لانكسار ما قبلها ، ولو كان مصدرا صحّ ولم يعتل ، كما لم يعتل «الحول والعور» فمعناه : التي جعلها الله لكم قيمة لأمتعتكم ومعايشكم. وإنما قال (الَّتِي) ، ولم يقل : «اللاتي» ، لأنه جمع لا يعقل ، فجرى على لفظ الواحد ، كما قال : (فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي)(١) ، وقال : (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي)(٢) ، ولو كان يعقل لقال : «اللاتي» ؛ كما قال : (وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي)(٣) (وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي)(٤) (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي)(٥) ؛ هذا هو الأكثر في كلام العرب. وقد يجوز فيما لا يعقل «اللاتي» ، وفيما يعقل «التي» ، وقد قرئ (٦) «أموالكم اللاتي» بالجمع.
ومن قرأ «قياما» جعله [اسما من : أقام الشيء ، وإن شئت جعلته] مصدرا ل «أقام» ، تقول : أقام يقيم قياما. وقد يأتي في معناه «قوام» فلا يعل (٧). قال الأخفش : فيه ثلاث لغات : القيام والقوام والقيم ؛ كأنه جعل من قرأ «قيما» مصدرا أيضا ، [ولم يجعله جمعا](٨).
٥٠٤ ـ قوله تعالى : (ما طابَ لَكُمْ) ـ ٣ ـ (ما) والفعل مصدر (٩) ، أي فانكحوا الطيّب ، أي الحلال. و (ما) تقع لما لا يعقل ، ولنعوت ما يعقل ، فلذلك وقعت هنا لنعت ما يعقل.
٥٠٥ ـ قوله تعالى : (مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) ـ ٣ ـ (مَثْنى) في موضع نصب بدل من (ما) ، ولم ينصرف لأنه معدول عن : اثنين اثنين ، دالّ على
__________________
(١) سورة هود : الآية ١٠١.
(٢) سورة مريم : الآية ٦١.
(٣) سورة النساء : الآية ٢٣.
(٤) سورة النساء : الآية ٢٣.
(٥) سورة النور : الآية ٦٠.
(٦) هي قراءة الحسن كما في الإتحاف ، ص ١٨٦.
(٧) في (ح ، ظ ، ق ، د) : «فلا يعتل».
(٨) زيادة في الأصل.
(٩) في هامش (ح) : «لأن ما مصدرية».