وقال محمّد بن إسماعيل الأمير : « وأما الرابع وهو أنّ الله جعل له عليهالسلام في القلوب ودّاً ، فما أخرجه الفقيه العلاّمة ابن المغازلي بسنده إلى ابن عباس قال : أخذ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بيدي وأخذ بيد علي ، فصلّى أربع ركعات ، ثم رفع يده إلى السماء فقال : اللهم سألك موسى بن عمران ، وأنا محمّد أسألك ، أنْ تشرح لي صدري وتيسّر لي أمري وتحلّ عقدةً من لساني يفقهوا قولي ، واجعل لي وزيراً من أهلي ، عليّاً أخي ، اشدد به أزري وأشركه في أمري.
قال ابن عباس : فسمعت منادياً ينادي : يا أحمد قد أوتيت ما سألت.
فقال النبي : يا أبا الحسن ، إرفع يديك إلى السماء وادع ربّك واسأله يعطك.
فرفع يده إلى السماء وهو يقول : اللهم اجعل لي عندك عهداً ، واجعل لي عندك ودّاً. فأنزل الله على نبيه : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) (١).
وقال الفقيه أبو الليث السمرقندي : « قوله تعالى ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ ... ) الآية. عن أبي ذر الغفاري قال : صلّيت مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يوماً من الأيام صلاة الظهر ، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد ، فرفع السائل يده إلى السماء وقال : اللهم اشهد أني سألت في
__________________
(١) الروضة الندية في شرح التحفة الإثنا عشرية.