أقول :
ونحن نعيد على الرازي ما قاله فنقول : لو كان حديث المنزلة يدل على نفي الخلافة وسلبها عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، لما رام عبد الرحمن مبايعه علي ، ولردَّ عليه علي بما دلّ عليه حديث المنزلة ، ولقال له القوم : لِم لا تكلّف نفسك أوّلاً بمتابعة السنّة؟ وكيف صبرت نفوسهم عن هذا القول ، وسكتوا على ما فعل عبد الرحمن وقال وهم هم ...؟
ومن كلّ ذلك يظهر كذب ما ادّعاه الرازي وأتباعه في باب حديث المنزلة ...
وقد روى أبو الفداء في تاريخه جواب الإمام عليهالسلام وموقفه ممّا فعله عبد الرحمن بن عوف ... في الشورى ... الذي هو نصّ صريح في اعتراضه عليهالسلام على ما كان ، وأنّه كان يرى الخلافة لنفسه من أوّل يوم ... قال أبو الفداء :
« ثم جمع عبد الرحمن الناس بعد أن أخرج نفسه عن الخلافة ، فدعا عليّاً فقال : عليك عهد الله وميثاقه ، لتعملنّ بكتاب الله وسنّة رسوله وسيرة الخليفتين من بعده.
فقال : أرجو أنْ أفعل وأعمل مبلغ علمي وطاقني.
ودعا بعثمان وقال له مثل ما قال لعلي.
فرفع عبد الرحمن رأسه إلى سقف المسجد ويده في يد عثمان وقال اللهم اسمع واشهد ، اللهم اني جعلت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان وبايعه.
فقال علي : ليس هذا أول يوم تظاهرتم علينا فيه ، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ، والله ما ولَّيت عثمان إلاّليردَّ الأمر إليك ، والله كلّ يومٍ