مستدرك الوسائل - ج ١١

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١١

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

الكبائر » .

[ ١٣٢٦٣ ] ٢١ ـ دعائم الإِسلام : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال : « من الكبائر [ الشرك بالله و ] (١) قتل المؤمن متعمداً ، والفرار يوم الزحف (٢) ، وأكل الربا بعد البينة ، وأكل مال اليتيم ظلماً ، والتعرب بعد الهجرة ، ورمي المحصنات الغافلات المؤمنات » .

[ ١٣٢٦٤ ] ٢٢ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « أكبر الكبائر أن تجعل لله نداً ، وهو خلقكم ، ثم أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك ، ثم أن تزني بحليلة جارك » .

[ ١٣٢٦٥ ] ٢٣ ـ عوالي اللآلي : روي أن رجلاً من الصحابة سأله فقال : يا رسول الله ، ما الكبائر ؟ قال : « هن تسع أعظمهن الشرك بالله ، وقتل النفس بغير حق ، وفرار من الزحف ، والسحر ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، وقذف المحصنة ، وعقوق الوالدين المسلمين ، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتاً ـ ثم قال ـ من لم يعمل هذه الكبائر ، ويقيم الصلاة ، ويؤتي الزكاة ، ويقيم على ذلك ، الا رافق محمداً ( صلى الله عليه وآله ) » .

[ ١٣٢٦٦ ] ٢٤ ـ وروي في حديث آخر : « إن الكبائر احد عشر ، أربع في الرأس : الشرك بالله عز وجل ، وقذف المحصنة ، واليمين الفاجرة ، وشهادة الزور ، وثلاث في البطن : أكل مال الربا ، وشرب الخمر ، وأكل مال اليتيم ، وواحدة في الرجل ، وهي الفرار من الزحف ، وواحدة في الفرج ، وهي الزنى ، وواحدة في اليدين وهي قتل النفس ، وواحدة في جميع البدن وهي

____________________________

٢١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٤٥٧ ح ١٦١١ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) في المصدر زيادة : إلّا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة .

٢٢ ـ عوالي أبي الفتوح الرازي ح ٣ ص ٢٧٦ .

٢٣ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٨٨ ح ٢١ .

٢٤ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٨٨ ح ٢٢ .

٣٦١

عقوق الوالدين » .

[ ١٣٢٦٧ ] ٢٥ ـ السيد فضل الله الراوندي في نوادره : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الكبائر أربع ، الإِشراك بالله ، والقنوط من رحمة الله ، ( واليأس من روح الله ) (١) ، والأمن [ من ] (٢) مكر الله » .

٤٧ ـ ( باب في صحة التوبة من الكبائر )

[ ١٣٢٦٨ ] ١ ـ العياشي في تفسيره : عن قتيبة الأعشى قال : سألت الصادق ( عليه السلام ) ، في قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ) (١) قال : « دخل في الإِستثناء كل شيء » .

وفي رواية أُخرى ، عنه ( عليه السلام ) : « دخل الكبائر في الإِستثناء » (٢) .

[ ١٣٢٦٩ ] ٢ ـ وعن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « رحم الله عبداً لم يرض نفسه أن يكون ابليس نظيراً له في دينه ، وفي كتاب الله نجاة من الردى ، وبصيرة من العمى ، ودليل إلى الهدى ، وشفاء لما في الصدور ، فيما أمركم الله به من الاستغفار مع التوبة ، قال الله : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (١) وقال : ( وَمَن

____________________________

٢٥ ـ نوادر الراوندي ص ١٦ .

(١) ليس في المصدر .

(٢) أثبتناه من المصدر .

الباب ٤٧

١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٢٤٦ ح ١٥١ .

(١) النساء ٤ : ٤٨ .

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٢٤٦ ح ١٥٢ .

٢ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ١٩٨ ح ١٤٣ .

(١) آل عمران ٣ : ١٣٥ .

٣٦٢

يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا ) (٢) فهذا ما أمر الله به من الاستغفار واشترط معه التوبة (٣) والإِقلاع عما حرم الله ، فإنه يقول : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) (٤) وهذه الآية تدل على أن الاستغفار لا يرفعه إلى الله إلّا العمل الصالح والتوبة (٥) » .

[ ١٣٢٧٠ ] ٣ ـ وعن ابن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سألته عن المؤمن يقتل المؤمن متعمداً له توبة ، قال : « إن كان قتله لإِيمانه فلا توبة له ، وإن كان قتله لغضب ، أو بسبب شيء من أُمور الدنيا ، فإن توبته أن يقاد منه » الخبر ، وفي هذا المعنى أخبار كثيرة يأتي في محله .

[ ١٣٢٧١ ] ٤ ـ الصدوق في الأمالي : عن محمد بن ابراهيم بن اسحاق ، عن أحمد بن محمّد الهمداني ، عن أحمد بن صالح بن سعد التميمي ، عن موسى بن داود ، عن الوليد بن هشام ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن بن أبي الحسن البصري ، عن عبد الرحمن بن غنم الدوستي (١) قال : دخل معاذ بن جبل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باكياً ، فسلم فرد عليه السلام ، ثم قال : « ما يبكيك يا معاذ ؟ » فقال : يا رسول الله ، إن بالباب شاباً طري الجسد نقي اللون حسن الصورة ، يبكي على شبابه بكاء الثكلى على ولدها ، يريد الدخول عليك ، فقال النبي ( صلّى الله عليه

____________________________

(٢) النساء ٤ :١١٠ .

(٣) في المصدر : بالتوبة .

(٤) فاطر ٣٥ : ١٠ .

(٥) في نسخة « فإن العمل الصالح التوبة » .

٣ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٢٦٧ ح ٢٣٩ .

٤ ـ أمالي الصدوق ص ٤٥ .

(١) كذا في الحجرية ، وفي المصدر « الدوسي » وفي اسد الغابة ج ٣ ص ٣١٨ عبد الرحمن بن غَنم الأشعري وهكذا في تهذيب التهذيب ج ٦ ص ٢٥٠ ، وراجع ترجمة معاذ بن جبل أيضاً في أسد الغابة ج ٤ ص ٣٧٨ وترجمة الحسن بن أبي الحسن البصري في تهذيب التهذيب ج ٢ ص ٢٦٣ ح ٤٨٨ .

٣٦٣

وآله ) : « ادخل عليّ الشاب يا معاذ : فادخله عليه ، فسلم فرد عليه السلام ، ثم قال : « ما يبكيك يا شاب ؟ » قال : كيف لا أبكي وقد ركبت ذنوباً لو أخذني الله عز وجل ببعضها أدخلني نار جهنم ؟ ولا أراني إلّا سيأخذني بها ولا يغفر لي أبداً ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « هل أشركت بالله شيئاً ؟ » قال : أعوذ بالله أن أشرك بربي شيئاً ، قال : « أقتلت النفس التي حرم الله ؟ » قال : لا ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل الجبال الرواسي » قال الشاب : فإنها أعظم من الجبال الرواسي ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « يغفر الله لك ذنوبك ، وإن كانت مثل الأرضين السبع ، وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق » ( قال الشاب : فإنها أعظم من الأرضين السبع ، وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق ) (٢) فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « يغفر الله لك ذنوبك ، وإن كانت مثل السماوات ونجومها ، ومثل العرش والكرسي » قال : فإنها أعظم من ذلك ، قال : فنظر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إليه كهيئة الغضبان ، ثم قال : « ويحك يا شاب ، ذنوبك أعظم أم ربك !؟ » فخر الشاب على وجهه وهو يقول : سبحان ربي ، ما شيء أعظم من ربي ، ربي أعظم يا نبي الله من كل عظيم ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « فهل يغفر لك الذنب العظيم إلا الرب العظيم !؟ » الخبر .

[ ١٣٢٧٢ ] ٥ ـ وفي الخصال : عن محمد بن ماجيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن علي بن الحسين الرقي ، عن عبدالله بن جبلة ، عن الحسن بن عبدالله ، عن آبائه ، عن جده الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ـ في حديث طويل ـ إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال في جواب نفر من اليهود ، سألوه عن مسائل : « وأما شفاعتي ، ففي

____________________________

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر .

٥ ـ الخصال ص ٣٥٥ .

٣٦٤

أصحاب الكبائر ، ما خلا أهل الشرك والظلم » .

[ ١٣٢٧٣ ] ٦ ـ أبو علي في أماله : عن أبيه الشيخ الطوسي ، عن هلال بن محمد الحفار ، عن اسماعيل بن علي الدعبلي ، عن محمد بن ابراهيم (١) بن كثير ، قال : دخلنا على أبي نؤاس الحسن بن هانىء ، نعوده في مرضه الذي مات فيه ، فقال له عيسى بن موسى الهاشمي : ياأبا علي ، أنت في آخر يوم من أيام الدنيا ، وأول يوم من أيام الآخرة ، وبينك وبين الله هنات (٢) ، فتب إلى الله عز وجل ، قال أبو نؤاس : سنّدوني ، فلما استوى جالساً قال : إياي تخوف (٣) بالله ، حدثني حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « لكل نبي شفاعة ، وأنا خبأت شفاعتي لأهل الكبائر (٤) » افترى لا أكون منهم ؟

[ ١٣٢٧٤ ] ٧ ـ علي بن ابراهيم في تفسيره : في قوله تعالى : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا ) (١) الآية ، قال : ومن قتل مؤمناً على دينه لم تقبل توبته ، ومن قتل نبياً أو وصي نبي فلا توبة له ، لأنه لا يكون مثله فيقاد به ، وقد يكون الرجل بين المشركين واليهود والنصارى ، يقتل رجلاً من المسلمين على أنه مسلم ، فإذا دخل في الإِسلام (٢) يجب ما كان قبله أي ـ يمحو ـ لأن أعظم الذنوب عند الله هو الشرك بالله ، فإذا قبلت توبته في الشرك ، قبلت في ما سواه ، فأما قول الصادق ( عليه السلام ) : « ليست له توبة » فانه عنى من قتل

____________________________

٦ ـ أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٨٩ .

(١) كان في الحجرية إسماعيل وما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال راجع لسان الميزان ج ٥ ص ٢٣ ح ٨٨ وج ٧ ص ١١٥ ح ١٢٥٨ .

(٢) هنات . جمع هنة وهي السيئة والفساد والشر . ( لسان العرب ج ١٥ ص ٣٦٦ ) .

(٣) في الطبعة الحجرية « تخوفني » ، والظاهر ما أثبتناه هو الصواب .

(٤) في المصدر زيادة : « من أُمتي يوم القيامة » .

٧ ـ تفسير القمي ج ١ ص ١٤٨ .

(١) النساء ٤ : ٩٣ .

(٢) في المصدر زيادة : « محاه الله عنه لقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الإِسلام » .

٣٦٥

نبياً أو وصياً فليست له توبة ، لأنه لا يقاد أحد بالأنبياء إلّا الأنبياء ،  وبالأوصياء إلّا الأوصياء ، والأنبياء والأوصياء لا يقتل بعضهم بعضاً ، وغير النبي والوصي (٣) فيقاد به ، وقاتل النبي والوصي (٤) فيقاد به ، وقاتل النبي والوصي لا يوفق للتوبة .

[ ١٣٢٧٥ ] ٨ ـ ثقة الإِسلام ، عن محمد بن علي بن معمر ، عن محمد بن علي بن عكاية ، عن الحسين بن النضر الفهري ، عن أبي عمرو الأوزاعي ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، في خطبة طويلة ، ولا شفيع انجح من التوبة » .

[ ١٣٢٧٦ ] ٩ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : مرسلاً قال : « أوحى الله إلى داود : لو أنّ عبداً من عبادي عمل حشو الدنيا ذنوباً ، ثم ندم حلبة شاة واستغفرني مرة واحدة ، فعلمت من قلبه أن لا يعود إليها ، أُلقيها عنه أسرع من هبوط القطر من السماء إلى الأرض » .

٤٨ ـ ( باب تحريم الإِصرار بالذنب ، ووجوب المبادرة بالتوبة والاستغفار )

[ ١٣٢٧٧ ] ١ ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أربعة من علامة الشقاء : جمود العينين (١) وشدة الحرص في طلب الدنيا ، والإِصرار على الذنب » .

____________________________

(٣) ، (٤) في المصدر زيادة : لا يكون مثل النبي والوصي .

٨ ـ الكافي ج ٨ ص ١٩ .

٩ ـ لب اللباب : مخطوط .

الباب ٤٨

١ ـ الجعفريات ص ١٦٨ .

(١) في المصدر زيادة : وقسوة القلب .

٣٦٦

[ ١٣٢٧٨ ] ٢ ـ العياشي في تفسيره : عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، في قول الله تعالى : ( وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (١) قال : « الإِصرار أن يذنب العبد ولا يستغفر ، ولا يحدث نفسه بالتوبة ، فذلك الإِصرار » .

[ ١٣٢٧٩ ] ٣ ـ المفيد في الإِختصاص : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : « أنه روي أن للمنافق أربع من علامات النفاق : قساوة القلب ، وجمود العين ، والإِصرار على الذنب ، والحرص على الدنيا » .

[ ١٣٢٨٠ ] ٤ ـ القاضي أبو عبدالله محمد بن سلامة القضاعي في كتاب الشهاب : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « لا كبيرة مع استغفار ، ولا صغيرة مع إصرار » .

[ ١٣٢٨١ ] ٥ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « أربعة في الذنب شر من الذنب : الاستحقار ، والإِفتخار ، والإِستبشار ، والإِصرار » .

[ ١٣٢٨٢ ] ٦ ـ ثقة الإِسلام في الكافي : عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن حفص المؤذن ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنه قال في رسالته إلى أصحابه : « وإياكم والإِصرار على شيء مما حرم الله في ظهر القرآن وبطنه ، وقد قال الله : ( وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (١) يعني المؤمنين قبلكم ، إذا نسوا شيئاً مما اشترط في كتابه ، عرفوا أنهم قد

____________________________

٢ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ١٩٨ ح ١٤٤ .

(١) آل عمران ٣ : ١٣٥ .

٣ ـ الاختصاص ص ٢٢٨ .

٤ ـ شهاب الأخبار ص ١٠٦ ح ٥٧٥ .

٥ ـ لب اللباب : مخطوط .

٦ ـ الكافي ج ٨ ص ١٠ ح ١ .

(١) آل عمران ٣ : ١٣٥ .

٣٦٧

عصوا الله في تركهم ذلك الشيء ، فاستغفروا ولم يعودوا إلى تركه ، وذلك معنى قول الله : ( وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (٢) » . الخبر .

[ ١٣٢٨٣ ] ٧ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال : « أعظم الذنوب ذنب أصر عليه صاحبه » .

وقال ( عليه السلام ) : « عجبت لمن علم شدة انتقام الله وهو مقيم على الاصرار » (١) .

وقال ( عليه السلام ) : « الاصرار أعظم حوبة (٣) » .

وقال ( عليه السلام ) : «الاصرار يجلب النقمة » (٤) .

وقال ( عليه السلام ) : « المعاودة للذنب (٥) اصرار » (٦) .

وقال ( عليه السلام ) : « إياك والاصرار ، فانه من اكبر الكبائر واعظم الجرائم ، اياك والمجاهرة بالفجور ، فانها من اشد المآثم » (٧) .

وقال ( عليه السلام ) : « اعظم الذنوب عند الله ذنب اصر عليه عامله » (٨) .

وقال ( عليه السلام ) : « من اصر على ذنبه اجترأ على (٩) ربه » (١٠) .

____________________________

(٢) آل عمران ٣ : ١٣٥ .

٧ ـ الغرر ج ١ ص ٢٠٣ ح ٤٤٠ .

(١) الغرر ج ٢ ص ٤٩٤ ح ١٢ .

(٢) الغرر ج ١ ص ٥٦ ح ١٥٣٢ .

(٣) الحوبة : الإِثم والذنب ( لسان العرب ج ١ ص ٣٤٠ ) .

(٤) الغرر ج ١ ص ٣٦ ح ١١١٢ .

(٥) في المصدر : إلى الذنب .

(٦) الغرر ج ١ ص ٤٢ ح ١٢٥٧ .

(٧) الغرر ج ١ ص ١٥١ ح ٤٨ ، ٤٩ .

(٨) الغرر ج ١ ص ١٩٢ ح ٢٠٩ .

(٩) في المصدر زيادة : سخط .

(١٠) الغرر ج ٢ ص ٦٨١ ح ١١٠٢ .

٣٦٨

٤٩ ـ ( باب جملة مما ينبغي تركه من الخصال المحرمة والمكروهة )

[ ١٣٢٨٤ ] ١ ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، أنه قال : « وأركان الكفر أربعة : الرغبة ، والرهبة ، والغضب ، والشهوة » .

[ ١٣٢٨٥ ] ٢ ـ وبهذا الإِسناد : عن علي ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ثلاثة يطفين نور العبد : من قطع ود أبيه ، أو خضب شيبته بسواد ، أو وضع بصره في الحجرات من غير أن يؤذن له » .

[ ١٣٢٨٦ ] ٣ ـ وبهذا الإِسناد قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ثلاثة لا ينظر الله إليهم : المنان بالفعل ، وعاق والديه ، ومدمن الخمر » .

[ ١٣٢٨٧ ] ٤ ـ وبهذا الإِسناد : عن علي ( عليه السلام ) ، قال : « ثلاث موبقات : نكث البيعة ، وترك السنة ، وفراق الجماعة » .

[ ١٣٢٨٨ ] ٥ ـ وبهذا الإِسناد : عنه ( عليه السلام ) ، قال : « ثلاث من شرار الخلق : شيخ جهول ، وغني ظالم ، وفقير فخور » .

[ ١٣٢٨٩ ] ٦ ـ وبهذا الإِسناد : عنه ( عليه السلام ) ، قال : « تسعة أشياء من تسعة ( أنفس ، هن منهم أقبح من غيرهم ) (١) ضيق الذرع من الملوك ،

____________________________

الباب ٤٩

١ ـ الجعفريات ص ٢٣٢ .

٢ ـ الجعفريات ص ١٩١ .

٣ ـ الجعفريات ص ١٨٧ .

٤ ـ الجعفريات ص ٢٣١ .

٥ ـ الجعفريات ص ٢٣٩ .

٦ ـ الجعفريات ص ٢٣٤ .

(١) ما بين القوسين في المصدر : « أنفسهن منهن اقبح من غيرهن » .

٣٦٩

والبخل من الأغنياء ، وسرعة الغضب من العلماء ، والصبا من الكهول ، والقطيعة ( من الرؤوس ) (٢) ، والكذب من القضاة ، والزمانة من الأطباء ، والبذاء من النساء ، والبطش من ذوي السلطان» .

[ ١٣٢٩٠ ] ٧ ـ السيد فضل الله الراوندي في نوادره : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث ـ : بئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر ، ( بئس القوم قوم يقذفون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ) (١) ، بئس القوم قوم لا يقومون لله تعالى بالقسط ، بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون بالقسط في الناس ، بئس القوم قوم يكون الطلاق عندهم أوثق من عهد الله تعالى ، بئس القوم قوم جعلوا طاعة إمامهم دون طاعة الله ، بئس القوم قوم يختارون الدنيا على الدين ، بئس القوم قوم يستحلون المحارم والشهوات والشبهات » الخبر .

[ ١٣٢٩١ ] ٨ ـ وبهذا الإِسناد : عن علي ( عليه السلام ) ، قال : « خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ إلى أن قال ـ قال ( صلى الله عليه وآله ) : بئس العبد عبد له وجهان ، يقبل بوجه ويدير بوجه ، إن أُوتي أخوه المسلم خيراً حسده ، وإن ابتلي خذله ، بئس العبد عبد أوله نطفة ثم يعود جيفة ، ثم لا يدري ما يفعل به فيما بين ذلك ، بئس العبد عبد خلق للعبادة فألهته العاجلة عن الآجلة ، فاز بالرغبة العاجلة وشقي بالعاقبة ، بئس العبد عبد تجبر واختال ونسي الكبير المتعال ، بئس العبد عبد عا وبغى ونسي الجبار الأعلى ، بئس العبد عبد له هوى يضله ونفس تذله ، بئس العبد عبد له طمع يقوده إلى طبع » .

____________________________

(٢) ليس في المصدر .

٧ ـ نوادر الراوندي ص ٢٦ .

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر .

٨ ـ نوادر الراوندي ص ٢٢ .

٣٧٠

[ ١٣٢٩٢ ] ٩ ـ السيد علي بن طاووس في فلاح السائل : بإسناده عن الشيخ هارون بن موسى التلعكبري ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن مسلم بن جهان (١) ، عن عبد العزيز ، عن الحسن بن علي ، عن سنان ، عن عبد الواحد ، عن رجل ، عن معاذ ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال في حديث : « يا معاذ فاقطع لسانك عن إخوانك ، وعن حملة القرآن ، ولتكن ذنوبك عليك ولا تحملها على إخوانك ، ولا تزك نفسك بتذميم إخوانك (٢) ، ولا تراء بعملك ، ولا تدخل من الدنيا في الآخرة ، ولا تفحش في مجلسك لكيلا يحذروك بسوء خلقك ، ولا تناج مع رجل وعندك آخر ، ولا تتعظم على الناس فتنقطع عنك خيرات الدنيا ، ولا تمزق الناس فتمزقك كلاب النار (٣) ، قال الله تعالى : ( وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ) (٤) اتدري ما الناشطات ؟ كلاب أهل النار تنشط (٥) العظم واللحم » قلت : من يطيق هذه الخصال ؟ قال : « يا معاذ ، أما أنه يسير على من يسر الله عليه » الخبر .

ورواه ابن فهد في عدة الداعي : نقلاً عن أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي ، في كتابه المنبىء عن زهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، بإسناده عن عبد الواحد ، عمن حدثه ، عن معاذ ، مثله (٦) .

[ ١٣٢٩٣ ] ١٠ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال : « ينبغي للعاقل أن يحترس من سكر المال ، وسكر القدرة ، وسكر العلم ، وسكر المدح ، وسكر الشباب ، فإن لكل ذلك رياحاً خبيثة ، تسلب العقل وتستخف الوقار » .

____________________________

٩ ـ فلاح السائل ص ١٢٤ .

(١) في المصدر : جبهان .

(٢) وفيه زيادة : ولا ترفع نفسك بوضع إخوانك .

(٣) في المصدر : أهل النار .

(٤) النازعات ٧٩ : ٢ .

(٥) النشط : العض أو الانتزاع ، بسرعة ( لسان العرب ج ٧ ص ٤١٤ ) .

(٦) عدة الداعي ص ٢٢٩ .

١٠ ـ الغرر ج ٢ ص ٨٦٢ ح ٢٧ .

٣٧١

[ ١٣٢٩٤ ] ١١ ـ أبو محمد الفضل بن شاذان في كتاب الغيبة : حدثنا عبد الرحمن بن أبي نجران ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا عاصم بن حميد قال : حدثنا أبو حمزة الثمالي ، عن سعيد بن جبير ، عن عبدالله بن العباس قال : حججنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حجة الوداع ، فأخذ بحلقه باب الكعبة وأقبل بوجهه علينا ، فقال : « معاشر الناس ، إلا أخبركم بأشراط الساعة ؟ ؟ قالوا : بلى ، يا رسول الله ، قال ، من أشراط الساعة : إضاعة الصلوات ، واتباع الشهوات ، والميل مع الأهواء ، وتعظيم المال ، وبيع الدين بالدنيا ، فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الملح في الماء ، مما يرى من المنكر ، فلا يستطيع أن يغيره ، فعندها يليهم أُمراء جورة ، ووزراء فسقة ، وعرفاء ظلمة ، وأُمناء خونة ، فيكون عندهم المنكر معروفاً ، والمعروف منكراً ، ويؤتمن الخائن في ذلك الزمان ، ويصدق الكاذب ، ويكذب الصادق ، وتتأمر النساء ، وتشاور الاماء ، ويعلو الصبيان على المنابر ، ويكون الكذب عندهم ظرافة ، فلعنة الله على الكاذب وإن كان مازحاً ، وأداء الزكاة أشد التعب عليهم خسراناً ومغرماً عظيماً ، ويحقر الرجل والديه ويسبّهما ، ويبرأ [ من ] (١) صديقه ، ويجالس عدوه ، وتشارك الرجل (٢) زوجها في التجارة ، ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها ، وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، وتركبن ذوات الفروج على السروج ، وتزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنائس ، وتحلى المصاحف ، وتطول المنارات ، وتكثر الصفوف ، ويقل الإِخلاص ، ويؤمهم قوم يميلون إلى الدنيا ، ويحبون الرئاسة الباطلة ، فعندها قلوب المؤمنين متباغضة ، وألسنتهم مختلفة ، وتحلى ذكور أُمتي بالذهب ، ويلبسون الحرير والديباج وجلود السمور (٣) ، ويتعاملون بالرشوة

____________________________

١١ ـ كتاب الغيبة :

(١) أثبتنا لاستقامة المتن .

(٢) كذا ، والظاهر أن المقصود : المرأة .

(٣) السَّمُّور : دابة تُعمل من جلودها فراء غالية الأثمان وهو أسود الوبر . ( لسان العرب ( سمر ) ج ٤ ص ٣٨٠ ) .

٣٧٢

والربا ، ويضعون الدين ويرفعون الدنيا ، ويكثر الطلاق والفراق ، والشك والنفاق ، ولن يضروا الله شيئاً ، وتظهر الكوبة (٤) والقينات والمعازف ، والميل إلى أصحاب الطنابير والدفوف والمزامير ، وسائر آلات اللهو ، ألا ومن أعان أحداً منهم بشيء من الدينار والدرهم والألبسة والأطعمة وغيرها ، فكأنما زنى مع أُمه سبعين مرة في جوف الكعبة ، فعندها يليهم اشرار أُمتي ، وتنتهك المحارم ، وتكتسب (٥) المآثم ، وتسلط الأشرار على الأخيار ، ويتباهون في اللباس ، ويستحسنون أصحاب الملاهي والزانيات ، فيكون المطر قيظاً ، ويغيظ الكرام غيظاً ، ويفشوا الكذب ، وتظهر الحاجة ، وتفشو الفاقة ، فعندها يكون أقوام يتعلمون القرآن لغير الله ، فيتخذونه مزامير ، ويكون أقوام يتفقهون لغير الله ، ويكثر أولاد الزنى ، ويتغنون بالقرآن ، فعليهم من أُمتي لعنة الله ، وينكرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذل من الأمة ، ويظهر قراؤهم وأئمتهم فيما بينهم التلاوم والعداوة ، فأُولئك يدعون في ملكوت السماوات والأرض الأرجاس والأنجاس ، وعندها يخشى الغني من الفقير أن يسأله ، ويسأل الناس في محافلهم فلا يضع أحد في يده شيئاً ، وعندها يتكلم من لم يكن متعلماً ، فعندها ترفع البركة ، ويمطرون في غير أوان المطر ، وإذا دخل الرجل السوق فلا يرى أهله إلا ذاما لربهم ، هذا يقول : لم ابع ، وهذا يقول : لم اربح شيئاً ، فعندها يملكهم قوم ، إن تكلموا قتلوهم ، وإن سكتوا استباحوهم ، يسفكون دماءهم ، ويملؤون قلوبهم رعباً ، فلا يراهم أحد إلا خائفين مرعوبين ، فعندها يأتي قوم من المشرق وقوم من المغرب ، فالويل لضعفاء أُمتي منهم ، والويل لهم من الله ، لا يرحمون صغيراً ، ولا يوقرون كبيراً ، ولا يتجافون عن شيء ، جثتهم جثة الآدميين ، وقلوبهم قلوب الشياطين ،

____________________________

(٤) الكوبة : الطبل والشطرنج والنرد وأمثالها من آلات اللهو ( مجمع البحرين ( كوب ) ج ٢ ص ١٦٤ ) .

(٥) في نسخة : « وتكتب » .

٣٧٣

فلم يلبثوا هناك إلّا قليلا ، حتى تخور (٦) الأرض خورة ، حتى يظن كل قوم أنها خارت في ناحيتهم ، فيمكثون ما شاء الله ، ثم يمكثون في مكثهم ، فتلقي لهم الأرض أفلاذ كبدها ، قال : ذهباً وفضة ، ثم أومأ بيده إلى الأساطين ، قال : فمثل هذا ، فيومئذٍ لا ينفع ذهب ولا فضة ، ثم تطلع الشمس من مغربها ، معاشر الناس ، إني راحل عن قريب ومنطلق إلى المغيب ، فأُودعكم وأُوصيكم بوصية فاحفظوها ، إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إن تمسكتم بهما لن تضلّوا أبداً ، معاشر الناس إني منذر وعليّ هاد ، والعاقبة للمتقين ، والحمد لله رب العالمين » .

[ ١٣٢٩٥ ] ١٢ ـ كتاب عاصم بن حميد الحنّاط : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « صعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المنبر ، فقال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم (١) : شيخ زان ، وملك جبار ، ومقل مختال » .

[ ١٣٢٩٦ ] ١٣ ـ كتاب حسين بن عثمان : عن الحسين بن مختار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « إن الله عز وجل يبغض الغني الظلوم ، والشيخ الفاجر ، والصعلوك المختال (١) ، قال : ثم قال : اتدري ما الصعلوك المختال (٢) ؟ » قال : قلت : القليل المال ، قال : « لا ، ولكنه الغني الذي لا يتقرب إلى الله بشيء من ماله » .

[ ١٣٢٩٧ ] ١٤ ـ الشهيد ( رحمه الله ) في الدرة الباهرة : عن الصادق ( عليه السلام ) ،

____________________________

(٦) أرض خوارة : لينة سهلة ، والخور : الضعف ، يقال : ريح خوار ، إذا كان مهتزاً ( لسان العرب ج ٤ ص ٢٦٢ ) ، فالمراد اهتزاز الأرض وما أشبه من الحوادث العظيمة .

١٢ ـ أصل عاصم بن حميد الحناط ص ٢٧ .

(١) في المصدر زيادة : ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم .

١٣ ـ كتاب حسين بن عثمان ص ١٠٩ .

، ٢) في المصدر : المحتال .

١٤ ـ الدرّة الباهرة ص ٣٤ .

٣٧٤

قال : « يهلك الله ستّاً لست : الامراء بالجور ، والعرب بالعصبية ، والدهاقين بالكبر ، والتجار بالخيانة ، وأهل الرساتيق بالجهالة ، والفقهاء بالحسد » .

ورواه المفيد في الإِختصاص : عنه ( عليه السلام ) ، مثله (١) .

[ ١٣٢٩٨ ] ١٥ ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « شر الناس من سافر وحده ، ومنع رفده ، وأكل زاده وضرب عبده ، ونزل وحده ، ثم قال : يا علي ، ألا أُنبئك بشر من هذا ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : من يبغض الناس ويبغضونه ، ثم قال : ألا أُخبرك بشر منه ؟ قلت : بلى ، قال : من لا يرجى خيره ، ولا يؤمن شره » .

[ ١٣٢٩٩ ] ١٦ ـ جامع الأخبار : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « يأتي على الناس زمان ، وجوههم وجوه الآدميين ، وقلوبهم قلوب الشياطين ، كأمثال الذئاب الضواري ، سفاكون للدماء ، لا يتناهون عن منكر فعلوه ، إن تابعتهم ارتابوك ، وإن حدثتهم كذبوك ، وإن تواريت عنهم اغتابوك ، السنة فيهم بدعة ، والبدعة فيهم سنة ، والحليم بينهم غادر ، والغادر بينهم حليم ، والمؤمن بينهم مستضعف ، والفاسق فيما بينهم مشرف ، صبيانهم عارم (١) ، ونساؤهم شاطر (٢) ، وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر ، الالتجاء إليهم خزي ، والاعتذار (٣) بهم ذل ، وطلب ما في أيديهم فقر ، فعند ذلك يحرمهم الله قطر السماء في أوانه ،

____________________________

(١) الإِختصاص ص ٢٣٤ .

١٥ ـ الغايات ص ٩١ .

١٦ ـ جامع الأخبار ص ١٥٠ .

(١) العارم : الخبيث الشرير ( لسان العرب ج ١٢ ص ٣٩٥ ) .

(٢) الشاطر : الذي أعي أهله خبثاً . ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٣٤٦ ) .

(٣) في المصدر : الاعتزاز .

٣٧٥

وينزله في غير أوانه ، ويسلط عليهم شرارهم ، فيسومونهم سوء العذاب ، ويذبحون أبناءهم ، ويستحيون [ نساءهم ] (٤) ، فيدعوا خيارهم ، فلا يستجاب لهم » .

[ ١٣٣٠٠ ] ١٧ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « سيأتي على الناس زمان ، بطونهم آلهتهم ، ونساؤهم قبلتهم ، ودنانيرهم دينهم ، وشرفهم متاعهم ، ولا يبقى من الإيمان إلّا اسمه ، ومن الإسلام إلّا رسمه ، ومن القرآن إلّا درسه ، مساجدهم معمورة من البناء ، وقلوبهم خراب عن الهدى ، علماؤهم أشر خلق الله على وجه الأرض ، حينئذٍ زمان ابتلاهم الله بأربع خصال : جور من السلطان ، وقحط من الزمان ، وظلم من الولاة والحكام ، فتعجب الصحابة وقالوا : يا رسول الله أيعبدون الأصنام ؟ قال : نعم ، كل درهم عندهم صنم » .

[ ١٣٣٠١ ] ١٨ ـ وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « سيأتي زمان على أُمتي ، يفرون من العلماء كما يفر الغنم عن الذئب ، ابتلاهم الله تعالى بثلاثة أشياء الأول : يرفع البركة من أموالهم ، والثاني : سلط الله عليهم سلطاناً جائراً ، والثالث : يخرجون من الدنيا بلا إيمان » .

[ ١٣٣٠٢ ] ١٩ ـ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « يأتي زمان على أُمتي ، أُمراؤهم يكونون على الجور ، وعلماؤهم على الطمع ، وعبادهم على الرياء ، وتجارهم على أكل الربا ، ونساؤهم على زينة الدنيا ، وغلمانهم في التزويج ، فعند ذلك كساد أُمتي ككساد الأسواق ، وليس فيها مستام ، أمواتهم (١) آيسون في قبورهم من خيرهم ، ولا يعيشون (٢) الأخيار فيهم ، فإن في ذلك الزمان

____________________________

(٤) أثبتناه من المصدر .

١٧ ـ جامع الأخبار ص ١٥١ .

١٨ ـ جامع الأخبار ص ١٥١ .

١٩ ـ جامع الأخبار ص ١٥٢ .

(١) في المصدر : الأموات .

(٢) وفيه : يعينون .

٣٧٦

الهرب خير من القيام » .

[ ١٣٣٠٣ ] ٢٠ ـ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « يأتي زمان على أُمتي لا يعرفون العلماء إلّا بثوب حسن ، ولا يعرفون القرآن إلّا بصوت حسن ، ولا يعبدون الله إلّا بشهر رمضان ، فإذا كان ذلك سلط الله عليهم سلطاناً لا علم له ، ولا حلم له ، ولا رحم له » .

[ ١٣٣٠٤ ] ٢١ ـ السيد هبة الله في المجموع الرائق : عن مجموعة لبعض القدماء فيها ست خطب من خطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، كانت في خزانة كتب السيد علي بن طاووس وعليها خطه ، منها الخطبة المعروفة باللؤلؤية : حدثنا الشيخ الإِمام الزاهد العابد أبو الحسن علي بن عبدالله ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو يوسف يعقوب الحريمي قال : حدثنا أبو حبش الهروي قال : حدثنا عبيدالله بن عبد الرزاق ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي سعيد الخدري ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري ، قال : رقى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) منبر البصرة خطيباً ، فخطب خطبة بليغة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : « يا أهل العراقين الكوفة والبصرة ، أغنياؤكم بالشام وفقراؤكم بالبصرة » قال جابر : يا أمير المؤمنين ، ومتى يكون ذلك ؟ قال : « إذا ظهر في أُمة محمد ( صلى الله عليه وآله ) في المشاجرة ستون خصلة ـ إلى أن قال ـ إذا وقع الموت في الفقهاء والعلماء ، وعمرت الأشرار والسفهاء ، وضيعت أُمة محمد ( صلى الله عليه وآله ) الصلوات ، واتبعت الشهوات ، وقلت الأمانات ، وكثرت الخيانات ، وشربوا القهوات ، ولعبوا بالشامات ، وناموا عن العتمات ، وتفاكهوا بشتم الآباء والأمهات ، ورفعوا الأصوات في المساجد بالخصومات ، وجعلوها مجالس للتجارات ، وغشوا في البضاعات ، ولم يخشوا النقمات ، وأكثروا من السيئات ، وأقلوا من الحسنات ، وعصوا رب السماوات ، وصار مطرهم قيظاً ، وولدهم غيظاً ، وقبلت القضاة

____________________________

٢٠ ـ جامع الأخبار ص ١٥٢ .

٢١ ـ المجموع بالرائق :

٣٧٧

الرشاء ، وأدت الحقوق النساء ، وقل الحياء ، وبرح الخفاء ، وانكشف الغطاء ، وأظلم الهواء ، واسود الأُفق ، وخيفت الطرق ، واشتد البأس ، وانفسد الناس ، وقربت الساعة ، وشنئت (١) القناعة ، وكثرت الأشرار ، وقلت الأخيار ، وانقطعت الأسفار ، وظهرت الأسرار ، وكثر اللواط ، وجارت السلاطين ، واستحوذت الشياطين ، وضعف الدين ، واكلوا مال اليتيم ، ونهروا المساكين ، وصارت المداهنة في القضاة ، والحروب في السلاطين ، والسفاهة في سائر الناس ، وتكافأ الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، وزخرفوا الجدارات ، وعلوا على القصور ، وشهدوا بالزور ، وضاقت المكاسب ، وعزت المطالب ، واستصغروا العظائم ، وعلت الفروج على السروج ، فحينئذٍ تصير السنة كالشهر ، والشهر كالإِسبوع ، والإِسبوع كاليوم ، واليوم كالساعة ، والساعة لا قيمة لها » قال جابر قلت : ومتى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال : « إذا عمرت الزوراء ـ إلى أن قال ـ فحينئذٍ يظهر في آخر الزمان أقوام ، وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين ، سفاكون الدماء أمثال الذئاب الضواري ، إن تابعتهم عابوك ، وإن غبت عنهم اغتابوك ، فالحليم فيهم غاو ، والغاوي فيهم حليم ، والمؤمن فيهم مستضعف ، والفاسق فيهم شريف ، صبيهم عارم ، وشابهم شاطر ، وشيخهم منافق ، لا يوقر صغيرهم كبيرهم ، ولا يعود غنيهم فقيرهم ، والإِلتجاء إليهم خزي ، وطلب ما في أيديهم فقر ، والعز بهم ذل ، إخوان العلانية أعداء السريرة ، فحينئذٍ يسلط الله عليهم أشرارهم ، ويدعو خيارهم فلا يستجاب لهم دعاؤهم ، فعند ذلك تأخذ السلاطين بالأقاويل ، والقضاة بالبراطيل (٢) ، والفقهاء بما يحكمون بالتأويل ، والصالحون يأكلون الدنيا بالدين » الخبر .

وهذه الخطبة طويلة معروفة ، قد نقل بعض أجزائها ابن شهر آشوب في

____________________________

(١) شَنَأ الشيء : كرهه وأبغضه . ( مجمع البحرين ( شنا ) ج ١ ص ٢٥٢ ) .

(٢) البراطيل : جمع برطيل ، وهو الرشوة . ( القاموس المحيط ج ٣ ص ٣٤٤ ) .

٣٧٨

المناقب (٣) ، وبعضها الشيخ حسن سليمان الحلي في منتخب البصائر .

[ ١٣٣٠٥ ] ٢٢ ـ البحار ، عن أعلام الدين للديلمي : قال : روت أم هانىء بنت أبي طالب ( عليه السلام ) [ عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ] (١) أنه قال ( عليه السلام ) : « يأتي على الناس زمان إذا سمعت باسم رجل خير من أن تلقاه ، فإذا رأيته لقيته خيراً من أن تجربه ، ولو جربته أظهر لك أحوالاً ، دينهم دراهمهم ، وهمهم بطونهم ، وقبلتهم نساؤهم ، يركعون للرغيف ، ويسجدون للدرهم ، حيارى سكارى ، لا مسلمين ولا نصارى » .

[ ١٣٣٠٦ ] ٢٣ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : وروي أن ملكاً ينادي من الكعبة : من ترك فرائض الله خرج من أمان الله ، وينادي مناد من بيت المقدس : ألا من كان قوته حراماً رد الله عليه عمله ، وينادي مناد من قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من ترك سنّة هذا النبي برئ من شفاعته .

[ ١٣٣٠٧ ] ٢٤ ـ وفي قصص الأنبياء : بإسناده إلى الصدوق ، عن علي بن أحمد ، عن محمد بن جعفر الأسدي ، عن سهل بن زياد ، عن عبد العظيم الحسني ، عن علي بن محمد العسكري ( عليهما السلام ) ـ في حديث في قصة نوح ـ قال : « وجاء ابليس إلى نوح ( عليه السلام ) فقال : إن لك عندي يداً عظيمة ، فانتصحني فإني لا أخونك ، ( فتأثّم نوح [ من ] (١) كلامه ) (٢) ومساءلته ، فأوحى الله إليه : أن كلمه وسله (٣) ، فإني سأُنطقه بحجّة عليه ،

____________________________

(٣) مناقب ابن شهرآشوب ج ٢ ص ٢٧٣ .

٢٢ ـ البحار ج ٧٤ ص ١٦٦ عن أعلام الدين ص ٩٣ .

(١) أثبتناه من البحار .

٢٣ ـ لب اللباب : مخطوط .

٢٤ ـ قصص الأنبياء ص ٦٤ ، وعنه في البحار ج ١١ ص ٢٣٩ .

(١) اثبتناه من البحار .

(٢) في المصدر : فتألم نوح بكلامه .

(٣) ليس في المصدر .

٣٧٩

فقال نوح ( صلوات الله عليه ) : تكلم ، فقال ابليس : إذا وجدنا ابن آدم شحيحاً ، أو حريصاً ، أو حسوداً ، أو جباراً ، أو عجولاً ، تلقفناه تلقف الكرة فإذا اجتمعت لنا هذه الأخلاق سميناه شيطاناً مريدا » الخبر .

[ ١٣٣٠٨ ] ٢٥ ـ العلامة الأردبيلي في حديقة الشيعة : نقلاً عن السيد المرتضى ابن الداعي الحسيني الرازي ، بإسناده عن الشيخ المفيد ، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه محمد بن الحسن ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن عبدالله ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن الإِمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، أنه قال لأبي هاشم الجعفري : « ياأبا هاشم ، سيأتي زمان على الناس وجوههم ضاحكة مستبشرة ، وقلوبهم مظلمة متكدرة (١) ، السنة فيهم بدعة ، والبدعة فيهم سنة ، المؤمن بينهم محقر ، والفاسق بينهم موقر ، أُمراؤهم جاهلون جائرون ، وعلماؤهم في أبواب الظلمة [ سائرون ] (٢) ، أغنياؤهم يسرقون زاد الفقراء ، وأصاغرهم يتقدمون على الكبراء ، وكل جاهل عندهم خبير ، وكل محيل عندهم فقير ، لا يميزون بين المخلص والمرتاب ، لا يعرفون الضأن من الذئاب ، علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرض ، لأنهم يميلون إلى الفلسفة والتصوف ، وأيم الله إنهم من أهل العدول والتحرف ، يبالغون في حب مخالفينا ، ويضلون شيعتنا وموالينا ، إن نالوا منصباً لم يشبعوا عن الرشاء ، وإن خذلوا عبدوا الله على الرياء ، ألّا إنهم قطاع طريق المؤمنين ، والدعاة إلى نحلة الملحدين ، فمن أدركهم فليحذرهم ، وليصن دينه وإيمانه ، ثم قال : ياأباهاشم هذا ما حدثني أبي ، عن آبائه جعفر بن محمد ( عليهم السلام ) ، وهو من أسرارنا ، فاكمته إلا عن أهله » .

____________________________

٢٥ ـ حديقة الشيعة ص ٥٩٢ .

(١) في المصدر : منكدرة .

(٢) أثبتناه من المصدر .

٣٨٠