تحدّث منها بشيء بعد موتي إلاّ من تثق به من شيعة علي بن أبي طالب عليهالسلام ممّن له دين وحسب ، فضمنت ذلك له ، فدفعها إليّ وقرأها كلّها عليّ.
فلم يلبث سليم أن هلك برحمة الله ، فنظرت فيها بعده فقطعت بها وعظّمتها ، وفيها هلاك جميع أمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم من المهاجرين والأنصار والتابعين غير علي بن أبي طالب عليهالسلام وأهل بيته وشيعته ...إلى أن قال : قال عمر بن أذينة : ثمّ دفع إليّ أبان كتاب سليم بن قيس الهلالي ، فلم يلبث أبان بعد ذلك إلاّ شهرين حتّى مات.
فهذه نسخة كتاب سليم بن قيس الهلالي العامري دفعه إليّ أبان بن أبي عيّاش وقرأه عليّ ، وذكر أبان أنّه قرأه على علي بن الحسين عليهالسلام فقال : صدق سليم ، هذا حديثنا نعرفه (١). إلى آخره.
وقال العلاّمة المجلسي رحمهالله : كتاب سليم بن قيس في غاية الاشتهار ، وقد طعن فيه جماعة ، والحقّ أنّه من الأصول المعتبرة (٢) ، انتهى.
ولا يخفى أنّ أصل طعنه من غض ، وفيه ما مرّ مرارا ، ولو حكمنا بالطعن لطعنه لما سلم جليل من الطعن.
وقال المقدّس الصالح في شرح أصول الكافي : قال بعض المحدّثين من أصحابنا : هو صاحب أمير المؤمنين عليهالسلام ومن خواصّه ، روى عن السبطين والسجّاد والباقر والصادق عليهمالسلام ، وهو من الأولياء. والحق
__________________
(١) كتاب سليم بن قيس : ٨.
(٢) البحار : ١ / ٣٢.
وقال أيضا في البحار في كتاب الغيبة : كيف يشك مؤمن في حقيقة الأئمّة الأطهار فيما تواتر فيهم في قريب من مائتي ألف حديث صريح رواها نيف وأربعون من الثقات العظام والعلماء الأعلام في أزيد من خمسين من مؤلفاتهم ، ثمّ عدّهم وذكر من جملتهم سليم بن قيس الهلالي ( منه قدّس سره ).