* س ١٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ (٤١) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٢) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (٤٣) يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (٤٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)(٤٥) [سورة الرحمن : ٤١ ـ ٤٥]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : لمعاوية الدهني ، في قول الله تبارك وتعالى : (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ) ، فقال : «يا معاوية ، ما يقولون في هذا؟ قلت : يزعمون أن الله تبارك وتعالى يعرف المجرمين بسيماهم في القيامة ، فيأمر فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ، ويلقون في النار. فقال لي : «وكيف يحتاج [الجبار] تبارك وتعالى إلى معرفة خلق أنشأهم وهو خلقهم.
فقلت : جعلت فداك ، وما ذاك؟ قال : «ذلك لو قام قائمنا أعطاه الله السيماء ، فيأمر بالكافر ، فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ، ثم يخبط بالسيف خبطا (١).
وقرأ أبو عبد الله عليهالسلام : «هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان تصليانها لا تموتان ولا تحييان يعني الأوّلين (٢).
وقال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) قال : لها أنين من شدة حرها (٣).
وقال عبد السلام بن صالح الهروي ، قلت للرضا عليهالسلام : يا بن رسول الله ، فأخبرني عن الجنة والنار ، أهما اليوم مخلوقتان؟ فقال : «نعم ، وإن
__________________
(١) بصائر الدرجات : ص ٣٧٦ ، ٨ و ٣٧٩ ، ١٧ ، الاختصاص : ص ٣٠٤.
(٢) قرب الإسناد : ص ٩.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٤٥.