فإن (١) تعهدي لامرئ لمّة |
|
فإنّ الحوادث أودى بها |
فقال : أودى بها ، فردّ الضمير في «أودى» على الحدثان أو على الحادث ، [ولو رفعها على الحوادث لقال : أودت بها. والهاء راجعة على اللمّة ؛ وهي الحال الخبيثة](٢). وذكّر لأنه لا مذكر له من لفظها. وجواب سادس وهو أنّ الهاء تعود على الذكور خاصة ، وحكي هذا القول عن إسماعيل القاضي ، ودلّ ذلك أن اللبن للفحل ، فشرب اللبن من الإناث ، واللبن للفحل ، فرجع الضمير عليه ، واستدلّ بهذا على أن اللبن من (٣) الرضاع للفحل (٤).
١٢٨٩ ـ والهاء في قوله : (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ) ـ ٦٧ ـ تعود على واحد الثمرات المتقدمة الذكر ، فهي تعود على الثمر ، كما عادت الهاء في (بُطُونِهِ) على واحد الأنعام وهو النّعم ، وقيل : [بل] تعود على «ما» المضمرة ، لأن التقدير : ومن ثمرات النخيل والأعناب ما تتخذون منه ، فالهاء ل «ما» ، ودلّت (مِنْ) عليها ، وجاز حذف «ما» كما جاز حذف (مِنْ) في قوله تعالى : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ)(٥) أي : إلّا من له مقام ، فحذفت (مِنْ) لدلالة (مِنْ) عليها في قوله : (وَما مِنَّا). وقيل : الهاء في «منه» تعود على المذكور ، كأنّه قال : تتخذون من المذكور سكرا.
١٢٩٠ ـ والهاء في قوله : (فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) ـ ٦٩ ـ تعود على الشراب الذي هو العسل ، وقيل : بل تعود على القرآن.
__________________
ـ الشجري ٣٤٥/٢ ؛ وسيبويه ٢٣٩/١ وروايته فيه :
فإما ترى لمّتي بدّلت ..
(١) في(ظ ، ق) : «فإن تعهديني ولي لمّة».
(٢) زيادة في الأصل ليست في غيره.
(٣) (ح ، ظ ، د ، ق) : «في».
(٤) مجاز القرآن ٣٦٢/١ ؛ والبيان ٧٩/٢ ؛ والعكبري ٤٦/٢ ؛ وتفسير القرطبي ١٢٣/١٠ ؛ وزاد المسير ٤٦٣/٤.
(٥) سورة الصافات : الآية ١٦٤ ، وانظر فقرة(١٨٥٣).