في موضع رفع على البدل من الضمير في «تخيل» ، وهو بدل الاشتمال. ويجوز مثل ذلك في قراءة من قرأ بالياء ، على أن تجعل الفعل ذكّر على المعنى. ويجوز أن تكون «أن» ، في قراءة من قرأ بالتاء ، في موضع نصب على تقدير حذف الباء ، تقديره : تخيل إليه من سحرهم بأنّها تسعى ، وتجعل المصدر أو (إِلَيْهِ) في موضع مفعول ما لم يسمّ فاعله (١).
١٤٤١ ـ قوله تعالى : (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى) ـ ٦٧ ـ (مُوسى) في موضع رفع ب «أوجس» ، و «خيفة» مفعول ل «أوجس». وأصل (خِيفَةً) «خوفة» ، ثم أبدل من الواو ياء ، وكسر ما قبلها ليصحّ بناء «فعلة». وإنما خاف موسى أن يفتتن الناس. وقيل : لمّا أبطأ عليه الوحي بإلقاء عصاه خاف. وقيل : بل غلبه طبع البشرية عند معاينة ما لم يعتد ، والله أعلم.
١٤٤٢ ـ قوله تعالى : (وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا) ـ ٦٩ ـ من جزم (٢) (تَلْقَفْ) جعله جوابا للأمر. ومن رفعه ، وهو ابن ذكوان ، رفع على الحال من (ما) وهي العصا ، وقيل : هو حال من الملقي وهو موسى ، نسب إليه التلقف لمّا كان عن فعله وحركته ، كما قال تعالى : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى)(٣). وهي حال مقدرة لأنها إنّما تلقفت حبالهم بعد أن ألقاها.
١٤٤٣ ـ قوله تعالى : (إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ) ـ ٦٩ ـ «ما» اسم «إنّ» وهو بمعنى «الذي» ، و (كَيْدُ) خبرها ، والهاء محذوفة من (صَنَعُوا)(٤) ، تقديره : إنّ الذي صنعوه كيد ساحر. ومن قرأ (٥) : (كَيْدُ ساحِرٍ) فمعناه : كيد ذي
__________________
(١) الكشف ١٠١/٢ ؛ والبيان ١٤٧/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٢٢/١١.
(٢) الجزم قراءة غير ابن ذكوان. التيسير ص ١٥٢ ؛ والنشر ٣٠٨/٢ ؛ والكشف ١٠٢/٢.
(٣) سورة الأنفال : الآية ١٧.
(٤) في الأصل : «صنعوه».
(٥) قرأ حمزة والكسائي وخلف «سحر» بكسر السين وإسكان الحاء من غير ألف ، والباقون بالألف وفتح السين وكسر الحاء. النشر ٣٠٨/٢ ؛ والتيسير ص ١٥٢ ؛ ـ