٦٦٩ ـ قوله تعالى : (وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ) ـ ٥ ـ العامل في الظرف محذوف تقديره : وهو خاسر في الآخرة ، ودلّ على الحذف قوله : (مِنَ الْخاسِرِينَ) ، فإن جعلت الألف واللام في (الْخاسِرِينَ) ليستا بمعنى الذي ، جاز أن يكون العامل في الظرف (الْخاسِرِينَ) ليستا بمعنى الذي ، جاز أن يكون العامل في الظرف (الْخاسِرِينَ).
٦٧٠ ـ قوله تعالى : (وَأَرْجُلَكُمْ) ـ ٦ ـ من نصبه (١) عطفه على «الأيدي والوجوه». ومن خفضه عطفه على «الرءوس» وأضمر ما يوجب الغسل ، والآية محكمة ، كأنّه قال : وأرجلكم غسلا. وقال الأخفش وأبو عبيدة (٢) : الخفض فيه على الجوار ، والمعنى : للغسل ؛ وهو بعيد ؛ لا يحمل القرآن عليه. وقال جماعة : هو عطف على «الرءوس» ، والآية منسوخة بالسنّة ، بإيجاب غسل الأرجل ، فهي منسوخة على هذه القراءة. وقيل : هو عطف على «الرءوس» ، محكم ؛ لكنّ التحديد يدلّ على الغسل ، فلمّا حدّ غسل الأرجل إلى الكعبين كما حدّ غسل الأيدي إلى المرفقين ، علم أنه غسل كالأيدي. [وقيل : المسح في اللغة يقع بمعنى الغسل ، فيقال : تمسّحت (٣) للصلاة ، أي توضّأت. فبيّنت السّنّة أنّ المراد بمسح الأرجل إذا خفضت : «الغسل» (٤)].
٦٧١ ـ قوله تعالى : (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) ـ ٦ ـ من جعل «الصعيد» الأرض ، أو وجه الأرض ؛ نصب (صَعِيداً) على الظرف. ومن جعل
__________________
(١) النصب قراءة نافع وابن عامر وحفض والكسائي ويعقوب ، وعن الحسن أنه قرأ بالرفع على الابتداء ، والخبر محذوف ، وقرأ الباقون بالخفض. النشر ٢ / ٢٤٥ ؛ والإتحاف ص ١٩٨.
(٢) مجاز القرآن ١ / ١٥٥ ؛ وتفسير القرطبي ٦ / ٩٤.
(٣) في (ح) : «مسحت» وأثبت ما في (ظ ، ق) والكشف.
(٤) الكشف ١ / ٤٠٦ ؛ والبيان ١ / ٢٨٤ ؛ والعكبري ١ / ١٢١ ؛ وتفسير القرطبي ٦ / ٩١ وما بعده.
وفي هامش (ظ) : ٣٧ / ب : «قوله : (بِرُؤُسِكُمْ) الباء زائدة. وقال من لا خبرة له بالعربية : الباء في مثل هذا للتبعيض ؛ وليس بشيء يعرفه أهل العلم ، ووجه دخولها أنها تدل على إلصاق المسح بالرأس. تبيان» وانظر : العكبري ١ / ١٢١.