٥٥٥ ـ قوله تعالى : (يُحَرِّفُونَ) ـ ٤٦ ـ حال من (الَّذِينَ هادُوا) ، فلا تقف على (نَصِيراً) على هذه القول. وقيل : (مِنَ الَّذِينَ هادُوا) متعلقة بمحذوف ، وهو خبر ابتداء محذوف ، تقديره : من الذين هادوا قوم يحرفون ، فتتعلق (مِنَ) بمحذوف ، كما تتعلق حروف الجر إذا كانت أخبارا ؛ وقد مضى شرح هذا الأصل. ويكون (يُحَرِّفُونَ) نعتا للابتداء المحذوف ، فتقف على (نَصِيراً) في هذا القول. وقيل : (مِنَ) متعلقة ب (الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ) ـ ٤٤ ـ ؛ بيّن أنهم من الذين هادوا ، فلا تقف على (نَصِيراً) أيضا. وقيل التقدير : من الذين هادوا من يحرّف الكلم ، ف (مِنَ) مبتدأ محذوف ، و (مِنَ الَّذِينَ هادُوا) خبر مقدّم ، فتقف على (نَصِيراً) على هذا. ومثله في حذف (مِنَ) قوله : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ)(١) ، أي من له مقام.
٥٥٦ ـ قوله تعالى : (غَيْرَ مُسْمَعٍ) ـ ٤٦ ـ نصب على الحال من المضمر في (وَاسْمَعْ)(٢) ؛ والمراد في نيّاتهم لعنهم الله : واسمع لا سمعت ، ويظهرون أنّهم [إنما] يريدون بهذا اللفظ : واسمع غير مسمع مكروها. وقيل : إنهم يريدون غير مسمع منك ، أي غير مجاب.
٥٥٧ ـ قوله تعالى : (لَيًّا) ـ ٤٦ ـ مصدر ، وأصله «لويا» ثم أدغمت الواو في الياء. وقيل : هو مفعول من أجله. ومثله : (وَطَعْناً فِي الدِّينِ.)
٥٥٨ ـ قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا) ـ ٤٦ ـ «أنّ» بعد (لَوْ) في موضع رفع بالابتداء أبدا ، عند سيبويه (٣). ولم يجز سيبويه وقوع الابتداء بعد «لو» إلا مع «أن» خاصة ؛ لوجود لفظ الفعل بعد «أنّ» ، فإن وقع (٤) بعد
__________________
(١) سورة الصافات : الآية ١٦٤.
(٢) في الأصل : «واسمع غير».
(٣) الكتاب ١ / ٤٧٠.
(٤) في الأصل «كان».