وروي عن علي (١) ـ رضي الله عنه ـ أنه قرأ : «الحق» بالنصب ، نصبه بيعلمون.
١٨٣ ـ قوله تعالى : (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها) ـ ١٤٨ ـ (وِجْهَةٌ) مبتدأ ، و (لِكُلٍّ) خبر مقدم ، أي ولكل أمة قبلة. (هُوَ مُوَلِّيها) ابتداء وخبر ، أي الله مولّيها إيّاهم ؛ فالمفعول الثاني لمولّي محذوف. [وقوله :] (هُوَ) ضمير اسم الله جلّ ذكره. وقيل : هو ضمير «كل» ، أي هو مولّيها نفسه. فأما قراءة ابن عامر (٢) : هو مولاها فلا يقدّر في الكلام حذف ، لأن الفعل قد تعدّى إلى مفعولين في اللفظ : أحدهما مضمر ، قام مقام الفاعل ؛ مفعول لم يسمّ فاعله ، والثاني : هو الهاء والألف ، وهما يرجعان على «الوجهة». وقيل : الهاء للمصدر ، أي مولّاها مولى التولية. واللام في (لِكُلٍّ) تتعلّق ب «مولّى» ؛ وهي زائدة كزيادتها في (رَدِفَ لَكُمْ)(٣) ، أي : ردفكم ؛ وهو ضمير «فريق» أو «قبيل» ونحوه ؛ كأنه قال : الفريق مولّى لكلّ وجهة ، أي مولّى كلّ وجهة ، هذا التقدير على قول من جعل الهاء للمصدر ، [وهو التولية](٤).
١٨٤ ـ قوله تعالى : (كَما أَرْسَلْنا) ـ ١٥١ ـ الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره : اهتداء مثل ما أرسلنا ؛ أو إتماما مثل ما أرسلنا ؛ لأن قبلها (تَهْتَدُونَ) وقبلها (وَلِأُتِمَ) فتحملها على المصدر من أيّهما شئت (٥). وإن شئت جعلتها لمصدر «اذكروني» نعتا ، وفيه بعد ،
__________________
(١) انظر : إملاء ما من به الرحمن ١ / ٤٠.
(٢) قرأ ابن عامر بالألف ، وقرأ الباقون بالياء. التيسير ص ٧٧ ؛ والإتحاف ص ١٥٠ ؛ والكشف ١ / ٢٦٧.
(٣) سورة النمل : الآية ٧٢.
(٤) زيادة في الأصل.
(٥) في (ح ، ق) : «على مصدر أيهما شئت».