وقد نصّ عبد الكريم البلجرامي على أن هذا الاستدلال يخالف معتَقَد الشيعة والسنّة معاً ... فقال في كتابه الموسوم : ( إلجام الرافضة ) « ... فيلزم أن يكون خلافة علي موقتةً إلى رجوع النبيّ من الغزوة المذكورة ، كما كانت خلافة هارون موقتةً إلى رجوع موسى من الطور.
وأيضاً : لم تصل الخلافة إلى هارون بعد موسى ، فكذا ينبغي أن لا تصل إلى علي بعد فوت المصطفى : وهو خلاف مرادنا ومرادكم ».
ومقتضى هذا الكلام أن يخرج ( الدهلوي ) ومن سبقه في هذه الدعوى الباطلة ، عن ملّة الإسلام ... لأنه قال بما لا يرتضيه الشيعة ولا السنّة في هذا المقام.
وذكر أبو القاسم الحسين بن محمّد المعروف بالراغب الأصبهاني أنه.
« كان بعض الشيعة يستدل بقول النبي صلّى الله عليه وسلّم : علي منّي كهارون من موسى.
فقال بعض النواصب : ما تلك المنازل؟ فإنّ هارون كان أخا موسى من أبيه وامّه ، وكان شريكه في النبوّة ، ومات قبله ، وليس شيء من هذه المنازل لعلي : فلم يبق إلاّ أنْ يأخذ بلحيته وبرأسه : يعني قوله ( لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي ) (١).
فهذا الناصبي ـ مع شدّة نصبه وبغضه لأمير المؤمنين عليهالسلام ـ لم يتفوّه بما تفوّه به ( الدهلوي )!!
__________________
(١) المحاضرات ٢ / ٤٨١.