محذوف ، تقديره : فرجل وامرأتان تقومان مقام الرجلين. وفي (يَكُونا) ضمير الشهيدين ، وهو اسم «كان» ، و (رَجُلَيْنِ) خبرها. وقيل : التقدير : فرجل وامرأتان يشهدون. وهذا الخبر المحذوف هو العامل في (أَنْ تَضِلَّ).
٣٢٥ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَضِلَ) ـ ٢٨٢ ـ موضع (أَنْ) نصب ، والعامل فيه الخبر المحذوف وهو «يشهدون» على تقدير «لأن» ؛ كما تقول : أعددت الخشبة ليميل الحائط ، فأدغمه ، وكقول الشاعر (١) :
* فللموت ما تلد الوالده*
فأخبر بعاقبة الأمر وسببه. ومن كسر «إن» ـ وهي قراءة حمزة (٢) ـ جعله شرطا ، وموضع الشرط وجوابه رفع ؛ لأنه نعت لامرأتين.
٣٢٦ ـ وقوله تعالى : (مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ) ـ ٢٨٢ ـ في موضع رفع صفة لرجل وامرأتين ، ولا يدخل معهم في الصفة قوله تعالى : (شَهِيدَيْنِ) ؛ لاختلاف الإعراب في الموصوفين ، ولا يحسن أن يعمل في (أَنْ تَضِلَّ) و (اسْتَشْهِدُوا) ؛ لأنهم لم يؤمروا بالإشهاد ، لأن تضل إحدى المرأتين.
٣٢٧ ـ قوله تعالى : (صَغِيراً أَوْ كَبِيراً) ـ ٢٨٢ ـ حالان (٣) من الهاء في (تَكْتُبُوهُ) وهي عائدة على «الدين».
__________________
(١) هو شطر بيت وتمامه :
فإن يكن الموت أفناهم |
|
فللموت ما تلد الوالده |
من شواهد المغني ١ / ٢١٤ ، وهو لنهيكة بن الحارث المازني ، من مازن فزارة ، وينسب إلى عبد الله بن الزبعرى ، وإلى شتيم بن خويلد الفزاري ، وجاء عجزه أيضا في شعر للسماك بن عمرو العاملي. انظر : الفاخر ، ص ١٠ ، والكامل ، للمبرد ٢ / ٤٣٧ ، وشرح أبيات مغني اللبيب ، للبغدادي ٤ / ٢٦٩ ، ورغبة الآمل ٥ / ٥.
(٢) وقرأ الباقون بالفتح. النشر : ٢ / ٢٢٩ ؛ والتسير ص ٨٥ ؛ والكشف ١ / ٣٢٠.
(٣) في الأصل : «حالا» ، وفي (ق) : «حال».