وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لبعض أصحابه : «سلموا على علي بإمرة المؤمنين. فقال رجل من القوم : لا والله لا تجتمع النبوة والإمامة ـ وقيل والخلافة ـ في أهل بيت أبدا. فأنزل الله عزوجل : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)(١).
وروى عبد الله بن عباس ، أنه قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخذ عليهم الميثاق مرتين لأمير المؤمنين عليهالسلام ، الأولى : حين قال : «أتدرون من وليكم من بعدي؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : «صالح المؤمنين. وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وقال : «هذا وليكم بعدي.
والثانية : يوم غدير خم يقول : «من كنت مولاه فهذا علي مولاه. وكانوا قد أسروا في أنفسهم وتعاقدوا : أن لا نرجع إلى أهل هذا البيت هذا الأمر ، ولا نعطيهم الخمس ؛ فأطلع الله نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم على أمرهم ، وأنزل عليه : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)(٢).
* س ٢٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (٨١) [سورة الزخرف : ٨١]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إن الله جل وعز لما أراد أن يخلق آدم عليهالسلام أرسل الماء على الطين ، ثم قبض قبضة فعركها ، ثم فرقها فرقتين بيده ، ثم ذرأهم فإذا هم يدبون. ثم رفع لهم نارا ، فأمر أهل الشمال أن يدخلوها ، فذهبوا إليها فهابوها ولم يدخلوها ، ثم أمر أهل اليمين أن يدخلوها ، فذهبوا فدخلوها. فأمر الله عزوجل النار فكانت عليهم بردا
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٥٧٢ ، ح ٤٨.
(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٥٧٢ ، ح ٤٩.