ويثنّى بالياء لأجل الكسرة التي في أوّله. وكذلك يقولون في ذوات الواو الثلاثية ، إذا انكسر الأوّل أو انضمّ ، نحو «ربا وضحى» ، فإن انفتح الأوّل كتبوه بالألف ، وثنّوه بالواو ، كما قال البصريون ، نحو : «صفا» (١).
٣٢٠ ـ قوله تعالى : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ) ـ ٢٨٠ ـ (كانَ) هاهنا تامة لا تحتاج إلى خبر ، تقديره : وإن وقع ذو عسرة ، فهو شائع في كل الناس. ولو نصب (٢) «ذا» على خبر (كانَ) لكان مخصوصا في قوم بأعيانهم ، فلهذه العلّة أجمع القرّاء المشهورون على رفع (ذُو). فأما قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً) ـ ٢٨٢ ـ فمن رفع (٣) «تجارة» جعل «كان» بمعنى وقع وحدث ، و «تديرونها» نعت للتجارة ، وقيل : هو خبر «كان». ومن نصب (تِجارَةً) أضمر في «كان» اسمها ، تقديره : إلا أن تكون التجارة تجارة مدارة بينكم. و (إِنْ) من (إِلَّا أَنْ) في موضع نصب بالاستثناء المنقطع.
٣٢١ ـ قوله تعالى : (فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) ـ ٢٨٠ ـ ابتداء وخبر ، وهو من التأخير. ومن قرأ : «ميسره» بالإضافة فهو بعيد ؛ إذ ليس في الكلام «مفعل». فأمّا «مفعلة» (٤) فقد جاء في الكلام ؛ وهو قليل ، ولم يقرأ به غير نافع (٥). و «مفعل» و «مفعلة» في الكلام كثير.
٣٢٢ ـ قوله تعالى : (وَأَنْ تَصَدَّقُوا) ـ ٢٨٠ ـ (إِنْ) في موضع رفع بالابتداء ، و (خَيْرٌ لَكُمْ) خبره.
٣٢٣ ـ قوله تعالى : (تُرْجَعُونَ فِيهِ) ـ ٢٨١ ـ في موضع نصب نعت ل «يوم».
٣٢٤ ـ قوله تعالى : (فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ) ـ ٢٨٢ ـ ابتداء ، والخبر
__________________
(١) انظر : تفسير القرطبي ٣ / ٣٥٣ ؛ والبيان ١ / ١٨٠ ؛ واللسان ١٩ / ١٧.
(٢) وهي قراءة عبد الله ، وأبيّ. تفسير القرطبي ٣ / ٣٧٣ ؛ والمجيد ورقة ٣٠٦ / أ.
(٣) الرفع قراءة عامة القراء ، وقراءة عاصم بالنصب. التيسير ، ص ٨٥ ، والإتحاف ؛ ص ١٦٦.
(٤) ومثله قولهم : مقبرة ، ومشرفة ، ومشربة.
(٥) وقرأ الباقون بالفتح. التيسير ص ٨٥ ، والنشر ٢ / ٢٢٩ ؛ والكشف ١ / ٣١٩.