وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (٢٦) وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (٢٧) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ) (٢٨) [سورة الدخان : ١٠ ـ ٢٨]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم ، قوله تعالى : (فَارْتَقِبْ) أي اصبر ، (يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) ، قال : ذلك إذا خرجوا في الرجعة من القبر (١).
وقال ابن شهر آشوب : روي أن النبي عليهالسلام قال : «اللهم العن رعلا وذكوان ، اللهم اشدد وطأتك على مضر ، اللهم اجعل سنيّهم كسنيّ يوسف. ففي الخبر أن الرجل منهم كان يلقى صاحبه فلا يمكنه الدنوّ ، فإذا دنا منه لا يبصره من شدّة دخان الجوع ، وكان يجلب إليهم من كل ناحية ، فإذا اشتروه وقبضوه لم يصلوا به إلى بيوتهم حتى يتسوس وينتن ، فأكلوا الكلاب الميتة والجيف والجلود ، ونبشوا القبور ، وأحرقوا عظام الموتى فأكلوها ، وأكلت المرأة طفلها ، وكان الدخان يتراكم بين السماء والأرض ، وذلك قوله تعالى : (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ). فقال أبو سفيان ورؤساء قريش : يا محمد ، أتأمرنا بصلة الرحم ، فأدرك قومك فقد هلكوا ؛ فدعا لهم ، وذلك قوله تعالى : (رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ) ، فقال الله تعالى : (إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ) ، فعاد إليهم الخصب والدعة ، وهو قوله تعالى : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)(٢).
نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم : (يَغْشَى النَّاسَ) كلهم الظلمة ،
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٩٠.
(٢) المناقب : ج ١ ، ص ٨٢ و ١٠٧ «نحوه ، البحار : ج ١٦ ، ص ٤١١ ، ح ١. والآية من سورة قريش : ٣ و ٤.