نصب فيهما ، وقيل : في موضع رفع ؛ وهو أبين على : فإما ، [و] هو كما قال الشاعر (١) :
فسيرا فإمّا حاجة تقضيانها |
|
وإمّا مقيل صالح وصديق |
فالرفع على إضمار مبتدأ ، والنصب على إضمار فعل ، أي : فإمّا تفعل أن تعذّب ، أي تفعل العذاب.
١٣٨٥ ـ قوله تعالى : (فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى) ـ ٨٨ ـ من رفع (٢) «جزاء» جعله مبتدأ ، و (فَلَهُ) الخبر ، وتقديره : فله جزاء الخلال الحسنى ، ف (الْحُسْنى) في موضع خفض بإضافة «الجزاء» إليها ، وقيل : [هي] في موضع رفع على البدل من (جَزاءً) ، فحذف التنوين لالتقاء الساكنين. و (الْحُسْنى) على هذا هي الجنة ، كأنه قال : فله الجنة. ومن نصب (جَزاءً) ونوّنه جعل (الْحُسْنى) مبتدأ ، و «له» الخبر ، ونصب (جَزاءً) على أنه مصدر في موضع الحال ، تقديره : فله الخلال الحسنى جزاء ، أو فله الجنة جزاء ، [أي] ومجزيا بها. وقيل : (جَزاءً) نصب على التمييز ، وقيل : على المصدر. وقيل : من نصبه (٣) ولم ينوّنه فإنما حذف التنوين لالتقاء الساكنين ، و (الْحُسْنى) في موضع رفع ؛ وفيه بعد (٤).
١٣٨٦ ـ قوله تعالى : (لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ)(٥) ـ ٩٣ ـ من ضم (٦) الياء قدّر حذف مفعول تقديره : لا يفقهون أحدا قولا ، وأما (٧) من فتح الياء فلا حذف معها.
__________________
(١) البيت في معاني القرآن للفراء ١٥٨/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٥٢/١١ ؛ وهو غير منسوب.
(٢) الرفع بدون تنوين قراءة غير حفص وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب ، وهؤلاء قرءوا بفتح الهمزة منونة. النشر ٣٠٢/٢ ؛ والتيسير ص ١٤٥ ؛ والإتحاف ص ٢٩٤.
(٣) قرأ بها ابن عباس ومسروق. تفسير القرطبي ٥٣/١١ ؛ والبحر المحيط ١٦٠/٦.
(٤) الكشف ٧٤/٢ ؛ والبيان ١١٥/٢ ؛ والعكبري ٥٩/٢.
(٥) في الأصول : «لا يفقهون» وقد سقطت «يكادون».
(٦) قرأ بضم ياء «يفقهون» حمزة والكسائي ، والباقون بفتح الياء والقاف. تفسير القرطبي ٥٥/١١ ؛ والكشف ٧٦/٢.
(٧) في(ح) : «ولا حذف مع فتح الياء».