* س ١١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) (٢٠) [سورة الأحقاف : ٢٠]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها) قال : أكلتم وشربتم ولبستم وركبتم ، وهي في بني فلان : (فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ) ، قال : العطش (بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ)(١).
وقال محمد الباقر عليهالسلام : «أنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام أتى بخبيص (٢) ، فأبى أن يأكل ، فقالوا له : أتحرّمه؟ قال : لا ، ولكني أخشى أن تتوق إليه نفسي فأطلبه ثم تلا هذه الآية : (أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها)(٣).
وقال الأحنف بن قيس : دخلت على معاوية ، فقدم إلي من الحلو والحامض ما كثر تعجبي منه ، ثم قدم لونا ما أدري ما هو ، فقلت : ما هذا؟ فقال : مصارين البط محشوّة بالمخ ، قد قلي بدهن الفستق ، وذر عليه الطبرزد (٤) ، فبكيت ، فقال : ما يبكيك؟ فقلت : ذكرت عليا عليهالسلام ، بينا أنا عنده ، فحضر وقت إفطار فسألني المقام ، إذ دعا بجراب مختوم ، فقلت : ما
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٨.
(٢) الخبيص : الحلواء المخبوصة من التمر والسّمن. «المعجم الوسيط ـ خبص ـ ج ١ ، ص ٢١٦.
(٣) أمالي المفيد : ص ١٣٤ ، ح ٢.
(٤) الطبرزد : السكر الأبيض ، فارسية. «أقرب الموارد : ج ١ ، ص ٦٩٦.