١٤٩٨ ـ قوله تعالى : (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ) ـ ٢٥ ـ ارتفع (سَواءً) على أنه خبر ابتداء مقدّم تقديره : العاكف والبادي فيه سواء ، وفي هذه القراءة (١) دليل على أن الحرم لا يملك ، لأنّ الله تعالى قد سوّى فيه بين المقيم وغيره. وقيل : إن (سَواءً) رفع بالابتداء ، و (الْعاكِفُ) رفع بفعله ، ويسد مسدّ الخبر ، وفيه بعد ، لأنك لا بدّ أن تجعل (سَواءً) بمعنى «مستو» ، [و] كذلك يعمل ، ولا يحسن أن يعمل «مستو» حتى يعتمد على شيء قبله. فإن جعلت (سَواءً) وما بعده في موضع المفعول الثاني ل «جعلنا» حسن أن يرتفع بالابتداء ، ويكون بمعنى «مستو» فترفع (الْعاكِفُ) به ، ويسدّ مسدّ الخبر.
وقد قرأه حفص عن عاصم بالنصب ، جعله مصدرا ، عمل فيه معنى «جعلنا» كأنّه قال : سوّيناه للناس سواء ، [في معنى تسوية](٢) ، ويرفع (الْعاكِفُ) به ، أي مستويا فيه العاكف. والمصدر يأتي بمعنى اسم الفاعل ، ف (سَواءً) وإن كان مصدرا ، فهو بمعنى : مستو ، كما قالوا : رجل عدل ، بمعنى : عادل ، وعلى ذلك أجاز سيبويه (٣) وغيره : مررت برجل سواء درهمه ، وبرجل سواء هو والعدم ، أي مستو. ويجوز نصب (سَواءً) على الحال من المضمر المقدّر مع حرف الجرّ في قوله : (لِلنَّاسِ) والظرف عامل فيه ، أو من الهاء في (جَعَلْناهُ) و «جعلنا» عامل فيه. ويجوز نصبه على أنه مفعول ثان ل «جعلنا» ، وتخفض (الْعاكِفُ) على النعت للناس ، أو على البدل.
وقد قرئ بخفض (٤) (الْعاكِفُ) على البدل من «الناس» ، وقيل : على
__________________
ـ القرطبي ٣١/١١ ؛ والبحر المحيط ٣٦٢/٦.
(١) أي قراءة(سواء)بالرفع ، وقرأ بها عامة القراء غير حفص ، أما هو فقرأ بالنصب. التيسير ص ١٥٧ ؛ والنشر ٣١٣/٢.
(٢) زيادة في الأصل.
(٣) الكتاب ٢٧٥/١.
(٤) قرأ بخفض(العاكف)ونصب(سواء)فرقة منهم الأعمش في رواية القطعي ، كما ـ