١٧٤ ـ قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) ـ ١٣٠ ـ أي سفه في نفسه ، فنصب النفس لما حذف حرف الجر ، أي في نفسه. وقيل : معنى (سَفِهَ) : جهل وضيّع ، فتعدى فنصب «نفسه». وقال الفرّاء (١) : نصب (نَفْسَهُ) على التفسير ، [والفعل لها ، كما تقول : حسن الرجل وجها ، بمعنى : حسن وجه الرجل](٢).
١٧٥ ـ قوله تعالى : (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) ـ ١٣٠ ـ (فِي) متعلقة بمضمر ، تقديره : إنّه صالح في الآخرة لمن الصالحين ؛ ولا يحسن تعلّق «في» بالصالحين ؛ لأنّ فيه تقديم صلة على موصول. وقيل : قوله (فِي الْآخِرَةِ) بيان متقدم على ذلك. وقيل : الألف واللام في (الصَّالِحِينَ) ليستا بمعنى الذي ؛ إنما هما للتعريف ، فحسن تقديم حرف الجر عليه ، وهو متعلق به ، وإن كان مقدّما عليه.
١٧٦ ـ قرأ (٣) مجاهد ، ويحيى بن يعمر ، وعاصم الجحدري وغيرهم : «وإله أبيك» (٤) ـ ١٣٣ ـ بلفظ الواحد ، فيحتمل أن يكون واحدا ، و (إِبْراهِيمَ) بدل منه ، و (إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ) عطف [عليه](٥). ويحتمل أن يكون «أبيك» هو جمع مسلّم ، فيبدل ما بعده من الأسماء منه ، أو ينصب «إبراهيم» على إضمار «أعني» ، ويعطف عليه ما بعده. وهي أسماء لا تنصرف للعجمة والتعريف. وجمع إبراهيم : براهيم ، وإسماعيل : سماعيل ، وقيل : براهمة وسماعلة ، والهاء بدل من ياء. وقال المبرّد :
__________________
(١) معاني القرآن ١ / ٩٧ ، وأراد بالتفسير : التمييز ، وقد ضعف لكونه معرفة ، والتمييز لا يكون إلا نكرة. انظر : البيان ١ / ١٢٣ ؛ والعكبري ١ / ٣٧.
(٢) زيادة في نسخة الأصل ليست في غيرها.
(٣) في الأصل «قرأه».
(٤) قراءة الجمهور المثبتة في المصحف (وَإِلهَ آبائِكَ). انظر : البحر المحيط ١ / ٤٠٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢ / ١٣٨.
(٥) أي عطف على (أبيك) تقديره : وإله إسماعيل وإسحاق. انظر العكبري ١ / ٣٨ ؛ وتفسير القرطبي ٢ / ١٣٨.