والسيّد المحقّق الجرجاني صرح في ( حاشية المشكاة ) بدلالة حديث المنزلة على شدة الإتصال بين النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وبين أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، في جميع الفضائل ، إلاّ النبوّة ... وقد تقدمت عبارته سابقاً. ومن الواضح إفادة هذا الكلام أفضلية الإمام ، وأعلميّته ، وتقدّمه من جميع الجهات ، على من عدا الرسول الكريم ـ صلّى الله عليه وسلّم ...
فما توهّمه بعض المتوهّمين من دلالة الحديث على الإستخلاف الموقّت فقط ، واضح السّقوط ، لأنّ مقتضى شدة الإتصال في الفضائل هو حصول جيمع الفضائل الثابتة لهارون ، ومن البيّن أنّ عمدتها الأفضلية والأرجحيّة والأعلمية بعد موسى ، فهذه الصفات تكون ثابتة للإمام كذلك بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
والمولوي محمّد إسماعيل ـ وهو ابن أخ ( الدهلوي ) ـ يصرّح في كتابه ( منصب امامت ) بأنّ مدلول حديث المنزلة عدم الفرق بين النبي وأمير المؤمنين عليهماالسلام في شيء من الكمالات إلاّفي النبوة ، بحيث لو كان بعد خاتم الأنبياء نبي لفاز بهذه المرتبة أيضاً.