ل «أنداد». وإن شئت جعلته في موضع رفع نعتا ل «من» على أن تجعل (مِنَ) نكرة. وإنما حسن هذا كله من أجل أنّ فيه ضميرين ؛ أحدهما يعود على «الأنداد» ، والآخر على (مِنَ) ؛ و (مِنَ) هو الضمير في (يَتَّخِذُ).
١٩٢ ـ قوله تعالى : (كَحُبِّ اللهِ) ـ ١٦٥ ـ الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف ، أي : حبّا مثل حبّكم لله.
١٩٣ ـ قوله تعالى : (أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ) ـ ١٦٥ ـ (أَنَّ) في موضع نصب ب «يرى» على قراءة من قرأ بالياء ، و «يرى» في موضع يعلم (١) ، وسدّت «أنّ» مسدّ المفعولين. وإن شئت جعلت «يرى» من رؤية العين ، فتكون «أنّ» مفعولها ، وجواب «لو» محذوف ، تقديره : لندموا ، أو لخسروا ، أو نحوه. فأما من قرأ [ترى] بالتاء (٢) ، فهو من رؤية البصر ، ولا يجوز أن يكون بمعنى علمت ؛ لأنه يجب أن تكون «أنّ» مفعولا ثانيا ؛ والثاني في هذا الباب هو الأول ؛ وليس الأمر على ذلك ، والخطاب للنبي عليهالسلام. و (الَّذِينَ ظَلَمُوا) مفعول «ترى» ، و (أَنَّ) مفعول من أجله. وقيل : إن (أَنَّ) في موضع نصب على إضمار «فعل» ، دلّ عليه (لَوْ) ؛ لأنها تطلب الجواب ، فجوابها هو الناصب ؛ لأن تقديره : ولو ترى يا محمد الذين ظلموا حين يرون العذاب لعلمت أنّ القوة لله ، أو لعلموا أن القوة [لله] ، والعامل في (إِذْ) ترى. وإنما جاءت (إِذْ) هنا وهي لما مضى ، ومعنى الكلام لما يستقبل ، لأن أخبار الآخرة من الله ـ جل ذكره ـ كالكائنة الماضية لصحة وقوعها ، وثبات كونها على ما أخبر به الصادق لا إله إلا هو ، فجاز الإخبار عنها بالمضي ، إذ هي في صحة كونها كالشيء الذي قد كان ومضى ، وهو كثير في القرآن. والعامل في (إِذْ) الثانية (شَدِيدُ الْعَذابِ) أي : الله شديد العذاب حين تبرّأ ، ويجوز أن يكون العامل فعلا مضمرا ، أي : اذكر يا محمد إذ تبرّأ ، وهو مثل الأول في وقوع (إِذْ) لما يستقبل ،
__________________
(١) (ح ، ق) : «ويرى بمعنى يعلم».
(٢) قرأ بالتاء نافع ، وابن عامر ويعقوب ، وقرأ الباقي بالياء. التيسير ص ٧٨ ؛ والنشر ٢ / ٢١٦ ؛ والإتحاف ص ١٥٠.