رفع بالابتداء ، وهي استفهام معناه : التقرير ، و (ذا) بمعنى الذي ، وهو خبر (ما) ، و (أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) صلة (ذا) ، ومع (أَنْزَلَ) هاء محذوفة تعود على (ذا) تقديره : ما الذي أنزله ربكم. ولما كان السؤال مرفوعا جرى الجواب على ذلك ، فرفع (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) على الابتداء والخبر أيضا ، تقديره : قالوا : هو (١) أساطير الأولين. وأما الثاني (٢) : ف (ما) و (ذا) اسم واحد في موضع نصب ب «أنزل» ، و «ما» استفهام أيضا. ولما كان السؤال منصوبا جرى الجواب على ذلك فقال : (قالُوا خَيْراً) ، أي أنزل خيرا.
١٢٧٨ ـ قوله تعالى : (طَيِّبِينَ) ـ ٣٢ ـ حال من الهاء والميم في (تَتَوَفَّاهُمُ).
١٢٧٩ ـ قوله تعالى : (كُنْ فَيَكُونُ) ـ ٤٠ ـ قرأ ابن عامر والكسائي بنصب (٣) (فَيَكُونُ) عطفا به على (أَنْ نَقُولَ). ومن رفعه قطعه مما قبله ، أي فهو يكون ، وما بعد الفاء يستأنف. ويبعد النصب فيه على جواب (كُنْ) ؛ لأن لفظه لفظ الأمر ، ومعناه الإخبار (٤) عن قدرة الله ؛ إذ ليس ثمّ مأمور بأن يفعل شيئا ، والمعنى : فإنما يقول له : كن فهو يكون ، ومثله في لفظ الأمر ، وليس بأمر ، قوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ)(٥) لفظه لفظ الأمر ، ومعناه التعجب. فلما كان معنى (كُنْ) الخبر ، بعد أن يكون (فَيَكُونُ) جوابا له ، فينصب على ذلك. ويبعد أيضا من جهة أخرى ؛ وذلك أنّ جواب الأمر إنّما جزم ؛ لأنه في معنى الشرط ، فإذا قلت : قم أكرمك ، جزمت الجواب لأنه بمعنى : إن تقم أكرمك ، وكذلك إذا قلت : فاكرمك ، إنما نصبت لأنه في معنى : إن تقم فأكرمك. وهذا إنما يكون أبدا في فعلين مختلفي اللفظ أو مختلفي الفاعلين. فإن اتفقا في اللفظ ، والفاعل واحد ،
__________________
(١) في(ح) : «هذا» وأثبت ما في(ظ ، د).
(٢) أراد الآية ٣٠ من هذه السورة ، وهي مٰا ذٰا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قٰالُوا خَيْراً.
(٣) وقرأ غيرهما برفع «فَيَكُونُ». التيسير ، ص ١٣٧ ؛ والإتحاف ، ص ٢٧٨.
(٤) في(ح) : «الخبر».
(٥) سورة مريم : الآية ٣٨.