يصير حقيقة الشارع ، وتحقيق المقام في الأصول ، وسيجيء تتمّة الكلام.
قوله (١) : فكيف يسع المسلم الذي يخاف الله تعالى. ( ٤ : ٨ ).
إن أردت أنّ الأئمّة عليهمالسلام طلبوا من الرواة وسائر الشيعة فعل الجمعة بعنوان الوجوب العيني ، ففيه أوّلا : أنّهم عليهالسلام كيف أوجبوا وألزموا كلّ واحد من الشيعة أن يحضروا من كلّ طرف إلى فرسخين وما زاد ويجتمعوا على إمام لهم سوى غير المكلّفين منهم والمرأة والمسافر والمملوك ومن ماثلهم ، مع أنّهم عليهالسلام أوجبوا عليهم الجمعة أيضا إذا
حضروا إلاّ قليلا منهم ، مع أنّ رواة إخبارك جميعهم من أكابر أهل الكوفة ، وما كانوا ممّن لا يعبأ أهل السنّة في عدم حضورهم صلاة جمعة أهل السنّة ولا يصلّوا خلف إمام سلطان فيهم ، فكيف كان يمكنهم ترك الصلاة معهم وعقد الصلاة على حدة بطريق الشيعة؟!
وبالجملة كيف أوجبوا على جميع هؤلاء الاجتماع في كلّ جمعة على إمام يصعد ذلك الإمام بينهم المنبر ويخطب الخطبة على طريقة الشيعة ويذكر أئمّتنا عليهمالسلام لا أئمّة الجور ـ على ما هو مقتضى روايتك ـ ويصلّي الركعتين على طريقة الشيعة ويترك بدع العامّة ولا يراعي شرائط العامّة من التمدّن وغيره ممّا هو ظاهر من هذه الروايات؟ فإنّهم لو فعلوا ذلك جمعة واحدة لاشتهروا بالتشيّع اشتهار الشمس في وسط النهار وبلغ صيتهم الأمصار والأقطار بحيث لا يخفى أمرهم على الصغار فضلا عن الكبار.
مع أنّ الجمعة منصب السلطنة عند العامّة قالوا بذلك أو لم يقولوا على ما هو المشاهد بالعيان والمعروف منهم في كل زمان ، بحيث لو كان
__________________
(١) من هنا إلى قوله : وسيجيء تتمّة الكلام ، في ص ١٨٢ ساقط من « أ ».