لم يجز ، لأنه لا معنى له ؛ لو قلت : (١) قم تقم ، وقم فتقوم ، واخرج فتخرج ، لم يكن له معنى. كما أنك لو قلت : إن تخرج تخرج ، وإن تقم فتقوم (٢) ، لم يكن له معنى ؛ لاتفاق لفظ الفعلين والفاعلين. وكذلك (كُنْ فَيَكُونُ) لما اتفق لفظ الفعلين ، والفاعلان (٣) واحد ، لم يحسن أن يكون (فَيَكُونُ) جوابا للأول. فالنصب على الجواب إنما يجوز على بعد ، على التشبيه في (كُنْ) بالأمر الصحيح ، وعلى التشبيه بالفعلين المختلفين.
وقد أجاز الأخفش في قوله تعالى : (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا)(٤) أن يكون (يُقِيمُوا) جوابا ل (قُلْ) ، وليس هو بجواب له (٥) على الحقيقة ، لأنّ أمر الله لنبيه ـ عليهالسلام ـ بالقول ، ليس فيه بيان الأمر لهم بأن يقيموا الصلاة ، حتى يقول لهم : أقيموا الصلاة. فنصب «فيكون» على جواب (كُنْ) إنما يجوز على التشبيه على ما ذكرنا ، وهو بعيد لفساد المعنى ، وقد أجازه الزجّاج (٦) ، وعلى ذلك قرأ ابن عامر بالنصب في سورة البقرة (٧) وفي آل عمران (٨) وفي غافر (٩) ، فأما في هذه السورة ، وفي «يس» (١٠) فالنصب حسن على العطف على (نَقُولَ) لأنّ قبله (أَنْ).
١٢٨٠ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ صَبَرُوا) ـ ٤٢ ـ (الَّذِينَ) في موضع رفع
__________________
(١) في(ح) : «ولو قلت».
(٢) أثبتت الأفعال في(ح)بلغة الغائب.
(٣) في(ح) : «والفاعلين» وفي(د)مثله ، ولكن بغير كلمة «واحد» وما أثبته من(ظ ، ق).
(٤) سورة إبراهيم : الآية ٣١.
(٥) لفظ «له» ساقط في(ح).
(٦) معاني القرآن ١٩٨/٣.
(٧) الآية : ١١٧.
(٨) الآية : ٤٧.
(٩) الآية : ٦٨.
(١٠) الآية : ٨٢.