مشكل إعراب سورة
«الواقعة»
٢١٧٣ ـ قوله تعالى : (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) ـ ١ ـ (إِذا) ظرف زمان ، والعامل فيه (وَقَعَتِ) ؛ لأنها ، [أعني (إِذا)](١) ، قد يجازى بها ، فعمل الفعل الذي بعدها فيها ، كما يعمل في «ما» و «من» اللتين للشرط في قولك : ما تفعل أفعل ، ومن تكرم أكرم. ف «من» و «ما» في موضع نصب بالفعل الذي بعدهما بلا اختلاف ، فإن أدخلت ألف الاستفهام على «إذا» ، خرجت عن حد الشرط ، فلا يعمل الفعل الذي بعدها فيها ؛ لأنها مضافة إلى ما بعدها من الفعل ، نحو : [(أَإِذا مِتْنا)(٢)] ، (أَإِذا كُنَّا)(٣) ، وشبهه.
وقد أجاز النحاس (٤) عمل «متنا» في (إِذا) ، وهو بعيد ؛ وإنما لم يجاز ب (إِذا) في كل الكلام وتعمل كغيرها ؛ لأنها مخالفة لحروف الشرط ؛ لما فيها من التحديد والتوقيت في جواز وقوع (٥) ما بعدها ، وكونه بغير
__________________
(١) زيادة في الأصل.
(٢) سورة المؤمنون : الآية ٨٢ ؛ والصافات الآيتان : ١٦ ، ٥٣ ؛ وق الآية : ٣ ؛ والواقعة : الآية ٤٧.
(٣) سورة الرعد الآية : ٥ ؛ والإسراء الآيتان : ٤٩ ، ٩٨ ؛ والنمل الآية : ٦٧ ؛ والنازعات : الآية ١١.
(٤) إعراب القرآن ٣٣٥/٤.
(٥) في الأصل : «وقوعها».