مشكل إعراب سورة
«الجاثية»
٢٠١٦ ـ قوله تعالى : (آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ـ ٤ ـ و (آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) ـ ٥ ـ من قرأ [«آيات»] في الموضعين بكسر (١) التاء ، عطفه على لفظ اسم (إِنَّ) في قوله تعالى : (إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ) ـ ٣ ـ ، وتقدّر حذف «في» من قوله تعالى : (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) ، أي : وفي اختلاف الليل والنهار. فتحذف «في» لتقدّم ذكرها في قوله : (إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ، وفي قوله : (وَفِي)(٢) (خَلْقِكُمْ) ، فلمّا تقدّمت مرّتين حذفها مع الثالث لتقدّم ذكرها ؛ فبهذا يصح النصب في (آياتٌ) الآخرة ، وإن لم تقدّر هذا الحذف كنت قد عطفت على عاملين مختلفين ، وذلك لا يجوز عند البصريين ، والعاملان هما : «إنّ» الناصبة ، و «في» الخافضة ، فتعطف بالواو على عاملين مختلفي الإعراب ؛ ناصب وخافض. فإذا قدّرت حذف «في» لتقدّم ذكرها ، لم يبق إلا أن تعطف على عامل واحد ، وذلك حسن. وقد جعله بعض الكوفيين من باب العطف على عاملين ، ولم يقدّر حذف «في» ، وذلك بعيد. وعلى تقدير الحذف من مثل هذه الآية أنشد سيبويه (٣) :
__________________
(١) قرأ بكسر التاء حمزة والكسائي ويعقوب ، وقرأ الباقون بالرفع. النشر ٣٥٥/٢ ؛ ٣٥٦ ؛ والتيسير ص ١٩٨.
(٢) في الأصل : «إن في» وهو تحريف.
(٣) البيت لأبي داود الإيادي ، وهو من شواهد سيبويه ٣٣/١ ؛ وفي أمالي ابن ـ