سبحانه لأعمالنا «والله بصير عليم فهو عليم بأفكارنا وعقائدنا وما تكنّه صدورنا ، (وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ).
كلمة «ذات في الاصطلاح الفلسفي تعني (عين الشيء وحقيقته) إلا أنها هنا لم تأت بهذا المعنى وكلمة «ذات في اللغة بمعنى (صاحب الشيء) وبناء على هذا فإن «ذات الصدور إشارة إلى النيات والاعتقادات التي استولت على قلوب البشر وحكمتها (يرجى ملاحظة ذلك) ...
* س ٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (٧) وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(٨) [سورة الحديد : ٧ ـ ٨]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : ثم أمر تعالى المكلفين فقال (آمِنُوا بِاللهِ) معاشر العقلاء وصدقوا نبيه وأقروا بوحدانيته وإخلاص العبادة له ، وصدقوا رسوله ، واعترفوا بنبوته (وَأَنْفِقُوا) في طاعة الله والوجه التي أمركم الله بالإنفاق عليها (مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) قال الحسن : معناه ما استخلفكم فيه بوراثتكم إياه عمن كان قبلكم. ثم بين ما يكافيهم به إذا فعلوا ذلك ، فقال (فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) بما أمرتهم بالإيمان به (وَأَنْفِقُوا) مما دعوتهم إلى الإنفاق فيه (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) من الله لذنوبهم (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) أي وثواب عظيم. ثم قال الله تعالى على وجه التوبيخ لهم (وَما لَكُمْ) معاشر المكلفين (لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ) وتعترفون بوحدانيته وإخلاص العبادة له (وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ) إلى ذلك (لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ) أي لتعترفوا به وتقروا بوحدانيته (وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ) معناه إنه لما ذكر تعالى دعاء الرسول إلى الإيمان بين أنه قد أخذ ميثاقكم أيضا به ، ومعنى ميثاقكم أنه نصب لكم الأدلة