ابنه ( رخبعم ) (٢).
وبعد ، فإنّ العزل مطلقاً عيب موجب للتنفير ، سواء كان في حال الحياة أو بعد الموت ... فما التجأوا إليه لرفع نقص العزل غير مفيد.
وتلخّص :
إن العزل منقصة ... لا يشك في ذلك ذو لب ... وقال ابن القيّم في كلامٍ له : « إن من المدح ما يكون ذمّاً وموجباً لسقوط مرتبة الممدوح عند الناس ، فإنه يمدح بما ليس فيه ، فتطالبه النفوس بما مدح به وتظنّه عنده ، فلا تجده كذلك ، فينقلب ذمّاً ، ولو ترك بغير مدح لم تحصل له هذه المفسدة ، ويشبه حاله حال من ولي ولايةً سنيّةً ثم عزل عنها ، فإنه تنقص مرتبته عمّا كان قبل الولاية ، وينقص في نفوس الناس عما كان عليه قبلها » (٣).
وأمّا ثالثاً :
فإنّ ما ذكروه من لزوم حصول النبوّة بالإستقلال لهارون عليهالسلام ، لم يقيموا عليه دليلاً قطعيّاً ، لا من النقل ولا من العقل ، ومجرّد الدعوى في مقام البحث والمناظرة لا يرفع الإشكال.
وأمّا رابعاً :
فلقد ثبت أن هارون عليهالسلام كان مطيعاً لموسى في حال حياته ، مع كونه شريكاً له في رسالته ، فلو كان باقياً بعد موته لكان تابعاً مع اتّصافه بالنبوة ...
أمّا كونه مطيعاً لموسى في حال حياته ، فهذا مما لا سبيل إلى نفيه وإنكاره ، فقد روى السيوطي عن : ابن اسحاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ،
__________________
(١) تفسير الرازي ٢٢ / ٢١٠ ـ ٢١١. والآية في سورة الأنبياء ٢١ : ٨٥.
(٢) العرائس : ٢٩٠ ـ ٢٩١ و ٣٢٨.
(٣) زاد المعاد في هدي خير العباد ٢ / ٢٩٨.