مستدرك الوسائل - ج ١١

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١١

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

١٢ ـ ( باب عدم جواز تعلّق الرّجاء والأمل بغير الله )

[ ١٢٧٩٩ ] ١ ـ صحيفة الرّضا ( عليه السلام ) : باسناده قال : « قال لي الحسين ( عليه السلام ) روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، انّه قال : « يقول الله عزّ وجلّ : لاقطعنّ أمل كلّ مؤمن أمّل دوني بالاياس ، ولالبسنّه ثوب مذلّة بين النّاس ، ولانحينّه من وصلي ، ولابعدنه من قربي ، من ذا الّذي امّلني لقضاء حوائجه فقطعت به دونها ؟ أم من ذا الّذي رجاني بعظيم جرمه فقطعت رجاءه منّي ؟ أيأمل أحد غيري في الشّدائد ؟ وأنا الحيّ الكريم ، وبابي مفتوح لمن دعاني ، يا بؤسا للقانطين من رحمتي ، ويا شقوة لمن عصاني ولم يراقبني » .

[ ١٢٨٠٠ ] ٢ ـ البحار : عن مجموع الدّعوات ، المنسوب إلى أبي محمد هارون بن موسى التّلعكبري ، قال : قال نوف البكالي : رأيت أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) ، مولياً مبادراً ، فقلت : أين تريد يا مولاي ؟ فقال : « دعني يا نوف ، إن آمالي تقدّمني في المحبوب » فقلت : يا مولاي وما آمالك ؟ فقال : « قد علمها المأمول ، واستغنيت عن تبيينها لغيره ، وكفى بالعبد أدباً أن لا يشرك في نعمه وإِربه غير ربّه » فقلت : يا أمير المؤمنين ، إني خائف على نفسي من الشّره والتّطلع إلى طمع من أطماع الدّنيا ، فقال لي : « وأين أنت من عصمة الخائفين ، وكهف العارفين ؟ » فقلت : دلّني عليه ، قال : « إنّ الله العلي العظيم يصل أملك بحسن تفضله ، وتقبل عليه بهمّك ، واعرض عن النّازلة في قلبك ، فإن أحلّك (١) بها فأنا الضّامن من موردها ، وانقطع

____________________________

الباب ١٢

١ ـ عنه في البحار ٧١ : ١٤٣ ح ٤١ ، واستدركه محقق الصحيفة في باب الزيادات من المستدرك ، راجع صفحة ٨٧ من الصحيفة .

٢ ـ البحار ج ٩٤ ص ٩٤ ح ١٢ ( عن الكتاب العتيق الغروي ) .

(١) في المصدر : أجلك .

٢٢١

إلى الله سبحانه ، فإنّه يقول : وعزّتي وجلالي ، لأقطعنّ أمل كلّ من يؤمل غيري باليأس ، ولأكسونه ثوب المذلّة في النّاس ، ولأبعدنّه من قربي ، ولأقطعنّه عن وصلي ، ولأخلين (٢) ذكره حين يرعىٰ غيري ، أيؤمّل ويله لشدائده غيري ؟ وكشف الشّدائد بيدي ، ويرجو سواي وأنا الحيّ الباقي ، ويطرق أبواب عبادي وهي مغلقة ، ويترك بابي وهو مفتوح ، فمن ذا الذي رجاني لكثير جرمه فخيبت رجاءه !؟ جعلت آمال عبادي متّصلة بي ، وجعلت رجاءهم مذخوراً لهم عندي ، وملأت سماواتي ممّن لا يملّ تسبيحي ، وأمرت ملائكتي أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي ، ألم يعلم من فدحته نائبة من نوائبي ، أن لا يملك أحد كشفها إلّا بإذني ؟ فلم يعرض العبد بعمله (٣) عنّي ؟ وقد أعطيته ما لم يسألني ، فلم يسألني وسأل غيري ، افتراني ابتدىء خلقي من غير مسألة ثم أسأل فلا أجيب سائلي !؟ أبخيل أنا فيبخلني عبدي !؟ أو ليس الدّنيا والآخرة لي !؟ أو ليس الكرم والجود صفتي !؟ أو ليس الفضل والرّحمة بيدي !؟ أو ليس الآمال لا تنتهي إلّا إليّ ؟ فمن يقطعها دوني ؟ وما عسى أن يؤمّل المؤمّلون من سواي ؟ وعزّتي وجلالي ، لو جمعت أمال الأرض والسّماء ، ثم أعطيت كلّ واحد منهم ، ما نقص من ملكي بعض عضو الذّرة ، وكيف ينقص نائل أنا أفضته !؟ يا بؤساً للقانطين من رحمتي ، يا بؤساً لمن عصاني وتوثّب على محارمي ، ولم يراقبني واجترأ عليّ » .

[ ١٢٨٠١ ] ٣ ـ العيّاشي في تفسيره : عن طربال ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « لمّا أمر الملك بحبس يوسف في السّجن ، ألهمه الله علم تأويل الرّؤيا ـ إلى أن قال ـ ثم قال للّذي ظنّ أنّه ناج منهما : اذكرني عند ربّك ، قال : فلم يفزع في حاله إلى الله فيدعوه ، فلذلك قال الله : ( فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ) (١) الآية ، قال : فأوحى الله إلى يوسف في ساعته

____________________________

(٢) وفيه : ولاحملنّ .

(٣) وفيه : بأمله .

٣ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٧٦ ح ٢٣ .

(١) يوسف ١٢ : ٤٢ .

٢٢٢

تلك : يا يوسف من أراك الرذؤيا التي رأيتها ؟ قال : أنت يا ربّي ، قال : فمن حبّبك إلى أبيك ؟ قال : أنت يا ربّي ، قال : فمن وجّه السيّارة إليك ؟ فقال : أنت يا ربّي ، قال : فمن علّمك الدّعاء الذي دعوت به حتّى جعل لك من الجبّ (٢) فرجاً ؟ قال : أنت يا ربّي ، قال : فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجاً ؟ قال : أنت يا ربّي ، قال : فمن أنطق لسان الصّبي بعذرك ؟ قال : أنت يا ربّي ، قال : فمن صرف عنك كيد امرأة العزيز والنّسوة ؟ قال : أنت يا ربّي ، قال : فمن ألهمك تأويل الرّؤيا ؟ قال : أنت يا ربّي ، قال : فكيف استغثت بغيري ، ولم تستغث بي ، وتسألني أن أُخرجك من السجن ، واستغثت وأمّلت عبداً من عبادي ، ليذكرك إلى مخلوق من خلقي في قبضتي ، ولم تفزع إليّ ؟ البث في السّجن بذنبك بضع سنين ، بإرسالك عبداً إلى عبد » .

[ ١٢٨٠٢ ] ٤ ـ وعن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « قال الله ليوسف : ألست الذي حببتك إلى أبيك ، وفضّلتك على الناس بالحسن ؟ أو لست الذي سقت إليك السّيارة ، وانقذتك وأخرجتك من الجبّ ؟ أو لست الذي صرفت عنك كيد النّسوة ؟ فما حملك [ على ] (١) أن ترفع رغبتك أو تدعو مخلوقاً دوني ؟ فألبث لما قلت في السّجن بضع سنين » .

[ ١٢٨٠٣ ] ٥ ـ وعن شعيب العقرقوفي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « إنّ يوسف أتاه جبرئيل فقال : يا يوسف إنّ ربّ العالمين يقرؤك السلام ، ويقول لك : من جعلك أحسن خلقه ؟ قال : فصاح ووضع خدّه على الأرض ، ثم قال : أنت يا ربّ ، قال : ثم قال له : ويقول لك : من حبّبك إلى أبيك دون إخوتك ؟ قال : فصاح ووضع خدّه على الأرض ، ثم

____________________________

(٢) الجب : البئر غير البعيدة . الواسعة . ( لسان العرب ج ١ ص ٢٥٠ ) .

٤ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٧٧ ح ٢٦ .

(١) أثبتناه من المصدر .

٥ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٧٨ ح ٢٩ .

٢٢٣

قال : أنت يا ربّ ، قال : ويقول لك : من أخرجك من الجبّ بعد أن طُرحت فيها وأيقنت بالهلكة ؟ قال : فصاح ووضع خدّه على الأرض ، ثم قال : أنت يا ربّ ، قال : فإنّ ربّك قد جعل لك عقوبة في استغاثتك بغيره » الخبر .

[ ١٢٨٠٤ ] ٦ ـ كتاب مثنّى بن الوليد الحنّاط ، عن ميمون مهران قال : سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : « خذوا عنّي خمساً : لا يخاف أحدكم إلّا ذنبه ، ولا يرجو إلّا ربّه » الخبر .

[ ١٢٨٠٥ ] ٧ ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « خمس لو شدّت إليها المطايا حتّى ينضين (١) لكان يسيراً : لا يرجو العبد إلّا ربّه ، ولا يخاف إلّا ذنبه ، ولا يستحيي الجاهل أن يتعلّم ، ولا يستحيي العالم إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول : الله أعلم ، ومنزلة الصّبر من الإِيمان كمنزلة الرّأس من الجسد » .

١٣ ـ ( باب وجوب الجمع بين الخوف والرّجاء )

[ ١٢٨٠٦ ] ١ ـ سبط الطّبرسي في مشكاة الأنوار : نقلاً عن المحاسن ، عن الصّادق ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « لا يكون العبد مؤمناً حتّى يكون خائفاً راجياً » .

[ ١٢٨٠٧ ] ٢ ـ وعنه ( عليه السلام ) قال : « كان أبي ( عليه السلام ) يقول : ليس

____________________________

٦ ـ كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص ١٠٣ .

٧ ـ الجعفريات ص ٢٣٦ .

(١) النضو : الدابة التي هزّلتها الأسفار وأذهبت لحمها . ( لسان العرب ج ١٥ ص ٣٣٠ ) . وفي المصدر : يتعبن .

الباب ١٣

١ ـ مشكاة الأنوار ص ١١٨ .

٢ ـ مشكاة الأنوار ص ١١٩ .

٢٢٤

من عبد مؤمن إلّا وفي قلبه نوران : نور رجاء ، ونور خوف ، لو وزن هذا لم يزد على هذا » .

[ ١٢٨٠٨ ] ٣ ـ علي بن ابراهيم في تفسيره : عن أبيه : عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، عن حمّاد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ أنّه قال : « قال لقمان لابنه ناتان (١) : يا بنيّ ، خف الله خوفاً لو أتيت يوم القيامة ببرّ الثقلين خفت أن يعذّبك ، وارج الله رجاء لو وافيت يوم (٢) القيامة بإثم الثّقلين رجوت أن يغفر الله لك ، فقال له ابنه : يا أبه (٣) ، وكيف أطيق هذا وإنّما لي قلب واحد ؟ فقال له لقمان : يا بنيّ ، لو استخرج قلب المؤمن فشقّ لوجد فيه نوران : نور للخوف ، ونور للرجاء ، لو وزنا ما (٤) رجّح أحدهما على الآخر بمثقال ذرّة » الخبر .

وروى الصّدوق في الأمالي : عن محمّد بن موسى المتوكّل ، عن علي بن الحسين السّعد آبادي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن علي بن محمّد ، عن سليمان بن داود ، عن حمّاد ، عنه ( عليه السلام ) ، مثله (٥) .

[ ١٢٨٠٩ ] ٤ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن الصّادق ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « لا تكون مؤمناً حتّى تكون خائفاً راجياً ، ولا تكون خائفاً راجياً حتّى تكون عاقلاً (١) لما تخاف وترجو » .

[ ١٢٨١٠ ] ٥ ـ وعن المفضّل بن عمر ، عنه ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « وما شيعة

____________________________

٣ ـ تفسير القمي ج ٢ ص ١٦٤ ، عنه في البحار ج ١٣ ص ٤١٢ .

(١) في نسخة : بآثار .

(٢) ليس في المصدر .

(٣) في نسخة : يا أبت .

(٤) في نسخة : لما .

(٥) أمالي الصدوق ص ٥٣٢ ، وعنه في البحار ج ١٣ ص ٤١٣ ح ٣ .

٤ ـ تحف العقول ص ٢٧٥ ، وعنه في البحار ج ٧٨ ص ٢٥٣ ح ١١٢ .

(١) في المصدر : عاملاً .

٥ ـ تحف العقول ص ٣٩٢ .

٢٢٥

جعفر ، إلّا من كفّ لسانه ، وعمل لخالقه ، ورجا سيّده ، وخاف الله حقّ خيفته » .

[ ١٢٨١١ ] ٦ ـ وعن الصّادق ( عليه السلام ) ، أنّه قال لعبد الله بن جندب : « يابن جندب ، يهلك المتّكل على عمله ، ولا ينجو المجترىء على الذّنوب الواثق برحمة الله ، قلت : فمن ينجو ؟ قال : الذين هم بين الخوف والرّجاء ، كأنّ قلوبهم في مخلب طائر ، شوقاً إلى الثّواب ، وخوفاً من العذاب » .

[ ١٢٨١٢ ] ٧ ـ وعن الكاظم ( عليه السلام ) ، أنّه قال لهشام بن الحكم : « يا هشام ، لا يكون الرجل مؤمناً حتّى يكون خائفاً راجياً ، ولا يكون خائفاً راجياً حتّى يكون عالماً (١) لما يخاف ويرجو » .

[ ١٢٨١٣ ] ٨ ـ مصباح الشّريعة : قال الصّادق ( عليه السلام ) : « الخوف رفيق (١) القلب ، والرّجاء شفيع النّفس ، ومن كان بالله عارفاً ، كان من الله خائفاً ، ( وإليه راجياً ) (٢) ، وهما جناحا الإِيمان ، يطير بهما العبد المحقّق إلى رضوان الله ، وعينا عقله يبصر بهما إلى وعد الله تعالى ووعيده ، والخوف طالع عدل الله باتّقاء وعيده ، والرّجاء داعي فضل الله ، وهو يحيي القلب ، والخوف يميت النفس ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : المؤمن بين خوفين : خوف ما مضى ، وخوف ما بقي ، وبموت النّفس تكون حياة القّلب ، وبحياة القلب البلوغ إلى الإِستقامة ، ومن عبد الله على ميزان الخوف والرّجاء ، لا يضلّ ويصل إلى مأموله ، وكيف لا يخاف العبد ؟ وهو غير عالم

____________________________

٦ ـ تحف العقول ص ٢٢٢ ، وعنه في البحار ج ٧٨ ص ٢٨٠ .

٧ ـ تحف العقول ص ٢٩٤ .

(١) في المصدر : عاملاً .

٨ ـ مصباح الشريعة ص ٤٧٦ .

(١) في المصدر : رقيب .

(٢) ليس في المصدر .

٢٢٦

بما يختم صحيفته ، ولا له عمل يتوسّل (٣) به استحقاقاً ، ولا قدرة له على شيء ولا مفرّ ، وكيف لا يرجو ؟ وهو يعرف نفسه بالعجز ، وهو غريق في بحر آلاء الله ونعمائه ، من حيث لا تحصى ولا تعدّ ، والمحبّ (٤) يعبد ربّه على الرّجاء ، بمشاهدة أحواله بعين سهر (٥) ، والزّاهد يعبد على الخوف » .

[ ١٢٨١٤ ] ٩ ـ الشّيخ المفيد في أماليه : عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن محمد بن سنان ، عن الحسن بن أبي سارة قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد ( صلوات الله عليهما ) يقول : « لا يكون [ المؤمن ] (١) مؤمناً حتّى يكون خائفاً راجياً ، ولا يكون خائفاً راجياً ، حتّى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو » .

[ ١٢٨١٥ ] ١٠ ـ وبهذا الإِسناد : عن علي بن مهزيار ، عن القاسم بن محمد ، عن علي قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد ( صلوات الله عليهما ) ، عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) (١) قال : « من شفقتهم ورجائهم ، يخافون أن تردّ إليهم أعمالهم إذا لم يطيعوا ، وهم يرجون أن يتقبّل منهم » .

[ ١٢٨١٦ ] ١١ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « إنّما السّعيد من خاف العقاب فأمن ، ورجا الثواب فأحسن ، واشتاق إلى

____________________________

(٣) في المصدر : يتوصل .

(٤) وفيه : فالمحب .

(٥) كذا في الحجرية ، والظاهر « متّهم » كما في المصدر .

٩ ـ أمالي المفيد ص ١٩٥ .

(١) أثبتناه من المصدر .

١٠ ـ أمالي المفيد ص ١٩٦ .

(١) المؤمنون ٢٣ : ٦٠ .

١١ ـ غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٣٠٢ ح ٤٧ .

٢٢٧

الجنّة فأدلج (١) » وقال ( عليه السلام ) (٢) : « خف ربّك خوفاً يشغلك عن رجائه ، وارجه رجاء من لا يأمن خوفه » .

١٤ ـ ( باب وجوب الخوف من الله )

[ ١٢٨١٧ ] ١ ـ زيد النّرسي في أصله : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « من عرف الله خافه (١) ، ومن خاف الله حثّه الخوف من الله على العمل بطاعته ، والأخذ بتأديبه ، فبشر المطيعين المتأدبين بأدب الله والآخذين عن الله ، أنّه حقّ على الله أن ينجيهم من مضلّات الفتن » .

[ ١٢٨١٨ ] ٢ ـ الشّيخ الطّوسي في أماليه : عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، بالسند المتقدّم في باب وجوب التّوكّل ، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدّؤلي ، عن أبيه ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ياأباذر ، يقول الله تعالى : لا أجمع على عبدي خوفين ، ولا أجمع له أمنين ، فإذا أمنني أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني آمنته يوم القيامة ، يااباذر ، لو أنّ رجلاً كان له مثل عمل سبعين نبيّاً لاحتقره ، وخشي أن لا ينجو من شرّ يوم القيامة ـ إلى أن قال ـ قال : ياأباذر ، إنّ لله ملائكة قياماً في خيفته ، ما يرفعون رؤوسهم حتّى ينفخ في الصّور النّفخة الأخيرة ، فيقولون جميعاً : سبحانك وبحمدك ، ما عبدناك كما ينبغي لك أن تعبد ، فلو كان لرجل عمل سبعين صدّيقاً (١) ، لاستقلّ عمله من شدة ما يرى يومئذٍ » .

[ ١٢٨١٩ ] ٣ ـ سبط الطّبرسي في مشكاة الأنوار : نقلاً من المحاسن ، عن أبي

____________________________

(١) أدلج القوم : إذا ساروا الليل كله . ( لسان العرب ج ٢ ص ٢٧٢ ) .

(٢) المصدر نفسه ج ١ ص ٣٩٥ ح ١٩ .

الباب ١٤

١ ـ أصل زيد النرسي ص ٥٠ .

(١) في الطبعة الحجرية : خاف ، وما أثبتناه من المصدر .

٢ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٤٣ .

(١) في المصدر : نبياً .

٣ ـ مشكاة الأنوار ص ١١٧ .

٢٢٨

عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « المؤمن لا يخاف غير الله ، ولا يقول عليه إلّا الحقّ » .

[ ١٢٨٢٠ ] ٤ ـ وعنه ( عليه السلام ) قال : « من عرف الله خاف [ الله ] (١) ومن خاف [ الله ] (٢) سخت نفسه عن الدّنيا » .

[ ١٢٨٢١ ] ٥ ـ وعنه ( عليه السلام ) قال : « من خاف الله أخاف [ الله ] (١) منه كلّ شيء ، ومن لم يخف [ الله ] (٢) أخافه [ الله ] (٣) من كلّ شيء » .

[ ١٢٨٢٢ ] ٦ ـ وعنه ( عليه السلام ) قال : « خف الله كأنّك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك » .

[ ١٢٨٢٣ ] ٧ ـ ومن كتاب السيّد ناصح الدّين : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « رأس الحكمة مخافة الله » .

[ ١٢٨٢٤ ] ٨ ـ وعن أبي كاهل قال : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « يا أبا كاهل ، لن يغضب ربّ العزّة على من كان في قلبه مخافة ، ولا تأكل النار منه هدبة (١) » .

[ ١٢٨٢٥ ] ٩ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « إنّ الله إذا جمع النّاس يوم القيامة ، نادى فيهم مناد أيّها النّاس ، إنّ أقربكم اليوم من الله أشدّكم منه خوفاً ، وإنّ أحبّكم

____________________________

٤ ـ مشكاة الأنوار ص ١١٧ .

(١ ، ٢) أثبتناه من المصدر .

٥ ـ مشكاة الأنوار ص ١١٧ .

(١ ـ ٣) أثبتناه من المصدر .

٦ ـ مشكاة الأنوار ص ١١٧ .

٧ ـ مشكاة الأنوار ص ١٢٠ .

٨ ـ مشكاة الأنوار ص ١٢٠ .

(١) الهدبة : الشعرة النابتة على شفر العين . ( لسان العرب ج ١ ص ٧٨٠ ) .

٩ ـ تحف العقول ص ص ١٤١ .

٢٢٩

إلى الله أحسنكم عملاً ، وإنّ أفضلكم عنده منصباً أعملكم فيما عنده رغبة ، وإنّ أكرمكم عليه اتقاكم » .

[ ١٢٨٢٦ ] ١٠ ـ وعن السّجاد ( عليه السلام ) ، أنّه قال في كلام له : « واعلموا عباد الله ، أنّه من خاف البيات تجافى عن الوساد ، وامتنع عن الرّقاد ، وأمسك عن بعض الطّعام والشّراب ، من خوف سلطان أهل الدّنيا ، فكيف ويحك يا بن آدم !؟ من خوف بيات سلطان ربّ العزّة ، وأخذه الأليم ، وبياته لأهل المعاصي والذّنوب ، مع طورق المنايا بالليل والنهار ، فذلك البيات الذي ليس منه منجى ، ولا دونه ملجأ (١) ، ولا منه مهرب ، فخافوا الله أيّها المؤمنون من البيات ، خوف ( أهل اليقين و ) (٢) أهل التّقوى ، فإنّ الله يقول : ( ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ) (٣)» الخبر .

[ ١٢٨٢٧ ] ١١ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « إنّ أنجاكم من عذاب الله ، أشدّكم خشية الله » .

[ ١٢٨٢٨ ] ١٢ ـ الحسن بن فضل الطّبرسي في مكارم الأخلاق : عن عبدالله بن مسعود ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « عليك بخشية الله وأداء الفرائض ، فإنّه يقول : ( هُوَ أَهْلُ التَّقْوَىٰ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) (١) ويقول : ( رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) (٢) ـ إلى أن قال ـ يابن مسعود ، اخش الله تعالى بالغيب كأنّك تراه ، فإن لم تكن تراه

____________________________

١٠ ـ تحف العقول ص ١٩٦ .

(١) في المصدر . ملتجأ .

(٢) ليس في المصدر .

(٣) ابراهيم ١٤ : ١٤ .

١١ ـ تحف العقول ص ٢٠٢ .

١٢ ـ مكارم الأخلاق ص ٤٥١ و ٤٥٧ .

(١) المدثر ٧٤ : ٥٦ .

(٢) البينة ٩٨ : ٨ .

٢٣٠

فإنّه يراك ، يقول الله تعالى : ( مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ) (٣) » الخبر .

[ ١٢٨٢٩ ] ١٣ ـ الصّدوق في الخصال : عن خليل بن أحمد ، عن ابن معاذ ، عن الحسين المروزي ، عن عبدالله ، عن عون ، عن الحسن قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قال الله تبارك وتعالى : وعزّتي وجلالي ، لا أجمع على عبدي خوفين ، ولا أجمع له آمنين ، فإذا آمنني في الدّنيا أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني في الدّنيا آمنته يوم القيامة » .

[ ١٢٨٣٠ ] ١٤ ـ القطب الرّاوندي في لبّ اللّباب : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إذا اقشعرّ جلد المؤمن من خشية الله ، تحاتت عنه خطاياه » وعنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : « اعلم الناس بالله ، أشدّهم خشية له » وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « المؤمن بين مخافتين » وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « لا يأمن العبد حتّى يخلّف جسر جهنّم وراءه » وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « العبد المؤمن بين مخافتين : أجل مضى لا يدري ما الله صانع فيه ، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه » وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « إذا اقشعرّ جلد المؤمن من خشية الله ، تحاتت عنه خطاياه كما تحاتت ورق الشجر » وعنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّ الله يعاتب عبداً يوم القيامة ويقول : عبدي خفت من النّار وما خفت منّي ، أما تستحيي ؟ فيطرق العبد رأسه حياء من الله » .

[ ١٢٨٣١ ] ١٥ ـ الشّيخ المفيد في أماليه : عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السّجستاني ، عن أبي

____________________________

(٣) ق ٥٠ : ٣٣٠ .

١٣ ـ الخصال ج ١ ص ٧٩ ح ١٢٧ .

١٤ ـ لب اللباب : مخطوط .

١٥ ـ أمالي المفيد ص ٢١٠ .

٢٣١

جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) قال : « إنّ في التوراة مكتوباً فيما ناجى الله تعالى به موسى ( عليه السلام ) ، أن قال له : يا موسى خفني في سرّ أمرك ، أحفظك من وراء عورتك ، واذكرني في خلوتك وعند سرور لذّتك ، أذكرك عند غفلاتك » .

[ ١٢٨٣٢ ] ١٦ ـ وعن أبي حفص عمر بن محمد بن علي ، عن محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن أحمد بن سلامة الغنوي ، عن محمد بن حسين العامري ، عن أبي معمّر ، عن أبي بكر بن عيّاش ، عن الفجيع العقيلي ، عن الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، أنّه قال : قال له أبوه ( صلوات الله عليه ) فيما أوصى إليه عند وفاته : « اوصيك بخشية الله في سرّ أمرك وعلانيتك » .

[ ١٢٨٣٣ ] ١٧ ـ علي بن ابراهيم في تفسيره : عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنّه قال في حديث : « كفى بخشية الله علماً ، وكفى بالاغترار بالله جهلاً ـ إلى أن قال ـ إنّ أعلم النّاس بالله أخوفهم لله ، وأخوفهم له أعلمهم به ، واعلمهم به أزهدهم فيها » الخبر .

[ ١٢٨٣٤ ] ١٨ ـ الحسن بن أبي الحسن الدّيلمي في إرشاد القلوب : روي أنّ ابراهيم ( عليه السلام ) كان يسمع منه في صلاته أزيز كأزيز المرجل من خوف الله تعالى (١) ، وكان سيّدنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كذلك ، وأوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران : يا موسى ، خفني في سرّ أمرك ، احفظك في غفواتك (٢) . . . الخبر .

____________________________

١٦ ـ أمالي المفيد ص ٢٢١ .

١٧ ـ تفسير القمي ج ٢ ص ١٤٦ ، وعنه في البحار ج ٧٨ ص ١٩٣ .

١٨ ـ إرشاد القلوب ص ١٠٥ .

(١) في المصدر زيادة : في صدره .

(٢) وفيه : عوراتك .

٢٣٢

[ ١٢٨٣٥ ] ١٩ ـ وعن الصّادق ( عليه السلام ) ، أنّه قال في حديث : « فاز ـ والله ـ الأبرار ، وخسر الأشرار ، اتدري من الأبرار ؟ هم الذين خافوه واتّقوه ، وقربوا إليه بالأعمال الصّالحة ، وخشوه في ( سرّ أمرهم ) (١) وعلانيتهم ، كفى بخشية الله علماً ، وكفى بالاغترار به جهلاً ـ إلى أن قال ـ إن أعلم الناس بالله أخوفهم منه ، وأخشاهم له أزهدهم في الدّنيا » الخبر .

[ ١٢٨٣٦ ] ٢٠ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، في خبر المعراج ، « أنّ الله تعالى قال له : يا أحمد ، ما عرفني عبد ( إلّا خشع لي ، وما خشع لي عبد ) (١) إلّا خشع له كلّ شيء ـ إلى أن قال ـ (٢) يا أحمد ، إن أحببت أن تجد حلاوة الإِيمان ، فجوّع نفسك ، والزم لسانك الصمت ، والزم نفسك خشية وخوفاً ، فإن فعلت ذلك فعلّك تسلم ، وإن لم تفعل فأنت من الهالكين » .

[ ١٢٨٣٧ ] ٢١ ـ ثقة الإِسلام في الكافي : عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضّال ، عن حفص المؤذّن ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (١) ، أنّه قال فيما كتبه لأصحابه : « وما العلم بالله والعمل إلّا ألفان مؤتلفان ، فمن عرف الله خافه ، وحثّه الخوف على العمل بطاعة الله ، وإنّ أرباب العلم واتباعهم الذين عرفوا الله ، فعملوا له ورغبوا إليه ، وقد قال الله : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ

____________________________

١٩ ـ إرشاد القلوب ص ١٠٦ .

(١) في المصدر : سرائرهم .

٢٠ ـ إرشاد القلوب ص ٢٠٣ ، وعنه في البحار ج ٧٧ ص ٢٧ .

(١) في المصدر : وخشع لي .

(٢) لم نجده في مظانه .

٢١ ـ الكافي ج ٨ ص ١٦ ح ٢ .

(١) بل عن محمّد بن يحيىٰ ، عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن ابراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة ، في حديث طويل عن صحيفة الإِمام علي بن الحسين ( عليه السلام ) في الزهد ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ج ٧٠ ص ٣٤٤ بهذا السند أيضاً ، علماً بأنّ السند المذكور أعلاه قد ورد في الحديث ١ من المصدر نفسه في رسالة أبي عبدالله ( عليه السلام ) إلى اصحابه .

٢٣٣

مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (٢) » الخبر .

[ ١٢٨٣٨ ] ٢٢ ـ ورواه المفيد في أماليه : عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، مثله .

[ ١٢٨٣٩ ] ٢٣ ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ( عليهم السلام ) ، في حديث مسائل الشّيخ الشّامي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال الشّيخ : فأيّ الناس خير عند الله ؟ قال : « أخوفهم لله ، وأعلمهم بالتّقوى ، وازهدهم في الدنيا » .

ورواه الصّدوق في معاني الأخبار : عن محمد بن ابراهيم بن اسحاق ، عن أحمد بن محمد الهمداني ، عن الحسن بن القاسم ، عن علي بن ابراهيم المعلّى ، عن أبي عبدالله بن محمد بن خالد ، عن عبد الله بن بكر المرادي ، عن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، مثله (١) .

[ ١٢٨٤٠ ] ٢٤ ـ وعن علي بن الحسين قال : « كان آخر ما أوصى به خضر موسى ( عليهما السلام ) ، أنّه قال : لا تعيّرن أحداً بذنب ـ إلى أن قال ـ ورأس الحكمة مخافة الله » .

[ ١٢٨٤١ ] ٢٥ ـ أبو يعلى الجعفري تلميذ المفيد في نزهة النّاظر : عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، أنّه قال : « اشحنوا قلوبكم من خوف الله

____________________________

(٢) فاطر ٣٥ : ٢٨ .

٢٢ ـ أمالي المفيد ص ٢٠٢ .

٢٣ ـ الغايات ص ٦٧ .

(١) معاني الأخبار ص ١٩٩ .

٢٤ ـ الغايات ص ٩٢ .

٢٥ ـ نزهة الناظر وتنبيه الخاطر ص ٤٦ .

٢٣٤

تعالى ، فإن لم تسخطوا شيئاً من صنع الله يلمّ بكم ، فاسألوا ما شئتم » .

[ ١٢٨٤٢ ] ٢٦ ـ أبو الفتح الكراجكي في معدن الجواهر : روي عن الأئمة ( عليهم السلام ) : « أنّ أصل كلّ خير في الدّنيا والآخرة شيء واحد ، وهو الخوف من الله تعالى » .

[ ١٢٨٤٣ ] ٢٧ ـ عوالي اللآلي : وفي الحديث الصّحيح ، عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « سبعة في ظل الله يوم لا ظلّ إلا ظلّه : إمام مقتصد ، وشاب نشأ في طاعة الله وعبادته ، ورجل ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله ـ إلى أن قال ـ ورجل دعته امرأة ذات جمال ومنصب ، فقال : إنّي أخاف الله ربّ العالمين » .

[ ١٢٨٤٤ ] ٢٨ ـ الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية : بإسناده عن ابي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : قلت : جعلت فداك ، اشيعتكم معكم ؟ قال : « نعم ، إذا هم خافوا الله وراقبوه واتّقوه واطاعوه ، واتّقوا (١) الذنوب ، فإذا فعلوا ذلك كانوا معنا في درجتنا » الخبر .

[ ١٢٨٤٥ ] ٢٩ ـ البحار ، عن اعلام الدّين للدّيلمي : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال : « جاء رجل إلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : علّمني عملاً يحبّني الله ـ إلى أن قال ـ قال ( صلى الله عليه وآله ) : إذا أردت ان يحبّك الله فخفه واتّقه » الخبر .

[ ١٢٨٤٦ ] ٣٠ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، انّه قال : « من خشي الله كمل علمه » .

____________________________

٢٦ ـ معدن الجواهر ص ٢٢ .

٢٧ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٨٩ ح ٢٥ .

٢٨ ـ الهداية ص ٥٣ .

(١) في المصدر : وتوقو .

٢٩ ـ البحار ج ٨٥ ص ١٦٤ ح ١٢ عن اعلام الدين ص ٨٤ .

٣٠ ـ غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٦٢ ح ٢٢٦ .

٢٣٥

وقال ( عليه السلام ) (١) : « غاية العلم الخوف من الله » .

وقال ( عليه السلام ) (٢) : « أعقل النّاس محسن خائف » .

وقال ( عليه السلام ) (٣) : « أكثر النّاس معرفة (٤) أخوفهم لربّه » .

وقال ( عليه السلام ) (٥) : « خف الله خوف من شغل بالفكر قلبه ، فإن الخوف مطيّة الأمن ، وسجن النّفس عن المعاصي » .

وقال ( عليه السلام ) (٦) : « خف تأمن ، ولا تأمن فتخف » .

وقال ( عليه السلام ) (٧) : « خوف الله يجلب لمستشعره الامان » .

وقال ( عليه السلام ) (٨) : « خشية الله جماع (٩) الايمان » .

وقال ( عليه السلام ) (١٠) : « خف الله يؤمنك ، ولا تأمنه فيعذبك » .

وقال ( عليه السلام ) (١١) : « الخوف من الله في الدّنيا ، يؤمن الخوف في الآخرة » (١٢) .

١٥ ـ ( باب استحباب كثرة البكاء من خشية الله تعالى )

[ ١٢٨٤٧ ] ١ ـ السّيد علي بن طاووس في فلاح السّائل : عن صاحب كتاب زهد

____________________________

(١) غرر الحكم ج ٢ ص ٥٠٥ ح ٣٢ .

(٢) المصدر نفسه ج ١ ص ١٧٩ ح ١٠٩ .

(٣) المصدر نفسه ج ١ ص ١٩٢ ح ٣٠٤ .

(٤) في المصدر زيادة : لنفسه .

(٥) المصدر نفسه ج ١ ص ٣٩٥ ح ٢١ .

(٦) المصدر نفسه ج ١ ص ٣٩٥ ح ١٧ .

(٧) المصدر نفسه ج ١ ص ٤٠٠ ح ٥٥ .

(٨) المصدر نفسه ج ١ ص ٤٠٠ ح ٥٤ .

(٩) في المصدر : جناح .

(١٠) المصدر نفسه ج ١ ص ٤٠٠ ح ٥٦ .

(١١) المصدر نفسه ج ١ ص ١٠٣ ح ٢١٧٨ .

(١٢) في المصدر زيادة : منه .

الباب ١٥

١ ـ فلاح السائل ص ٢٦٦ .

٢٣٦

مولانا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن ابراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن محمّد بن سنان ، عن صالح بن عقبة ، عن عمرو بن ابي المقدام ، عن أبيه ، عن حبّة العرني قال : بينا أنا ونوف نائمان في رحبة القصر ، إذ نحن بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، في بقيّة من اللّيل ، واضعاً يده على الحائط شبه الواله ، وهو يقول : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (١) إلى آخر الآية ، قال : ثمّ جعل يقرأ هذه الآيات ، ويمرّ شبه الطّائر [ عقله ] (٢) فقال : « اراقد يا حبّة أم رامق ؟ » قال قلت : رامق ، هذا أنت تعمل هذا العمل فكيف نحن !؟ قال : فارخى عينيه فبكى ، ثم قال لي : « يا حبّة ، إنّ لله موقفاً ولنا بين يديه موقف ، لا يخفى عليه شيء من اعمالنا ، يا حبّة انّ الله اقرب اليك وإلىّ من حبل الوريد ، يا حبّة انّه لن يحجبني ولا ايّاك عن الله شيء ، قال : ثم قال : اراقد يا نوف ؟ » قال ، قال : لا ، يا أمير المؤمنين ، ما أنا براقد ولقد أطلت بكائي هذه الليلة ، فقال : « يا نوف إن طال بكاؤك في هذا اللّيل مخافة من الله عزّ وجلّ ، قرّت غداً عيناك بين يدي الله عزّ وجلّ ، يا نوف إنّه ليس من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله ، إلّا اطفأت بحاراً من النّيران ، يا نوف إنّه ليس من رجل اعظم منزلة عند الله ، من رجل بكى من خشية الله ، واحبّ في الله ، وابغض في الله ، يا نوف من أحبّ في الله لم يستأثر على محبّيه ، ومن ابغض [ في الله ] (٣) لم ينل مبغضيه خيراً ، عند ذلك استكملتم حقائق الايمان » ثمّ وعظهما وذكّرهما وقال في أواخره : « فكونوا من الله على حذر ، فقد انذرتكما » ثم جعل يمرّ وهو يقول : « ليت شعري في غفلاتي ، أمعرض انت عنّي أم ناظر إليّ !؟ وليت شعري في طول منامي ، وقلّة شكري في نعمك عليّ ، ما حالي !؟ » قال : فوالله ما زال في هذا الحال حتّى طلع الفجر .

____________________________

(١) البقرة ٢ : ١٦٤ ، آل عمران ٣ : ١٩٠ .

، ٣) أثبتناه من المصدر .

٢٣٧

[ ١٢٨٤٨ ] ٢ ـ وعن نوف قال : أشهد لقد رأيته ( عليه السلام ) في بعض مواقفه ، وقد أرخى اللّيل سدوله وغارت نجومه ، وهو قابض بيده على لحيته يتململ تململ السّليم (١) ، ويبكي بكاء الحزين .

[ ١٢٨٤٩ ] ٣ ـ الصّدوق في الأمالي : عن محمّد بن موسى المتوكّل ، عن محمّد بن جعفر الأسدي ، عن سهل بن زياد ، عن عبد العظيم ، عن ابي الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، قال : « لمّا كلّم الله عزّ وجلّ موسى بن عمران قال موسى : إلهي ما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك ؟ قال : يا موسى اقي وجهه من (١) النار » .

[ ١٢٨٥٠ ] ٤ ـ وفي الخصال : عن المظفّر العلوي ، عن جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن أبيه ، عن الحسين بن اشكيب ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن أبي جميلة ، عن سلمة بن كهيل ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « سبعة في ظلّ عرش الله عزّ وجلّ ، يوم لا ظلّ إلّا ظلّه ـ إلى أن قال ـ ورجل ذكر الله عزّ وجلّ خالياً ، ففاضت عيناه من خشية الله » .

[ ١٢٨٥١ ] ٥ ـ وفي فضائل الأشهر الثالثة والأمالي : عن صالح بن عيسى العجلي ، عن محمّد بن علي بن علي ، عن محمّد بن الصّلت ، عن محمّد بن بكير ، عن عباد بن عباد المهلبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن هلال بن عبدالله ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيّب ، عن عبدالرحمان بن سمرة ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث ـ أنّه قال :

____________________________

٢ ـ فلاح السائل ص ٢٦٧ .

(١) السليم : اللديغ . . وقيل : الجريح المشفي على الهلكة ( لسان العرب ج ١٢ ص ٢٩٢ ) .

٣ ـ أمالي الصدوق ص ١٧٣ .

(١) في المصدر زيادة : حر .

٤ ـ الخصال ص ٣٤٣ ح ٨ .

٥ ـ فضائل الأشهر الثلاثة ص ١١٣ ، أمالي الصدوق ص ١٩١ .

٢٣٨

« رأيت البارحة عجائب ـ إلى أن قال ـ ورأيت رجلاً من امّتي قد هوى في النار ، فجاءته دموعه التي بكت من خشية الله فاستخرجته من ذلك » الخبر .

[ ١٢٨٥٢ ] ٦ ـ الشّيخ المفيد في أماليه : عن أحمد بن الحسن بن الوليد ، عن ابيه ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن احمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن ابي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : طوبى لشخص نظر إليه الله يبكي على ذنب (١) من خشية الله عزّ وجلّ ، لم يطّلع على ذلك الذّنب غيره » .

[ ١٢٨٥٣ ] ٧ ـ وعن جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن محمّد بن مروان ، عن ابي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : « ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله عزّ وجلّ ، إلّا حرّم الله جسدها على النّار ، ولا فاضت دمعة على خدّ صاحبها ، فرهق وجهه قتر ولا ذلّة يوم القيامة ، وما من شيء من أعمال الخير إلّا وله وزن وأجر ، إلّا الدمعة من خشية الله ، فإنّ الله تعالى يطفىء بالقطرة منها بحاراً من نار يوم القيامة ، وانّ الباكي ليبكي من خشية الله في امّة ، فيرحم الله تلك الأُمّة ببكاء ذلك المؤمن فيها » .

[ ١٢٨٥٤ ] ٨ ـ وعن احمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، [ عن محمد بن الحسن الصفار ] (١) ، عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن منصور بن حازم ، عن ابي حمزة ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال في حديث : « وما من

____________________________

٦ ـ أمالي الشيخ المفيد ص ٦٧ ح ٢ .

(١) في نسخة : ذنبه .

٧ ـ أمالي الشيخ المفيد ص ١٤٣ ح ١ .

٨ ـ أمالي الشيخ المفيد ص ١١ .

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر « راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٣٠٤ و ج ١٥ ص ٢٥٠ .

٢٣٩

قطرة احبّ إلى الله من قطرتين : قطرة دم في سبيل الله ، وقطرة دمع في سواد اللّيل من خشية الله » .

[ ١٢٨٥٥ ] ٩ ـ الطّبرسي في الاحتجاج : عن موسى بن جعفر ، عن ابيه ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، عن أبيه علي ( عليه السلام ) ، في خبر طويل ، انّه ذكر من حالات النّبي ( صلى الله عليه وآله ) : « وكان يبكي حتّى يبتلّ مصلّاه ، خشية من الله عزّ وجلّ ، من غير جرم » الخبر .

[ ١٢٨٥٦ ] ١٠ ـ القطب الرّاوندي في لبّ اللّباب : مرسلاً قال : «قال الله تعالى لداود ( عليه السلام ) : « ادعني بهذا الاسم : يا حبيب البكّائين » .

[ ١٢٨٥٧ ] ١١ ـ وفيه : أنّ يحيى حين ذكّره أبوه زكريّا ( عليه السلام ) ، أنّ في النّار دركة يقال لها : الغضبان ، تغضب بغضب الرحمان ، فبكى حتّى نقب الدّمع خدّه ، فوضعت أُمّه عليه قطعة لبد ، ثم نام اللّيل فأوحى الله إليه : لو اطّلعت اطّلاعة في جهنّم لبكيت الدّم مكان الدّمع ، وروى ما يقرب منه الصّدوق في الأمالي ، في خبر طويل .

[ ١٢٨٥٨ ] ١٢ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « ما من عمل إلّا وله وزن وثواب إلّا الدمعة ، فانّها تطفىء غضب الرّب ، ولو أنّ عبداً بكى من خشية الله في أُمّه ، لرحم الله تلك الأُمّة ببكائه » .

[ ١٢٨٥٩ ] ١٣ ـ وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) قال : « لمّا عرج بي إلى السّماء الرّابعة ، سمعت بكاء فقلت : يا جبرئيل ما هذا ؟ قال : هذا بكاء الكروبيّين على أهل الذّنوب » .

[ ١٢٨٦٠ ] ١٤ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : « اللّهمّ ارزقني عينين هطّالتين ، يبكيان من خشية الله ، قبل أن تكون الدّموع دماً والأضراس جمراً » .

____________________________

٩ ـ الاحتجاج ص ٢٢٣ .

١٠ ، ١١ ـ لب اللباب : مخطوط .

١٢ ـ ١٤ ـ لب اللباب : مخطوط .

٢٤٠