مهّدا ، يتلاعنان في دورهما ، ويتبرّأ كل منهما من صاحبه ، يقول لقرينه : (يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) ، فيجيبه الأشقى على رثوثة : (يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) ، فأنا الذكر الذي عنه ضلّ ، والسبيل الذي عنه مال ، والإيمان الذي به كفر ، والقرآن الذي إيّاه هجر ، والدّين الذي به كذب ، والصراط الذي عنه نكب (١).
وقال أبو جعفر : «ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم ، إنكم في العذاب مشتركون (٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام ـ في حديث يذكر فيه حال الكافرين يوم القيامة ـ قال : «ثم يدفع ـ يعني الكافر ـ في صدره دفعة ، فيهوي على رأسه سبعين ألف عام حتى يواقع الحطمة ، فإذا واقعها دقّت عليه وعلى شيطانه ، وجاذبه الشيطان بالسلسلة ، كلما رفع رأسه ونظر إلى قبح وجهه ، كلح في وجهه ، قال : فيقول : (يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) ، ويحك كما أغويتني أحمل عني من عذاب الله من شيء. فيقول : يا شقي ، كيف أحمل عنك من عذاب الله من شيء ، وأنا وأنت في العذاب مشتركون (٣).
* س ١١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٤٠) فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (٤١) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ) (٤٢) [سورة الزخرف : ٤٠ ـ ٤٢]؟!
الجواب / ١ ـ قال الشيخ الطبرسي (رحمهالله) : (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ٢٧ ، ح ٤.
(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٥٥٧ ، ح ١٣.
(٣) الاختصاص : ص ٣٦٢.