فقلت : أين؟ قال : إلى النار والله. قلت : وما شأنهم؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثمّ إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلُمَّ. قلت : أين؟ قال : إلى النار والله. قلت : ما شأنهم؟ قال : إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى. فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همَل النعم (١).
قلت : الظاهر أن الضمير المجرور في «فلا يخلص منهم» يعود على صحابته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا يعود على خصوص المرتدين على أدبارهم ، لأن هؤلاء المرتدين لا يخلص منهم أحد.
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : يرِد عليَّ الحوض رجال من أصحابي ، فيحلئون عنه ، فأقول : يا ربِّ أصحابي. فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى (٢).
وأخرج مسلم عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا فرَطكم (٣) على الحوض ، ولأُنازعَنَّ أقواماً ثمّ لأُغلَبَنَّ عليهم (٤) ، فأقول : يا رب ، أصحابي أصحابي. فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا
__________________
(١) صحيح البخاري ٨/١٥٠. قال في لسان العرب ١١/٧١٠ : وفي حديث الحوض : «فلا يخلص منهم إلا مثل همل النعم» الهمل : ضوال الإبل ، واحدها هامل ، أي أن الناجي منهم قليل في قلة النعم الضالة.
(٢) صحيح البخاري ٨/١٥٠.
(٣) أي سابقكم ومتقدمكم.
(٤) أي سأجادل عن أقوام رغبة في خلاصهم فلا ينفعهم ذلك.