الجدب والخصب ؛ والشرط لا يكون إلا مبهما ، يجوز أن يقع ويجوز ألّا يقع ؛ وإنما دخلت الفاء للإبهام الذي في «الذي» مع أنّ صلته فعل ، فدلّ ذلك على أنّ الآية ليست في المعاصي والطاعات كما قال أهل الزّيغ (١) ؛ وأيضا فإنّ اللفظ «ما أصابك» ولم يقل : ما أصبت.
٥٨٤ ـ قوله تعالى : (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً) ـ ٧٩ ـ «رسول» مصدر مؤكّد ، بمعنى : ذا رسالة. و (شَهِيداً) تفسير ، وقيل : حال. ومثله : (وَكِيلاً) ـ ٨١ ـ
٥٨٥ ـ قوله تعالى : (طاعَةٌ) ـ ٨١. رفع على خبر ابتداء محذوف تقديره : ويقولون أمرنا طاعة. ويجوز في الكلام النصب على المصدر.
٥٨٦ ـ قوله تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) ـ ٨٢ ـ وقوله : (لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ)(٢) وله نظائر في كتاب الله تعالى ، كلّه يدل على الحض في طلب معاني القرآن ، والبحث عن (٣) فوائده وأمثاله ، وتفسيره ومضمراته ، وعجائب مراداته وأحكامه ، وناسخه ومنسوخه ، في أشباه لذلك من علومه التي لا تحصى. وكلّ ذلك لا سبيل إلى الاطلاع على حقائقه (٤) إلا بمعرفة إعرابه وتصرّف حركاته وأبنيته.
٥٨٧ ـ قوله تعالى : (لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً) ـ ٨٣ ـ (قَلِيلاً) نصب على الاستثناء من الجمع المضمر في (أَذاعُوا). وقيل : من الجمع المضمر في (يَسْتَنْبِطُونَهُ). وقيل : من الكاف والميم في «عليكم» على تقدير : لو لا فضل الله عليكم بأن بعث فيكم رسوله به فآمنتم به لكفرتم إلا قليلا منكم ، وهم الذين كانوا على الإيمان قبل بعث الرسول عليهالسلام. و (لَوْ لا) يقع
__________________
(١) أراد القدرية وبعض جهال أهل السنة ، حيث يقولون : إن الحسنة هاهنا الطاعة ، والسيئة المعصية. انظر : تفسير القرطبي ٥ / ٢٨٥ ـ ٢٨٧ ؛ والبحر المحيط ٣ / ٣٠١ ـ ٣٠٢.
(٢) سورة ص : الآية ٢٩.
(٣) في الأصل : «على».
(٤) في الأصل : «إلى اطلاع حقائقه».