مشكل إعراب سورة
«الحمد» (١)
٢ ـ «السّورة» يحتمل أن يكون معناها الرّفعة ، من سورة البناء ، فكأنها بمنزلة شرف (٢) ، فلا يجوز همزها ، ويحتمل أن يكون معناها قطعة من القرآن ، من قولهم : أسأرت في الإناء ، أي : أبقيت فيه بقية ، فيجوز همزها على هذا ، وقد أجمع القرّاء على ترك همزها ، فتحتمل الوجهين (٣) جميعا (٤).
٣ ـ قوله تعالى : (الْحَمْدُ) ـ ٢ ـ رفع بالابتداء ، و (لِلَّهِ) الخبر ، والابتداء عامل معنوي غير ملفوظ به ؛ وهو خلوّ الاسم المبتدأ من العوامل اللفظية. ويجوز نصبه على المصدر. وكسرت اللام في (لِلَّهِ) كما كسرت الباء في (بِسْمِ) ؛ العلة واحدة. وقد قال سيبويه : إنّ أصل اللام أن تكون مفتوحة ، بدلالة انفتاحها مع المضمر ؛ والإضمار يردّ الأشياء إلى أصولها ،
__________________
(١) في هامش (ح) عبارة : «بلغ مقابلة ..».
(٢) في (ظ) : «فإنها منزلة شرف».
(٣) انظر مجاز القرآن ١ / ٢٠ ، وتفسير الطبري ١ / ١٠٤.
(٤) في هامش (ظ) ٢ / ب : (سورة القرآن) : أجمع على ترك همزها في الاستعمال ، واختلف في أصلها ، الهمز أم لا ، فقيل : أصلها الهمز ، فهي من أسار إذا بقيت له قطعة من الشيء. فالسورة قطعة من القرآن ، وقيل : أصلها ألا تهمز ، فهي كسورة البناء ، وهو ما بني منها شيء بعد شيء ، فهي الرتبة بعد الرتبة.