مشكل إعراب سورة
«الحاقة»
٢٣٢٠ ـ قوله تعالى : (اَلْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ) ـ ١ ، ٢ ـ «الحاقة» ابتداء ، و «مٰا» ابتداء ثان. و «مٰا» (١) استفهام معناه التعظيم والتعجب. و «الحاقة» الثانية خبر «مٰا» ، و «مٰا» وخبرها خبر عن «الحاقة» الأولى. وجاز أن تكون الجملة خبرا عنها ، ولا ضمير في الجملة يعود على المبتدأ (٢) ؛ لأنها محمولة على معنى : الحاقّة ما أعظمها وأهولها. وقيل المعنى : [الْحَاقَّةُ] ما هي ؛ على التعظيم لأمرها ، ثم أظهر الاسم ليكون أبين في التعظيم. وقد مضى ذكر هذا في الواقعة (٣) ، ومثله : (اَلْقٰارِعَةُ (١) مَا الْقٰارِعَةُ) (٤).
٢٣٢١ ـ وقوله تعالى : (وَمٰا أَدْرٰاكَ مَا الْحَاقَّةُ) ـ ٣ ـ «مٰا» الأولى ابتداء ، و «مٰا» الثانية ابتداء ثان ، و «الْحَاقَّةُ» خبر الثاني ، والجملة في موضع نصب ب «أَدْرٰاكَ» ، و «أَدْرٰاكَ» وما اتصل به خبر عن «مٰا» الأولى. وفي «أَدْرٰاكَ» ضمير فاعل يعود على «مٰا» الأولى ، و «مٰا» الأولى والثانية استفهام ، فلذلك لم يعمل «أَدْرٰاكَ» في «مٰا» الثانية ، وعمل في الجملة ، وهما استفهام فيهما معنى التعظيم والتعجب. و «أَدْرٰاكَ» فعل يتعدى إلى مفعولين : الكاف في
__________________
(١) في سائر النسخ : «وما : بمعنى الاستفهام الذي معناه».
(٢) في الأصل : «يعود عليها».
(٣) انظر فقرة(٢١٧٦).
(٤) سورة القارعة : الآية ١ ، ٢.