيره » .

[ ١٢٨٦٧ ] ٢١ ـ العيّاشي في تفسيره : عن الفضيل بن يسار قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما من عبد اغرورقت عيناه بمائها ، إلّا حرّم الله ذلك الجسد على النّار ، وما فاضت عين من خشية الله ، إلّا لم يرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلّة » .

[ ١٢٨٦٨ ] ٢٢ ـ وعن محمّد بن مروان ، عن رجل ، عن ابي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « ما من شيء إلّا وله وزن أو ثواب إلّا الدموع ، فان القطرة تطفىء البحار من النّار ، فان اغرورقت عيناه بمائها ، حرّم الله عزّ وجلّ سائر جسده على النّار ، وان سالت الدّموع على خدّيه ، لم يرهق وجهه قتر ولا ذلّة ، ولو انّ عبداً بكى في امّة لرحمها الله » .

[ ١٢٨٦٩ ] ٢٣ ـ وعن هشام بن سالم ، عن ابي عبدالله ( عليه السلام ) ، انّه قال في حديث : « وامّا داود ، فانّه بكى حتّى هاج العشب من دموعه ، وان كان ليزفر الزّفرة فيحرق ما نبت من دموعه » .

[ ١٢٨٧٠ ] ٢٤ ـ أحمد بن محمّد بن فهد في عدّة الدّاعي : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال في خطبة الوداع : « ومن ذرفت عيناه من خشية الله ، كان له بكلّ قطرة من دموعه مثل جبل أُحد ، يكون في ميزانه من الأجر ، وكان له بكلّ قطرة عين من الجنّة ، على حافيتها من المدائن ما لا عين رأت ، ولا أُذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر » .

[ ١٢٨٧١ ] ٢٥ ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمّد ، عن ابيه ، عن جدّه

____________________________

٢١ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢١ ح ١٥ ، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٣٥ ح ٢٧ .

٢٢ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢٢ ح ١٦ .

٢٣ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ١٧٧ ح ٢٨ .

٢٤ ـ عدة الداعي ص ١٥٩ ، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٣٤ ح ٢٥ .

٢٥ ـ الجعفريات ص ٢٤٠ .

٢٤٢

علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال ( عليه السلام ) : « إن ابراهيم الخيل ( عليه السلام ) قال : إلهي ما لعبد بلّ وجهه بالدّموع من مخافتك ؟ قال : جزاؤه مغفرتي ورضواني ( يوم القيامة ) (١) » .

[ ١٢٨٧٢ ] ٢٦ ـ البحار : نقلاً من خطّ الشّهيد ، عن كتاب زهد مولانا الصّادق ( عليه السلام ) ، عنه قال : « بكى يحيى بن زكريّا حتّى ذهب لحم خدّيه من الدّموع ، فوضع على العظم لبوداً يجري عليها الدّموع ، فقال له أبوه : يا بنيّ ، إنّي سألت الله تعالى أن يهبك لي لتقرّ عيني بك ، فقال : يا ابه ، إن على ميزان (١) ربّنا معاثر لا يجوزها إلّا البكّاؤون من خشية الله عزّ وجلّ ، واتخوّف أن آتيها فازلّ منها ، فبكى زكريّا حتّى غشي عليه من البكاء » .

الطّبرسي في مكارم الأخلاق : عن الكتاب المذكور ، عنه ( عليه السلام ) ، مثله .

[ ١٢٨٧٣ ] ٢٧ ـ وروي : انّ الكاظم ( عليه السلام ) ، كان يبكي من خشية الله ، حتّى يخضل لحيته بدموعه .

[ ١٢٨٧٤ ] ٢٨ ـ أبو عليّ ابن الشّيخ الطّوسي في أماليه : عن ابيه ، عن المفيد ، عن الصّدوق ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفّار ، عن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن اسباط ، عن علي بن ابي حمزة ، عن ابي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « أوحى الله إلى عيسى بن مريم : يا عيسى ، هب لي من عينيك الدّموع ، ومن قلبك الخشوع ، واكحل عينيك بميل الحزن إذا ضحك البطّالون ، وقم على قبور

____________________________

(١) ليس في المصدر .

٢٦ ـ البحار ج ١٤ ص ١٦٧ ح ٥ .

(١) في المصدر : نيران .

(٢) مكارم الأخلاق ص ٣١٦ .

٢٧ ـ مكارم الأخلاق ص ٣١٨ .

٢٨ ـ أمالي الشيخ الطوسي ج ١ ص ١١ .

٢٤٣

الأموات ، فنادهم بالصّوت الرّفيع ، لعلّك تأخذ موعظتك منهم ، وقل : إنّي لاحق في اللّاحقين » .

[ ١٢٨٧٥ ] ٢٩ ـ جامع الأخبار : عن علي ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « العبوديّة خمسة اشياء : خلاء البطن ، وقراءة القرآن ، وقيام اللّيل ، والتّضرّع عند الصّبح ، والبكاء من خشية الله » .

[ ١٢٨٧٦ ] ٣٠ ـ وروي انّ نوحاً ( عليه السلام ) مرّ على كلب كريه المنظر ، فقال نوح : ما أقبح هذا الكلب ! فجثى الكلب وقال بلسان طلق ذلق (١) : إن كنت لا ترضى بخلق الله فحوّلني يا نبيّ الله ، فتحيّر نوح ( عليه السلام ) ، وأقبل يلوم نفسه بذلك ، وناح على نفسه أربعين سنة ، حتّى ناداه الله : إلى متى تنوح يا نوح ؟ فقد تبت عليك .

[ ١٢٨٧٧ ] ٣١ ـ وعن أنس ، عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) : « يباهي الله تعالى الملائكة بخمسة ـ إلى أن قال ـ ورجل يبكي في خلوة من خشية الله » .

[ ١٢٨٧٨ ] ٣٢ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، انّه قال : « ما من مؤمن يبكي من خشية الله إلّا غفر الله له ذنوبه ، وإن كان أكثر من نجوم السّماء ، وعدد قطر البحار ، ثم قرأ : ( فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا ) (١) » الآية .

[ ١٢٨٧٩ ] ٣٣ ـ وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ما يقطر في الأرض احبّ إلى الله ، من قطرة دمع في سواد اللّيل من خشيته ، لا يراه أحد إلّا الله عزّ وجلّ » .

____________________________

٢٩ ـ جامع الأخبار ص ٢٠٨ .

٣٠ ـ جامع الأخبار ص ١٠٩ .

(١) لسان طلق ذلق : أي فصيح بليغ ( لسان العرب ج ١٠ ص ١١٠ ) .

٣١ ـ جامع الأخبار ص ١١٣ .

٣٢ ـ جامع الأخبار ص ١١٣ .

(١) التوبة ٩ : ٨٢ .

٣٣ ـ جامع الأخبار ص ١١٤ .

٢٤٤

[ ١٢٨٨٠ ] ٣٤ ـ وعنه ( عليه السلام ) : « حرّمت النّار على عين بكت من خشية الله » .

[ ١٢٨٨١ ] ٣٥ ـ وعن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، أنّه قال : « البكاء من خشية الله نجاة من النّار ، وقال ( عليه السلام ) : بكاء العيون ، وخشية القلوب ، رحمة من الله » .

[ ١٢٨٨٢ ] ٣٦ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « البكاء من خشية الله ، ينير القلب ، ويعصم من معاودة الذّنب » .

وقال ( عليه السلام ) (١) : « البكاء من خشية الله مفتاح الرّحمة » .

[ ١٢٨٨٣ ] ٣٧ ـ الشّيخ الطّوسي ، بسنده المتقدّم عن أبي ذر ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ياأباذر ، إنّ ربّي تبارك وتعالى اخبرني فقال : وعزّتي وجلالي ، ما ادرك العابدون درك البكاء عندي شيئاً ، وانّي لابنينّ لهم في الرّفيق الأعلى قصراً لا يشركهم فيه أحد ، وفيه (١) ياأباذر ، من استطاع ان يبكي قلبه فليبك ، ومن لم يستطع فليشعر قلبه الحزن وليتباك » الخبر .

ورواه المفيد في أماليه : عن الصّدوق ، عنه ، مثله .

[ ١٢٨٨٤ ] ٣٨ ـ الدّيلمي في إرشاد القلوب : عن الحسين ( عليه السلام ) قال : « ما دخلت على أبي قطّ إلّا وجدته باكياً » .

[ ١٢٨٨٥ ] ٣٩ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إذا أحبّ الله عبداً نصب في قلبه نائحة من الحزن ، فانّ الله تعالى يحبّ كلّ قلب حزين ،

____________________________

٣٤ ـ جامع الأخبار ص ١١٤ .

٣٥ ـ جامع الأخبار ص ١١٣ .

٣٦ ـ غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٨٩ ح ٢٠٣٧ .

(١) المصدر نفسه ج ١ ص ٩١ ح ٢٠٧٣ .

٣٧ ـ أمالي الشيخ الطوسي ج ٢ ص ١٤٥ .

(١) المصدر نفسه ج ٢ ص ١٤٢ .

(٢) أمالي المفيد : النسخة المطبوعة خالية منه .

٣٨ ، ٣٩ ـ إرشاد القلوب ص ٩٦ .

٢٤٥

وإذا أبغض الله عبداً نصب له في قلبه مزماراً من الضحك ، وما يدخل النّار من بكى من خشية الله ، حتّى يعود اللّبن في الضّرع » .

[ ١٢٨٨٦ ] ٤٠ ـ وروي : أنّ بعض الأنبياء اجتاز بحجر ينبع منه ماء كثير ، فعجب من ذلك ، فسأل الله انطاقه ، فقال له : لم يخرج منك الماء الكثير مع صغرك ؟ فقال : [ من ] (١) بكاء [ حزن ] (٢) ، حيث سمعت الله يقول : ( نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) (٣) وأخاف أن أكون من تلك الحجارة ، فسأل الله تعالى أن لا يكون من تلك الحجارة ، فأجابه الله ، وبشّره النّبي بذلك ، ثم تركه ومضى ، ثم عاد إليه بعد وقت فرآه ينبع كما كان ، فقال : ألم يؤمنك الله ؟ فقال : بلى ، فذاك بكاء الحزن ، وهذا بكاء السّرور .

[ ١٢٨٨٧ ] ٤١ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « ما من مؤمن يخرج من عينيه مثل رأس الذّبابة من الدّموع ، فيصيب حرّ وجهه ، إلّا حرّمه الله على النّار » .

[ ١٢٨٨٨ ] ٤٢ ـ وقال : « لا ترى النّار عين بكت من خشية الله ، ولا عين سهرت في طاعة الله ، ولا عين غضّت عن محارم الله » .

[ ١٢٨٨٩ ] ٤٣ ـ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « ما من قطرة أحبّ إلى الله ، من قطرة دمع خرجت من خشية الله ، ومن قطرة دم سفكت في سبيل الله ، وما من عبد بكى من خشية الله ، إلّا سقاه الله من رحيق رحمته ، وأبدله الله ضحكاً وسروراً في جنّته ، ورحم الله من حوله ولو كانوا عشرين ألفاً ، وما اغرورقت عين من خشية الله ، إلّا حرّم الله جسده على النّار ، وإن أصابت وجهه لم يرهقه قتر ولا ذلّة ، ولو بكى عبد في امّة لنجى الله تلك الأُمّة ببكائه » .

____________________________

٤٠ ـ إرشاد القلوب ص ٩٦ .

، ٢) اثبتناه من المصدر .

(٣) التحريم ٦٦ : ٦ .

٤١ ـ ٤٣ ـ إرشاد القلوب ص ٩٧ .

٢٤٦

[ ١٢٨٩٠ ] ٤٤ ـ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « من بكى من ذنب غفر له ، ومن بكى من خوف النّار اعاذه الله منها ، ومن بكى شوقاً إلى الجنّة اسكنه الله فيها ، وكتب له أمان من الفزع الأكبر ، ومن بكى من خشية الله ، حشره الله مع النّبيين والصّديقين والشهداء والصّالحين وحسن اولئك رفيقاً » .

[ ١٢٨٩١ ] ٤٥ ـ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « البكاء من خشية الله ، مفتاح الرّحمة ، وعلامة القبول ، وباب الاجابة » .

[ ١٢٨٩٢ ] ٤٦ ـ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « إذا بكى العبد من خشية الله ، تحاتت عنه الذّنوب كما يتحاتّ الورق ، فيبقى كيوم ولدته أُمّه » .

[ ١٢٨٩٣ ] ٤٧ ـ جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات : عن ابي حمزة الثّمالي ، عن علي بن الحسين ( عليهما السّلام ) ، أنّه قال في حديث : « وما من قطرة أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من قطرتين : قطرة دم في سبيل الله ، أو قطرة دمعة في سواد اللّيل ، لا يريد بها عبداً إلّا الله عزّ وجلّ » .

[ ١٢٨٩٤ ] ٤٨ ـ نهج البلاغة : في كلام لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) في صفات الذاكرين : « جرح طول الأسى قلوبهم ، وطول البكاء عيونهم » .

[ ١٢٨٩٥ ] ٤٩ ـ ابن شهر آشوب في المناقب : وكان ـ يعني النبيّ ( صلى الله عليه وآله ـ يبكي حتّى يغشى عليه ، فقيل له : أليس قد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر ؟ فقال : « أفلا أكون عبداً شكوراً » وكذلك كان غشيات علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ وصيّه ـ في مقاماته .

____________________________

٤٤ ـ إرشاد القلوب ص ٩٧ .

٤٥ ، ٤٦ ـ إرشاد القلوب ص ٩٨ .

٤٧ ـ كتاب الغايات ص ٩٣ .

٤٨ ـ نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٣٩ .

٤٩ ـ المناقب لابن شهرآشوب : لم نجده في مظانه .

٢٤٧

١٦ ـ ( باب وجوب حسن الظّنّ بالله ، وتحريم سوء الظّنّ به )

[ ١٢٨٩٦ ] ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « روي أنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى داود ( عليه السلام ) : فلانة بنت فلانة معك في الجنّة في درجتك ، فسار (١) إليها فسألها عن عملها فخبرته ، فوجده مثل سائر أعمال النّاس ، فسألها عن نيّتها ، فقالت : ما كنت في حالة فنقلني منها إلى غيرها ، إلّا كنت بالحالة الّتي نقلني إليها أسرّ منّي بالحالة التي كنت فيها ، فقال : حسن ظنّك بالله عزّ وجلّ » .

[ ١٢٨٩٧ ] ٢ ـ « وأروي عن العالم ( عليه السلام ) أنّه قال : والله ما أُعطي مؤمن قطّ خير الدّنيا والآخرة ، إلّا بحسن ظنّه بالله عزّ وجلّ ، ورجائه منه ، وحسن خلقه والكفّ عن اغتياب المؤمنين ، وأيم الله لا يعذّب الله مؤمناً بعد التّوبة والاستغفار ، إلّا أن يسيء الظّن بالله ، وتقصيره من رجائه ، وسوء خلقه ، واغتياب المؤمنين ، والله لا يحسن عبد مؤمن ظنّاً بالله إلّا كان الله عند ظنّه به ، لأنّ الله عزّ وجلّ كريم يستحيي أن يخلف ظنّ عبده ورجاءه ، فأحسنوا الظّن بالله وارغبوا إليه ، وقد قال الله عزّ وجلّ : ( الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ) (١) » .

[ ١٢٨٩٨ ] ٣ ـ « وروي أنّ داود ( عليه السلام ) قال : يا ربّ ما آمن بك من عرفك ولم يحسن الظّن بك » .

ورواه الطّبرسي في مشكاة الأنوار : عن المحاسن ، عن أبي عبدالله

____________________________

الباب ١٦

١ ـ فقه الرضا ص ٤٩ ، وعنه في البحار ج ٧٠ ص ٣٨٨ ح ٥٦ .

(١) في المصدر : فصار .

٢ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٩ .

(١) الفتح ٤٨ : ٦ .

٣ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٩ .

٢٤٨

( عليه السلام ) ، مثله (١) .

[ ١٢٨٩٩ ] ٤ ـ « وروي أنّ آخر عبد يؤمر به إلى النّار ، فيلتفت فيقول : يا ربّ ، لم يكن هذا ظنّي بك ، فيقول : ما كان ظنّك بي ؟ قال : كان ظنّي بك أن تغفر لي خطيئتي ، وتسكنني جنّتك ، فيقول الله جلّ وعزّ : يا ملائكتي ، وعزّتي وجلالي وجودي وكرمي وارتفاعي في علويّ ، ما ظنّ بي عبدي خيراً ساعة قطّ ، ولو ظنّ بي ساعة خيراً ما روّعته بالنّار ، أجيزوا له كذبه وادخلوه الجنّة ، ثم قال العالم ( عليه السلام ) : قال الله عزّ وجلّ : ألا لا يتّكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي ، فإنّهم لو اجتهدوا واتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصّرين ، غير بالغين في عباداتهم كنه عبادتي ، فيما يظنّونه عندي من كرامتي ، ولكن برحمتي فليثقوا ، ومن فضلي فليرجوا ، وإلى حسن الظّن فليطمئنوا ، فإنّ رحمتي عند ذلك تدركهم ، ومنّتي تبلغهم ، ورضواني ومغفرتي تلبسهم ، فإنّي أنا الله الرّحمن الرّحيم ، وبذلك سمّيت » .

[ ١٢٩٠٠ ] ٥ ـ « وأروي عن العالم ( عليه السلام ) أنّه قال : إنّ الله أوحى إلى موسى بن عمران ، أن يحبس رجلين من بني إسرائيل ، فحبسهما ثمّ أمر بإطلاقهما ، قال : فنظر إلى أحدهما فإذا هو مثل الهدبة ، فقال له : ما الذي بلغ بك ما أرى منك ؟ قال : الخوف من الله ، ونظر إلى الآخر لم يتشعّب منه شيء ، فقال له : أنت وصاحبك كنتما في أمر واحد ، وقد رأيت ما بلغ الأمر بصاحبك ، وأنت لم تتغيّر ، فقال له الرّجل : إنّه كان ظنّي بالله جميلاً حسناً ، فقال : يا ربّ قد سمعت مقالة عبديك ، فأيّهما أفضل ؟ قال : صاحب الظّن الحسن أفضل » .

[ ١٢٩٠١ ] ٦ ـ الصّدوق في الأمالي وفي فضائل الأشهر الثّلاثة : بالسّند المتقدّم في

____________________________

(١) مشكاة الأنوار ص ٣٦ .

٤ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٩ .

٥ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٩ .

٦ ـ أمالي الصدوق ص ١٩٢ ، فضائل الأشهر الثلاثة ص ١١٣ .

٢٤٩

الباب السّابق ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « ورأيت رجلاً من أُمّتي على الصّراط ، يرتعد كما ترتعد السّعفة في يوم ريح عاصف ، فجاءه حسن ظنّه بالله فمسكت (١) رعدته » الخبر .

[ ١٢٩٠٢ ] ٧ ـ الحسن بن أبي الحسن الدّيلمي في إرشاد القلوب : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « الثّقة بالله وحسن الظنّ به ، حصن لا يتحصّن به إلّا كلّ مؤمن ، والتّوكل عليه نجاة من كلّ سوء ، وحرز من كلّ عدوّ » .

[ ١٢٩٠٣ ] ٨ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنّه قال لأصحابه : « إن استطعتم أن يشتدّ خوفكم من الله ، ويحسن ظنّكم به ، فاجمعوا بينهما ، فإنّما يكون حسن ظنّ العبد بربّه على قدر خوفه ، فإنّ أحسن النّاس بالله ظنّاً أشدّهم خوفاً ، فدعوا الأماني منكم وجدّوا واجتهدوا ، وأدّوا إلى الله حقّه ، وإلى خلقه ، فما ( مع أحد ) (١) براءة من النّار وليس لأحد على الله حجّة ، ولا بين أحد وبين الله قرابة » .

[ ١٢٩٠٤ ] ٩ ـ سبط الطّبرسي في مشكاة الأنوار : نقلاً من المحاسن ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « وجدنا في كتاب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال وهو على منبره : والله الذي لا إله إلّا هو ، ما أُعطي مؤمن خير الدّنيا والآخرة إلّا بحسن ظنّه بالله ، ورجائه له ، وحسن خلقه ، والكفّ عن اغتياب المؤمنين ، والله الذي لا إله إلّا هو ، لا يعذّب الله مؤمناً بعد الاستغفار والتّوبة ، إلّا بسوء ظنّه بالله ، وتقصير من رجائه الله ، وسوء خلقه ، واغتيابه المؤمنين ، والله الذي لا إله إلّا هو ، لا يحسن ظنّ عبد مؤمن بالله ، إلّا كان الله عند ظنّ عبده

____________________________

(١) في المصدر : فسكّن .

٧ ـ إرشاد القلوب ص ١٠٩ .

٨ ـ إرشاد القلوب ص ١٠٨ .

(١) في المصدر : صنع أحد حقه إلا كان .

٩ ـ مشكاة الأنوار ص ٣٥ .

٢٥٠

المؤمن ، لأنّ الله كريم بيده الخيرات ، يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظّن والرّجاء ، ثم يخلف ظنّه ورجاءه ، فأحسنوا بالله الظنّ وارغبوا إليه » .

[ ١٢٩٠٥ ] ١٠ ـ وقال أيضاً ( صلى الله عليه وآله ) : « ليس من عبد ظنّ به خيراً ، إلّا كان عند ظنّه به » الخبر .

[ ١٢٩٠٦ ] ١١ ـ وعن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « بعث عيسى بن مريم رجلين من أصحابه في حاجة ، فرجع أحدهما مثل الشّن (١) البالي ، والآخر شحماً وسمناً ، فقال للذي مثل الشّن : ما بلغ منك ما أرى ؟ قال : الخوف من الله ، وقال للآخر السمين : ما بلغ بك ما أرى ؟ فقال : حسن الظنّ بالله » .

[ ١٢٩٠٧ ] ١٢ ـ مصباح الشّريعة : قال الصّادق ( عليه السلام ) : « حسن الظنّ أصله من حسن إيمان المرء ، وسلامة صدره ، وعلامته أن يرى كلّما نظر إليه بعين الطّهارة والفضل ، من حيث ركب فيه وقذف ( في قلبه ) (١) ، من الحياء والأمانة والصّيانة والصّدق ، أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود : ذكّر عبادي من آلائي ونعمائي ، فإنّهم لم يروا منّي إلّا الحسن الجميل ، لئلّا يظنّوا في الباقي إلّا مثل الذي سلف منّي إليهم ، وحسن الظنّ يدعو إلى حسن العبادة ، والمغرور يتمادى في المعصية ويتمنّى المغفرة ، ولا يكون أحسن الظنّ في خلق الله إلّا المطيع له ، يرجو ثوابه ويخاف عقابه ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يحكي عن ربّه : أنا عند حسن ظنّ عبدي بي ، يا محمّد ، فمن زاغ عن وفاء حقيقة موجبات ظنّه بربّه ، فقد أعظم الحجّة على نفسه ،

____________________________

١٠ ـ مشكاة الأنوار ص ٣٦ .

١١ ـ مشكاة الأنوار ص ٣٦ .

(١) الشن : القربة الخلق ( الصحاح ج ٥ ص ٢١٤٦ ) .

١٢ ـ مصباح الشريعة ص ٤٦٣ .

(١) ليس في المصدر .

٢٥١

وكان من المخدوعين في أسر هواه » .

[ ١٢٩٠٨ ] ١٣ ـ ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخاطر : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّ حسن الظّن بالله من حسن العبادة » .

[ ١٢٩٠٩ ] ١٤ ـ القطب الرّاوندي في لبّ اللباب : عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « يقول الله : أنا عند ظنّ عبدي بي ، فليظنّ ما شاء » .

[ ١٢٩١٠ ] ١٥ ـ كتاب المؤمن للحسين بن سعيد الأهوازي : عن مالك الجهني ، قال : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وقد حدّثت نفسي بأشياء ، فقال لي : « يا مالك ، أحسن الظّن بالله ، ولا تظنّ أنّك مفرط في أمرك » الخبر .

[ ١٢٩١١ ] ١٦ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « حسن ظنّ العبد بالله سبحانه ، على قدر رجائه له ، حسن توكّل العبد على الله على قدر ثقته (١) » .

وقال ( عليه السلام ) : « حسن الظّن ، من أفضل السّجايا وأجزل العطايا » (٢) .

وقال ( عليه السلام ) : « حسن الظّن ، أن تخلص العمل ، وترجو من الله أن يعفو عن الزّلل » (٣) .

____________________________

١٣ ـ مجموعة ورام ج ١ ص ٥٢ .

١٤ ـ لب اللباب : مخطوط .

١٥ ـ كتاب المؤمن ص ٣٠ ح ٥٦ .

١٦ ـ غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٣٧٧ ح ٢٨ ، ٢٩ .

(١) في المصدر : يقينه به .

(٢) المصدر نفسه ج ١ ص ٣٧٨ ح ٣١ .

(٣) المصدر نفسه ج ١ ص ٣٧٨ ح ٣٣ .

٢٥٢

١٧ ـ ( باب استحباب ذمّ النّفس ، وتأديبها ، ومقتها )

[ ١٢٩١٢ ] ١ ـ مصباح الشّريعة : قال الصّادق ( عليه السلام ) : « وإذا رأيت مجتهداً أبلغ منك في اجتهاده ، فوبّخ نفسك ولمها وعيّرها ، وحثّها (١) على الإِزدياد عليه ، واجعل لها زماماً من الأمر وعناناً من النهي ، وسقها كالرائض للفاره (٢) الذي لا يذهب عليه ( خطره منها ) (٣) إلّا وقد صحّح أوّلها وآخرها ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يصلّي حتّى يتورّم [ قدماه ] (٤) ويقول : أفلا أكون عبداً شكوراً ! أراد أن يعتبر [ بها ] (٥) أُمّته ، فلا يغفلون عن الإِجتهاد والتّعبد والرّياضة ، ألا وإنّك لو وجدت حلاوة عبادة الله ، ورأيت بركاتها ، واستضأت بنورها ، لم تصبر عنها ساعة واحدة ، ولو قطعت إرباً إرباً » .

[ ١٢٩١٣ ] ٢ ـ سبط الطّبرسي في مشكاة الأنوار : نقلاً من المحاسن ، عن الرّضا ( عليه السلام ) ، قال : « إنّ رجلاً في بني إسرائيل عبد الله أربعين سنة [ ثم قرب قرباناً ] (١) فلم يقبل منه ، فقال لنفسه : ما أتيت إلّا منك ، وما الذنب إلّا لك ، فأوحى الله تعالى إليه ذمّك نفسك ، أفضل من عبادة أربعين سنة » .

[ ١٢٩١٤ ] ٣ ـ الشّيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين والجنّة : عن مولانا

____________________________

الباب ١٧

١ ـ مصابح الشريعة ص ٤٤٣ .

(١) في المصدر : تحثيثاً .

(٢) دابة فارهة : أي نشيطة . حادة ، قوية . ( لسان العرب ج ١٣ ص ٥٢١ ) .

(٣) في المصدر : خطوة من خطواتها .

(٤ ، ٥) أثبتناه من المصدر .

٢ ـ مشكاة الأنوار ص ٢٤٥ .

(١) أثبتناه من المصدر .

٣ ـ البلد الأمين ص ٣١٨ ، المصباح ص ٣٧٨ .

٢٥٣

العسكري ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) ، وذكر مناجاة طويلة عنه ( عليه السلام ) ، قال : « ثم أقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، على نفسه يعاتبها ويقول : أيّها المناجي ربّه بأنواع الكلام ، والطّالب منه مسكناً في دار السّلام ، والمسوّف بالتّوبة عاماً بعد عام ، ما أراك منصفاً لنفسك من بين الأنام ، فلو دافعت نومك يا غافلاً بالقيام ، وقطعت يومك بالصّيام ، واقتصرت على القليل من لعق الطّعام ، وأحييت ليلك مجتهداً بالقيام ، كنت أحرى أن تنال أشرف المقام ، أيّتها النّفس اخلطي ليلك ونهارك بالذّاكرين ، لعلّك أن تسكني رياض الخلد مع المتّقين ، وتشبّهي بنفوس قد أقرح السّهر رقّة جفونها ، ودامت في الخلوات شدّة حنينها ، وأبكى المستمعين عولة أنينها ، وألان قسوة الضّمائر ضجّة رنينها ، فإنّها نفوس قد باعت زينة الدّنيا ، وآثرت الآخرة على الأُولى ، أُولئك وفد الكرامة يوم يخسر فيه المبطلون ، ويحشر إلى ربّهم بالحسنى والسّرور المتقون » .

[ ١٢٩١٥ ] ٤ ـ وفي الأوّل : ندبة مولانا زين العابدين ( عليه السلام ) ، رواية الزّهري : « يا نفس حتّى م إلى الحياة سكونك ! وإلى الدّنيا وعمارتها ركونك ! أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك ! ومن وارته الأرض من الافك ! ومن فجعت به من إخوانك ! ونقلت إلى دار البلى من أقرانك » .

النّدبة ، وهي طويلة ذكرناها مع سندها المذكور في إجازة العلّامة لأولاد زهرة في معالم العبر ، وفي الإِجازة أنّه كان يحاسب نفسه ويناجي ربّه ويقول : الخ .

[ ١٢٩١٦ ] ٥ ـ الشّيخ المفيد في الأمالي : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن اسباط ، عن عمّه يعقوب بن سالم ، عن أبي الحسن العبدي ،

____________________________

٤ ـ البلد الأمين ص ٣٢٠ .

٥ ـ أمالي الشيخ المفيد ص ٣٥٠ ح ٥ .

٢٥٤

عن أبي عبدالله الصّادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، قال : « ما كان عبد ليحبس نفسه على الله ، إلّا أدخله الله الجنّة » .

[ ١٢٩١٧ ] ٦ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « رحم الله امرء الجم نفسه عن معاصي الله بلجامها ، وقادها إلى طاعة الله بزمامها » وقال ( عليه السلام ) : « رحم الله امرء أقمع نوازع نفسه إلى الهوى فصانها ، وقادها إلى طاعة الله بعنانها » .

١٨ ـ ( باب وجوب طاعة الله )

[ ١٢٩١٨ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمد ، حدّثني موسى قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أطيعوا الله عزّ وجلّ يطيعكم » .

[ ١٢٩٠٩ ] ٢ ـ ثقة الإِسلام في الكافي : عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن حفص المؤذّن ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وعن الحسن بن محمّد ، عن جعفر بن مالك الكوفي ، عن القاسم بن الربيع الصّحاف ، عن اسماعيل بن مخلّد السّراج ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : خرجت هذه الرسالة من أبي عبدالله ( عليه السلام ) إلى أصحابه : « بسم الله الرّحمن الرّحيم ، [ أما بعد ] (١) فاسألوا الله ربّكم ـ إلى أن قال ـ فاعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته ، فإنّ الله لا يدرك شيء من الخير عنده ، إلّا بطاعته ، واجتناب محارمه ، التي حرّم الله في ظاهر القرآن وباطنه ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) ـ واعلموا أنّه تعالى إنّما أمر

____________________________

٦ ـ غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٤٠٩ ح ١٥ و ١٦ .

الباب ١٨

١ ـ الجعفريات ص ٢١٥ .

٢ ـ الكافي ج ٨ ص ٢ و ٨ و ١١ .

(١) أثبتناه من المصدر .

٢٥٥

ونهى ، ليطاع فيما أمر به ، ولينتهى عمّا نهى عنه ، فمن اتّبع أمره فقد أطاعه ، وقد أدرك كلّ شيء من الخير عنده ، ومن لم ينته عمّا نهى الله عنه فقد عصاه ، فإن مات على معصيته كبّه الله على وجهه في النار ، واعلموا أنّه ليس بين الله وبين أحد من خلقه : ملك مقرب ، ولا نبيّ مرسل ، ولا من دون ذلك من خلقه كلّهم ، إلّا طاعتهم له ، فاجتهدوا في طاعة الله ، إن سرّكم أن تكونوا مؤمنين حقّاً حقّاً ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله » وقال ( عليه السلام ) : « عليكم بطاعة ربّكم ما استطعتم ، فإنّ الله ربّكم ، واعلموا أنّ الإِسلام هو التّسليم ، والتّسليم هو الإِسلام ، فمن ( أسلم فقد سلّم ) (٢) ، ومن لم يسلّم فلا إسلام له ، ومن سرّه أن يبلغ إلى نفسه في الإِحسان ، فليطع الله ، فإنّه من أطاع الله فقد أبلغ إلى نفسه في الإِحسان ، واعلموا أنّه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه شيئاً ، لا ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا من دون ذلك ، فمن سرّه أن تنفعه شفاعة الشّافعين عند الله ، فليطلب إلى الله أن يرضى عنه ، واعلموا أنّ أحداً من خلق الله لم يصبه رضى الله إلّا بطاعته ، وطاعة رسوله ، وطاعة ولاة أمره من آل محمد ( عليهم السلام ) ـ إلى أن قال ـ ولن ينال شيء من الخير (٣) إلّا بطاعته ، والصّبر والرّضى ( من طاعته ) (٤) ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) ـ ومن سرّه أن يعلم أنّ الله يحبّه ، فليعمل بطاعة الله وليتّبعنا » الخبر .

[ ١٢٩٢٠ ] ٣ ـ أبو علي ابن الشّيخ في أماليه : عن أبيه ، عن أبي عمر (١) عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن جعفر بن عنبسة ، عن اسماعيل بن أبان ،

____________________________

(٢) في المصدر : « سلم فقد أسلم » .

(٣) في المصدر زيادة : عند الله .

(٤) ليس في المصدر .

٣ ـ أمالي الشيخ الطوسي ج ١ ص ٢٧٩ .

(١) في الطبعة الحجرية : عمرو ، وما أثبتناه من المصدر هو الصواب « راجع رياض العلماء ج ٣ ص ٣٨٠ » .

٢٥٦

عن مسعود بن سعد ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « إنّما شيعتنا من أطاع الله عزّ وجلّ » .

[ ١٢٩٢١ ] ٤ ـ الإِمام العسكري ( عليه السلام ) في تفسيره : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « أمّا المطيعون لنا فيغفر الله ذنوبهم امتناناً (١) إلى إحسانهم ، قالوا : يا أمير المؤمنين ، وما المطيعون لكم ؟ قال : الذين يوحّدون ربّهم ويصفونه بما يليق به من الصّفات ، ويؤمنون بمحمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ويطيعون الله في إتيان فرائضه وترك محارمه ويحيون أوقاتهم بذكره وبالصّلاة على نبيّه محمّد ( صلى الله عليه وآله الطّاهرين ) ، ويتّقون على أنفسهم الشّح والبخل ، ويؤدّون كلّ ما فرض عليهم من الزّكوات ولا يمنعونها » .

[ ١٢٩٢٢ ] ٥ ـ سبط الطّبرسي في مشكاة الأنوار : عن عمرو بن سعيد بن هلال ، قال : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) ، ونحن جماعة فقال : «كونوا النّمرقة الوسطى ، يرجع إليكم الغالي ، ويلحق بكم التّالي ، واعلموا يا شيعة آل محمّد ، ما بيننا وبين الله من قرابة ، ولا لنا على الله حجّة ، ولا يتقرب إلى الله إلّا بالطّاعة ، من كان مطيعاً نفعته ولايتنا ، ومن كان عاصياً لم تنفعه ولايتنا ـ قال ثمّ التفت إلينا وقال : ـ ولا تفتروا ولا تغترّوا » الخبر .

[ ١٢٩٢٣ ] ٦ ـ البحار ، عن كتاب الإِمامة والتّبصرة لعلي بن بابويه : عن القاسم بن علي العلوي ، عن محمّد بن أبي عبدالله ، عن سهل بن زياد ، عن النّوفلي ، عن السّكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الطّاعة قرّة العين » .

____________________________

٤ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ٢٣٠ .

(١) في المصدر : فيزيدهم إحساناً .

٥ ـ مشكاة الأنوار ص ٦٠ .

٦ ـ البحار ج ٧٠ ص ١٠٥ بل عن جامع الأحاديث ص ١٧ .

٢٥٧

[ ١٢٩٢٤ ] ٧ ـ عليّ بن محمّد بن علي الخزّاز في كفاية الأثر : عن محمّد بن وهبان البصري ، عن داود بن الهيثم بن اسحاق ، عن اسحاق بن بهلول ، عن أبيه بهلول بن حسان ، عن طلحة بن زيد ، عن الزّبير بن عطاء ، عن عمير بن هانىء ، عن جنادة بن أبي أُميّة ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) ، أنّه قال في حديث : « وإذا أردت عزّاً بلا عشيرة ، وهيبة بلا سلطان ، فاخرج من ذلّ معصية الله ، إلى عزّ طاعة الله عزّ وجلّ » الخبر .

[ ١٢٩٢٥ ] ٨ ـ كتاب جعفر بن محمّد بن شريح : عن حميد بن شعيب قال : سمعت جعفراً ( عليه السلام ) يقول : « ما من عبد يخطو خطوات في طاعة الله ، إلّا رفع الله له بكلّ خطوة درجة ، وحطّ عنه بها سيّئة (١) » .

[ ١٢٩٢٦ ] ٩ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن هشام بن الحكم ، عن الكاظم ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « يا هشام ، نصب الخلق لطاعة الله ، ولا نجاة إلّا بالطّاعة ، والطّاعة بالعلم ، والعلم بالتّعلّم ، والتّعلّم بالعقل يعتقد ، ولا علم إلّا من عالم ربّاني ، ومعرفة العالم بالعقل » الخبر .

[ ١٢٩٢٧ ] ١٠ ـ جعفر بن محمّد بن أحمد القمي في كتاب الغايات : سئل العالم ( عليه السلام ) : أي شيء أفضل ما يتقرّب به إلى الله عزّ وجلّ ؟ قال : « طاعة الله ، وطاعة رسوله ، وحبّ الله ، وحبّ رسوله » .

[ ١٢٩٢٨ ] ١١ ـ الدّيلمي في إرشاد القلوب : روي أنّ الله تعالى يقول في بعض كتبه : « يابن آدم ، أنا حيّ لا أموت ، اطعني فيما أمرتك ، حتّى أجعلك حيّاً

____________________________

٧ ـ كفاية الأثر ص ٢٢٨ .

٨ ـ كتاب جعفر بن محمد ص ٦٨ .

(١) في المصدر : خطيئة .

٩ ـ تحف العقول ص ٢٨٩ .

١٠ ـ الغايات ص ٧٦ .

١١ ـ إرشاد القلوب ص ٧٥ .

٢٥٨

لا تموت ، يا بن آدم ، أنا أقول للشيء كن فيكون ، أطعني فيما أمرتك ، أجعلك تقول للشيء كن فيكون » .

القطب الرّاوندي في لبّ اللباب : مثله ، إلى قوله : لا تموت .

[ ١٢٩٢٩ ] ١٢ ـ وعن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّ في الجنّة حوراء يقال لها : لعبة ، خلقت من أربعة أشياء : من المسك والكافور والعنبر والزعفران ، وعجن طينها بماء الحيوان ، لو بزقت في البحر بزقة لعذب ماء البحر من طعم ريقها ، مكتوب على نحرها : من أراد أن يكون مثلي (١) فليعمل بطاعة ربّي » .

[ ١٢٩٣٠ ] ١٣ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : « يقول الله : أنا العزيز ، فمن أراد أن يعز فليطع العزيز » .

[ ١٢٩٣١ ] ١٤ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « ليس على وجه الأرض أكرم على الله سبحانه من النّفس المطيعة لأمره » .

وقال ( عليه السلام ) (١) : « راكب الطّاعة مقيله (٢) الجنّة » .

وقال (٣) : « رضى الله سبحانه مقرون بطاعته » .

١٩ ـ ( باب وجوب الصّبر على طاعة الله ، والصّبر عن معصيته )

[ ١٢٩٣٢ ] ١ ـ أبو علي محمّد بن همام في كتاب التّمحيص : عن أمير المؤمنين

____________________________

لبّ اللباب : مخطوط .

(١) الظاهر أنّ المراد : يكون له مثلي ، وسقطت « له » من النساخ .

١٣ ـ لبّ اللباب : مخطوط .

١٤ ـ غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٥٩٨ ح ٧٩ .

(١) المصدر نفسه ج ١ ص ٤٢٠ ح ٥ .

(٢) في المصدر : « منقلبه » .

(٣) المصدر نفسه ج ١ ص ٤٢٢ ح ٢٧ .

الباب ١٩

١ ـ التمحيص ص ٦٤ ح ١٤٩ .

٢٥٩

( عليه السلام ) ، أنّه كان يقول : « الصّبر ثلاثة : الصّبر على المصيبة ، والصّبر على الطّاعة ، والصّبر عن المعصية » وقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) (١) : « الصّبر صبران : الصّبر على البلاء حسن جميل ، وأفضل منه الصّبر على المحارم » .

[ ١٢٩٣٣ ] ٢ ـ سبط الطّبرسي في مشكاة الأنوار : نقلاً من المحاسن ، عن الصّادق ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يأتي على النّاس زمان لا ينال فيه الملك إلّا بالقتل والتجبّر ، و [ لا ] (١) الغنى إلّا بالغصب والبخل ، ولا المحبّة إلّا باستخراج الدّين واتّباع الهوى ، فمن أدرك ذلك الزّمان فصبر على البغضة وهو يقدر على المحبّة ، وصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى ، وصبر على الذلّ وهو يقدر على العزّ ، آتاه الله ثواب خمسين صدّيقاً ممّن صدّق به » .

[ ١٢٩٣٤ ] ٣ ـ فقه الرّضا ( عليه السلام ) : « أروي : أنّ الصّبر على البلاء حسن جميل ، وأفضل منه عن (١) المحارم » .

[ ١٢٩٣٥ ] ٤ ـ « وروي : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين الصّابرون ؟ فيقوم عنق (١) من الناس ، فيقال لهم : اذهبوا إلى الجنّة بغير حساب ، فتلقاهم الملائكة فيقولون لهم : أيّ شيء كانت أعمالكم ؟ فيقولون : كنّا نصبر على طاعة الله ، ونصبر عن معصية الله ، فيقولون : نعم أجر العاملين ، ونروي أنّ وصايا الأنبياء ( صلوات الله عليهم ) : اصبروا على الحقّ وإن كان مراً » .

____________________________

(١) التمحيص ص ٦٤ ح ١٥٠ .

٢ ـ مشكاة الأنوار ص ١٩ .

(١) اثبتناه من المصدر .

٣ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٥٠ .

(١) في الطبعة الحجرية : من ، وما أثبتناه من المصدر .

٤ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٥٠ .

(١) العنق : الجماعة الكثيرة من الناس . . جاء القوم عنقاً . . أي طوائف ( لسان العرب ج ١٠ ص ٢٧٣ ) .

٢٦٠