مشكل إعراب سورة
«الجن» (١)
٢٣٥٦ ـ قوله تعالى : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ) ـ ١ ـ «أنّ» في موضع رفع ، اسم ما لم يسمّ فاعله ل «أُوحِيَ» ، ثم عطف ما بعدها من لفظ «أنّ» عليها ، ف «أنّ» في موضع رفع في ذلك كله. وقيل : فتحت «أنّ» في سائر الآي ، ردّا على الهاء في «آمنا به» ، وجاز (٢) ذلك ، وهو مضمر مخفوض ، على حذف الخافض لكثرة حذفه مع «أنّ».
والعطف في فتح «أنّ» على «آمنا به» أتمّ[في المعنى]من العطف على «أَنَّهُ اسْتَمَعَ» ، لأنك لو عطفت (وَأَنّٰا ظَنَنّٰا) ـ ٥ ـ (وَأَنّٰا لَمّٰا سَمِعْنَا الْهُدىٰ) ـ ١٣ ـ (وَأَنَّهُ كٰانَ رِجٰالٌ) ـ ٦ ـ (وَأَنّٰا لَمَسْنَا السَّمٰاءَ) ـ ٨ ـ وشبهه ، على «أَنَّهُ اسْتَمَعَ» لم يجز ، لأنه ليس ممّا أوحي إليهم ، إنما هو أمر أخبروا به عن أنفسهم. والكسر في جميع هذا أبين ، وعليه جماعة من القرّاء. والفتح (٣) في ذلك على الحمل على معنى «آمنا به» ، وفيه بعد في المعنى ، لأنهم لم يخبروا أنهم آمنوا ؛ بأنّهم لمّا سمعوا الهدى آمنوا به ، ولم يخبروا أنّهم
__________________
(١) في الأصل و (ح ، ظ ، ق) : «سورة قل أوحي» وأثبت ما جاء في : (ك ، د). وفي هامش الأصل عبارة «بلغت مقابلة».
(٢) في الأصل : «وجائز».
(٣) قرأ بالفتح ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وحفص ، والباقون بالكسر. النشر ٣٧٥/٢ ؛ والتيسير ص ٢١٥.