مكرَهاً فبايع ، وذلك قوله تعالى (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) (١).
فإن هذا الحديث ظاهر في أن الثلاثة المذكورين التزموا ببيعة أمير المؤمنين عليهالسلام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يبايعوا غيره ، حتى بايع مكرَهاً فبايعوا بعده.
ومن الغريب أن الجزائري الذي ساق هذا الحديث ونسبه للكافي وفسَّر معناه بغير ما هو مراد ، نسي أو تناسى أحاديث كثيرة صحيحة أخرجها البخاري ومسلم وغيرهما تدل على ردَّة زُمَر وأقوام من صحابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد وفاته.
ومن ذلك ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة أنه كان يحدِّث أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : يرِد عليَّ يوم القيامة رهط من أصحابي ، فيُحَلَّئون (٢) عن الحوض ، فأقول : يا ربِّ أصحابي. فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى (٣).
وعن أبي هريرة أيضاً ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : بينما أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلُمَّ.
__________________
(١) روضة الكافي ، ص ٢١٤/٢١٣.
(٢) أي يطردون يبعدون.
(٣) صحيح البخاري ٨/١٥٠ كتاب الرقاق ، باب في الحوض.